تَمَرُّدُ آنْشَيAn-Shi Rebellions
ثورةٌ قادَها «آنْ لُوشَان -An Lushan» و«شَي سِيمِينْغ -Shi Siming»، وهما جنرالانِ عسكريَّانِ، استمرَّتْ لمُدَّةِ ثمانيَةِ أعوامٍ «مِنْ عامِ 755م إلى 762م»، وأدَّتْ إلى انهيارِ حُكمِ أسرةِ «تَانْغ -Tang». يرجعُ السَّببُ وراءَ هذا الاضطرابِ بصورةٍ جزئيَّةٍ إلى الأخطاءِ الَّتي ارتكبَها الإمبراطورُ «شُوَانْزُونْغ -Xuanzong» في أواخرِ عهدِه، حيثُ انغمسَ في الملذَّاتِ وأشبعَ رغبةَ خليلتِهِ المفضَّلةِ «يَانْغ يُوهُوَان -Yang Yuhuan» بسَرَفٍ، كما أسندَ إدارةَ شؤونِ البلادِ إلى ابنِ عمِّها المُرتشي المستشارِ «يَانْغ قُوه تُشُونْغ -Yang Guozhong».
استغلَّ هذه الحالة «آنْ لُوشَان -An Lushan» وهو الحاكمُ العسكريُّ للولاياتِ الثَّلاثِ (الأولى «بِينْغُلُو -Pinglu»، اسمُها حالياً مدينة شاويانغ وتتبع مقاطعة لياونينغ، والثّانية «فانيانغ -fanyang» وتقعُ اليومَ في مدينةِ «بِكِينَ -Beijing»، والثّالثة «هِيدُونْغ -Hedong» وتقعُ اليومَ في مدينةِ «تَاي يوَان -Taiyuan» في الجنوبِ الغربيِّ، وتتبعُ محافظةَ «شَنشِي -Shanxi»)، وكان يُنافسُ المستشارَ على السُّلطة، فاستحوذَ على «لُويَانْغ -Luoyang» و«تشَانْغَان -Chang’an»، وفي فبرايرَ/شباط مِن عامِ 757م، قُتِلَ «آنْ لُوشُان -An Lushan» على يدِ ابنِه «آنْ تشينْغشُو -An Qingxu»، ثم قَتَل «شَي سِيمِنْغ -Shi Siming» قاتلَ أبيه، بَيْدَ أنَّه نفسَه قدْ قُتِلَ على يدِ ولدِه «شَي شَاوِي -Shi Chaoyi». استغلَّتِ القوَّاتُ العسكريَّةُ الملَكيَّةُ هذا الاقتتالَ الدَّاخليَّ، ونجحتْ تحتَ قيادةِ «قُوه زِيِي -Guo Ziyi» و«لي قُوانْغ -Lee Kwang» في سحقِ جيشِ المُتمرِّدينَ مِراراً وتَكراراً.
في نوفمبرَ مِن عامِ 762م، انتحرَ «شَي شَاوِي -Shi Chaoyi» جرَّاءَ اليأسِ الَّذي أصابَه، فكانَ انتحارُه إيذاناً بانتهاءِ ثورةِ «آنْ شَي -An Shi»، ومعَ ذلكَ ظلَّتْ بقايا القوَّاتِ المُتمرِّدةِ على قيدِ الحياةِ، وقسَّمتِ الجزءَ الشَّماليَّ مِنَ الصِّينِ إلى مناطقَ شبهِ مُستقِلَّةٍ، ما تسبَّبَ في خُسرانِ إمبراطوريَّةِ «تَانْغ -Tang» لقُوَّتِها ومجدِها القديمِ.