عَصرُ الأَسَاطِيرِLegend Era
حقبةٌ محدَّدةٌ فِي التَّاريخِ الصِّينيِّ استمرَّتْ منْ ستَّةِ آلافٍ إلَى سبعةِ آلافِ عامٍ قبلَ عهدِ أسرةِ «شِيَا -Xia»، حيثُ ازدهرتِ الجماعاتُ الَّتي تترأَّسُهَا الأُمَّهاتُ عبرَ البلادِ فِي أشكالٍ مختلفةٍ خلالَ هذِه المدَّةِ، معَ اعتناقِ كلٍّ منهَا طوطميَّتَهُ الخاصَّةَ ودينَهُ غيرَ مكتملِ الأركانِ، كمَا كانَ لكلٍّ منهَا أساطيرُه الخاصَّةُ به. بدأتِ الخرافاتُ والأساطيرُ ذاتُ المحتوَى الغنيِّ فِي التَّطوُّرِ والنُّضجِ منذُ نحوِ خمسةِ آلافٍ أو ستَّةِ آلافِ سنةٍ قبلَ هذَه الحقبةِ عندَما تشكَّلتِ المجتمعاتُ الَّتي يترأَّسُها الآباءُ واحداً تلوَ الآخَرِ فِي مناطقَ مختلفةٍ، ثُمَّ أخذتْ فِي التَّطوُّرِ فِي أيَّامِ أسرةِ «تُسُو -Zhou» الغربيَّةِ حتَّى حقبةِ الدُّولِ المتحاربةِ، فلمَّا كانَ عهدُ أسرةِ «هَان -Han»، أخذتْ نمطاً تاريخيّاً، وطابعاً خاصّاً بهَا.
الأَسَاطِيرُ وَالخُرَافَاتُ فِي أَدَبِ أُسْرَةِ تُسُو الغربِيَّةِ
يمكنُ مطالعةُ الوثائقِ الأوَّليَّةِ منَ الأدبِ الصِّينيِّ الَّذي سَجَّلَ الأساطيرَ والخرافاتِ الَّتي تطوَّرتْ خلالَ هذِه الحقبةِ بينَ القوميَّاتِ فِي الصِّينِ القديمةِ فِي بعضِ أجزاءٍ منْ كتابِ الأغانِي، وكتابِ الوثائقِ الَّذي يعودُ تاريخُه إلَى عهدِ أسرةِ «تسُو -Zhou» الغربيَّةِ، وكذَا فِي الكتاباتِ الَّتي دُوِّنتْ فِي عهدِ أسرتَي «شِيَا -Xia» و«شَانْغ -Shang»، والَّتي أُعِيدَتْ كتابتُها خلالَ عهدِ أسرةِ «تُسُو -Zhou» الغربيَّةِ، ووفقاً لهذِه الأساطيرِ والخرافاتِ، فإنَّ أفراد شعبِ «شَانْغ -Shang» و«تسُو -Zhou» كانُوا يَعُدُّونَ أنفسَهُم أبناءَ الإلهِ، ويعتقدون أنَّهُم عاشُوا علَى منطقةٍ منَ الأرضِ منحَهَا لهُم الإلهُ «يُو -Yu». وشعبُ «شَانْغ -Shang» همْ أسلافُ شعبِ «شِيَا -Xia»، وأجدادُ شعبِ «تُسُو -Zhou»، وقدْ عاشُوا جميعُهُم علَى الأرضِ الَّتي حكمَهَا «يُو -Yu»، أمَّا هؤلاءِ الَّذينَ ينحدرُونَ مِنْ شعبِ «شِيَا -Xia»، ويعيشُونَ فِي منطقةِ قلبِ الأرضِ الغربيَّةِ فهُمْ شعبُ «تُسُو -Zhou»، بينَمَا الأسلافُ الَّذينَ كانُوا يعيشُونَ فِي الشَّرقِ هُمْ شعبُ «شَانْغ -Shang».
