البَحرُ الطَّوِيلُLong Tune
نوعٌ منْ بحورِ شعرِ «تسِي -ci» الصِّينيِّ، يمتازُ بأنَّ أعدادَ حروفِهِ تربُو فِي العادةِ علَى 90 حرفاً، مَا يعنِي أنَّه أطولُ منَ النَّوعَيْنِ الآخرَيْنِ: الشِّعرِ القصيرِ (الَّذي لا يزيدُ عددُ حروفِه على 58) والشِّعرِ متوسِّطِ البحرِ (العروضيِّ) (يبلغُ عددُ حروفِه منْ 59–90). اعتادَ العلماءُ القُدامَى علَى الاعتقادِ أنَّ الحُكمَ علَى شعرِ «تسي -ci» ينبغِي أنْ يكونَ علَى صيغةِ البحرِ القصيرِ، لأنَّه الأقدمُ، بينَما البحرُ الطَّويلُ هوَ الأحدثُ. فعلَى سبيلِ المثالِ، ذكرَ «سُونْغُ شِيَانْغ فِنْغ -Song Xiangfeng» منْ أسرةِ «تشِينْغ -Qing» فِي كتابِهِ «نظريَّاتٌ إضافيَّةٌ حولَ الموسيقَى»: وُجِدَ البحرُ الشِّعريُّ القصيرُ منذُ عهدِ أسرةِ «تَانْغ -Tang» الجنوبيَّةِ، بينَمَا ظهرَ البحرُ الطَّويلُ فقطْ خلالَ حكمِ الإمبراطورِ «رِنْسُونْغ -Renzong» مِنْ أسرةِ «سُونْغ -Song»، ومعَ ذلكَ، فقدْ أثبتتِ المكتشفاتُ الأثريَّةُ فِي القرنِ الماضِي خطأَ هذِه النَّظريَّةِ، حيثُ وضَّحتْ إحدَى المخطوطاتِ الشِّعريَّةِ الَّتي تعودُ إلَى عهدِ أسرةِ «تَانْغ -Tang» والمكتشفةِ فِي كهوفِ «دَانْهُوَانْغ -Dunhuang» أنَّها تحوِي بعضَ قصائدِ شعرِ «تسِي -ci» الَّتي يتألَّفُ كلٌّ منْهَا مِنْ أكثرِ مِنْ مِئَةِ حرفٍ، كمَا أنَّ نغماتِها الموسيقيَّةَ تشملُ الآتِي: جمالُ سيِّدتِي («نِيجِيَاجِيَاو -Neijiajiao»)، و الشَّخصُ السَّعيدُ («شِينْغ بَايْلِي -Qingbeile»). ويعدُّ «لِيُو يُونْغ -Liu Yong» منْ أسرةِ «سُونْغ -Song» أكثرَ مَنْ أسهمَ فِي ازدهارِ هذَا البحرِ الشِّعريِّ الطَّويلِ، وقدْ عضَّدَ جهودَه فيمَا بعدُ كلٌّ من «سُو شِي -Su Shi» و«شِين غُوَان -Qin Guan» و«هُوَانْغ تِينْغ جِيَان -Huang Ting jian». وتشملُ القائمةُ الأشهرُ مِنْ شعرِ البحرِ الطَّويلِ: ساحةٌ مليئةٌ بالعطرِ، والسَّيِّدةُ شِي، وسحرُ الوصيفةِ المغنِّيَةِ، ومقدِّمةٌ لنغمةِ المياهِ.