مدرسةُ العَقلِSchool of Mind

مدرسةٌ تبنَّتْ مذهبَ المِثاليَّةِ فِي عهدِ أسرتَيْ «سُونغ -Song» و«مِينْغ -Ming»، وتزعَّمَها «لُو جِيُويُوَان -Lu Jiuyuan» منْ أسرةِ «سُونْغ -Song» الجنوبيَّةِ و«وَانْغ شُورِينْ -Wang Shouren» منْ أسرةِ «مِينْغ -Ming».

وقدْ كانَ «لُو -Lu» منْ مُعاصرِي «تشُو شِي -Zhu Xi»، الَّذي ترأَّسَ مدرسةَ «الكُونْفُوشيُوسِيَّةِ -Confucian» الفرعيَّةَ، الَّتي ادَّعتْ أنَّ (المبدأَ) لا يوجدُ فطريًّا في ذهنِ الإنسانِ، وأنَّ الطَّريقةَ الوحيدةَ لإيجادِ المبدأِ المُطلقِ تتمثَّلُ فِي (البحثِ عنِ الأشياءِ).

لكنَّ «لُو -Lu» اعترضَ علَى ذلكَ، ودعَا إلى اتِّباعِ طُرُقٍ (بسيطةٍ) و(مُباشرةٍ)، تنطوِي على (استغلالِ العقلِ الفطريِّ) و(البحثِ عنِ العقلِ المفقودِ). كمَا ناقشَ بعضَ القضايَا الأخرَى معَ «تشُو -Zhu»، مثلَ: مفهومِ انعدامِ الحدودِ (wuji)، ومفهومِ المُطلقِ (taiji). ونتجَ منْ هذَا النِّقاشِ بُروزُ (مدرسةِ العقلِ) لتُمثِّلَ تحديًّا لأفكارِ المدرسةِ الكونفوشيوسيَّةِ الَّتي تبنَّتْ مفهومَ (المبدأِ) بقيادةِ «تشُو -Zhu».

وكانَ منْ بينِ تلاميذِ «لُو -Lu» الكُثُرِ «يُوَانْ شِيهْ -Yuan Xie»، و«يَانغْ جِيَانْ -Yang Jian» (الَّذينَ طوَّرُوا فكرةَ «لُو -Lu» القائلةَ بأنَّ (العقلَ هُو المبدأُ) في نظريَّةِ (وحدةِ الأنَا)، الَّتي تَدَّعِي أنَّ «كلَّ الأشياءِ موجودةٌ بسببِ الذَّات».

وعلى الرَّغمِ مِنْ أنَّ المدرسةَ الكونفوشيوسيَّةَ الَّتي تزعَّمَها «تشُو -Zhu» اكتسبتِ اليدَ العُليَا، بعدَ عهدِ أسرةِ «سُونغ -Song»، عندَما صارتِ الأيْدُيولوجيَّةَ الرَّسميَّةَ في البلادِ، فإنَّ مدرسةَ العقلِ حَظِيَتْ بزَخَمٍ جديدٍ في مُنتصفِ عهدِ أسرةِ «مِينغ -Ming»، واعتنقَ أفكارَها «تشِنْ شِيَانْ تشَانغ -Chen Xianzhang»، الَّذي كانَ يوماً مَا منْ مُؤيِّدِي فلسفةِ «تشُو -Zhu»، وكذلكَ «وَانغ شُورِين -Wang Shouren» الَّذي مضَى قُدُماً في نشرِ نظريَّاتِ «لُو -Lu»، ولمْ يقتصرْ علَى ذلكَ، بلْ أضافَ مُقترحاتٍ جديدةً للنَّظريَّاتِ السَّابقةِ، فقدْ طرحَ اقتراحاً مُفادُهُ أنَّه (لا يوجدُ مبدأٌ أو حدثٌ خارجَ العقلِ)، ودعَا إلى «تحقيقِ اللُّطفِ الدَّاخليِّ» واعتقدَ أنَّه «المبدأُ السَّماويُّ». واقترحَ أيضاً مفهومَ «وحدةِ المعرفةِ والعملِ» للاحتجاجِ علَى منهجِ «تشُو -Zhu»، الَّذي مِنْ شأنِه أنْ يُؤدِّيَ إمَّا: إلَى «المعرفةِ قبلَ العملِ» أوْ «المعرفةِ دونِ العملِ».

وقدْ جعلتْ هذِه الأفكارُ من «شورين -Shouren» أكثرَ الفلاسفةِ تأثيراً ومثاليَّةً بعدَ «لُو -Lu»، وشاعتْ نظريَّاتُه علَى نطاقٍ واسعٍ في أواخرِ عهدِ أسرةِ «مِينْغ -Ming». كمَا ظهرَ العديدُ منَ المدارسِ الفَرْعيَّةِ، وأبرزُها مدرسةُ «تَايْتشُو -Taizhou» الفَرْعيَّةُ الَّتي تزعَّمَها «وَانغ جِين -Wang Gen»، ومدرسةٌ أخرَى برئاسةِ «لِي تِشِى -Li Zhi». ومعَ أنَّ أتباعَ مدرسةِ «تَايْتشُو -Taizhou» لمْ يتَّفقُوا فِي الرَّأيِ تماماً، لكنَّهُم اتَّفقُوا جميعاً فِي الاعتقادِ بأنَّ كُلَّ شخصٍ -مُزارعاً كانَ أم حِرَفيّاً أم تاجراً- يُمكنُ أنْ يُصبحَ حكيماً أو صاحبَ فضيلةٍ، وهُو مَا دعتْ إليْهِ الكونفوشيوسيَّةُ باعتبارِ أنَّ جميعَ البشرِ لديهِم سماتُ الطَّبيعةِ وعقلُ الحكماءِ. وفضلاً عنْ ذلكَ، حاولَ «لِي تِشِي -Li Zhi» التَّصدِّي لقُيودِ أَيْدُيولوجيَّةِ الاستبدادِ الإقطاعيِّ مُجادِلاً بأنَّ (معاييرَ الصَّوابِ والخطأِ ليستْ ثابتةً).