كُرَةُ الطَّاوِلَةِTable Tennis

تُعرَفُ أيضاً باسمِ لُعبةِ «البينغ بونغ -Ping Pong»، وفيهَا يقومُ اثنانِ أو أربعةٌ منَ اللَّاعبِين بتمريرِ الكرةِ بالتَّناوُبِ عبرَ طاولةٍ مُقسَّمةٍ منْ منتصفِها إلى قسمَين.

تشتهرُ هذِه اللُّعبةُ إلى حدٍّ كبيرٍ فِي جميعِ أنحاءِ العالمِ، كمَا أنَّها جديرةٌ بالممارسةِ، حيثُ تمتازُ بصغرِ الحجمِ والسُّرعةِ والتَّغييرِ، ناهيكَ عن كونِها شيِّقةً لا تحتاجُ إلَى تجهيزاتٍ كثيرةٍ، وعلاوةً علَى ذلكَ، يستطيعُ أيُّ شخصٍ أنْ يمارسَها بغضِّ النَّظرِ عنْ سِنِّه أو جِنْسِه أو حالتِه الصِّحيَّةِ. وهناكَ نوعانِ مشهوران في العالم منْ كُرةِ الطَّاولةِ: منافساتُ الفِرَقِ، ومنافساتُ الأفراد. فتُعقدُ منافساتُ الأفراد بينَ رَجُلَين أو امرأتَين أو فريقٍ مكوَّنٍ منْ رجلٍ وامرأةٍ، وذلكَ علَى ناحيتَي الطّاولةِ.

وتعودُ أصولُ هذه اللُّعبةِ إلَى المملكةِ المتَّحدةِ، حيثُ أُخذتْ هذِه اللُّعبةُ منْ إحدَى الألعابِ الَّتي كانتْ سائدةً هناكَ. وبحلولِ القرنِ العشرِين، كانتْ هذِه اللُّعبةُ لا تزالَ تُمارَسُ منْ أجلِ التَّسليةِ والمتعةِ، بيدَ أنَّها قدْ شهِدتْ تطوُّراً كبيراً بعدَ اتِّخاذِ الكُراتِ المصنوعةِ منْ مادَّةِ «السِّلُوليد -celluloid» والمضاربِ الخشبيَّةِ ذاتِ الأجزاءِ المطَّاطيَّةِ الملتصقةِ عليهَا.

وقدْ شهدَ شهرُ ديسمبر/كانون الأوَّل منْ عامِ 1926م تأسيسَ الاتِّحادِ الدُّوليِّ لكُرةِ الطَّاولةِ. وأُقيمَ أوَّلُ دوريٍّ أوروبيٍّ (هو أيضاً الأوَّلُ منْ نوعِه فِي العالَمِ) لكرة الطَّاولةِ فِي لندن بالمملكةِ المتَّحدةِ.

وكانت هذه المدَّةُ (منْ عامِ 1926م إلى عامِ 1951م) هِي مدَّةَ ازدهارِ هذِه اللُّعبةِ، حيثُ أخذتْ بعدَها فِي التَّطوُّرِ بشكلٍ مُستمرٍّ فِي كلٍّ مِنَ الصِّينِ واليابانِ وكوريَا الجنوبيَّةِ، وقد صاحبَ ذلك طَفْرَةٌ فِي مهاراتِ اللَّاعبِين وسرعتِهِم.

دخلتْ هذِه اللُّعبةُ الصِّينَ عامَ 1904م تقريباً. وفِي عامِ 1953م، أرسلتِ الصِّينُ لاعبِيها للمشاركةِ في أوَّلِ دوريٍّ عالميٍّ يُعقدُ لهذِه اللُّعبةِ، حيثُ حلَّ منتخبُ الرِّجالِ فِي المركزِ العاشرِ من التَّصنيف (أ)، بينَما حلَّ منتخبُ النِّساءِ فِي المرتبةِ الثَّالثةِ من التَّصنيف (ب).

وفِي عامِ 1959م، فـــازَ منتخبُ الصِّينِ للرِّجالِ فِي المنافساتِ الفرديَّــةِ بالميداليةِ الذَّهبيَّةِ. أمَّــا منافساتُ الدَّوريِّ العالميِّ السَّادسِ والعشرِين، فقدْ شهدتْ فوزَ المنتخبِ الصِّينيِّ بثلاثِ بطولاتٍ فِــي كلٍّ منْ منافساتِ فِرَقِ الرِّجالِ، وفرديِّ الرِّجالِ وفرديِّ السَّيِّداتِ، وهُو مَا يُؤكِّدُ على أنَّ المنتخبَ الصِّينيَّ قدْ قفزَ إلَى صدارةِ فرقِ العالمِ من حيثُ المستوَى الفنيِّ.

وفِي عام 1981م وخلالَ منافساتِ الدَّوريِّ العالميِّ السَّادسِ والثَّلاثِين، فازَ اللَّاعبُون الصِّينيُّون بالمراكزِ السَّبعةِ الأولى علَى مستوَى العالمِ، مُسجِّلِين بذلكَ أعلَى رقمٍ قياسيٍّ علَى مدارِ خمسٍ وخمسِين عاماً وبالتَّحديدِ منذُ نشأةِ البطولةِ العالميَّةِ الأولَى.

وبفضلِ الاستراتيجيَّاتِ البارزةِ المُتمثِّلةِ فِــي اللَّعبِ منْ مسافةٍ قريبةٍ إلى الطَّاولةِ، والتَّمريرِ السَّريعِ للكرةِ وغيرِها مِنَ المهاراتِ المُتميِّزةِ، مضَى اللَّاعبُون الصِّينيُّون فِي طريقِهِم نحوَ التَّميُّزِ والتَّفوُّقِ فِي هذِه اللًّعبةِ، وذلكَ فِي مئاتِ المنافساتِ الدَّوليَّةِ، بمَا فِي ذلكَ منافساتُ فِرَقِ الرِّجالِ والنِّساءِ والفرديِّ والمُختلَطِ.