- *
- أ
- ب
- ت
- ث
- ج
- ح
- خ
- د
- ر
- ز
- س
- ش
- ص
- ض
- ط
- ع
- غ
- ف
- ق
- ك
- ل
- م
- ن
- ه
- و
- ي
أَمْطَارُ البُرْقُوقِ
Plum Rains
هو موسمُ الأمطارِ فِي أوائلِ الصَّيفِ عندَ الرَّوافدِ الوسطَى والسُّفليَّةِ لنهرِ «يَانغِتْسِي -Yangtze». ويتواصلُ هطولُ أمطارِ البُرقوقِ منْ منتصفِ يونيُو/حزيران إلَى أوائلِ يوليُو/تموز، وتغطِّي الامتدادَ الضَّيِّقَ منْ شرقِ «ييتِشَانغ -Yichang» إلَى جنوبِ اليَابَانِ. وهذِه الأمطارُ تكونُ نتيجةَ التقاءِ تيَّارِ الهواءِ الرَّطبِ الدَّافئِ القادمِ مِنَ الجنوبِ بالهواءِ الباردِ المتباطئِ فِي المنطقةِ. وينشأُ منْ شدَّةِ قوَّةِ هذَيْنِ التَّيَّارَيْنِ مِنَ الهواءِ تكوينُ المطرِ وبقاؤُه لفترةٍ زمنيَّةٍ طويلةٍ نسبيّاً. ويتزامنُ مناخُ المطرِ الطَّويلِ معَ نضوجِ فواكهِ البُرقوقِ فِي المناطقِ الواقعةِ جنوبَ نهرِ «يَانغِتسِي -Yangtze»، ولذلكَ يُعرَفُ الموسمُ بأنَّه مِنْ أمطارِ البُرقوقِ.
الجغرافياالبَحْرُ الأَصْفَرُ
Yellow Sea
أحدُ البحارِ الحُدوديَّةِ الثَّلاثةِ الرَّئيسيَّةِ فِي الصِّينِ، وهُو جُرْفٌ قارِّيٌّ شبهُ مغلَقٍ، وهو مِنَ البحارِ الضَّحْلةِ، ويقعُ بينَ الصِّينِ وشبهِ الجزيرةِ الكوريَّةِ، ويُسمَّى حرفيًّا «البحرَ الأصفرَ» باللُّغةِ الصِّينيَّةِ، وقدِ اكتسبَ الاسمَ؛ لأنَّ «النَّهرَ الأصفرَ» ونهرَ «هُوَايْهِي -Huaihe» يضخَّان كَمِّيَّةً كبيرةً مِنَ المياهِ الصَّفراءِ البُنِّيَّةِ فِي البحرِ الأصفرِ، فتختلطُ تلكَ المياهُ الصَّفراءُ البُنِّيَّةُ العكرةُ بمياهِ البحرِ الزَّرقاءِ فِي مساحةٍ صفراءَ فاتحةٍ، ومنْ هنَا جاءتْ تسميتُه.
