علمُ مَا وَرَاءَ الطَّبِيعَةِ (المِيتَافِيزِيقَا)Metaphysics
هوَ اتِّجاهٌ فلسفيٌّ يركِّزُ علَى دراسةِ «شُوَان -xuan» (التَّعلُّمِ المُظلمِ) خلالَ حكمِ أسرتَي «وِي وجِين -Wei,Jin». وكانَ فلاسفةُ مَا وراءَ الطَّبيعةِ يُقدِّرُونَ بشدَّةٍ نظريَّاتِ «لاوتسي -Laozi» و«تشوَانْغِزِي -Zhuangzi». وقد طُرِحَ مفهومُ «شُوَان -xuan» أوَّلَ مرَّةٍ فِي كلاسيكيَّةِ «لاوتسي -Laozi» الَّتي تقولُ: (غموضٌ علَى غموضٍ هوَ بوَّابةُ الأسرارِ مُتعدِّدةُ الأجزاءِ). وادَّعَى الفيلسوفُ «وَانْغ بِي -Wang Bi» فيمَا بعدُ فِي تعليقِه المُوجزِ عَلى الفيلسوفِ «لَاوْتسي -Laozi» بأنَّ «شُوَان -xuan» هوَ المُتعمِّقُ. وبالتَّالِي، كانتِ المسائلُ الغامضةُ والمُتعمِّقةُ هيَ المسائلُ الَّتي تناولَها فلاسفةُ مَا وراءَ الطَّبيعةِ بالبحثِ. واحترمَ النَّاسُ فِي حكمِ الأسرتَين ثلاثةَ أعمالٍ رائعةٍ تؤمنُ بالطَّاويَّةِ -وهيَ كلاسيكيَّاتُ: «لاوتسي وتشوَانْغِزِي -Laozi,Zhuangzi» و«أيْ تِشِينْغ -I Ching» (كتابُ التَّغييراتِ)- وكانَ يُطلقُ عليهَا معاً: الكلاسيكيَّاتُ الثَّلاثُ للشُّوَانِ. وكانَ «هِي يَان -He Yan» و«وَانْغ بِي -Wang Bi» و«رُوَان جِي -Ruan Ji» و«جِي كَانْغ -Ji Kang» و«شِيَانْغ شِيُو -Xiang Xiu» و«غِيُو شِيَانْغ -Guo Xiang» مِنْ بينِ فلاسفةِ مَا وراءَ الطَّبيعةِ الرُّوَّادِ فِي هذِه الفترةِ. وكانَ هذَا الاتِّجاهُ الفلسفيُّ، الَّذي ظهرَ علَى خلفيَّةٍ مِنَ الآثارِ الاجتماعيَّةِ والأيديولوجيَّةِ والثَّقافيَّةِ المُتعمِّقةِ، يهدفُ إلَى تعويضِ القصورِ فِي الـ«كُونْفُوشْيُوسِيَّةِ -Conversation» الَّتي كانتْ آخذةً فِي التَّراجُعِ منذُ أواخرِ حكمِ أسرةِ «هَان -Han»، وقد تطوَّرَ مِنْ نظريَّاتِ الطَّاويَّةِ، وخصوصاً نظريَّاتِ مدرسةِ «هُوَانْغ-لَاو /Huang-Lao» الفرعيَّةِ فِي عهدِ أُسرةِ «هَان»، وكانَ نتاجاً مباشراً (للمحادثةِ البحتةِ) المشهورةِ فِي أواخرِ حُكمِ أسرةِ «هَان»، وأوائلِ حكمِ أُسَرِ «وِي». وبشكلٍ عامٍّ، كانَ علمُ مَا وراءَ الطَّبيعةِ يتمتَّعُ بستِّ خصائصَ، الأولَى هيَ: أنَّه كانَ يدرسُ بشكلٍ أساسيٍّ (الكلاسيكيَّاتِ الثَّلاث لِشُوَان) باستخدامِ «لاوتسي وتشوَانْغِزِي -Laozi,Zhuangzi» منْ أجلِ التَّعليقِ علَى كتابِ التَّغييراتِ. الخاصِّيَّةُ الثَّانيةُ هيَ: أنَّ مناقشتَه كانتْ ترتكزُ إلى مَا إذَا كانتِ الأشياءُ قد تأصَّلتْ جذورُها فِي (العدمِ) أمِ (الكينونةِ). وكانَ الفصيلُ الَّذي يتمسَّكُ بنظريَّةِ العدمِ، برئاسةِ «هِي يَانْغ -He Yan» و«وَانْغ بِي -Wang Bi»، يعتقدُ أنَّ العدمَ كانَ مصدرَ الكونِ والأساسَ لوحدتِه، فِي حينِ جادلَ الفصيلُ المُنافِسُ، برئاسةِ «بِي وِي -Pei Wei»، قائلاً: إنَّ جميعَ الأشياءِ وُلِدت مِنَ الكينونةِ الَّتي وُلِدت منْ تلقاءِ نفسِها. الخاصِّيَّةُ الثَّالثةُ هيَ: أنَّ فلسفتَه كانتْ تدرسُ بشكلٍ رئيسٍ «النُّومِينُون -noumenon» للكَونِ. وكانَ فصيلُ «وَانْغ -Wang» يعدُّ «العدمَ» الأساسَ لوجودِ الكينونةِ، لذلكَ اقترحَ أنَّ: العدمَ هوَ «النُّومِينُون -noumenon»، وبالرَّغمِ مِنْ ذلكَ، كانَ «غِيُو شِيَانْغ -Guo Xiang» يؤمنُ بأنَّ الكينونةَ كانتْ وجوداً مستقلّاً، ولمْ تحتَجْ إلَى العدمِ ليكونَ نُومِينُون لهَا. الخاصِّيَّةُ الرَّابعةُ: أنَّ فلسفتَه كانتْ تهدفُ إلَى حلِّ العلاقةِ بينَ التَّعليمِ الأخلاقيِّ والطَّبيعةِ. وقامَ «وَانْغ -Wang»، الَّذي استخدمَ نظريَّاتِ الطَّاويَّةِ مِنْ أجلِ شرحِ الكلاسيكيَّاتِ ومنها كلاسيكيَّاتُ «الكُونْفُوشْيُوسِيَّةِ -Confucian»، بعملِ توفيقٍ بينَ بعضِ الاختلافاتِ بينَ نظريَّاتِ الطَّاويَّةِ والنَّظريَّاتِ «الكُونْفُوشْيُوسِيَّةِ -Confucian» فِي شروحاتِهِ لكتابِ «التَّغييراتِ» و«المختاراتِ»، حيثُ اعتقدَ أنَّ التَّعليمَ الأخلاقيَّ كانَ (النِّهايةَ) فِي حينِ أنَّ الطَّبيعةَ كانتِ (الجذرَ)، لذلكَ كانَ الأوَّلُ نتيجةً طبيعيَّةً لهذَا الأخيرِ. وفِي المقابلِ، جادلَ «غِيُو -Guo» قائلاً: إنَّ الاثنَين كانا فِي الواقِعِ متماثِلَيْنِ، فِي حينِ اتَّخذَ «رُوَان جِي -Ruan Ji» و«جِي كَانْغ -Ji Kang» نهجاً مناهِضاً للـ«كُونْفُوشْيُوسِيَّةِ -Confucian»مِنْ خلالِ الدَّعوةِ إلَى «إهمالِ التَّعليمِ الأخلاقيِّ واتِّباعِ الطَّريقةِ الطَّبيعيَّةِ». والخاصِّيَّةُ الخامسةُ هيَ: أنَّه احتضنَ طريقةً تفسيريَّةً «تكتسبُ المعانِيَ وتنسَى الكلماتِ». ومِنْ أجلِ استبدالِ الطَّريقةِ المُجزَّأةِ والمُعقَّدةِ الَّتي استخدمَها متَّبِعُو الـ«كُونْفُوشْيُوسِيَّةِ -Confucian» فِي عهدِ أُسرةِ «هَان -Han»، ركَّزَ «وَانْغ -Wang» و«غُيُو -Guo» علَى أهمِّيَّةِ استيعابِ المعانِي الفعليَّةِ فِي المناقشةِ، وعارضَا الهوسَ بالكلماتِ والتَّعبيراتِ الَّتي اعتبرَاهَا ببساطةٍ مجرَّدَ «حاملاتٍ للمعانِي». والخاصِّيَّةُ السَّادسةُ، هيَ: أنَّه أكَّدَ علَى «تحليلِ التَّعريفِ والمنطقِ» فِي تفكيرِهِ الفلسفيِّ معَ تمتُّعِ جميعِ ممارسِيه بشكلٍ خاصٍّ بالمهارةِ فِي تحليلِ المفاهيمِ والاستدلالِ عليهَا.