- *
- أ
- ب
- ت
- ث
- ج
- ح
- خ
- د
- ر
- ز
- س
- ش
- ص
- ض
- ط
- ع
- غ
- ف
- ق
- ك
- ل
- م
- ن
- ه
- و
- ي
استِسلَامُ القُوَّاتِ اليَابَانِيَّةِ في نانجِينْغ
Surrender of Japanese Forces in Nanjing
أرسلَ «تشِيَانْغ كَاي شِيك -Chiang Kai-shek» فِي عامِ 1945م «هِي يِنْغتشِين -He Yingqin» القائدَ الأعلَى للجَّيشِ الصِّينيِّ لقبولِ استسلامِ القُوَّاتِ اليابانيَّةِ الغازيةِ فِي «نَانجِينْغ -Nanjing» نيابةً عنِ القائدِ الأعلى لمسرحِ العمليَّاتِ الصِّينيِّ.
الأحداث السياسيةالأَمَانَةُ الرَّئِيسَةُ
Grand Secretariat
مؤسَّسةٌ حكوميَّةٌ في الصِّينِ القديمةِ أُنشئتْ رسميّاً في عهدِ أسرةِ «مِينْغ -Ming»، فمنْ أجلِ تعزيزِ سلطةِ الدَّولةِ وإحكامِ قبضَتِهِ عليْهَا، أنشأَ «تشُو يُوَانْ تشَانْغ -Zhu Yuanzhang» (الإمبراطورُ المُؤسِّسُ لأسرةِ «مِينْغ -Ming») عدداً مِنَ الأُمناءِ العامِّين باعتبارِهم مستشارِينَ لَه، وسيراً علَى تقاليدِ أُسرةِ سُونْغ، كانتْ الألقابُ تُمنحُ لَهم وفقَ أسماءِ القاعاتِ والغُرفِ الإمبراطوريَّةِ الَّتي كانتْ بمنزلة مكاتِبَ لَهم، كقاعةِ الظُّلَّةِ، وقاعةِ المجدِ العسكريَّةِ، وقاعةِ التَّجرُّدِ الأدبيِّ، وقاعةِ الشَّرقِ. وبعدَ أنِ اعتلَى «شِينْغ تُسُو -Chengzu» سدَّةَ الحُكمِ في البلادِ في عامِ 1402م، وظَّفَ عدداً مِنْ كبارِ الأمناءِ مِنْ أكاديميَّةِ هَانْلِين في قاعةِ التَّجرُّدِ الأدبيِّ لمساعدتِه في الأمورِ السِّرِّيَّةِ، ولأنَّ القاعةَ كانتْ في الجزءِ الدَّاخليِّ منْ مَجمعِ القصرِ الإمبراطوريِّ، فإنَّ هذَا المكتبَ كانَ يُدعَى «المجلسَ الاستشاريَّ الدَّاخليَّ»، وعُرِفُ بينَ العامَّةِ باسمِ «الأمانةِ الرَّئيسةِ -Grand Secretariat»، وقد تطوَّرتْ تدريجيّاً لتصبحَ المؤسَّسةَ الرَّئيسةَ الَّتي تساعدُ الإمبراطورَ في اتِّخاذِ القرارِ. وقدْ بدأَ العملُ بهذَا النِّظامِ في منتصفِ عهدِ أسرةِ «مِينْغ -Ming»، وعُرِفتْ أمانةُ الإشرافِ علَى المكتبِ في ذلك الزَّمانِ باسمِ «المستشارِ الرَّئيسِ» (شُوفُو -Shoufu)، بينَما عُرِف نائبُه باسمِ «نائبِ المستشارِ الرَّئيسِ»، في حينِ عُرِفَ البقيَّةُ باسمِ «المستشارِينَ الرَّئيسينَ». وقدْ تحوَّلَ هذَا المنصبُ فيمَا بعدُ إلى منصبِ الاستشاريَّةِ، وتمتَّعَ أعضاؤُه بعددٍ مِنَ الوظائفِ والمناصبِ داخلَ البلاطِ الإمبراطوريِّ. وقدْ سارتْ حكومةُ أسرةِ «شِينْغ -Qing» الَّتي تلَتْ هذِه الأسرةَ علَى نفسِ النَّهجِ فيمَا يتعلَّقُ بهذَا المنصبِ، حيثُ كانَ شاغلُو هذَا المنصبِ همُ أعلَى المسؤولِينَ المدنيِّينَ رُتبةً، وفي عامِ 1911م أُدمجَ منصبُ «المستشارِ الرَّئيسِ» في مجلسِ الدَّولةِ، وغُيِّرَ هذَا الأخيرُ إلَى «الأمانةِ الرَّئيسةِ التَّنفيذيَّةِ»، الَّتي أصبحتْ أعلَى هيئةٍ حكوميَّةٍ. وبعدَ سقوطِ نظامِ «شِينْغ -Qing» أسَّستِ الحكومةُ الغربيَّةُ في عامِ 1912م أمانتَها الرَّئيسةَ الَّتي تتألَّفُ منْ جميعِ الوزراتِ ومجلسِ الدَّولةِ وهيئاتِها الفرعيَّةِ، وفي الثَّالثِ منْ شهرِ يونيُو/حزيران منْ عامِ 1928م انتهتْ آخِرُ أمانةٍ رئيسةٍ معَ انهيارِ الحكومةِ الشَّماليَّةِ.
الأحداث السياسيةأُمرَاءُ الحَربِ الشَّمَالِيُّونَ
Northern Warlords
هو فصيلُ أمراءِ الحربِ الإقطاعيُّ الَّذي أنشأَه «يُوَان شِيكَاي -Yuan Shikai». ففي عامِ 1895م، أرسلَتْ حكومةُ «تشِينْغ -Qing» «يُوَان شِيكَاي -Yuan Shikai» إلَى «تشِيَاوْتشَان -Xiaozhan» بِـ«تِيَانْجِين -Tianjin» لإنشاءِ جيشٍ جديدٍ وتدريبِهِ تحتَ إمرةِ وزيرِ «بِيَانْغ -Beiyang». وفي عامِ 1901م، تمَّ تعيينُ «يُوَان -Yuan» مُشرِفاً علَى الموانئِ الشَّماليَّةِ، وتمَّتْ تسميةُ الجيشِ الَّذي أسَّسَهُ باسمِ الجيشِ الشَّماليِّ. وفي عامِ 1905م، قامَ «يُوَان -Yuan» بتقسيمِ جيشِه الشَّماليِّ إلَى ستَّةِ أقسامٍ ووضعَها تحتَ سيطرتِه وحدَه. وبعدَ انتفاضةِ «تشَانغ -Wuchang» في عامِ 1911م، سطَا «يُوَان -Yuan» علَى ثمارِ الثَّورةِ بسببِ قوَّةِ جيشِه الشَّماليِّ ولدعمِه مِنْ قِبَلِ القوَى الإمبرياليَّةِ، فجعلَ الصِّينَ تعيشُ فِي ظلِّ حكمِه العسكريِّ المعروفِ فِي التَّاريخِ الصِّينيِّ باسمِ أمراءِ الحربِ الشَّماليِّينَ. وبعدَ وفاةِ «يُوَان -Yuan» فِي عامِ 1906م، انقسمَ أمراءُ الحربِ الشَّماليُّونَ إلَى عدَّةِ فصائلَ فِي المقاطعةِ. ومعَ ظهورِ القوَى الإمبرياليَّةِ هيَ الأخرَى، شنَّتْ فصائلُ الحربِ هذِه حرباً تلوَ الأخرَى ضدَّ بعضِها منْ أجلِ السُّلطةِ والثَّرواتِ. وفِي عامِ 1926م، أطلقتْ حكومةُ «الكُومِينتَانغ -Kuomintang» الَّتي تتَّخذُ مِنْ «غُوَان غدُونغ -Guangdong» مقرّاً لهَا، الحملةَ الشَّماليَّةَ، حيثُ قامتْ بتوجيهِ ضربةٍ مُدمِّرةٍ لأمراءِ الحربِ الشَّماليِّينَ. وفِي عامِ 1928م، سحبَ «تشَانْغ زُولِين -Zhang Zuolin» قوَّاتِه العسكريَّةَ فِي «فِنْغِتِيَان -Fengtian» إلَى شمالِ شرقِ الصِّينِ، فقامَ جيشُ «كُوَانْتُونغ اليَابَانِيُّ -Japanese Kwantung» بالقضاءِ عليهَا فِي حادثِ «هُوَانْغ غُوتُون -Huanggutun». فانتهَتْ بذلك حِقبةُ حكمِ أمراءِ الحربِ الشَّماليِّينَ.
الأحداث السياسيةانْتِفَاضَةُ حَصَادِ الخَرِيفِ
Autumn Harvest Uprising
ثورةٌ مسلَّحةٌ في منطقةٍ مُتاخِمةٍ لمحافظتَيْ «هُونَان -Hunan» و«جِيَانْغِشِي -Jiangxi»، وقدْ خطَّط لها «مَاو تِسِي تُونْغ -Mao Zedong» واللَّجنةُ الإقليميَّةُ للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ في «هُونَان -Hunan» منْ أجلِ التَّصدِّي للقمعِ الدَّمَويِّ المُوجَّهِ ضدَّ الشُّيوعيِّينَ وجموعِ العمَّالِ والقرَوِيِّينَ مِنْ قِبَلِ الحزبِ القوميِّ الصِّينيِّ الحاكمِ «الكُومِينْتَانْغ -Kuomintang»، ومنْ أَجْلِ المُضيِّ قُدُماً بثورةِ الصِّينِ، تُعرَفُ هذِه الثَّورةُ أيضاً باسمِ انتفاضةِ حَصادِ الخريفِ على حدودِ «هُونَان جِيَانْغشِي -Hunan Jiangxi»، وكانتْ تحتَ توجيهِ «مَاوْ تِسِي تُونْغ -Mao Zedong» سكرتيرِ اللَّجنةِ الأماميَّةِ للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ، وتحت قيادة «لُو دِيمِنْغ -Lu Deming». بدأتْ قوَّاتُ الانتفاضةِ في التَّاسعِ مِنْ سبتمبر/أيلول عام 1927م بالاقترابِ مِن «شَانْغشَا -Changsha»، قادمةً مِنْ «تِشِي شُوِي -Xiushui» و«أَنِيُوَن -Anyuan» و«تُونْغُو -Tonggu» وغيرِها منَ المناطقِ، غيرَ أنَّها عانَتْ بعضَ الانتكاساتِ جرَّاءَ الأغلبيَّةِ السَّاحقةِ للقُوَّاتِ الحكوميَّةِ، وفي التَّاسعَ عَشَرَ مِنْ سبتمبرَ/أيلول، دعَا «مَاو -Mao» إلى عقدِ اجتماعٍ للَّجنةِ الأماميَّةِ للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ في «وُنْجِيَاشِي -Wenjiashi» و«لِيُويَانْغ -Liuyang»، وقرَّر إلغاءَ المسيرةِ في «شَانْغشَا -Changsha»، ومِنْ ثَمَّ وجَّهَ الثُّوَّارَ نحو جبالِ «جِينْغ غانْغ -Jinggang» حيث تَضعُفُ السَّيطرةُ الحكوميَّةُ. وصلتْ قوَّاتُ الثُّوَّارِ -عددها تقريباً ألفُ ثائرٍ- إلى قريَةِ «سَانُوَان -Sanwan» في مقاطَعةِ «يُونْغ شِين -Yongxin» التَّابعةِ لمحافَظةِ «جِيَانْغِشِي -Jiangxi» في التَّاسعِ والعشرِينَ مِنْ سبتمبرَ/أيلول، وتمَّ التَّعرُّفُ علَى هؤلاءِ الثُّوَّارِ، وإنشاءُ فرعٍ مِنَ الحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ على كلِّ مستوىً مِنْ أجلِ تقويَةِ الإشرافِ والقيادةِ، وتحتَ قيادةِ كلٍّ مِنَ الحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ «CPC» و«مَاو تسِي تُونْغ -Mao Zedong»، شرعتْ هذِه القوَّاتُ في إنشاءِ قواعدَ ثَوْريَّةٍ في جبالِ «جِينْغ غانْغ -Jinggang».
الأحداث السياسيةانتِفَاضَةُ لِي سيتشِنغ
Li Zicheng’s Uprising
انتفاضةٌ ذائعةُ الصِّيتِ قامَ بِها القرويُّونَ فِي أواخرِ عهدِ أسرةِ «مينْغ -Ming». ولدَ «لِي سِيتْشِنْغ -Li Zicheng» (1606م–1645م)، واسمُه الحقيقيُّ «لِي هُونْغجي -Li Hongji»، فِي مقاطعةِ «مِيتْسِي -Mizhi» التَّابعةِ لمحافظةِ «شَانْشِي -Shaanxi». اعتادَ «لي -Li» فِي صغرِه رَعْيَ الغنمِ لأحدِ الملَّاكِ المحلِّيِّينَ، مَا جعلَه يعانِي شتَّى أنواعِ المعاملةِ السَّيِّئةِ. انضمَّ لِي بعدَ ذلكَ إلَى جيشِ المتمرِّدِ «غَاو يِيِنْغ شِيَانْغ -Gao Yingxiang» الَّذي حصلَ علَى لقبِ «دَاشِينْغ الْمَلِكِ -Dashing King» للشَّجاعةِ، ليصبحَ واحداً من ثمانية قادةٍ لجيوشِ «غَاو -Gao»، ونال شهرةً كبيرةً، فكانَ النَّاسُ يصطفُّونَ لتحيَّتِه إذا رأوه. وفِي عامِ 1644م، أسَّسَ «لِي -Li» أسرةَ «شُون -Shun»، وأعلنَ نفسَه إمبراطوراً، ثمَّ قادَ جيشاً قوامُه مليونُ مقاتلٍ وعبَرَ النَّهرَ الأصفرَ وسار صَوْبَ «تَاي يوَان -Taiyuan»، وبعدَ الاستحواذِ عليهَا، قسَّم جيشَه إلَى فرعَيْنِ منْ أجلِ غزوِ «بِكِينَ -Beijing» عاصمةِ دولةِ «مِينْغ -Ming»، بَيدَ أنَّ الغرورَ تسلَّل إلَى نفسِ «لِي -Li» وجنرلاتِه، مَا أدَّى إلَى هزيمتِهِم هزيمةً ساحقةً علَى يدِ قوَّاتِ «مَانْتشُورِيَان -Manchurian» العسكريَّةِ الَّتي قادَها الجنرالُ «وُو سَانْغُوِي -Wu Sangui» أحدُ الجنرالاتِ التَّابعِينَ للإمبراطورِ «مِينْغ -Ming» فِي ممرِّ «شَانْهَاي غُوَان -Shanhaiguan». وفِي عامِ 1645م، قُتِلَ «لِي -Li» بالقربِ منْ جبالِ «جِيُوغُونغ -Jiugong» فِي «خُوبَي -Hubei»، وكانَ يبلغُ مِنَ العمرِ حينِها 39 عاماً، وقَدْ واصَلتْ فلولُ قوَّاتِه السَّيرَ علَى خُطَاه منْ أجلِ تحقيقِ هدفِه وذلكَ لسنواتٍ عديدةٍ، بَيدَ أنَّها باءَتْ بالفشلِ فِي نهايةِ الأمرِ.
الأحداث السياسيةانتِفاضَةُ نَانْشَانغ
Nanchang Uprising
هــيَ انتفاضةٌ مُسلَّحةٌ شنَّتْها بعضُ قوَّاتِ حــزبِ «الكُومِينْتَانْغ -Kuomintang» الثَّوريَّةِ في «نَانْشَانغ -Nanchang» في مقاطعةِ «جِيَانْغِشِي -Jiangxi» تحتَ قيادةِ الحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ أثناءَ حربِ الثَّورةِ الزِّراعيَّةِ. ففي أبريلَ ويوليُو عامِ 1927م، توالتِ الخيانةُ منْ جانبِ جماعاتِ «شِيَانْغ كَايْ شِيك -Chiang Kai-shek» و«وَانْغ جِنْغُوِي -Wang Jingwei» في حزبِ «الكُومِينْتَانغِ -Kuomintang»، وتسبَّبت بإجهاضِ الثَّورةِ الَّتي جاءتْ جهداً مشتركاً بينَ الحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ وحزبِ «الكُومِينتَانغ -Kuomintang» منْ خلالِ التَّعاونِ الأوَّلِ منْ نوعِه بينَهُما. ومِنْ أجلِ المقاومةِ ضدَّ الخونة من حزبِ «الكُومِينْتَانْغِ -Kuomintang» ومنعِهم مِنْ قتلِ الشُّيوعيِّينَ والأعدادِ الغفيرةِ مِنَ العمَّالِ والمزارعِينَ، ومنْ أجلِ المُضيِّ بالصِّينِ قُدُماً علَى طريقِ الثَّورة، بدأَ أكثرُ مِنْ 20 ألفَ جنديٍّ منْ جيشِ الحملةِ الشَّماليَّةِ انتفاضةً مسلَّحةً في «نَانْشَانْغ -Nanchang» تحتَ قيادةِ «تشُو إِنْلَاي -Zhou Enlai» و«هِيِ لُونْغ -He Long» و«يِي تِينْغ -Ye Ting» و«تشُو دِي -Zhu De» و«لِيُو بُوشِينْغ -Liu Bocheng» في الأوَّلِ منْ أغسطسَ/آب 1927م. وتحتَ قيادةِ «تشُو -Zhou» رئيسِ اللَّجنةِ العليَا للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ، سيطرتِ القوَّاتُ المتمرِّدةُ علَى «نَانْشَانغ -Nanchang» بعد قتالٍ عنيفٍ دامَ أكثرَ منْ أربعِ ساعاتٍ. وفي الخامسِ منْ أغسطسَ/آب، انسحبتِ القوَّاتُ الثَّوريَّةُ منْ «نَانْشَانغ -Nanchang» وزحفتْ إلَى «غُوَانْغ دونغ -Guangdong» كمَا كانَ مقرَّراً في الأصلِ، كمَا وصلتْ بعضُ القوَّاتِ إلى «بِكِين -Beijiang» و«هَالُوفِينْغ -Hailufeng» وبعضِ المناطقِ الأخرَى في «غُوَانْغ دُونغ -Guangdong» منِ أجلِ مواصلةِ نضالِهم، بينَما وصلتِ القوَّاتُ المتبقِّيةُ بقيادةِ «تشُو دِي -Zhu De» و«تشِن يِي -Chen Yi» إلى جبالِ «جِينغ غَانغ -Jinggang» لكَي تنضمَّ القوَّاتُ إلى جيشِ العمَّالِ والمزارعِينَ الثَّوريِّ بقيادةِ «مَاوْ تسِي تُونْغ -Mao Zedong». وقد شكَّلتْ الانتفاضةُ بدايةَ قيادةِ الحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ المستقلَّةِ للحروبِ الثَّوريَّةِ وجهودِه الرَّاميةِ إلى تأسيسِ جيشٍ ثوريٍّ، كمَا سلَّطتِ الضَّوءَ علَى النَّضالِ المسلَّحِ للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ ضدَّ القياداتِ الرَّجعيَّةِ لحزبِ الكُومِينْتَانْغِ (KMT).
الأحداث السياسيةبَلَدٌ وَاحِدٌ، نِظَامَانِ مُخْتَلِفَانِ
One country, Two systems
هَذِه هِي الصِّيغةُ المختصَرةُ للمفهومِ العلميِّ للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ والحكومةِ حولَ كيفيَّةِ تحقيقِ إعادةِ التَّوحيدِ الوطنيِّ، وكيفيَّةِ حلِّ قضيَّةِ «تَايْوَان -Taiwan» و«هُونْغ كُونْغ -Hong Kong» و«مَاكَاو -Macao». وهذَا يعنِي أنَّه علَى افتراضِ أنَّ هناكَ صِينَ واحدةً، فإنَّ علَى الإدارةِ الرَّئيسةِ للبلادِ أنْ تلتزمَ بالنِّظامِ الاشتراكيِّ، وذلكَ فِي الوقتِ نفسِهِ الَّذي ستقومُ فِيه «تَايْوَان -Taiwan» و«هُونْغ كُونْغ -Hong Kong» و«ماكاو -Macao»، باعتبارِها جزءاً أساسيّاً منْ جمهوريَّةِ الصِّينِ، بالإبقاءِ علَى النِّظامِ الرَّأسماليِّ الحاليِّ وأساليبِ الحياةِ دونَ تغييرٍ لمدَّةٍ طويلةٍ فِي شكلِ منطقةٍ إداريَّةٍ خاصَّةٍ، وستحصلُ علَى درجةٍ عاليةٍ من الاستقلاليَّةِ. وقدْ وضعَ «دِنغ شِيَاو بِنْغ -Deng Xiaoping» مبدأَ «بلدٌ واحدٌ، نظامَان مختلفانِ»، والَّذي يُعدُّ جزءاً مهمّاً مِنَ النَّظريَّةِ الاشتراكيَّةِ ذاتِ الخصائصِ الصِّينيَّةِ. وتشتملُ عناصرُهُ الأساسيَّةُ علَى الجوانبِ الثَّلاثةِ الآتيةِ: (1) مصطلحُ «دولةٌ واحدةٌ» هو المتطلَّبُ الأساسيُّ وأساسُ المفهومِ، ويعنِي أنَّه لا يوجدُ سوَى صِينَ واحدةٍ، وأنَّ كلّاً منْ «هُونْغ كُونْغ -Hong Kong» و«مَاكَاو -Macao» و«تَايْوَان -Taiwan» تَتْبَعُ العَلمَ الوطنيَّ، ووحدةَ السِّيادةِ الوطنيَّةِ لجمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ، وأنَّه لا يحقُّ لأيَّةِ دولةٍ سوَى جمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ وحكومتِها المركزيَّةِ أنْ تمثِّلَ الصِّينَ فِي المجتمعِ الدُّوليِّ. (2) وجودُ نظامَيْنِ في الوقتِ نفسِهِ، يتمُّ تطبيقُ النِّظامِ الاشتراكيِّ فِي الجزءِ الرَّئيسِ الَّذي يمثِّلُ مركزَ الهيمنةِ فِي الصِّينِ، وذلكَ فِي الوقتِ الَّذي تقومُ فيه كلٌّ منْ «هُونْغ كُونْغ -Hong Kong» و«مَاكَاو -Macao» و«تَايْوَان -Taiwan» بتطبيقِ النِّظامِ الرَّأسماليِّ. وسوفَ يتأقلمُ النِّظامانِ لمدَّةٍ طويلةٍ، وهما يتَّصفانِ بالتَّبادليَّةِ والمنفعةِ المشتركةِ.