الجغرافيابحرُ بُوهَاي
Bohai Sea
يمتازُ بحرُ «بُوهَاي -Bohai» بأنَّه بحرُ إِفْرِيزٍ قَارِّيٍّ، أو جُرْفٌ قارِيٌّ شِبهُ مُغلَقٍ. وهو أكبرُ بحرٍ صينيٍّ داخليٍّ، وبوَّابةُ الصِّينِ الشَّماليَّةُ علَى المحيطِ. بحر بوهاي مُحاطٌ باليابسةِ منْ ثلاثِ جهاتٍ بمَا يُشبِهُ ثمرةَ يَقْطينٍ مُنثنِيةٍ بمخرجٍ وحيدٍ فقطْ. تبلغُ مساحة بحر بوهاي 77,000 كيلومترٍ مُربَّعٍ، وهوَ الأصغرُ بينَ البحورِ الصِّينيَّةِ الأربعةِ، وهم: البحرُ الأصفرُ، وبحرُ الصِّينِ الشَّرقيُّ، وبحرُ الصِّينِ الجنوبيُّ، إضافةً إلى بحرِ بُوهَاي. ويتراوحُ عمقُه بينَ 18 متراً إلى 70 متراً في أكثرِ مناطقِه عمقاً، ويبلغُ طولُه 556 كم وعرضُه 346 كم، ويقعُ كاملُ البحرِ في جُرفٍ قارِّيٍّ غنيٍّ بالنِّفطِ والغازِ الطَّبيعيِّ. قبلَ مئَتَيْ مليونِ عامٍ، وتحديداً في «العصرِ الجيولوجيِّ الوسيطِ -Mesozoic» كانَ بحرُ بُوهَاي والمنطقةُ المجاورةُ لَه يابسةً غيرَ مُستقِرَّةٍ، وقدْ هبطتْ فيمَا بعدُ نتيجةَ تحرُّكاتِ القشرةِ الأرضيَّةِ لتصبحَ حوضاً أرضيّاً غمرَتْهُ مياهُ البحرِ فيمَا بعدُ، وذلكَ يُفسِّرُ ارتباطَ تكوينِ البحرِ بحركةِ القشرةِ الأرضيَّةِ، إنَّ قاعَ بحرِ بُوهَاي ما يزالُ حتى الآن يهبطُ فِعليّاً لكنْ بدرجةٍ غيرِ ملحوظةٍ، وتتكوَّنُ تُربةُ قاعِهِ المنبسطةُ مِنَ الرِّمالِ والطَّمْيِ الأملسِ الَّذي يتحدَّرُ مِنَ الخلجانِ الثَّلاثةِ نحوِ خليجِ «بُوهَاي -Bohai»، ويُصنَّفُ ساحلُه علَى أنَّه غرينِيٌّ «طمِيِيٌّ» وطينيٌّ علَى طولِ خليجه وطول دلتا النَّهرِ الأصفرِ، والضَّفَّةِ الشَّماليَّةِ لخليجِ «لِيَاوْدُونْغ -Liaodong»، ويتحوَّلُ إلى ساحلٍ صخريٍّ رمليٍّ بحُبيباتٍ خشنةٍ في ضفَّتِهِ الغربيَّةِ وصولاً للشَّمالِ عندَ مصبِّ نهرِ «لُوَنْهِي -Luanhe»، ويتحوَّلُ ثانيةً إلى ساحلٍ صخريٍّ بطولِ الضَّفَّةِ الشَّماليَّةِ لشِبهِ جزيرةِ «شَانْدُونْغ -Shandong» والضَّفَّةِ الغربيَّةِ لشِبهِ جزيرةِ «لِياوْدُونْغ -Liaodong»، وتقعُ فيه عدَّةُ جُزرٍ، هيَ: «مِيَاوْدَاو -Miaodao»، «أَرْتِشِيبِيلَاغُو -Archipelago»، وجزيرةُ «تشَانْجِزِينْغ -Changxing»، وجزيرةُ «فِينْجِمِينغ -Fengming»، ثُمَّ جزيرةُ «كِرِيسَانْثِمَام -Chrysanthemum»، وتصبُّ بعضُ الأنهارِ في بحرِ بُوهَاي لتجعل نِسبةَ ملوحتِهِ أقلَّ، كمَا تحملُ تلكَ الأنهارُ معَها كمِّيَّاتٍ هائلةً مِنَ الطَّميِ الرَّمليِّ، فعلَى سبيلِ المثالِ يُلقِي النَّهرُ الأصفرُ في بُوهَاي مليارَ طنٍّ منَ الطَّميِ الرَّمليِّ، ليجعلَ بحرَ بُوهَاي أكثرَ بحورِ الصِّينِ عَكَراً، كمَا أنَّه الأكثرُ برودةً في الصِّينِ نتيجةَ وقوعِه في منطقةٍ عاليةٍ، فتتجمَّدُ شواطئُهُ شتاءً مَا عدَا «قِينْهُووَانْغَدَاو -Qinhuangdao» و«هُولُودَاو -Huludao». إن بحر بوهاي يشهدُ تنوُّعاً بَحْريّاً عظيماً، لأنَّه يزخرُ بالعديدِ مِنَ الكائناتِ البَحْريَّةِ كالأسماكِ والجَمْبَري والكَابُوريَا والأصدافِ البحريَّةِ، ومنْ الكائناتِ البحريَّةِ الَّتي تُمثِّلُ مصدراً تجاريّاً مربحاً: الجَمْبَريُّ، وسمكُ سليمانَ الصَّغيرُ الأصفرُ، وسمكُ الغمدِ الأسودُ. يطلُّ على بحرِ بوهاي مَا يزيدُ علَى مئةِ ميناءٍ، منْها مَا هوَ قائمٌ بالفعلِ ومنهَا مَا هُوَ تحتَ الإنشاءِ، ولذَا فهوَ بوَّابةٌ رئيسةٌ لشمالِ الصِّينِ للانفتاحِ التِّجاريِّ علَى العالَمِ. بالإضافةِ لمَا سبقَ يُمثِّلُ بحرُ بُوهَاي أكبرَ مَصْدرٍ للمِلْحِ في الصِّينِ، فقدْ تأكَّدَ أنَّ مياهَهُ شديدةُ الملوحةِ تترسَّبُ بطولِ سواحلِ خليجِ «لَايْزُو -Laizhou» بنسبةِ 7.6 مليارات مترٍ مُكعَّبٍ، ما يُساوِي 800 مليونِ طنٍّ منَ الملحِ، لتكون المنطقةُ أشبَهَ بوعاءٍ مِلْحيٍّ سائلٍ عالِي التَّركيزِ.
الجغرافيابحرُ الصِّينِ الجَنُوبِيُّ
South China Sea
أكبرُ بحرٍ هامشيٍّ فِي الصِّينِ، وثانِي أكبرِ بحرٍ فِي العالمِ أيضاً، يقعُ فِي أقصَى جنوبِ الصِّينِ، ويحتلُّ مكانةً استراتيجيَّةً مُهمَّةً فِي التِّجارةِ البحريَّةِ الَّتي تمرُّ عبرَ مياهِهِ بينَ دولِ جنوبِ شرقِ آسيَا.
الجغرافيابَحرُ الصِّينِ الشَّرْقِيُّ
East China Sea
هوَ أحدُ أهمِّ بحارِ الصِّينِ الهامشيَّةِ الثَّلاثةِ، ويقعُ بينَ البرِّ الرَّئيسِ للصِّينِ وتَايْوَان وجُزرِ «رِيُوكْيُو -Ryukyu» اليَابَانيَّةِ وجزيرةِ «كِيُوشُو -Kyushu»، ويغطِّي مساحةً شاسعةً، وهوَ ما تتميَّزُ بِه البحارُ الهامشيَّةُ، حيثُ تبلغُ مساحتُهُ 770,000 كيلومترٍ مربَّعٍ، وهيَ ضِعفُ مساحةِ «البحرِ الأصفرِ -Yellow Sea»، وتعادلُ عشرةَ أضعافِ مساحةِ بحرِ «بُوهَاي -Bohai»، كمَا يبلغُ متوسِّطُ عُمقِه 370 متراً، وهوَ مَا يتجاوزُ عمقَ البحرِ الأصفرِ وبحرِ بُوهَاي، حيثُ يبلغُ عمقُ أبعدِ نقطةٍ فيهِ (وهيَ حوضُ «أُوكِينَاوَا -Okinawa») 2719 متراً، ويشبهُ شكلُ قاعِ البحرِ مِرْوحةً يدويَّةً منبسطةً، وتضاريسُهُ أكثرُ تعقيداً منْ تضاريسِ بحرِ بُوهَاي والبحرِ الأصفرِ، فهُوَ لا يتألَّفُ مِنْ رفوفٍ قارِّيَّةٍ فحَسبُ، بلْ يحتوِي علَى مُنحدراتٍ ومُنخفَضاتٍ قارِّيَّةٍ أيضاً، وتمثِّلُ الرُّفوفُ القارِّيَّةُ نسبةَ 30 % منْ مساحةِ البحرِ الإجماليَّةِ، وبينمَا يتشكَّلُ الدَّورانُ الإعصاريُّ بفعلِ تيَّاراتِ الماءِ في بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ وبحرِ بُوهَاي والبحرِ الأصفرِ، فإنَّ تيَّاراتِ بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ السببُ الرئيسُ في حدوثِ هذِه الظَّاهرةِ، ومِنْ بينِ الأنهارِ الَّتي تصبُّ في بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ نهرُ اليَانْغِتْسِي ونهرُ تشِيَانْتَانْغ -Qiantang»، ونهرُ «مِينْجِيَانْغ -Minjiang»، ونهرُ «تشُوشُوشِي -Zhuoshuixi»، ونتيجةَ تأثُّرِ بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ بالمحيطِ الهادِي فإنَّه يشهدُ ارتفاعاً في درجةِ حرارةِ الماءِ، وفي معدَّلِ تركيزِ الأملاحِ بِه بدرجةٍ تفوقُ بحرَ بُوهَاي والبحرَ الأصفرَ، كمَا أنَّه يقعُ فِي حيِّزِ النِّطاقاتِ الزَّلْزاليَّةِ النَّشطةِ، والَّتي منْهَا جزرُ «رِيُوكُيُو -Ryukyu» التَّابعةُ لليَابَانِ والَّتي تعدُّ أكثرَها نشاطاً، ويوجدُ أيضاً العديدُ مِنَ الخُلجانِ والجزرِ علَى طولِ شواطئِ البحرِ، ولا سيَّما علَى طولِ شواطئِ مقاطعتَيْ «تِشِجْيَانْغ -Zhejiang» و«فُوجِيَان -Fujian»، حيثُ ترتبطُ الجزرُ معاً لتُكوِّنَ سلسلةَ جزرِ «أَرْخَبِيلِ زُوشَان -Zhoushan Archipelago»، وهيَ تمثِّلُ السِّلسلةَ الأكبرَ مِنْ نوعِها في البحرِ. ومنْ بينِ خُلجانِ بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ خليجُ «هَانْغتُشُو -Hangzhou»، وخليجُ «تَايْتُشُو -Taizhou»، وخليجُ «وِنتُشُو -Wenzhou»، وخليجُ «مِيتشُو -Meizhou» وخليجُ «شِيَامِن -Xiamen». ولأنَّ بحرَ الصِّينِ الشَّرقيَّ يقعُ علَى مصبِّ نهرِ اليَانْغِتسِي ويتَّصلُ بالمحيطِ الهادِي عبرَ العديدِ منَ المضايقِ والممرَّاتِ البحريَّةِ الأُخرَى القريبةِ، لذلكَ يُعدُّ مركزاً حيويّاً يلتقِي فيهِ الشَّمالُ معَ الجنوبِ ليُعزِّزَ حركةَ النَّقلِ البحريِّ بينَ شرقِ آسْيَا والصِّينِ. ويتَّصلُ هذا البحر بالمحيطِ الهادِي منْ جهةِ الشَّمالِ الشَّرقيِّ والشَّرقِ عنْ طريقِ البحرِ «الكُوريِّ -Korean» والبحرِ «اليَابَانيِّ -Japanese» والممرَّاتِ عبرَ جزرِ «رِيُوكْيُو -Ryukyu» علَى التَّوالِي، بينمَا يحدُّه مِنَ الجنوبِ الغربيِّ مضيقُ تَايْوَان، الَّذِي يفصلُه عنْ بحرِ الصِّينِ الجنوبيِّ. ويُمثِّلُ جنوبُ جزيرةِ «كِيُوشُو اليابانيَّةِ -Kyushu Island» ومضيقُ «أُوسُومِي - Ösumi» الممرَّيْنِ الرَّئيسيْنِ اللَّذَيْنِ يربطانِ بحرَ الصِّينِ الشَّرقيِّ بالمحيطِ الهادِي. ومِنْ بينِ الموانِئِ المعروفةِ الَّتي تمتدُّ علَى