المِنطقةُ الاقتِصَادِيَّةُ الخَاصَّةُSpecial Economic Zone (SEZ)
يشيرُ هذَا المُصطلحُ إلَى مناطقَ مُحدَّدةٍ تعطيهَا الدَّولةُ الحقَّ فِي تبنِّي سياساتٍ أكثرَ انفتاحاً ومرونةً فِي التَّعامُلاتِ الاقتصاديَّةِ معَ الدُّولِ الأجنبيَّةِ، وتتضمَّنُ هذِه السِّياساتُ جذبَ الشَّركاتِ الأجنبيَّةِ ورأسِ المالِ الأجنبيِّ بطرقٍ تفضيليَّةٍ، كتخفيضِ الرُّسومِ الجُمْركيَّةِ والإعفاءِ مِنَ الرُّسومِ الجمركيَّةِ.
وبالرَّغمِ مِنْ أنَّ المناطقَ الاقتصاديَّةَ الخاصَّةَ تحملُ أسماءً مختلفةً، مثلَ: مناطقِ التِّجارةِ الحُرَّةِ، ومناطقِ تجهيزِ الصَّادراتِ، والموانئِ الحرَّةِ، ومناطقِ التِّجارةِ الخارجيَّةِ، ومناطقِ الاختصاصِ الجُمركيِّ، ومناطقِ الإعفاءِ مِنَ الرُّسُومِ الجُمركيَّةِ، ومناطقِ العبورِ، إلَّا أنَّها نشأتْ جميعُهَا نتيجةَ نموِ اقتصادِ السِّلعِ والتِّجارةِ الدُّوليَّةِ.
وقدْ ظهرَتْ أوَّلُ مِنطقةٍ اقتصاديَّةٍ خاصَّةٍ فِي العالمِ فِي ميناءِ «لِيفُورْنُو -Livorno» الحُرِّ فِي إيطاليَا، وتطوَّرتِ المناطقُ الاقتصاديَّةُ الخاصَّةُ تدريجيّاً منذُ القرنِ السَّابعَ عشرَ فِي المدنِ الأوروبيَّةِ الشَّهيرةِ، ومنهَا: «هَامْبُورْغ -Hamburg»، و«بِرِيمِن -Bremen» فِي ألمانيَا، و«جِينُوفَا -Genova» فِي إيطاليَا، و«دُونْكِيرْك -Dunkirk» فِي فرنسَا، و«كُوبِنْهَاغِنْ -Copenhagen» فِي الدَّنمارك.
أمَّا المناطقُ الاقتصاديَّةُ الخاصَّةُ فِي الصِّينِ، فتتميَّزُ بأربعةِ جوانبَ:
أوَّلاً: يندفعُ النُّموُّ الاقتصاديُّ فِي المناطقِ الاقتصاديَّةِ الخاصَّةِ فِي الصِّينِ أساساً بالاستثمارِ الأجنبيِّ.
ثانياً: يتمتَّعُ الاستثمارُ الأجنبيُّ بمُعاملةٍ تفضيليَّةٍ خاصَّةٍ فِي الضَّرائبِ والجوانبِ الأخرَى.
ثالثًا: تتحكَّمُ السُّوقُ فِي تنظيمِ الأنشطةِ الاقتصاديَّةِ فِي المناطقِ الاقتصاديَّةِ الخاصَّةِ بصفةٍ أساسيَّةٍ.
رابعًا: تتْبعُ المناطقُ الاقتصاديَّةُ الخاصَّةُ مُؤسَّسةً إداريَّةً مختلفةً عنْ بقيَّةِ البلادِ.
وجديرٌ بالذِّكرِ أنَّه بعدَ تأسيسِ المناطقِ الاقتصاديَّةِ الخاصَّةِ فِي «شِنْتشِن -Shenzhen» و«تشُوهَاي -Zhuhai» و«شَانْتُو -Shantou» و«شِيَامِن -Xiamen» فِي عامِ 1979م، عُدَّتْ مُقاطعةُ «هَايْنَان -Hainan» بكاملِها مدينةً اقتصاديَّةً خاصَّةً فِي عامِ 1988م، وقدْ فتحتْ هذِه المدنُ والمناطقُ نافذةً للإصلاحِ والانفتاحِ فِي الصِّينِ، وأفعمتِ التَّطوُّرَ الاقتصاديَّ فِي البلادِ بمزيدٍ مِنَ الحيويَّةِ والنَّشاطِ.