الفُنُونُ القِتَالِيَّةُ الصِّينِيَّةُChinese Martial Arts

تُعرَفُ تلكَ الفنونُ أيضاً باسمِ «وُشُو» أوْ «كُونْغ فُو»، وهيَ رياضةٌ صينيَّةٌ تراثيَّةٌ تضمُّ سلسلةً مِـنَ الحركاتِ الجسديَّةِ المنظَّمةِ الفرديَّةِ أو ذاتِ النَّمطِ المُرتَّبِ، بغرضِ ممارسةِ التَّدريبِ البدنيِّ، والـدِّفــاعِ والـهـجــومِ، ســواءً بالـيــدِ المُجرَّدةِ أم المُسلَّحةِ، وتـشـمـلُ هـــذه الحركاتُ الرَّكلَ، والضّــَربَ، والمصارعةَ، والإمســـاكَ، والتَّشقلُبَ، والـقـتـالَ، وكـــســــرَ الأخشــابِ، والـطَّـعـنَ. نشأتْ تلْكَ الفنونُ بدايةً مِنِ انخراطِ المجتمعاتِ البدائيَّةِ في التَّعارُكِ والاقتتالِ معَ الحيواناتِ، أوِ القبائلِ المعاديةِ، بإلقاءِ الحجارةِ، أوِ الخشبِ وغيرِهِما، حتَّى تطوَّرتْ تلكَ الأساليبُ البدائيَّةُ لتصبحَ دفاعيَّةً أو هجوميَّةً باستخدامِ قبضةِ اليدِ، وتطوَّرتْ تلكَ الفنونُ بعدَ أسرتَي «تِشين وهَانَ» لتشملَ استخدامَ الهراواتِ، والمبارزةَ بالسَّيفِ، واستخدامَ أدواتٍ أُخرى انتشرَتْ في أوساطِ العامَّةِ وأوردها التُّراثُ الشَّعبيُّ. وفي عهدِ أسرةِ «تَانْغ -Tang»، أُجرِي اختيارُ أبطالِ الفنونِ القتاليَّةِ عبرَ اختباراتٍ قوميَّةٍ، ومُنِحَ المقبولُون ألقاباً شرفيَّةً، فَشجَّعَ ذلك الشَّعبَ على ممارســـةِ هـذِه الفنونِ. وفي عهدِ أسرةِ «سُونْغ -Song»، أُفرِدتْ هيئاتٌ مُتخصِّصةٌ لهذِه الفنونِ. وبمجِيء أُسرتَيْ «مينغ» و«تشين»، شهِدتْ هذه الفنونُ تطوُّراً ملحوظاً في أساليبِ الاقتتالِ بقبضةِ اليدِ ومجموعاتِ الأدواتِ، فأثرَى هذا التَّطوُّرُ تنوُّعَ أساليبِ تلكَ الفنونِ إثراءً ملحوظاً، ومن أمثلة ذلك: ملاكمةُ الظِّلِّ، وراحةُ اليدِ الثَّمانيَّةِ، وملاكمةُ الشَّكلِ والإرادةِ، وملاكمةُ المُتناقِضاتِ الثَّماني، والشَّقُّ/الفَلْقُ الثُّلاثيُّ براحةِ اليدِ. خلالَ مرحلةِ الجمهوريَّةِ الصِّينيَّةِ (1912م - 1949م)، ظهرَ في المجتمعِ الصِّينيِّ بعضُ هيئاتِ الملاكمةِ الَّتي أخذَتْ على عاتقِها مسؤوليَّةَ نشرِ وتطويرِ تلكَ الفنونِ. ومعَ تأسيسِ جمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ عامَ 1949م، أصبحتِ الفنونُ القتاليَّةُ الصِّينيَّةُ موروثاً شعبيّاً يُدرَسُ ويتطوَّرُ. وبحلولِ عامِ 1985م استحدثتِ اللَّجنةُ الرِّياضيَّةُ القوميَّةُ خمسةَ ألقابٍ رياضيَّةٍ تختصُّ بالمناسباتِ الرِّياضيَّةِ للفنونِ القتاليَّةِ، هي: بطلٌ مُحاربٌ، مُحارِبٌ أوَّلُ، محاربٌ ثانٍ، محاربٌ ثالثٌ، ومحاربٌ صغيرٌ. وفي العامِ ذاتِهِ، تمَّ عقدُ المسابقةِ الدُّوليَّةِ الأولَى لفنونِ القتالِ بمدينةِ «شَايَآن -Xi’an» بمشاركةِ 89 لاعبَ ألعابِ قُوىً مِنْ 14 دولةً ومنطقةً، وتمَّ تأسيسُ لجنةِ إعدادِ الاتِّحادِ الدَّوليِّ للفنونِ القتاليَّةِ، وكان مقرُّ أمانةِ سرِّهَا في بِكِينَ. وفي عامِ 1990م أُنشِئَ الاتِّحادُ العالميُّ للفنونِ القتاليَّةِ بِبِكِينَ، ثُمَّ أُقيمتِ المسابقةُ العالميَّةُ الأولَى لفنونِ القتالِ عامَ 1991م، ويشاركُ فيهَا حتَّى الآنَ مَا يزيدُ علَى 30 دولةً ومنطقةً بِفِرقِها القتاليَّةِ، أو بمَا تطوِّرُه مِنْ أنشطةٍ وثيقةِ الصِّلةِ بتلْكَ الرِّياضةِ. وتندرجُ رياضاتُ الفنونِ القتاليَّةِ في خمسِ فئاتٍ، هي: الملاكمةُ، واستخدامُ الأدواتِ، والمناوشةُ، والحدثُ الجماعيُّ، ومباراةُ المواجهةِ.

مُمَارِسُ رياضة الخُطَّاف مُزْدَوَج