طولِ سواحلِ البحرِ ميناءُ «شَانْغهَاي -Shanghai»، وميناءُ «نِينْغُبُو -Ningbo»، وميناءُ «شِيَامِن -Xiamen»، وميناءُ «كِيلُونْغ -Keelung»، وميناءُ «كَاوْشِيُونْغ -Kaohsiung». ويزخرُ بحرُ الصِّينِ الشَّرقيُّ بثروةٍ كبيرةٍ مِنَ السَّمكِ الأصفرِ الكبيرِ، وسمكِ الغِمْدِ والحبَّارِ، بالإضافةِ إلى العديدِ مِنَ الأسماكِ الأُخرَى، كمَا يحتوِي علَى حقولٍ غنيَّةٍ بالنَّفطِ والغازِ الطَّبيعيِّ، وتعدُّ مجموعةُ جُزرِ «أَرْخَبِيلِ تشُوشُان -Zhoushan Archipelago» أكبرَ المصايدِ في الصِّينِ.
الجغرافياالبَحرُ الطَّوِيلُ
Long Tune
نوعٌ منْ بحورِ شعرِ «تسِي -ci» الصِّينيِّ، يمتازُ بأنَّ أعدادَ حروفِهِ تربُو فِي العادةِ علَى 90 حرفاً، مَا يعنِي أنَّه أطولُ منَ النَّوعَيْنِ الآخرَيْنِ: الشِّعرِ القصيرِ (الَّذي لا يزيدُ عددُ حروفِه على 58) والشِّعرِ متوسِّطِ البحرِ (العروضيِّ) (يبلغُ عددُ حروفِه منْ 59–90). اعتادَ العلماءُ القُدامَى علَى الاعتقادِ أنَّ الحُكمَ علَى شعرِ «تسي -ci» ينبغِي أنْ يكونَ علَى صيغةِ البحرِ القصيرِ، لأنَّه الأقدمُ، بينَما البحرُ الطَّويلُ هوَ الأحدثُ. فعلَى سبيلِ المثالِ، ذكرَ «سُونْغُ شِيَانْغ فِنْغ -Song Xiangfeng» منْ أسرةِ «تشِينْغ -Qing» فِي كتابِهِ «نظريَّاتٌ إضافيَّةٌ حولَ الموسيقَى»: وُجِدَ البحرُ الشِّعريُّ القصيرُ منذُ عهدِ أسرةِ «تَانْغ -Tang» الجنوبيَّةِ، بينَمَا ظهرَ البحرُ الطَّويلُ فقطْ خلالَ حكمِ الإمبراطورِ «رِنْسُونْغ -Renzong» مِنْ أسرةِ «سُونْغ -Song»، ومعَ ذلكَ، فقدْ أثبتتِ المكتشفاتُ الأثريَّةُ فِي القرنِ الماضِي خطأَ هذِه النَّظريَّةِ، حيثُ وضَّحتْ إحدَى المخطوطاتِ الشِّعريَّةِ الَّتي تعودُ إلَى عهدِ أسرةِ «تَانْغ -Tang» والمكتشفةِ فِي كهوفِ «دَانْهُوَانْغ -Dunhuang» أنَّها تحوِي بعضَ قصائدِ شعرِ «تسِي -ci» الَّتي يتألَّفُ كلٌّ منْهَا مِنْ أكثرِ مِنْ مِئَةِ حرفٍ، كمَا أنَّ نغماتِها الموسيقيَّةَ تشملُ الآتِي: جمالُ سيِّدتِي («نِيجِيَاجِيَاو -Neijiajiao»)، و الشَّخصُ السَّعيدُ («شِينْغ بَايْلِي -Qingbeile»). ويعدُّ «لِيُو يُونْغ -Liu Yong» منْ أسرةِ «سُونْغ -Song» أكثرَ مَنْ أسهمَ فِي ازدهارِ هذَا البحرِ الشِّعريِّ الطَّويلِ، وقدْ عضَّدَ جهودَه فيمَا بعدُ كلٌّ من «سُو شِي -Su Shi» و«شِين غُوَان -Qin Guan» و«هُوَانْغ تِينْغ جِيَان -Huang Ting jian». وتشملُ القائمةُ الأشهرُ مِنْ شعرِ البحرِ الطَّويلِ: ساحةٌ مليئةٌ بالعطرِ، والسَّيِّدةُ شِي، وسحرُ الوصيفةِ المغنِّيَةِ، ومقدِّمةٌ لنغمةِ المياهِ.
