المَدرَسَةُ الشَّرْعَوِيَّةُLegalist School
مدرسةٌ فلسفِيَّةٌ رائدةٌ ترتكزُ إلَى مبدأِ (الحكمِ بالقانونِ). أُسِّستْ هذِه المدرسةُ منْ قِبلِ مجموعةٍ مِنَ الفلاسفةِ (أشهرُهُم علَى الإطلاقِ «لِي كُوِي -Li Kui» و«وُو شِي -Wu Qi» و«شَانْغ يَانْغ -Shang Yang» و«شِينْ دَاو -Shen Dao» و«شِنْ بُوهَاي -Shen Buhai») فِي أوائلِ حقبة الدُّولِ المتحاربةِ، وذلكَ علماً بأنَّ أفكارَها الرَّائدةَ قدْ تعودُ إلَى «غَوَان تُسُونْغ -Guan Zhong» و«تسِي تشَان -Zi Chan» فِي حقبة الرَّبيعِ والخريفِ، وفِي أواخرِ حقبة الدُّولِ المتحاربةِ. دمجَ «هَان فِيِي -Han Fei» الخلاصةَ الفلسفيَّةَ لأسلافِهِ فِي نظامٍ نظريٍّ مؤثِّرٍ، ويعدُّ الكتابُ الَّذي يحملُ اسمَهُ، «هَان فِيِي تِسِي -Hanfeizi»، واحداً مِنَ الأعمالِ الشَّرعويَّةِ النَّموذجيَّةِ، وذلكَ بالإضافةِ إلَى كتابِ «شَانْغ يَانْغ -Shang Yang»، وبالرَّغمِ مِنْ وجودِ بعضِ الآراءِ المتعارضةِ بينَهُم إلَّا أنَّ جميعَ الشَّرعويِّينَ يؤمنُون وينصحُونَ بمبدأِ الحكمِ بالقانونِ، حيثُ أكَّدَ هؤلاءِ فِي دولةِ «شِي -Qi» علَى أهمِّيَّةِ كلٍّ مِنَ القوانينِ والطُّقوسِ، مُسوّغين ذلكَ بوجوبِ «تقديمِ الميثاقِ الأخلاقيِّ علَى القوانينِ الجِنائيَّةِ» و«التَّشريعِ بناءً علَى الطَّاويَّةِ»، فِي حينِ أنَّ هؤلاءِ فِي عهدِ دولتَيْ «شِين -Qin» و«جين -Jin» اقترحُوا قوانينَ صارمةً وعقوباتٍ شديدةً، بلْ وعارَضُوا منهجَ خرقِ الأخلاقِ، وقدْ ركَّزَ هؤلاءِ الشَّرعويُّونَ علَى القوانينِ والكفاءةِ السِّياسيَّةِ والقوَّةِ، ومنْ ثَمَّ نصحُوا بإثابةِ الفلَّاحِينَ والجنودِ منْ أجلِ إسهاماتِهِم، حتَّى تتمكَّنَ الدَّولةُ منْ بناءِ ثروتِها القوميَّةِ وقوَّتِهَا العسكريَّةِ بُغيةَ غزوِ العالَمِ، وبصفةٍ عامَّةٍ امتدحَ «شَانْغ يَانْغ -Shang Yang» القوانينَ، بينَمَا أعلَى «شِن بُوهَاي -Shen Buhai» مِنْ قيمةِ (الكفاءةِ السِّياسيَّةِ)، فِي حينِ قدَّرَ «شِنْ دَاو -Shen Dao» (القُوَّةَ)، ثُمَّ دمجَ «هَان فِيِي -Han Fei» هذِه الأوجَه الثَّلاثةَ معَ بعضِ الأفكارِ المقتبسَةِ مِنَ الطَّاويَّةِ، ونظَّمَ نظريَّاتِ «الحُكمِ بالقانونِ»، ومِنْ أجلِ الإجراءاتِ السِّياسيَّةِ، ساندَ «فِيِي -Fei» السُّلطةَ الإمبراطوريَّةَ الموحَّدةَ، والجيوشَ الخاصَّةَ المحرومةَ منْ حمايةِ القانونِ، و«تعليمَ النَّاسِ عنِ القانونِ»، وتطبيقَ عقوباتٍ صارمةٍ، وإثابةَ الفلَّاحِينَ والجنودِ نظيرَ إسهاماتِهِم، ومنْ أجلِ التُّراثِ التَّاريخيِّ، زعمَ «فِيِي -Fei» أنَّ الشَّعبَ يجبُ «ببساطةٍ ألَّا يتَّبعَ التَّقاليدَ القديمةَ والمواثيقَ الموضوعةَ بالفعلِ»، ولكنْ يجبُ علَيه بدلاً منْ ذلكَ «الإعدادُ للتَّغيُّراتِ». أمَّا منْ حيثُ الفلسفةُ، فقدْ آمنَ بأنَّ «الطَّاويَّةَ» هِي القانونُ العالَميُّ، فِي حينِ أنَّ «المبادِئَ» تختصُّ فقَطْ بالحالاتِ الفرديَّةِ، كمَا أكَّدَ علَى أنَّ الأنشطةَ البشريَّةَ يجبُ أنْ تسيرَ وَفْقَ قوانينَ موضوعيَّةٍ. أمَّا فيمَا يتعلَّقُ بنظريَّةِ المعرفةِ، فقدِ اقترحَ (التَّحقُّقَ منْ خلالِ الاختباراتِ)، حيثُ زعمَ أنَّ «التَّأثيراتِ» الفعليَّةَ يجبُ أنْ تكونَ المعاييرَ للحكمِ علَى عدلِ الكلماتِ والاحتياجاتِ، وقدْ أدَّت هذِه النَّظريَّاتُ حولَ (الحكمِ بالقانونِ) دوراً مُهِمّاً فِي التَّاريخِ منْ حقبةِ الرَّبيعِ والخريفِ خلالَ عهدِ أسرةِ «شِين -Qin»، وذلكَ فِي الإصلاحاتِ الإقطاعيَّةِ قبلَ بزوغِ نجمِ «شِين -Qin»، وفِي التَّحدِّياتِ الَّتي واجهَتْ أوَّلَ أباطرةِ أسرةِ «شِين -Qin» منْ أجلِ توحيدِ الصِّينِ، وبناءِ إمبراطوريَّةٍ إقطاعيَّةٍ وإرساءِ دعائمِ حكمٍ مركزيٍّ، كمَا تمَّ تبنِّي هذِه النَّظريَّةِ أيضاً باعتبارِها الأيديولوجيَّةَ الرَّسميَّةَ لإمبراطوريَّةِ «شِين -Qin»، وخلالَ عهد أسرةِ «هَان -Han» الغربيَّةِ، استوعبَ أتباعُ الكونفُوشيُوسيَّةِ هذِه النَّظريَّاتِ ودمجُوهَا فِي أيديولوجيَّتِهِ، ومنْ ثَمَّ بدَؤُوا يعلُونَ منْ قيمةِ الأخلاقِ والقوانينِ، فِي حينِ اختفتِ الشَّرعويَّةُ تدريجيّاً كمدرسةٍ مستقلَّةٍ.