الأحداث السياسيةالتَّحرِيرُ السِّلمِيُّ للتِّبتِ
Peaceful Liberation of Tibet
إنَّ الدُّخولَ السِّلميَّ لجيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ الصِّينيِّ إلى التِّبتِ وإقامةَ ثكناتِهِ العسكريَّةِ هناكَ وفقَ الاتِّفاقِ الَّذي تمَّ التَّوصُّلُ إليْه في آخرِ عامِ 1951م بينَ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ الصِّينيَّةِ والسُّلطاتِ المَحلِّيَّةِ فِي التِّبتِ، كانَ بمنزلَةِ تحريرٍ للـ«التِّبتِ -Tibet» بأكملِها. وفِي الأوَّل منْ أكتوبرِ/تشرين الأول عامِ 1949م، أرسلَ «تشُوكِي غِيَالتِسِين -Chokyi Gyaltsen»، «بَانْتِشِن إِرْدِينِي -Panchen Erdeni» العاشرُ، أثناءَ إقامتِه المؤقَّتةِ فِي «تشِينْغهَاي -Qinghai»، برقيَّةً إلَى «مَاو تِسِي دُونْغ -Mao Zedong»، رئيسِ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ آنذاكَ، و«تُشُو دِي -Zhu De»، القائدِ الأعلَى لجيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ آنذاكَ، مُعرِباً فيهَا بوضوحٍ عنْ دعمِهِ للحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ، وطلبَ تحريرَ التِّبْتِ منْ قبلِ جيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ فِي أقربِ وقتٍ ممكنٍ. ومعَ ذلكَ، قامتْ قوَّاتٌ أجنبيَّةٌ بتحريضِ الانفصاليِّينَ الَّذِينَ يشغلُونَ مناصبَ عُليَا فِي حكومةِ التِّبْتِ للتَّخطيطِ لاستقلالِ التِّبْتِ، فحاولَ الانفصاليُّونَ بكلِّ السُّبلِ مقاومةَ تحريرِ التِّبْتِ عنْ طريقِ جيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ، وكانَ زعيمُهم الأميرَ الحاكمَ «دَاتُشُوَا -Dazha» («سَتَاغ -Stag» – «برَاغ -Brag» – «نغَاغ -Ngag» – «دبَانْغ -Dbang» - «غُسُونْغ -Gsung» - «رَاب -Rab»). وفِي ضوءِ تاريخِ «التِّبْتِ -Tibet» وضعَتِ الحكومةُ الشَّعبيَّةُ المركزيَّةُ مبادِئَها للتَّحريرِ السِّلميِّ للـ«تِّبْتِ -Tibet». وفِي يوليُو/تموز 1950م، تطوَّع بَوذَا الحيُّ «لُوبَسَانْغ تِينْزِين -Lobsang Tenzin»، وهُو عضوُ اللَّجنةِ العسكريَّةِ والسِّياسيَّةِ للجّنوبِ الغربيِّ، ونائبُ حاكمِ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ لمقاطعةِ «شِيكَانْغ -Xikang» (الَّتي ضُمَّتْ إلَى مقاطعةِ «سِيتُشُوَان -Sichuan» فِي عامِ 1952م)، تطوَّع بالذَّهابِ إلَى التِّبْتِ والتَّحدُّثِ معَ «تِينْزِين غِيَاتْسُو -Tenzin Gyatso»، راهبِ «الدَّالاي لَاما -Dalai Lama» الرَّابعَ عشرَ، لقبولِ المبادئِ الَّتي اقترحَتْها الحكومةُ الشَّعبيَّةُ المركزيَّةُ بشأنِ التَّحريرِ السِّلميِّ للتِّبْتِ، لكنَّه لسوءِ الحظِّ لقِيَ حتفَه إثرَ قيامِ عناصرَ معاديةٍ بدسِّ السُّمِّ لَه عندَ وصولِه إلَى «تشَامْدُو -Qamdo». ولإيقافِ دخولِ جيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ إلَى التِّبْتِ، قامَ «دَاتشُوَا -Dazha» بتجميعِ كلِّ القوَّاتِ تحتَ قيادةِ حكومةِ الـ«تِّبْتِ -Tibet» فِي «تشَامْدُو -Qamdo» والمناطقِ المحيطةِ بهَا، علَى أملِ إظهارِ مهارةِ تخطيطِهِ الحربيِّ فِي معركةٍ ميؤوسٍ منهَا منْ خلالِ استخدامِ نهرِ «جِينْشَا -Jinsha» كخندقٍ طبيعيٍّ. ولمْ يبقَ خيارٌ أمامَ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ سوَى أنْ تطلبَ منْ جيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ إطلاقَ حملةِ «تشَامْدُو -Qamdo» الَّتي بدأتْ فِي 16 أكتوبرَ/تشرينَ الأوَّل، واستمرَّتْ لمدَّةِ عشرةِ أيَّامٍ بلياليهَا، وانتهَتْ بتحريرِ «تشَامْدُو -Qamdo» بعدَ القضاءِ علَى القوَّةِ الرَّئيسةِ لجيشِ الـ«تِّبْتِ -Tibet» وثورةِ فوجٍ كاملٍ منْ ضبَّاطِ التِّبْتِ وجنودِها. وقدْ وُضِعَ هذَا الأساسُ للتَّحريرِ السِّلميِّ للـ«تِّبْتِ -Tibet». وفِي 14 نوفمبَر/تشرينَ الثَّاني 1950م، تنحَّى «دَاتْشُوَا -Dazha» وتولَّى «دَالَاي -Dalai» زمامَ الحكمِ. ونظراً للتَّشجيعِ المستمِرِّ منَ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ لـ«دَالَاي -Dalai» وضغوطِ الجماهيرِ العريضةِ منَ الوطنيِّينَ المحلِّيِّينَ منْ رجالِ الدِّينِ والعامَّةِ، قرَّرَ «دَالَاي -Dalai» إرسالَ وفدٍ منْ حكومةِ الـ«تِّبْتِ -Tiebt» بقيادةِ «نَغَابُوي نَغَاوَانْغ جِيغمِي -Ngapoi Ngawang Jigme» إلَى «بِكِينَ -Beijing» لإجراءِ مباحثاتٍ معَ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ بشأنِ المسائلِ المتعلِّقةِ بالتَّحريرِ السِّلميِّ لِلـ«تِّبْتِ -Tibet»، وعندَ وصولِ وفدِ حكومةِ الـ«تِّبْتِ -Tibet» إلَى «بِكِينَ -Beijing»، أرسلتِ الحكومةُ الشَّعبيَّةُ المركزيَّةُ وفدَها بقيادةِ «لِي وِيهَان -Li Weihan». وبدأتِ المفاوضاتُ فِي 29 أبريل/نيسان، وتُوِّجَتْ بعدَ تشاورٍ كاملٍ، بتوقيعِ الطَّرفَيْنِ علَى اتِّفاقيَّةِ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ وحكومةِ «التِّبْتِ -Tibet» المحلِّيَّةِ بشأنِ سبلِ التَّحريرِ السِّلميِّ للـ«التِّبْتِ -Tibet»، أو مَا يُطلَقُ عليهَا اختصاراً «اتِّفاقيَّةُ السَّبْعَ عشرةَ مادَّةً» فِي 23 مايُو/أيار. وعملاً بهذَا الاتِّفاقِ، انتقلَ جيشُ التَّحريرِ الشَّعبيُّ الصِّينيُّ بسلامٍ إلى أجزاءٍ مختلفةٍ منَ الـ«تِّبْتِ -Tibet»، وأعلنَ تحريرَه السِّلميَّ لها.
الأحداث السياسيةتَمَرُّدُ آنْشَي
An-Shi Rebellions
ثورةٌ قادَها «آنْ لُوشَان -An Lushan» و«شَي سِيمِينْغ -Shi Siming»، وهما جنرالانِ عسكريَّانِ، استمرَّتْ لمُدَّةِ ثمانيَةِ أعوامٍ «مِنْ عامِ 755م إلى 762م»، وأدَّتْ إلى انهيارِ حُكمِ أسرةِ «تَانْغ -Tang». يرجعُ السَّببُ وراءَ هذا الاضطرابِ بصورةٍ جزئيَّةٍ إلى الأخطاءِ الَّتي ارتكبَها الإمبراطورُ «شُوَانْزُونْغ -Xuanzong» في أواخرِ عهدِه، حيثُ انغمسَ في الملذَّاتِ وأشبعَ رغبةَ خليلتِهِ المفضَّلةِ «يَانْغ يُوهُوَان -Yang Yuhuan» بسَرَفٍ، كما أسندَ إدارةَ شؤونِ البلادِ إلى ابنِ عمِّها المُرتشي المستشارِ «يَانْغ قُوه تُشُونْغ -Yang Guozhong».