الجغرافيابُحَيرَةُ بُويَانغ
Poyang Lake
أكبرُ بحيرةٍ للمياهِ العذبةِ فِي الصِّينِ، كانتْ تُسمَّى أيضاً «بينْغِلِي -Pengli» فِي العصورِ القديمةِ. وبحيرةُ «بُويَانغ -Poyang» بحيرةٌ كبيرةٌ لمياهٍ جاريةٍ تصبُّ فيهَا وتخرجُ منهَا فِي الرَّوافدِ الوسطَى لنهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze». وتقعُ البحيرةُ شمالَ مقاطعةِ «جِيَانْغِشِي -Jiangxi» علَى الضَّفَّةِ الجنوبيَّةِ لنهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze». وتأخذُ البحيرةُ شكلَ اليَقْطِينِ، وتقعُ علَى ارتفاعِ 21 متراً فوقَ مستوَى سطحِ البحرِ بطولِ 170 كم، وعرضِ 18.8 كم فِي المتوسِّطِ (وأوسعُ عرضٍ لهَا هُو 74 متراً)، وعمقٍ يبلغُ 5.1 أمتارٍ فِي المتوسِّطِ (وأعمقُ نقطةٍ فيهَا تبلغُ 16 متراً)، وتبلغ مساحتُها 3,283 كم مربَّعاً. وتتلقَّى بحيرةُ «بُويَانغ -Poyang» المياهَ مِنْ خمسةِ أنهارٍ، هِي نهرُ «غَانْجِيَانغ -Ganjiang» ونهرُ «فُوهِي -Fuhe» ونهرُ «شينْجِيَانغ -Xinjiang» ونهرُ «شِيُوشُوِي -Xiushui» ونهرُ «يَاوْ خِه -Yaohe». وتُفرِغُ البحيرةُ المياهَ فِي نهرِ «يَانغِتْسِي -Yangtze» فِي الشَّمالِ ثُمَّ فِي البحرِ. ويقسِمُ البحيرةَ جبلُ «سُونْغِمِن -Songmen» بينَ منطقةِ «دُوشَانغ -Duchang» ومنطقةِ «ووتشِنغ -Wucheng» إلَى قسمِ الشَّمالِ وقسمِ الجنوبِ (وكلٌّ منهُما يُسمَّى بحيرةً أيضاً). تشكِّلُ هاتانِ البُحيرتَانِ الجسمَ الرَّئيس لبحيرةِ «بُويَانغ -Poyang». وتنتشرُ فِي البحيرةِ 25 جزيرةً. وقاعُ البحيرةِ أعلَى منْ قاعِ نهرِ «يَانغِتْسِي -Yangtze»، الأمرُ الَّذي لا يُؤثِّرُ كثيراً فِي حجمِ مياهِ النَّهرِ باستثناءِ موسمِ الفيضانِ عندَما تتدفَّقُ كمِّيَّةٌ بسيطةٌ مِنَ المياهِ إلَى بحيرةِ «بُويَانغ -Poyang» خارجَ نهرِ «يَانغِتْسِي -Yangtze». والبحيرةُ غنيَّةٌ بمواردِ الثَّروةِ السَّمكيَّةِ، وتعجُّ بالأسماكِ والأسماكِ الصَّدفيَّةِ والرُّوبيانِ وسرطانِ البحرِ وغيرِها.