الخُرَافَاتُ والأَسَاطِيرُ فِي (التَّسَاؤُلَاتِ السَّمَاوِيَّةِ) الكِلَاسِيكِيَّةِ
لا تزالُ أُسَرُ «شِيَا -Xia» و«شَانْغ -Shang» و«تسُو -Zhou» مُعترَفاً بهَا كوحداتٍ ومكوِّناتٍ فِي نظامِ التَّاريخِ القديمِ للصِّينِ، كمَا هُو واضحٌ فِي المقطوعةِ الشِّعريَّةِ الكلاسيكيَّةِ «التَّساؤلاتُ السَّماويَّةُ». وقبلَ عهدِ أسرةِ «شِيَا -Xia»، تركَّزتِ الأساطيرُ والخرافاتُ حولَ القصصِ التي تروِي أنَّ العالمَ قدْ خلقَه «بَانْغُو -Pangu» الَّذي فصلَ الأرضَ عنِ السَّماءِ، وكذَا حولَ الأساطيرِ المتعلِّقةِ بالفيضاناتِ... إلخ. وتشملُ قائمةُ الآلهةِ الأُولى بعدَ خلقِ العالَمِ كلّاً مِنْ «غِن -Gun» و«يُو -Yu» و«غُونْغ غُونْغ -Gonggong» (أوْ إِلَهُ الماءِ) و«شِن -Shun»، وكلُّها رموزٌ أسطوريَّةٌ، كمَا وردَ أيضاً ذكرُ «يَاو -Yao»، أحدِ الأمراءِ الأسطوريِّينَ فِي كلاسيكيَّاتِ هذِه المرحلةِ، وقدْ شاعَ بينَ المؤرِّخِينَ أنَّ «شِن -Shun» كانَ هُو الأميرَ (الإلهَ) الأوَّلَ الَّذي اتَّخذَتْه أسرةُ «شَانْغ -Shang».
الخُرافَاتُ وَالأَسَاطِيرُ قَبلَ حقبةِ الرَّبِيعِ وَالخَريفِ
إنَّ جماعاتِ «شَانْغ -Shang» و«تسُو -Zhou» و«جِيَانْغ -Jiang» و«يِنْغ -Ying» و«مِي -Mi» و«مِيَاو -Miao» كانتْ منْ بينِ القوميَّاتِ الَّتي بقيَ ذكرُهَا فِي التَّاريخِ الصِّينيِّ، وقدْ دارَتْ كلُّ الأساطيرِ والخرافاتِ فِي أيَّامِهِم حولَ الأمراءِ الَّذينَ ينهضُونَ منْ جماعاتِهِمُ المعنيَّةِ. فكتابُ: الجبالِ والبحارِ -علَى سبيلِ المثالِ- أحدُ الأعمالِ الَّتي تتحدَّثُ عنِ الخرافاتِ والجُغرافيَا القديمةِ، لمْ يكتفِ بإعادةِ سردِ القصصِ عنْ معظمِ الأشكالِ الأُسطوريَّةِ المسجَّلةِ فِي الكلاسيكيَّاتِ الصِّينيَّةِ، بل شرعَ أيضاً فِي سردِ عددٍ ضخمٍ منَ الأقاصيصِ عَنِ الآلهةِ الَّتي لمْ يُسمَعْ عنهَا منْ قبلُ، حتَّى إنَّه يُعدُّ العملَ الكلاسيكيَّ الأوَّلَ الَّذي يخترعُ حكايةً عنِ الملكةِ الأمِّ فِي الغربِ.
