عِيدُ الرَّبِيعِSpring Festival
المِهرجانُ التَّقليديُّ الصِّينيُّ أو رأسُ السَّنةِ الصِّينيَّةِ حسبَ التَّقْويمِ القَمَريِّ. هُو أكبرُ مِهرجانٍ يحتفلُ بِه أفرادُ قوميَّةِ «هَان -Han» إلَى جانبِ أكثرَ منْ عشرِ قوميَّاتٍ أُخرَ، منهَا: «المَانشُو -Manchu»، و«المنغوليَّةُ -Mongolian»، و«يَاو -Yao»، و«تشُوَانْغ -Zhuang»، و«بَاي -Bai»، و«غَاوْشَان -Gaoshan»، و«هِيتشِين -Hezhen»، و«هَانِي -Hani»، و«دَاوُر -Daur»، و«دُونْغ -Dong»، و«لِي -Li»، وتحتفلُ كلُّ قوميَّةٍ بعيدِ الرَّبيعِ علَى طريقتِهَا الخاصَّةِ، كمَا يُحتفَلُ بعيدِ الرَّبيعِ فِي «فييتنام -Vietnam» أيضاً، ويقعُ فِي اليومِ الأوَّلِ مِنَ الشَّهرِ القَمَريِّ الأوَّلِ «العامُ الجديدُ التَّقليديُّ»، ولا يزالُ الصِّينيُّون يعدُّونَه أروعَ الاحتفالاتِ التَّقليديَّةِ وأكثرَها حيويَّةً أيضاً. وقدْ نشأَ هذَا التَّقْليدُ منْ طقوسِ تقديمِ القرابِين للآلهةِ وأسلافِهِم فِي عهدِ أُسرتَيْ: «يِين -Yin» و«شَانْغ -Shang»، واستمرَّ لمدَّةٍ طويلةٍ.
وتُطلَقُ علَى اليومِ الأوَّلِ مِنَ الشَّهرِ القَمَريِّ الأوَّلِ مصطلحاتٌ مختلفةٌ، مثلُ: «اليومُ الأوَّلُ»، و«اليومُ السَّماويُّ الأوَّلُ»، و«القمرُ الجديدُ الأوَّلُ»، و«الفجرُ الأوَّلُ».
ومعَ ذلكَ فإنَّ المُصطلحاتِ سالفةَ الذِّكرِ باتتْ تُشيرُ إلَى الأوَّلِ منْ يناير/كانون الثَّاني منذُ إنشاءِ جمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ (1949-1912م). بينَمَا يُعرفُ اليومُ الأوَّلُ مِنَ الشَّهرِ القَمَريِّ الأوَّلِ باسمِ «عيدِ الرَّبيعِ -Spring Festival»، كمَا يُعرَفُ عيدُ الرَّبيعُ أيضاً باسمِ «العامِ الجديدِ التَّقْليديِّ» فِي الأساطيرِ القديمةِ، الَّتي تزعم أنَّ هناك عفريتاً يجلب معه الحظَّ السَّيِّئ أينما حلَّ، فتتعرَّضُ الأشجارُ للذُّبولِ وتفسد الثِّمارِ أيضاً. وبعدَ رحيلِه تعودُ جميعُ الكائناتِ الحيَّةِ إلَى حياتِهَا الطَّبيعيَّةِ مرَّةً أُخرَى، وتزدهرُ القُوَى فِي كلِّ مكانٍ.
ولترويعِ هذَا الماردِ جالبِ الحظِّ السِّيئِ وإبعادِه، اعتنَى النَّاسُ بإعدادِ الألعابِ النَّاريَّةِ، ثُمَّ صارتْ تُمثِّلُ الإثارةَ والحيويَّةَ فِي الاحتفالاتِ بعدَ ذلكَ.
وفِي هذِه المُناسبةِ السَّعيدةِ، يعودُ النَّاسُ إلَى دِيارِهِم لجمعِ شَمْلِ الأُسرةِ. وتُعدُّ عشيَّةُ «عيدِ الرَّبيعِ -Spring Festival» -فِي اليومِ الثَّلاثِين مِنَ الشَّهرِ القَمَريِّ الثَّانِي عشرَ- ليلةَ لَمِّ الشَّملِ.
ومِنَ الأنشطةِ الاحتفاليَّةِ فِي نِهايةِ العامِ المنصرمِ وبدايةِ العامِ الجديدِ البقاءُ مستيقظاً لاستقبالِ العامِ الجديدِ. وفِي عشيَّةِ رأسِ السَّنةِ الجديدةِ، يُقيمُ أفرادُ الأسرةِ كِباراً وصِغاراً معاً للاستمتاعِ بكلِّ لحظةٍ مِنَ اللَّيلِ والدَّرْدشةِ أوِ الشُّربِ حتَّى مَطْلَعِ الفجرِ.
كمَا يُمارسُ الصِّينيُّون فِي شَمالِ الصِّينِ عادةَ تناوُلِ الفطائرِ، بينَمَا يستمتعُ الجنوبيُّون بالكعكِ الحلْوِ اللَّزِجِ الَّذي يرمزُ إلَى استقبالِ عامٍ جديدٍ سعيدٍ ومتقدَّمٍ.
وتمتلئُ جميعُ المنازلِ والشَّوارعِ بأجواءٍ احتفاليَّةٍ مُثيرةٍ، وتُمارسُ فِي بعضِ الأماكنِ مجموعةٌ متنوِّعةٌ مِنَ الأنشطةِ، كرقصةِ الأسدِ، وفانوسِ التِّنِّينِ، واحتفالِ إلهِ الأرضِ، والسُّوقِ الورديِّ، ومعرضِ المعبدِ.
وتنتشرُ الفوانيسُ المُزخرفةُ فِي كلِّ مكانٍ، وتتجمَّعُ حشودٌ مِنَ المُشاةِ فِي الشَّوارعِ، ولَا تنتهِي مثلُ هذِه المُناسباتِ الحيويَّةِ قبلَ حلولِ مِهرجانِ الفوانيسِ فِي اليومِ الخامسَ عشرَ مِنَ الشَّهرِ القَمَريِّ الأوَّلِ.
ومنذُ عامِ 1983م، أصبحتْ مُشاهدةُ نشاطاتِ عيدِ الرَّبيعِ المسائيِّ علَى كاميراتِ الدَّوائرِ التِّلِفِزْيونيَّةِ المُغلقةِ جزءاً مِنَ الاحتفالاتِ.