الجغرافيابحيرةُ تَايْخِه
Taihu Lake
ثالثُ أضخمِ بحيرةٍ تحوِي مياهاً عذبةً فِي الصِّينِ، وقد عُرفتْ فِي العصورِ القديمةِ باسمِ «مُستَنْقَعِ تسِن -Zhen».
الجغرافيابُحَيْرَةُ تشِينغهَاي
Qinghai Lake
هيَ أكبرُ بحيرةٍ مالحةٍ داخلَ الصِّينِ، وهيَ بحيرةٌ تِكْتُونيَّةٌ تشكَّلتْ نتيجةً للمنخفَضَاتِ المُصدَّعةِ. تقعُ البحيرةُ عندَ سفحِ جبالِ «تشِيلْيَان -Qilian» فِي شمالِ شرقِ مقاطعةِ «تشِينغهَاي -Qinghai»، وكانَ يُطلَقُ عليْهَا قديماً باللُّغةِ التِّيبتيَّةِ: «تسُونْغُون بُو -Tsongon Po» وباللُّغةِ المنغوليَّةِ «كُوكُونُور -Kokonor»، ويعنِي كلاهُمَا البحيرةَ الزَّرقاءَ. ويبلغُ طولُ بحيرةِ تشِينغهَاي ذاتِ شكلِ الماسِ 106 كم، وتبلغُ أوسعُ نقطةٍ فِي عرضِها 63 كم. وتُغطِّي البحيرةُ مساحةً تبلغُ 4,653 كيلومتراً مربَّعاً، كمَا يبلغُ ارتفاعُ سطحِها 3,196 متراً فوقَ مستوَى سطحِ البحرِ. وتُغذِّي البحيرةَ المياهُ السَّطحيَّةُ والجوفيَّةُ، ويصُبُّ أكثرُ مِنْ 40 نهراً فِي بحيرةِ تشِينغهَاي، وأهمَّ هذِه الأنهارِ نهرُ «بُوهَا -Buha»، ونهرُ «أُوهَا -Uhha» الجنوبيُّ، ونهرُ «غَانْزِي -Ganzi»، ونهرُ الحصانِ الأسودِ. تسيطرُ المياهُ الجوفيَّةُ علَى عمليَّةِ تغذيةِ البحيرةِ مِنْ تحتِ الأرضِ. ونظراً للتَّبخُّرِ السَّريعِ، فإنَّ مياهَ البحيرةِ المهدورةَ أكثرُ مِنَ المياهِ الَّتي تتلقَّاهَا، وبالتَّالِي ينخفضُ سطحُ البحيرةِ ويرتفعُ تركيزُ الملحِ. يوجدُ في البحيرةِ ستُّ جُزرٍ، هي جزيرةُ البيضِ، وجزيرةُ الطَّائرِ، وجزيرةُ قلبِ البحرِ، وجزيرةُ الرِّمالِ القديمةِ، وجزيرةُ الأحجارِ الثَّلاثةِ. ومِنْ بينِ هذِه الجُزرِ، تُعدُّ جُزيرةُ الرِّمالِ القديمةِ أكبرَها مساحةً، إذ يصلُ ارتفاعُها إلَى 113 متراً فوقَ السَّطحِ وتُغطِّي مساحةً تبلغُ 11 كيلومتراً، وتتكوَّنُ مِنَ الكثبانِ الرَّمليَّةِ المُتحرِّكةِ، فِي حينِ أنَّ جزيرةَ الأحجارِ الثَّلاثةِ هيَ أصغرُ الجُزرِ مساحةً، وتتكوَّنُ مِنْ 7 قطعٍ مِنَ الحجرِ الجيريِّ الَّذي يرجعُ إلَى العصرِ التِّرياسيِّ. وفِي الحقيقةِ، إنَّ هذِه الجزيرةَ امتدادٌ لجبلِ «زُونْغُولُونْغ -Zongwulong» فِي بحيرةِ «تشِينغهَاي -Qinghai». وتُعدُّ جزيرةُ الطُّيورِ مَسكناً لمهاجرِي البحيرةِ مِنَ الدَّاخلِ، حيثُ يحتشدُ قرابةُ مئةِ ألفِ طائرٍ فِي الجزيرةِ لبناءِ أعشاشِهَا والتَّكاثُرِ سنويّاً، وهيَ إحدَى محميَّاتِ الطُّيورِ فِي الصِّينِ. يوجدُ علَى ضفافِ بحيرةِ «تشِينغهَاي -Qinghai» مساحةٌ واسعةٌ مِنَ الأراضِي العشبيَّةِ المُفضَّلةِ لرعاة الماشيةِ والأغنامِ.
