الوَصفَةُ الطِّبِّيَّةُPrescription
هِي أشكالُ طرائقِ خلطِ الأعشابِ المُختلفةِ لعلاجِ الأمراضِ فِي الطِّبِّ الصِّينيِّ التَّقليديِّ. وهِي تحديدُ عقَّارَيْنِ أوْ أكثرَ تحديداً دقيقاً وخلطُهُما معاً بنسبٍ معيَّنةٍ حسبَ قاعدةٍ معيَّنةٍ علَى أساسِ التَّشخيصِ والعلاجِ وتمييزِ الأعراضِ. والوصفةُ الطِّبِّيَّةُ تجسِّدُ طرقَ العلاجِ، ويمكنُ تعديلُ مزيجِها وفقاً لتغيُّراتِ حالةِ المريضِ. ويرجعُ تاريخُ الوصفةِ الطِّبِّيَّةِ إلَى زمنٍ بعيدٍ. وكانَ القدماءُ يستخدمُونَ عقَّاراً واحداً للعلاجِ، ثُمَّ أدركُوا تدريجيّاً تحسُّنَ التَّأثيرِ العلاجيِّ عندَ استخدامِ عدَّةِ أدويةٍ معاً، ومِنْ ثَمَّ بدأَ استخدامُ الوصفةِ الطِّبِّيَّةِ. وقدْ عُثِر فِي مقابرِ «مَاوَانْغدُوِي هَان -Mawangdui Han» علَى كتابٍ عنوانُه: «الوصفاتُ الطِّبِّيَّةُ لاثنَيْنِ وخمسِينَ نوعاً مِنَ الأمراضِ»، كُتبَ فِي حقبةِ الرَّبيعِ والخريفِ وحقبة الدُّولِ المتحاربةِ، وهُو أقدمُ كتابٍ في الوصفاتِ الطِّبِّيَّةِ فِي محفوظاتِ الصِّينِ. ويجمعُ الكتابُ 283 وصفةً طبِّيَّةً فِي مختلفِ التَّخصُّصاتِ العلاجيَّةِ. وفِي أواخرِ عهدِ أسرةِ «هَان -Han»، كتبَ «تشَانْغ تشُونْغ جِينْغ -Zhang Zhongjing» كتابَيْنِ عُنوانهما: «رسالةٌ في أمراضِ الحُمَّى» و «ملخَّصُ الوصفاتِ الطِّبِّيَّةِ للغرفةِ الذَّهبيَّةِ»، وقد طوَّر هذانِ الكتابانِ دراسةَ الوصفاتِ الطِّبِّيَّةِ منْ خلالِ عرض ِ314 وصفةً. وفِي عهد أُسرتَيْ «تَانغ -Tang» و«سُونْغ -Song»، ظهرتِ الكتبُ الطِّبِّيَّةِ الَّتي لخَّصَتْ وجمعتِ الوصفاتِ الطِّبِّيَّةَ الَّتي كانتْ معروفةً قبلَ أسرةِ «تَانغ -Tang»، ما طوَّرَ نظريَّةَ الوصفةِ الطِّبِّيَّةِ ودخلَ بهَا إلَى مرحلةٍ جديدةٍ، ومنْ أمثلةِ تلكَ الكُتبِ: «الوصفاتُ الأساسيَّةُ الَّتي تقدَّرُ بأَلْفٍ مِنَ الذَّهبِ للحالاتِ الحرجةِ»، و «ملحقُ الوصفاتِ الأساسيَّةِ الَّتي تقدَّرُ بألفٍ مِنَ الذَّهبِ للحالاتِ الحرجةِ»، وهُما من تأليفِ «صُن سِيمِيَاو -Sun Simiao»، وكتاب: «الأسرارُ الطِّبِّيَّةُ لأحدِ المسؤولِينَ» لمؤلِّفِهِ «وَانْغ تَاو -Wang Tao»، ومِنَ الكتبِ الطِّبِّيَّةِ أيضاً: «وصفاتُ الإحسانِ المقدَّسةُ الآمنة»ُ، و «المجموعةُ العامَّةُ للإغاثةِ المقدَّسةِ» و(الوصفاتُ الطِّبِّيَّةُ لمكتبِ صيدليَّةِ «هُوِيمِين -Huimin» فِي عصرِ «تَايبِينْغ -Taiping») الَّذي نظَّمتْهُ حكومةِ «سُونْغ -Song». وفِي عهدِ أُسرتَيْ «مِينْغ -Ming» و«تشِينْغ -Qing»، لمْ تظهرِ الكتبُ الَّتي تتناولُ الوصفاتِ الطِّبِّيَّةَ بغزارةٍ كبيرةٍ فحسبُ، بلْ تطوَّرتْ أيضاً أبحاثُ الوصفاتِ الطِّبِّيَّةِ بشكلٍ كبيرٍ، ودُوِّنَ عددٌ كبيرٌ مِنَ الوصفاتِ الفعَّالةِ علاجيّاً ذاتِ التَّأثيرِ الكبيرِ في الأجيالِ القادمةِ. وبعدَ تأسيسِ جمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ، تمَّ اكتشافُ واستكشافُ وتنظيمُ ودراسةُ الوصفاتِ القديمةِ والوصفاتِ الشَّعبيَّةِ السِّرِّيَّةِ والوصفاتِ الطِّبِّيَّةِ المجرَّبةِ. وتتكوَّنُ الوصفةُ الطِّبِّيَّةُ منْ عددٍ مِنَ الأدويةِ، وعادةً مَا يتمُّ تصنيفُ العقاقيرِ المختارَةِ فِي الوصفةِ طبقاً للعلاقةِ بينَ الأعشابِ الأصليَّةِ والفرعيَّةِ إلَى (عقَّارٍ مَلكٍ) و(عقَّارٍ وزيرٍ) و(عقَّارٍ مساعدٍ) و(عقَّارٍ مُوَصِّلٍ). وقدْ طُرِحت نظريَّةُ هذِه التَّصنيفاتِ الأربعةِ أوَّلاً فِي: (الشَّريعةِ الدَّاخليَّةِ لِـ«هُوَانْغِدِي -Huangdi»). والعقَّارُ المَلِكُ هُو العنصرُ الَّذي يقدِّمُ إجراءً علاجيّاً أساسيّاً للعَرَضِ الأساسيِّ، وعادةً مَا تكونُ أنواعُ هذَا العقارِ قليلةً لكنَّ كمِّيَّاتِه كبيرةٌ نسبيّاً. والعقَّارُ الوزيرُ هُو العنصرُ الَّذي يُساعدُ علَى تقويةِ الإجراءِ العلاجيِّ الأساسيِّ. والعقَّارُ المساعدُ هُو العنصرُ الَّذي يعالجُ الأعراضَ المشتركةَ، أو يخفِّفُ الأعراضَ الثَّانويَّةَ، أو يلطِّفُ مِنْ تأثيرِ المكوِّنِ الرَّئيسِ عندَما يكونُ شديدَ الفعَّاليَّةِ، أو يزيلُ أعراضَ البردِ والحرارةِ كمُساعدٍ محايدٍ. والعقَّارُ المُوَصِّلُ هُو العنصرُ الَّذي يُوجِّهُ فاعليَّةَ الأعشابِ إلَى التَّركيزِ علَى المرضِ. ونظريَّةُ هذِه التَّصنيفاتِ الأربعةِ هِي مبدأُ كتابةِ الوصفةِ الطِّبِّيَّةِ. ومعَ ذلكَ، يجبُ علَى الأطباءِ فِي التَّطبيقِ العلاجيِّ، استخدامُ هذِه الوصفاتِ بمرونةٍ وتعديلُها وفقاً لحالةِ المريضِ وبنيانِهِ وعمرِهِ ونمطِ حياتِه. ومِنَ التَّعديلاتِ الَّتي يجبُ إدخالُها علَى الوصفةِ الطَّبِّيَّةِ إضافةُ دواءٍ أو حذفُ آخَرَ، أوْ زيادةُ كمِّيَّةٍ أو إنقاصُها، وكذَا تغييرُ أشكالِ الجُرعاتِ. وقدْ توصَّلَ الأطبَّاءُ فِي الماضِي إلَى العديدِ مِنْ طرقِ التَّصنيفِ لتحديدِ أنواعِ الوصفاتِ الطِّبِّيَّةِ، فهناكَ تصنيفاتٌ بحسبِ الأمراضِ، والأعراضِ، والأسبابِ، والتَّخصُّصاتِ الطِّبِّيَّةِ، والأعضاءِ الدَّاخليَّةِ والأمعاءِ وطرقِ العلاجِ. وثمَّةَ كتبٌ تجمعُ كلَّ التَّصنيفاتِ معاً فِي مجلَّدٍ واحدٍ. وفِي الطُّرقِ العلاجيَّةِ السَّريريَّةِ الحديثةِ يميلُ الأطبَّاءُ إلَى اعتمادِ نوعٍ واحدٍ مِنَ التَّصنيفِ وفقاً لطرقِ العلاجِ، أَيِ الأدويةِ الَّتي تختصُّ بالأعراضِ الظَّاهريَّةِ، وخفضِ الحرارةِ، وتفريغِ الأمعاءِ، والتَّخلُّصِ مِنَ الرُّطوبةِ، والتَّدفئةِ الدَّاخليَّةِ، وتنظيمِ الطَّاقةِ الحيويَّةِ، والهضمِ، وطردِ الدِّيدانِ، ووقفِ النَّزفِ، وتنشيطِ الدَّمِ، وكبحِ السُّعالِ، وتهدئةِ انقطاعِ النَّفَسِ، والمهدِّئاتِ، وعلاجِ الدُّوَارِ، وشقِّ ثَقْبٍ جراحيٍّ، والتَّقويةِ العامَّةِ، وسدِ النَّقصِ، والملطِّفاتِ وعقاقيرِ الاستخدامِ الظَّاهريِّ، وغيرِها.