فِكْرُ مَاو تسِي تُونْغMao Zedong Thought
أيديولوجيَّةٌ توجيهيَّةٌ أساسيَّةٌ طويلةُ الأجلِ أيدَّهَا الحزبُ الشُّيوعيُّ الصِّينيُّ. وهيَ عصارةُ وخاتمةُ التَّجاربِ الإبداعيَّةِ لممارسةِ الثَّورةِ والبناءِ فِي المجتمعِ الصِّينيِّ الَّتي خاضَها الشُّيوعيُّونَ الصِّينيُّونَ مُتَّبِعين مبادئَ الماركسيَّةِ اللِّينينيَّةِ معَ «مَاو تسِي تُونْغ -Mao Zedong» بوصفِهِ مُمثِّلاً رائداً، وقد ثبتَ أنَّها المبادئُ النَّظريَّةُ الصَّحيحةُ والأيديولوجيَّةُ العلميَّةُ لمسارِ الثَّورةِ والبناءِ فِي المجتمعِ الصِّينيِّ، باعتبارِها القفزةَ الأُولى للإنجازاتِ النَّظريَّةِ الرَّئيسةِ مِنْ مزيجٍ مِنَ المبادئِ العامَّةِ للعقيدةِ الماركسيَّةِ معَ الممارسةِ الصِّينيَّةِ علَى أرضِ الواقعِ، فهيَ تمثِّلُ تطبيقَ وتطويرَ عقائدِ الماركسيَّةِ اللِّينينيَّةِ فِي الصِّينِ، وهيَ نتاجُ الحكمةِ الجماعيَّةِ للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ. ويُعدُّ «مَاو تسِي تُونْغ -Mao Zedong» المُسهِمَ الرَّئيسَ فِي الفكرِ الَّذي يتلخَّصُ فِي أعمالِه الأدبيَّةِ العلميَّةِ. فِي أواخرِ عشرينيَّاتِ وأوائلِ ثلاثينيّاتِ القرنِ العشرِينَ، سادَ اتِّجاهٌ خاطئٌ داخلَ الحركةِ الشُّيوعيَّةِ الدَّوليَّةِ وداخلَ الحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ أنَّ الماركسيَّةَ باتَتْ عقيدةً، وتمَّ تقديسُ قراراتِ التَّجربةِ الشُّيوعيَّةِ الدُّوليَّةِ والاتِّحادِ السُّوفيتيِّ. وفِي سياقِ النِّضالِ ضدَّ الاتِّجاهِ الخاطئِ والتَّلخيصِ العميقِ لهذِه التَّجربةِ التَّاريخيَّةِ، تَكوَّنَ فكرُ «مَاوْ تسِي تُونْغ -Mao Zedong» وتطوَّرَ تدريجيّاً. وقدْ نضجَ هذَا الفكرُ فِي المرحلةِ الأخيرةِ مِنَ الحربِ الثَّوريَّةِ الزِّراعيَّةِ وأثناءَ الحربِ ضدَّ اليابانِ، عندَما تمَّ تلخيصُهُ بشكلٍ منهجيٍّ وتوسَّع نطاقُه، وفِي أثناءِ حربِ التَّحريرِ وبعدَ تأسيسِ جمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ حدثَ لَه مزيدٌ مِنَ التَّطويرِ. وقدْ قدَّمَ العديدُ مِنَ القادةِ البارزِينَ للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ إسهاماتٍ مُهمَّةً فِي تشكيلِ هذَا الفكرِ وتطويرِه. ففِي مايُو/أيَّار 1945م، أقرَّ المؤتمرُ الوطنيُّ السَّابعُ للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ رسميّاً فِكْرَ «مَاو تسِي تُونْغ -Mao Zedong» أيديولوجيَّةً مُوجِّهةً للحزبِ، وتمَّتْ كتابتُهُ فِي دستورِ الحزبِ. وقدْ أثرَى «مَاو تسِي تُونْغ -Mao Zedong» الماركسيَّةَ اللِّينينيَّةَ وطوَّرَها بنظريَّتِهِ الأصليَّةِ فِي سِتَّةِ جوانبَ:
-1 الثَّورةُ الدِّيمقراطيَّةُ الجديدةُ. -2 الثَّورةُ الاشتراكيَّةُ والبناءُ. -3 بناءُ القوَّاتِ العسكريَّةِ الثَّوريَّةِ والاستراتيجيَّةِ. -4 السِّياسةُ والاستراتيجيَّةُ. -5 العملُ الأيديولوجيُّ والسِّياسيُّ والثَّقافيُّ. -6 بناءُ الحزبِ.
إنَّ جوهرَ فكرِ «مَاو تسِي تُونْغ -Mao Zedong» هوَ وجهةُ النَّظرِ والمنهجيَّةُ الَّتي تبرزُ فِي كلِّ جزءٍ منْه، وتتمثَّلُ عناصرُ هذَا الفكرِ الأساسيَّةُ فِي استشفافِ الحقائقِ مِنَ الوقائعِ واستشارةِ الجماهيرِ وسياسةِ الاستقلالِ. يمثِّلُ فكرُ «مَاو تسِي تُونْغ -Mao Zedong» الثَّروةَ الرُّوحيَّةَ الثَّمينةَ للحزبِ الشُّيوعيِّ الصِّينيِّ، الَّتِي كانتِ المبدأَ التَّوجيهيَّ طويلَ الأجلِ لممارسةِ الحزبِ والشَّعبِ. إنَّ التَّمسُّكَ بمبادئِ فكرِ «مَاو تِسِي تُونْغ -Mao Zedong» هوَ دراسةُ وتبنِّي مفهومِه ووجهةِ نظرِه وطريقتِه لدراسةِ المواقفِ الجديدةِ وحلُّ المشكلاتِ الجديدةِ، الَّتي تُحدِثُ الابتكارَ النَّظريَّ للأيديولوجيَّةِ التَّوجيهيَّةِ للحزبِ، وتفتحُ آفاقاً جديدةً لتطوُّرِ الماركسيَّةِ فِي الصِّينِ.