الجغرافيابُحَيْرَةُ دُونْغ تِينْغ
Dongting Lake
تُعدُّ ثانِيَ أكبرِ بُحَيْرةٍ عَذْبةٍ في الصِّينِ، وقدْ عُرِفتْ في العصورِ القديمةِ بطريقِ السَّحابةِ والحُلمِ، إذ كانُوا يَعُدُّونَها البُحيرةَ الأكبرَ في الصِّينِ، وقدْ سُمِّيتْ بحيرةُ «دُونْغ تِينْغ -Dongting» بهذَا الاسمِ لأنَّ تلَّ «دُونْغ تِينْغ -Dongting» يقعُ وسطَ مياهِ البحيرةِ، كمَا وردَ في كتابِ «سِجِلِّ أَعْمَالٍ مَفْقُودَةٍ فِي المَاضِي -Record of Heretofore Lost Works» الَّذي ألَّفَهُ «وَانْغ جِيَا -Wang Jia»، ولمْ يَعُدِ التَّلُّ معروفاً للكثيرِينَ بتلِّ «جُونْشَان -Junshan»، إذ كان النَّاسُ يعتقدون بحسبِ التَّقاليدِ الشَّعبيَّةِ بأنَّه مَسكنُ الآلهةِ، وتمتدُّ بحيرةُ «دُونْغ تِينْغ -Dongting» بينَ مقاطعتَيْ «خُونَان -Hunan» و«خُوبِي -Hubei»، وتتَّصلُ بنهرِ «شِيَانْغ جِيَانْغ -Xiangjiang»، ونهرِ «تشِيِجْيَانْغ -Zijiang»، ونهرِ «يُوانْشُوَاي -Yuanshui»، ونهرِ «لِيشُووِي -Lishui». وتقعُ البحيرةُ علَى ارتفاعِ 34.5 متراً عنْ مستوَى سطحِ البحرِ في مواسمِ الجفافِ، وتبلغُ مساحتُها 2,820 كيلومتراً مربَّعاً بمتوسِّطِ عمقٍ يصل إلى 6.5 أمتارٍ (31 متراً في أكثرِ الأماكنِ عمقاً). تصبُّ مياهُ البحيرةِ في نهرِ «يَانْغِتْسِي» في إقليمِ «تشِينْغِلِينْغ كَرَاج -Chengling Crag»، فهيَ بحيرةٌ ذاتُ منبعٍ ومصبٍّ كبيرَيْنِ، كمَا تشتهرُ منطقةُ البحيرةِ بخُصوبةِ أرضِها وزراعةِ الأرزِ فيها، وتربيةِ الأسماكِ، وتنوُّعِ ثَرَواتِها وثَرائِها، وهيَ إلى جانبِ ذلكَ منطقةُ جذبٍ سياحيٍّ، حيثُ تحتوِي علَى العديدِ مِنَ المواقعِ التَّاريخيَّةِ والطَّبيعيَّةِ مثلِ: برجِ «يُوِيَانْغ -Yueyang»، و«تلِّ المَلِكِ -Monarch Hil»، ومَقْبَرَةِ «سَيِّدَاتِ شِيَانْغ -Xiang Ladies»، و«بئرِ لِيُو يِي -Liu Yi Well»، ومعبدِ «شُو يُوَان -Qu Yuan».
الجغرافيا