الحُكَمَاءُ السَّبعَةُ فِي بُستَانِ الخَيْزُرَانِ Seven Sages of the Bamboo Grove
يُطلقُ عليهِم أيضاً اسمُ «أصحابِ الجَدارةِ السَّبعةِ في بستانِ الخَيْزُرانِ»، ويشيرُ هذَا المصطلحُ إلى مجموعةٍ مِنَ العلماءِ والكُتَّابِ والموسيقِيِّين، وهُم: «جِي كَانغ -Ji Kang» و«رُوَان جِي -Ruan Ji» و«شَان تَاو -Shan Tao» و«شِيَانغ شِيُو -Xiang Xiu» و«لِيُو لِينغ -Liu Ling» و«رُوَان شِيَانْ -Ruan Xian» و«وَانْغ رُونْغ -Wang Rong». ولأنَّهُم عاشوا في مملكةِ «وِي -Wei» في حِقْبَة المَمالكِ الثَّلاثِ المَشحونةِ سياسيّاً، فقد تولَّدتْ لديهِم الرَّغْبةُ فِي الهُروبِ مِنَ المؤامراتِ والفسادِ والأجواءِ الخانقةِ في حياةِ البلاطِ، فتجمَّعُوا في بُستانٍ من الخَيْزُرانِ بالقُربِ منْ منزلِ «جِي كَانْغ -Ji Kang» فِي «شَانْيَانْغ -Shanyang» (مِنطقة «شِييُوو -Xiuwu» الحاليَّةِ بمُقاطعةِ «خنَان -Henan»)، واستمتعُوا بالحياةِ الرِّيفيَّةِ البسيطةِ، وأشادُوا بِها فِي أعمالِهم الأدبيَّةِ، وأكَّدُوا أهمِّيَّةَ التَّمتُّعِ بالمَشروباتِ الكُحَولِّيَّةِ الصِّينيَّةِ والحرِّيَّةِ الشَّخصيَّةِ والعفْويَّةِ وتقديسِ الطَّبيعةِ.
ومعَ ذلكَ، فقدِ اختلفُوا فِي آرائِهِم السِّياسيَّةِ، وتصدَّى بعضُهم («جِي كَانْغ -Ji Kang» و«رُوَان جِي -Ruan Ji» و«لِيُو لِينْغ -Liu Ling») لعشيرةِ «سِيمَا -Sima» مِنْ أسرةِ «جِين -Jin» الحاكمةِ فِي ذلكَ الوقتِ، ولذلك نُفِّذَ حكمُ الإعدامِ فِي «جِي كَانْغ -Ji Kang»، بينَما استسلمَ آخرُون في نهايةِ المطافِ، منهم «شَان تَاو -Shan Tao»، وأبرزُهُم «وَانْغ رُونْغ -Wang Rong»، وانضمُّوا إلَى أسرةِ «جِين -Jin».
أمَّا فيمَا يتعلَّقُ بكتاباتِهم، فقدْ تركَ الحكماءُ السَّبعةُ -الَّذين صارُوا رموزاً فِي المجتمعِ- أثراً واضحاً فِي الشِّعرِ، والموسيقَى، والفنِّ، والثَّقافةِ الشَّاملةِ فِي الصِّينِ.
ومنْ بينِ أعمالِهِم الأدبيَّةِ تميَّزتْ مؤلَّفاتُ «رُوَان جِي -Ruan Ji» و«جِي كَانْغ -Ji Kang» وحقَّقتْ أعلَى الإنجازاتِ. يتألَّفُ ديوانُ «قصائدُ من قلبِي» منْ 82 قصيدةً نظَمَها «رُوَان جِي -Ruan Ji»، تجمعُ بين التَّشبيهِ والمجازِ والرَّمْزيَّةِ، وتدورُ حولَ الانتقادِ الضِّمْنيِّ للبلاطِ والإدارةِ والفسادِ السِّياسيِّ، وتتصدَّى للعديدِ مِنَ التَّقاليدِ الاجتماعيَّةِ الموجودةِ حينَها، ويُعبِّر «رُوَان جِي -Ruan Ji» مِنْ خلالِها عنْ الاكتئابِ الَّذي أصابَه خلالَ تلكَ الحقبةِ المَشحونةِ سياسيّاً. كمَا عبَّرَ «جِي كَانْغ -Ji Kang» (في عملِه المرموقِ «خطابُ رفضٍ إلى «شَان جُويُوَان -Shan Juyuan»، الَّذي يستندُ إلَى الطَّبيعةِ وَفقاً للعقيدةِ الطَّاويَّة) عنْ عدمِ قدرتِهِ علَى تحمُّلِ البقاءِ في مَنصِبٍ رسميٍّ، وهذا ما يدلُّ بوضوحٍ علَى رفضِهِ عشيرةَ «سيمَا -Sima».
ومنْ أعمالِهِم الشَّهيرةِ الأُخرَى «السِّيرةُ الذَّاتيَّةُ للرَّجلِ العظيمِ» منْ تأليفِ «رُوَان جِي -Ruan Ji»، و«قصيدةٌ إلَى الخمرِ» لمؤلِّفِها «لِيُو لِينْغ -Liu Ling»، و«قصيدةٌ إلَى الأيَّامِ الخوالِي» الَّتي نظَمَها «شِيَانْغ شِيُو -Xiang Xiu». ووردَ فِي أحدِ الأبْحاثِ المُتعلِّقةِ بالكِلاسيكيَّاتِ والكِتاباتِ في كِتابِ: تاريخُ أسرة «سوي -Sui» أنَّ كتاباتِ «شَانْ تَاو -Shan Tao» جُمِعتْ وحُرِّرتْ فِي خمسةِ مجلَّداتٍ، لكنَّها فُقدتْ كُلُّها للأسفِ.