الطِّبُّ التِّبتِيُّ التَّقلِيدِيُّTraditional Tibetan Medicine
تشملُ الممارساتُ والخبراتُ الطِّبِّيَّةُ فِي ظلِّ الظُّروفِ الطَّبيعيَّةِ والاجتماعيَّةِ المحلِّيَّةِ التِي لخَّصَهَا التِّبتيُّونَ الَّذِين يعيشُون علَى هضبةِ «شينغهاي -Qinghai» / «التِّبت -Tibet»، ويُشارُ إليه أيضاً بالاسمِ المُختصَرِ «الطِّبُّ التِّبتيُّ».
استقَى التِّبتيُّونَ مبادئَ الطِّبِّ التِّبتيِّ منْ طبِّ «الهَان -Han»، وتأثَّرَ فِي مراحلِ تطوُّرِه بطبِّ الأيورفيدَا الهنديِّ القديمِ.
يتمتَّعُ الطِّبُّ التِّبتيُّ بتاريخٍ عريقٍ، حيثُ يرجعُ تاريخُه المُدوَّنُ وحدَه إلَى أكثرَ منْ 1000 سنةٍ، ويقومُ الطِّبُّ التِّبتيُّ علَى نظامٍ نظريٍّ شاملٍ نسبيّاً وطرقٍ علاجيَّةٍ مُتنوِّعةٍ، حيثُ يعتمدُ نظامُه النَّظريُّ علَى نظريَّةِ المبادئِ الوظيفيَّةِ الثَّلاثةِ: «الرِّيحُ والصَّفراءُ والبلغمُ»، التِي تفسِّرُ الظَّواهرَ الفسيولوجيَّةَ والمَرَضِيَّةَ فِي الجسمِ.
وفِي جانبِ التَّشخيصِ: ينصبُّ التَّركيزُ علَى تحليلاتِ البولِ وتحليلِ نتائجِ اختبارِ النَّبضِ، وتشتملُ طرقُ العلاجِ علَى أدويةٍ للتَّناولِ عنْ طريقِ الفمِ والاستعمالِ الخارجيِّ، والحجامةِ، وغيرِها. وينعكسُ النِّظامُ النَّظريُّ للطِّبِّ التِّبتيِّ بوضوحٍ فِي العملِ الكلاسيكيِّ «قواعدُ «التَّانترَا -Tantra» الطِّبِّيَّةُ الأربعةُ»، كمَا تُـستـخـدَمُ طــرقُ «الفحصِ واللَّمسِ والاستفسارِ» أثناءَ التَّشخيصِ.
وعندَ قياسِ معدَّلِ النَّبضِ للمريضِ، يُعيِّنُ الطَّبيبُ التِّبتيُّ أيضاً «الكُن -Cun» (جانبٌ واحدٌ منَ النَّاتِئِ الإبريِّ الكعبريِّ بالقربِ مِنَ الرَّسغِ)، و«الغوَان -Guan» (النَّاتئُ الإبريُّ الكعبريُّ)، و«تشِي -Chi» (الجانبُ الآخرُ منَ النَّاتِئِ الإبريِّ الكعبريِّ بالقربِ مِنَ الذِّراعِ) إلَى الاحشاءِ الخمسةِ والأمعاءِ السِّتَّةِ كمَا هُو الحالُ فِي الطِّبِّ الصِّينيِّ التَّقليديِّ، فِي حينِ تُعطَى الأهمِّيَّةُ لتحليلِ البولِ فِي التَّشخيصِ.
أمَّا بالنِّسبةِ للعلاجِ، فتُتَّبعُ طرقُ الوخزِ بالإبرِ والحجامةِ، بالإضافةِ إلَـى تناولِ الخضرواتِ، والحيواناتِ، والمعادنِ والأدويـــةِ الأخـــرَى.