الأحداث السياسيةثَوْرَةُ 1911
Revolution of 1911
هيَ حملةٌ ديمقراطيَّةٌ بقيادةِ الثَّوريِّينَ البُرجوازيِّينَ الصِّينيِّينَ، وعلى رأسِهِم الدّكتورُ «سُون يَات سِين -Sun Yat sen». وقد أُسِّسَتْ أوَّلُ منظَّمةٍ لهؤلاءِ الثَّوريِّينَ، وهي«جَمْعِيَّةُ نَهْضَةِ الصِّينِ»، علَى يدِ الدّكتور سُون فِي عامِ 1894م. وفِي عامِ 1905م، أنشَؤُوا رَابِطَةَ الثَّورَةِ الصِّينِيَّةِ فِي «طُوكْيُو -Tokyo» بهدفِ «الإِطَاحَةِ بِنِظَامِ تشِينْغ، وتَأسِيسِ الجُمهورِيَّةِ الصِّينِيَّةِ، وتوزيعِ الأراضِي بالتَّساوِي بينَ الشَّعبِ». ولمْ تقُمِ الرَّابطةُ بنشرِ المفاهيمِ الثَّوريَّةِ فقط، بلْ أطلقَتْ أيضاً مَا يزيدُ علَى عشرِ انتفاضاتٍ فِي أماكنَ مثلِ «بِينْغ شِيَانْغ -Pingxiang»، و«لِيُويَانْغ -Liuyang»، و«لِيلِينْغ -Liling»، و«هُوَانْغ غَانْغ -Huanggang»، و«فَانْغ تشِنْغ -Fangcheng»، و«هِيكُو -Hekou»، وفِي عامِ 1911م، نظَّمَ الشَّعبُ فِي مقاطعةِ «سِيتشُوَان -Sichuan» «حَرَكَةَ حِمَايَةِ السِّكَكِ الحَدِيدِيَّةِ» ضدَّ خطَّةِ حكومةِ «تشِينْغ -Qing» لنقلِ التَّحكُّمِ فِي مشاريعِ السِّككِ الحديديَّةِ المحلِّيَّةِ إلَى البنوكِ الأجنبيَّةِ. وقدْ أشعلتْ هذِه القضيَّةُ الوطنيَّةُ بعدَ وقتٍ قليلٍ ثورةَ 1911م، حيثُ خرجَ الثَّوريُّونَ فِي الجيشِ الجديدِ بمقاطعةِ خوبِي بسلاحِهِم فِي «وُوتشَانْغ -Wuchang» فِي العاشرِ مِنْ أكتوبر/تشرين الأوَّل، وحقَّقُوا انتصاراً فِي اليومِ التَّالِي عندَمَا أحكمُوا قبضتَهم علَى المنطقةِ. وسرعانَ مَا انضمَّ رفقاؤُهُم فِي مقاطعاتٍ أخرَى لتأييدِ القضيَّةِ. وفِي يومِ رأسِ السَّنةِ الجديدةِ، أعلنَ الثَّوريُّونَ الصِّينيُّونَ فِي «نَانْجِينْغ -Nanjing» تأسيسَ جمهوريَّةِ الصِّينِ وحكومتِها المُؤقَّتةِ برئاسةِ «د. سُون -Dr.Sun». وفِي 12 فبراير/شباط، تنحَّى الإمبراطورُ «شُوَانْتونْغ -Xuantong» عنِ العرشِ، ليكونَ هذَا إيذاناً بانتهاءِ نظامِ حكمِ أسرةِ تشِينْغ الَّذي استمرَّ 268 عاماً، فضلاً عنِ انتهاءِ النِّظامِ الملكيِّ الإقطاعيِّ الَّذي استمرَّ آلافَ السِّنين فِي الصِّينِ. ومعَ ذلكَ، سقطتْ ثمارُ الثَّورةِ بعدَ وقتٍ قليلٍ علَى يدِ «يُوَان شِيكَاي -Yuan Shikai».
الأحداث السياسية