المَهرَجَانُ الثَّالثُ فِي الشَّهرِ القمريِّ الثَّالثِ Third Lunar Month Third Fair
مهرجانٌ غنائيٌّ تُقيمُه عِرقيَّةُ «تسُوَانْغ -Zhuang» فِي اليومِ الثَّالثِ مِنَ الشَّهرِ القمريِّ الثَّالثِ، وفيْه يرتدِي شبابُ هذِه القوميَّةِ ملابسَ المهرجاناتِ، ويجتمعُون بالقربِ منْ حقولِهِم الزِّراعيَّةِ منْ أجلِ غناءِ أغانِيهِم الشَّعبيَّةِ بأسلوبٍ مضادٍّ للضَّجيجِ.
وعلَى الرُّغمِ منْ أنَّ الاحتفالَ قدْ يُعقدُ فِي أيَّامٍ أُخرى فِي عددٍ مِنَ الأماكنِ، إلَّا أنَّ الذي يُعقدُ فِي «اليومِ الثَّالثِ مِنَ الشَّهرِ الثَّالثِ» هوَ الأكبرُ علَى الإطلاقِ.
يرتبطُ هذَا الاحتفالُ فِي الأساسِ بمهرجانِ الوضوحِ النَّقيِّ الّذِي يتمُّ فيْه تقديمُ القرابينِ للأسلافِ، إضافةً إلَى كنسِ المقابرِ. ثُمَّ تطوَّرَ لاحقاً علَى نحوٍ تدريجيٍّ ليُصبِحَ مهرجاناً تقليديّاً تُقامُ خلالَه تحديَّاتُ الغناءِ الجماعيَّةُ وغيرُها مِنَ الأنشطةِ التَّرفيهيَّةِ. وتعنِي جملةُ «مهرجانُ الأغنيَّةِ» فِي لغةِ عِرقيَّةِ «تسُوَانْغ -Zhuang»: الغناءَ وسطَ سلاسلِ الحقولِ.
فيبدأُ الاحتفالُ تقليديّاً فِي اليومِ الثَّالثِ مِنَ الشَّهرِ القمريِّ الثَّالثِ، ويستمرُّ لثلاثةِ أيَّامٍ، فيقومُ كلُّ منزلٍ خلالَها بإعدادِ الأرُزِّ اللَّزقِ زاهِي الألوانِ المصبوغِ معَ أوراقِ القيقبِ وعشبِ الرَّبيعِ الحلوِ وزهرةِ الرَّبيعِ؛ منْ أجلِ مباركةِ الإنتاجِ الغزيرِ للحبوبِ.
وتتنوَّعُ قائمةُ الأعمالِ بينَ الأغانِي المُتنوِّعَةِ إلَى الدَّعوةِ والطَّلبِ والإلهامِ وعدمِ الضَّجيجِ والمجاملةِ والانحدارِ والتَّساؤُلِ والتَّوقيتِ والتَّقسيمِ وشؤونِ الحبِّ والصُّحبةِ.
وعندَ غناءِ الأغانِي الفلكلوريَّةِ عديمةِ الضَّجيجِ، يقومُ بعضُ الشُّبَّانِ والشَّابَّاتِ بقذفِ «الكُراتِ المُزخرفةِ» علَى بعضِهِم، ويُطلبُ مِنْ الّذِين يفشلُون فِي التقاطِ الكُرَةِ أنْ يُغنُّوا أغنيةً أو يُؤدُّوا لعبةً كنوعٍ مِنَ «العقوبةِ». ومِنَ المُمكنِ أيضاً أنْ يكونَ هذَا التَّقاذُفُ بالكُرَةِ بينَهُم سبيلاً إلَى نقلِ المشاعرِ بينَ الخاطِبِ ومخطوبتِه.