الخُرَافَاتُ وَالأَسَاطِيرُ فِي مُنتَصفِ وَأَوَاخِرِ حقبةِ الدُّوَلِ المُتَحارِبَةِ
منْ أجلِ تعزيزِ نظريَّاتِهم الخاصَّةِ، حاولَ معظمُ علماءِ حقبةِ الدُّولِ المتحاربةِ تطويرَ نظريَّاتِهم الخاصَّةِ بناءً علَى بعضِ الرُّموزِ الأُسطوريَّةِ الأصليَّةِ: (1) أظهرَ الكونفُوشْيُوسِيُّونَ والموهستيُّونَ التَّبجيلَ لأميرَيْن منَ القدماءِ همَا الإمبراطورانِ «يَاو -Yao» و«شِن -Shun»، وأيضاً ثلاثةُ ملوكٍ همْ: «يُو -Yu» منْ أسرةِ «شِيَا -Xia»، و«تَانْغ -Tang» منْ أسرةِ «شَانْغ -Shang»، والملكُ «وِن -Wen» منْ أسرةِ «تُسُو -Zhou»، حيثُ مجَّدُوا «يَاو -Yao» و«شِن -Shun»، وأظهروا احتراماً فائقاً لكلٍّ منْ «تَانْغ -Tang» والملكِ «وِن -Wen». (2) تَمَّ اختلاقُ ادِّعاءَيْنِ حولَ خمسةٍ مِنَ الأباطرةِ الَّذينَ حكمُوا الصِّينَ القديمةَ، حيثُ اشتملَتْ قائمةُ الادِّعاءِ الأوَّلِ علَى كلٍّ مِنَ الأباطرةِ «هُوَانْغ دِي -Huangdi» و«تُسُوَان شُو -Zhuanxu» و«كُو -Ku» و«يَاو -Yao» و«شِن -Shun»، فِي حينِ اشتملتْ قائمةُ الادِّعاءِ الثَّانِي علَى كلٍّ مِنَ الأباطرةِ «فُوشِي -Fuxi» و«شِينُّونْغ -Shennong» و«هُوَانْغ دِي -Huangdi» و«يَاو -Yao» و«دِي -Di». (3) اختلَقَ المنظِّرُونَ المختلفُون بمَن فيهِم الطَّاويُّونَ والشَّرعويُّون والاستراتيجيُّونَ العسكريُّونَ قوائمَهُم الخاصَّةَ حولَ الأباطرةِ القدامَى. فعلَى سبيلِ المثالِ، وضعَ العملُ الكلاسيكيُّ الطَّاويُّ: «تُسُوَانْغ تِسِي -Zhuangzi» النَّسبَ الخاصَّ باثنَيْ عشرَ إمبراطوراً، هُمْ: «رُونْغ تِشِنْغ -Rongcheng»، و«دَاتِينْغ -Dating»، و«بُوهُوَانْغ -Bohuang»، و«تُسُونْغ يَانْغ -Zhongyang»، و«لِيلُو -Lilu»، و«لِيشُو -Lixu»، و«هُوَانْغ دِي -Huangdi»، و«هِيشُو -Hexu»، و«تُسُونْلُو -Zunlu»، و«تُسُورُنْغ -Zhurong»، و«فُوشِي -Fuxi»، و«شِينُّونْغ -Shennong»، بينَما اشتملَ العملُ الكلاسيكيُّ: ستَّةُ تعاليمَ سرِّيَّةٍ، وهو منْ وضعِ مدرسةِ الاستراتيجيِّينَ العسكريِّينَ، علَى 15 إمبراطوراً، هُمْ: «بُوهُوَانْغ -Bohuang»، و«لِيلُو -Lilu»، و«لِيلِيَان -Lilian»، و«هُوَانْغ دِي -Huangdi»، و«غُونْغ غُونْغ -Gonggong»، و«سُونْغُلُو -Zonglu» و«تُسُورُونْغ -Zhurong»، و«يُونْغ تشِنْغ -Yongcheng»، و«هَنْتِن -Huntun»، و«هَاوِينْغ -Haoying»، و«يُوتشَاو -Youchao»، و«تشُوشِيَانْغ -Zhuxiang»، و«غِيتِيَان -Getian» و«ينْكَانْغ -Yinkang»، و«وُهُوَاي -Wuhuai». (4) كمَا قامتِ العديدُ مِنَ المدارسِ الفكريَّةِ الأُخرَى باختلاقِ مزاعمَ متنوِّعةٍ ومختلفةٍ حولَ الأباطرةِ الَّذينَ حكمُوا الصِّينَ القديمةَ، حتَّى إنَّ حوليَّاتِ «السَّيِّدِ لِيُو -Master Lü»، فِي حقبةِ الرَّبيعِ والخريفِ تناقضُ نفسَهَا، إذْ أشارَ فِي أحدِ فصولِه إلَى خمسةِ أباطرةِ («تَايِهَاو -Taihao»، و«يَانْدِي -Yandi»، و«هُوَانْغ دِي -Huangdi»، و«شَاوْهَاو -Shaohao»، و«تسُوَانْشُو -Zhuanxu»)، بينَمَا أشارَ فِي فصلٍ آخرَ إلَى ثلاثةَ عشرَ: («تسُوشِيَانْغ -Zhuxiang»، و«غِتِيَان -Getian»، و«تَاوْتَانْغ -Taotang»، و«هُوَانْغ دِي -Huangdi»، و«تسُوَانْشُو -Zhuanxu»، و«كُو -Ku»، و«يَاو -Yao»، و«شُن -Shun»، و«يُو -Yu»، و«تَانْغ -Tang»، و«الملكِ وِن -King Wen»، و«الملكِ وُو -King Wu»، و«الملكِ شِنْغ -King Cheng»). (5) اختلقَ كتابُ أغانِي «تُشُو -Chu» قائمةً خاصَّةً بِه للأباطرةِ، حيثُ جاءَ فِيه ذكرُ كلٍّ مِنْ «غَاوْيَانْغ -Gaoyang»، و«غَاوْشِين -Gaoxin»، و«يَاو -Yao»، و«شُن -Shun»، و«غُن -Gun»، و«يُو -Yu»، و«جِيُويَاو -Jiuyao» (الَّذي يعرفُ أيضاً باسمِ «غَاوْيَاو -Gaoyao»)، بالإضافةِ إلَى قائمةٍ مِنَ الرُّموزِ التَّاريخيَّةِ والأُسطوريَّةِ خلالَ أسرِ «شِيَا -Xia» و«شَانْغ -Shang» و«تُسُو -Zhou». (6) وردَ ذكرُ بعضِ الرّموزِ الأُسطوريَّةِ فِي الأقاصيصِ، فعلَى سبيلِ المثالِ، تحدَّث بعضُ العلماءِ فِي أواخرِ حقبةِ الدُّولِ المتحاربةِ عنْ أربعةِ آلهةٍ، هِم: «يُوتشَاو -Youchao»، و«سُوِيرِين -Suiren»، و«فُوشِي -Fuxi»، و«شِينُّونْغ -Shennong»، وذلكَ للإشارةِ إلَى ثلاثِ مراحلَ مِنَ الوحشيَّةِ والمرحلةِ الأوَّليَّةِ للوحشيَّةِ تمثِّلُ المرحلةَ المُبكِّرةَ لتطوُّرِ الحضارةِ الَّتي شهدتْهَا الصِّينُ القديمةُ، ومع اقتراب أُفولِ نجمِ حقبةِ الدُّولِ المتحاربةِ، وَضَعَ كتابٌ كلاسيكيٌّ عنوانُهُ «شجرةُ النَّسبِ الإمبراطوريَّةُ» نسباً لكلِّ الرُّموزِ الأُسطوريَّةِ والآلهةِ الَّتي عبدَهَا الأسلافُ، كمَا قامَ أيضاً بوضعِ أنسابٍ لجميعِ القوميَّاتِ الَّتي عاشتْ فِي عهدِ الأُسرِ الخمسِ السَّابقةِ، وذلكَ علَى منحيَيْنِ: الأوَّلُ يبدأُ منَ الإمبراطورِ «تُسُوَانْشُو -Zhuanxu»، والآخَرُ مِنَ الإمبراطورِ «كُو -Ku»، وبهذِه الطَّريقةِ، فإنَّ كلَّ الصِّينيِّينَ القدامَى يتشاركُونَ فِي سلسلةِ السَّلفِ نفسِهِ، حيثُ تمَّ إقرارُ الإمبراطورِ «هُوَانْغ دِي -Huangdi»، والنِّظامِ التَّاريخيِّ الَّذي ينحدرُ مِنَ الأباطرةِ الخمسةِ والملوكِ الثَّلاثةِ، وهُو مَا يؤرِّخُ لإتمامِ مرحلةٍ تشكِّلُ الصِّينيِّينَ فِي أُمَّةٍ واحدةٍ.
