مِهرَجَانُ المصَابيحِLantern Festival
مِهرجانٌ تقليديٌّ لقوميَّةِ الـ«هَانِ -Han» يعقدُ فِي اللَّيلةِ الخامسةَ عشرةَ مِنَ الشَّهرِ القمريِّ الأوَّلِ بعدَ مهرجانِ الرَّبيعِ، إثرَ رؤيةِ أوَّلِ بَدْرٍ مُكتملٍ فِي العامِ، وتشيرُ هذِه اللَّيلةُ السَّعيدةُ أيضاً إلَى عودةِ الرَّبيعِ إلَى الأرضِ، فيحتفِلُ النَّاسُ بِه باعتبارِه امتداداً للرَّبيعِ الجديدِ، ولذَا يُعرَفُ هذَا المهرجانُ أيضاً باسمِ مهرجانِ (أوَّلِ ليلةٍ بيضاءَ)، ووَفْقَ التَّقليدِ الصِّينيِّ الشَّعبيِّ، يُشعلُ النَّاسُ مصابيحَ زاهيةَ الألوانِ للاحتفالِ بالقمرِ المُشرِقِ المرتفعِ فِي كبدِ السَّماءِ، وتشملُ قائمةُ الاحتفالاتِ الأُخرَى الخروجَ للاحتفاءِ بالقمرِ، وإيقادَ المصابيحِ والألعابَ النَّاريَّةَ، وحلَّ ألغازِ المصابيحِ، وعيدَ مهرجانِ المصابيحِ، وإعادةَ توحيدِ العائلةِ. دُشِّنَ الاحتفالُ بالمهرجانِ سويّاً معَ تقليدِ إضاءةِ المصابيحِ خلالَ عهدِ أسرةِ «هَان -Han»، ثُمَّ شهدَ عهدُ أسرةِ «سُونْغ -Song» بَعدَ ذلكَ إضافةَ سلسلةٍ مِنَ الأنشطةِ للمهرجانِ منهَا «حلُّ ألغازِ المصابيحِ»، ثُمَّ شهدَ عهدُ أسرةِ «سُونْغ -Song» الجنوبيَّةِ الاشتراكَ الفاعلَ والنَّشطَ مِنْ قِبَلِ العديدِ مِنَ المواطنِينَ فِي تصميمِ الألغازِ وتخمينِ حلِّهَا خلالَ المهرجانِ، وفِي بدايةِ الأمرِ، كانَ البعضُ يكتبُ بعضَ الألغازِ علَى أشرطةٍ ورقيَّةٍ ويلصقُهَا علَى المصابيحِ زاهيةِ الألوانِ، وقدِ انتشرتِ هذِه الألغازُ علَى نطاقٍ واسعٍ فِي جميعِ مناحِي الحياةِ وبينَ جميعِ طبقاتِ الشَّعبِ، حيثُ كانُوا يؤمنُونَ بأنَّ هذِه الألغازَ بمنزلةِ حلولٍ شيِّقةٍ ومُمتعةٍ للحصولِ على المعرفةِ والتَّنويرِ، كمَا أبقَى السُّكَّانُ علَى تقليدِ تناولِ الزَّلابِيةِ فِي المساءِ، الَّتي كانتْ تصنعُ مِنَ الأرُزِّ الملتصقِ بعضِه ببعضٍ معَ قلبِ ثمرةٍ أَوْ حَشْوِها، ومِنْ حيثُ الحشوُ، كانُوا يصنعونَه مِنْ عجينةِ الفولِ المُحلَّاةِ والسُّكَّرِ الأبيضِ والزُّعرورِ البرِّيِّ أوِ الفواكهِ المعالجةِ المَغليَّةِ أوِ المقليَّةِ أوِ المَطهوَّةِ بالبخارِ أوِ المقليَّةِ جيِّداً، وفِي بادئِ الأمرِ، كانَ النَّاسُ يطلِقُونَ علَى هذَا النَّوعِ مِنَ الغذاءِ «الحشوَ الدَّائريَّ الطَّافِيَ»، وعُرِفَ فيمَا بعدُ باسمِ «حَساءِ الأشجارِ (أوِ المُستديرِ)، وهيَ الأسماءُ الَّتي تشبهُ فِي منطوقِها التَّعبيرَ الصِّينيَّ الَّذي يرمزُ إلَى اتِّحادِ العائلةِ والوفاقِ والسّعادةِ، كمَا كانُوا أحياناً يتذكَّرُون الموتَى مِنْ أقاربِهِم، ويُعبِّرُونَ فِي الوقتِ ذاتِه عن توقُّعاتِهِمُ الجليَّةِ للحياةِ المستقبليَّةِ.