التَّحرِيرُ السِّلمِيُّ للتِّبتِPeaceful Liberation of Tibet
إنَّ الدُّخولَ السِّلميَّ لجيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ الصِّينيِّ إلى التِّبتِ وإقامةَ ثكناتِهِ العسكريَّةِ هناكَ وفقَ الاتِّفاقِ الَّذي تمَّ التَّوصُّلُ إليْه في آخرِ عامِ 1951م بينَ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ الصِّينيَّةِ والسُّلطاتِ المَحلِّيَّةِ فِي التِّبتِ، كانَ بمنزلَةِ تحريرٍ للـ«التِّبتِ -Tibet» بأكملِها. وفِي الأوَّل منْ أكتوبرِ/تشرين الأول عامِ 1949م، أرسلَ «تشُوكِي غِيَالتِسِين -Chokyi Gyaltsen»، «بَانْتِشِن إِرْدِينِي -Panchen Erdeni» العاشرُ، أثناءَ إقامتِه المؤقَّتةِ فِي «تشِينْغهَاي -Qinghai»، برقيَّةً إلَى «مَاو تِسِي دُونْغ -Mao Zedong»، رئيسِ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ آنذاكَ، و«تُشُو دِي -Zhu De»، القائدِ الأعلَى لجيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ آنذاكَ، مُعرِباً فيهَا بوضوحٍ عنْ دعمِهِ للحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ، وطلبَ تحريرَ التِّبْتِ منْ قبلِ جيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ فِي أقربِ وقتٍ ممكنٍ. ومعَ ذلكَ، قامتْ قوَّاتٌ أجنبيَّةٌ بتحريضِ الانفصاليِّينَ الَّذِينَ يشغلُونَ مناصبَ عُليَا فِي حكومةِ التِّبْتِ للتَّخطيطِ لاستقلالِ التِّبْتِ، فحاولَ الانفصاليُّونَ بكلِّ السُّبلِ مقاومةَ تحريرِ التِّبْتِ عنْ طريقِ جيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ، وكانَ زعيمُهم الأميرَ الحاكمَ «دَاتُشُوَا -Dazha» («سَتَاغ -Stag» – «برَاغ -Brag» – «نغَاغ -Ngag» – «دبَانْغ -Dbang» - «غُسُونْغ -Gsung» - «رَاب -Rab»). وفِي ضوءِ تاريخِ «التِّبْتِ -Tibet» وضعَتِ الحكومةُ الشَّعبيَّةُ المركزيَّةُ مبادِئَها للتَّحريرِ السِّلميِّ للـ«تِّبْتِ -Tibet». وفِي يوليُو/تموز 1950م، تطوَّع بَوذَا الحيُّ «لُوبَسَانْغ تِينْزِين -Lobsang Tenzin»، وهُو عضوُ اللَّجنةِ العسكريَّةِ والسِّياسيَّةِ للجّنوبِ الغربيِّ، ونائبُ حاكمِ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ لمقاطعةِ «شِيكَانْغ -Xikang» (الَّتي ضُمَّتْ إلَى مقاطعةِ «سِيتُشُوَان -Sichuan» فِي عامِ 1952م)، تطوَّع بالذَّهابِ إلَى التِّبْتِ والتَّحدُّثِ معَ «تِينْزِين غِيَاتْسُو -Tenzin Gyatso»، راهبِ «الدَّالاي لَاما -Dalai Lama» الرَّابعَ عشرَ، لقبولِ المبادئِ الَّتي اقترحَتْها الحكومةُ الشَّعبيَّةُ المركزيَّةُ بشأنِ التَّحريرِ السِّلميِّ للتِّبْتِ، لكنَّه لسوءِ الحظِّ لقِيَ حتفَه إثرَ قيامِ عناصرَ معاديةٍ بدسِّ السُّمِّ لَه عندَ وصولِه إلَى «تشَامْدُو -Qamdo». ولإيقافِ دخولِ جيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ إلَى التِّبْتِ، قامَ «دَاتشُوَا -Dazha» بتجميعِ كلِّ القوَّاتِ تحتَ قيادةِ حكومةِ الـ«تِّبْتِ -Tibet» فِي «تشَامْدُو -Qamdo» والمناطقِ المحيطةِ بهَا، علَى أملِ إظهارِ مهارةِ تخطيطِهِ الحربيِّ فِي معركةٍ ميؤوسٍ منهَا منْ خلالِ استخدامِ نهرِ «جِينْشَا -Jinsha» كخندقٍ طبيعيٍّ. ولمْ يبقَ خيارٌ أمامَ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ سوَى أنْ تطلبَ منْ جيشِ التَّحريرِ الشَّعبيِّ إطلاقَ حملةِ «تشَامْدُو -Qamdo» الَّتي بدأتْ فِي 16 أكتوبرَ/تشرينَ الأوَّل، واستمرَّتْ لمدَّةِ عشرةِ أيَّامٍ بلياليهَا، وانتهَتْ بتحريرِ «تشَامْدُو -Qamdo» بعدَ القضاءِ علَى القوَّةِ الرَّئيسةِ لجيشِ الـ«تِّبْتِ -Tibet» وثورةِ فوجٍ كاملٍ منْ ضبَّاطِ التِّبْتِ وجنودِها. وقدْ وُضِعَ هذَا الأساسُ للتَّحريرِ السِّلميِّ للـ«تِّبْتِ -Tibet». وفِي 14 نوفمبَر/تشرينَ الثَّاني 1950م، تنحَّى «دَاتْشُوَا -Dazha» وتولَّى «دَالَاي -Dalai» زمامَ الحكمِ. ونظراً للتَّشجيعِ المستمِرِّ منَ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ لـ«دَالَاي -Dalai» وضغوطِ الجماهيرِ العريضةِ منَ الوطنيِّينَ المحلِّيِّينَ منْ رجالِ الدِّينِ والعامَّةِ، قرَّرَ «دَالَاي -Dalai» إرسالَ وفدٍ منْ حكومةِ الـ«تِّبْتِ -Tiebt» بقيادةِ «نَغَابُوي نَغَاوَانْغ جِيغمِي -Ngapoi Ngawang Jigme» إلَى «بِكِينَ -Beijing» لإجراءِ مباحثاتٍ معَ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ بشأنِ المسائلِ المتعلِّقةِ بالتَّحريرِ السِّلميِّ لِلـ«تِّبْتِ -Tibet»، وعندَ وصولِ وفدِ حكومةِ الـ«تِّبْتِ -Tibet» إلَى «بِكِينَ -Beijing»، أرسلتِ الحكومةُ الشَّعبيَّةُ المركزيَّةُ وفدَها بقيادةِ «لِي وِيهَان -Li Weihan». وبدأتِ المفاوضاتُ فِي 29 أبريل/نيسان، وتُوِّجَتْ بعدَ تشاورٍ كاملٍ، بتوقيعِ الطَّرفَيْنِ علَى اتِّفاقيَّةِ الحكومةِ الشَّعبيَّةِ المركزيَّةِ وحكومةِ «التِّبْتِ -Tibet» المحلِّيَّةِ بشأنِ سبلِ التَّحريرِ السِّلميِّ للـ«التِّبْتِ -Tibet»، أو مَا يُطلَقُ عليهَا اختصاراً «اتِّفاقيَّةُ السَّبْعَ عشرةَ مادَّةً» فِي 23 مايُو/أيار. وعملاً بهذَا الاتِّفاقِ، انتقلَ جيشُ التَّحريرِ الشَّعبيُّ الصِّينيُّ بسلامٍ إلى أجزاءٍ مختلفةٍ منَ الـ«تِّبْتِ -Tibet»، وأعلنَ تحريرَه السِّلميَّ لها.