الأَسَاطِيرُ وَالخُرَافَاتُ فِي أَوَاخِرِ أُسرَةِ هَان
ظهرَتْ أسطورةٌ عنْ خلقِ البشريَّةِ علَى يدِ الإلهةِ «نِيُوَا -Nüwa» للمرَّةِ الأولَى فِي: كتاباتِ الأميرِ «هُوَاينَان -Huainan»، وحولَ الاتِّزانِ أوِ المنطقِ والمعنَى الشَّاملِ للعاداتِ والتَّقاليدِ، وغيرِها مِنَ الكلاسيكيَّاتِ فِي عهدِ أسرةِ «هَان -Han»، وفِي واقعِ الأمرِ، ظهرَ النَّموذجُ الأصليُّ للمرَّةِ الأولَى فِي العملِ الكلاسيكيِّ: كتابُ الجبالِ والبحارِ، وهُو تجميعٌ للجُّغرافيَا والأساطيرِ قبلَ أسرةِ «شِين -Qin»، وبحلولِ أسرةِ «هَان -Han»، تمَّتْ إعادةُ تسميةِ الشَّخصيَّةِ الأصليَّةِ لتصبحَ «نِيُوَا -Nüwa» الَّتي تزوَّجتْ مِنْ أخيهَا «فُوشِي -Fuxi» مِنْ أجلِ خلقِ البشرِ(بحسب زعمهم)، وقدْ أرسَى كتابُ حوليَّاتِ العالَمِ فِي سجلَّاتِ أسرةِ «هَان -Han» شجرةَ نسبٍ إمبراطوريَّةً طبقاً للتَّفاعلِ والعلاقاتِ الَّتي وقعتْ بينَ المراحلِ الخمسِ للخشبِ والنَّارِ والأرضِ والمعدنِ والمياهِ، وتشملُ شجرةُ النَّسبِ الأكثرُ اكتمالاً منهَا جميعاً خلالَ تاريخِ الصِّينِ القديمِ السِّلسلةَ الَّتي تبدأُ مِنْ «فُوشِي -Fuxi»، ومنه انحداراً إلَى الأباطرةِ «غَاوْسُو -Gaozu» منْ أسرةِ «هَان -Han»، و«غُونْغ غُونْغ -Gonggong»، و«شِنُّونْغ -Shennong»، و«هُوَانْغ دِي -Huangdi»، و«شَاوْهَاو -Shaohao»، و«تسُوَانْشُو -Zhuanxu»، و«كُو -Ku»، و«تِسِي -Zhi»، و«يَاو -Yao»، و«شُن -Shun»، و«يُو -Yu»، والملكِ «تَانْغ -Tang» منْ أسرةِ «شَانْغ -Shang»، والملكِ «وِن -Wen»، والملكِ «وُو -Wu»، منْ أسرةِ «تُسُو -Zhou»، ثُمَّ تنتهِي سلسلةُ الشَّجرةِ «شِينْبُو -Qinbo». ومنذُ إرسائِها حُفِظَتْ هذِه الشَّجرةُ، وغَدَا معمولاً بهَا باعتبارِها شجرةَ نسبِ العائلةِ الإمبراطوريَّةِ حتَّى عهدِ أسرةِ «تشِينْغ -Qing» عندَمَا أُنهِيَ النِّظامُ الإمبراطوريُّ فِي الصِّينِ، ومِنْ بينِ هذِه الأسماءِ الَّتي تشملُها شجرةُ النَّسبِ هذِه الرُّموزَ قبلَ عهدِ أسرةِ «يُو -Yu» و«شِيَا -Xia»، وكلُّهَا رموزٌ أسطوريَّةٌ، وبحلولِ عهدِ أسرةِ «هَان -Han» والممالكِ الثَّلاثِ، صوَّرَ «شُو تِسِنْغ -Xu Zheng» أحدُ أتباعِ الطَّاويَّةِ خلالَ حقبةِ الممالكِ الثَّلاثِ، «بَانْغُو -Pangu» باعتبارِه إِلهاً فصلَ الأرضَ عَنِ السَّماءِ مِنْ أجلِ خلقِ العالَمِ، ودوَّنَ ذلكَ فِي سجلَّاتِ الممالكِ الثَّلاثِ، ومنذُ هذِه اللَّحظةِ، اعترفَ الصِّينيُّون بـ«بَانْغُو -Pangu» خالقاً للبشريَّةِ والسَّلفَ الأقدمَ لأُمَّتِهِم الَّتي خضعتْ لحكمِ الملوكِ الثَّلاثةِ والأباطرةِ الخمسةِ فِي بواكيرِ أيَّامِها.