رِحلَاتُ تشِينغ خه إلى البِحَارِ الغَربِيَّةِ Zheng He’s Voyages to the Western Seas
قادَ الملَّاحُ «تشِينْغ خه -Zheng He» 7 حملاتٍ للبِحارِ الغربيَّةِ وِفقَ توجيهٍ وإشرافٍ مِنَ البَلاطِ الإمبراطوريِّ لأسرةِ «مِينْغ -Ming».
يشيرُ مصطلحُ «البحارُ الغربيَّةُ» فِي الصِّينِ القديمةِ إلِى المُحيطِ الهنديِّ وجنوبِ شرقِ آسيَا عموماً؛ لأنَّ الصِّينَ في أثناءِ عهدِ أُسرةِ «يُوَان -Yuan» قسَّمتْ حدودَ المُحيطات الكُبرَى، بمَا فِي ذلكَ مناطقَهُم السَّاحليَّةَ إلى جُزأَين، بخطٍّ يجرِي منْ شبهِ جزيرتِهَا «لِييتشُو -Leizhou» إلَى مضيقِ «سَاند -Sund» عبرَ الضَّفَّةِ الغربيَّةِ لِـ«بورينيُو -Borneo» بـ«ماليزيَا -Malaysia»، حيثُ أُطلق علَى المياهِ الواقعةِ شرقَ «بُورينيُو -Borneo» و«جَافَا -Java» وسواحلِها البرِّيَّةِ اسمُ البِحارِ الشَّرقيَّةِ، وأُطلق اسمُ البِحارِ الغربيَّةِ علَى غربِ «بُورِينيُو -Borneo» وصولاً إلى سواحلِ أفريقيَا الشَّرقيَّةِ، وشمَلَ ذلكَ المياهَ الَّتِي وصلَ إليهَا «تشينغ خه -Zheng He» فِي مهامِّه البحريَّةِ.
ينحدرُ «تشِينغ خه -Zheng He» (1371م - 1433م) منْ قوميَّةِ «هُوِي -Hui» الصِّينيَّةِ، وكانَ أسلافُه يحملونَ لقبَ «مَا -Ma»، وأُطلقَ عليه اسمُ «سَانبَاو -Sanbao»، وقدْ وُلدَ فِي «كَانمِينغ -Kunming»، بمُقاطعةِ «يُونَّان -Yunnan» حاليّاً.
وفيمَا يتعلَّقُ بِبَسالتِه فِي الحربِ، فقد حصلَ علَى لقبِ «تشِينْغ -Zheng» ونالَ جائزةً مِنَ الإمبراطورِ «تشِينغُزُو -Chengzu» منْ أسرةِ «مِينْغ -Ming»، فأصبحَ معروفاً بـ«تشِينْغ خِه -Zheng He» منذُ ذلكَ الحينِ. قادَ «تشِينْغ خِه -Zheng He» مَا بينَ عامَيْ 1405م (العامُ الثَّالثُ لحكمِ الإمبراطورِ «تشِينْغزُو يُونغل -Chengzu Yongle») و1433م (العامُ الثَّامِنُ منْ حكمِ الإمبراطورِ «تشِينْغزُو شُوَاند -Chengzu Xuande») 7 رِحْلاتٍ بحْريَّةٍ للبِحارِ الغربيَّةِ، ووضعَ لنفسِه موطئَ قدمٍ فِي أكثرَ منْ 30 دولةً ومنطقةً بطولِ السَّواحلِ الآسيويَّةِ والأفريقيَّةِ، حيثُ كانتْ «كِينْيَا -Kenya» أبعدَ وجهةٍ وصلَ إليهَا.
وكان أوَّلُ ثلاثِ رحلاتٍ منْ تلكَ المهمَّاتِ البحْريَّةِ بغرضِ تعزيزِ وقارِ أسرةِ «مِينْغ -Ming» بصفتها إمبراطوريَّةً مُحِبَّةً للسَّلامِ ولتوطيدِ الاستقرارِ بينَ دولِ ومناطقِ جنوبِ شرقِ وجنوبِ آسيَا. بينمَا اتَّجهتِ الرِّحْلاتُ الأربعةُ الأخرَى صَوْبَ الامتدادِ الغربيِّ للطُّرقِ البحْريَّةِ؛ ابتغاءَ جلبِ مزيدٍ مِنَ التَّابعِين.