جِسْرُ "هُونْغ كُونْغ-تشُوهَاي-مَاكَاو"Hong Kong-Zhuhai-Macao Bridge
جسرُ "هُونغ كُونغ-تشُوهَاي-مَاكاو / Hong Kong-Zhuhai-Macao" أوَّلُ مشروع نقلٍ بحريٍّ واسعُ النِّطاق يتمُّ إنشاؤه في الصِّين في ظلِّ سياسة "دولةٍ واحدةٍ ونظامَيْن"، وقد اشتركت في بناءِ هذا الجسر كلٌّ من: "غُوانغْدُونغ –Guangdong "، و"هونغ كونغ - Hong Kong"، و"ماكاو – Macao"، وهو نظامُ عبورٍ بحريٍّ ضخمٌ يربط بين "هونغ كونغ"، و"تشوهاي - Zhuhai "، و"ماكاو".
يُعَدّ جسرُ "هُونغ كُونغ-تشُوهَاي-مَاكاو / Hong Kong-Zhuhai-Macao" أطولَ الجسورِ في الصِّين وأكثرَها تكلِفةً وصعوبةً في البناء، وهو مشروعُ النَّقلِ الأعلى مستوىً عبر البحار في تاريخ الصِّين. تأتي الإشادةُ بهذا الجسرِ باعتباره "الرَّمز الأعلى" في صناعة الجسور، ويُوصَف بأنَّه أعلى "قمَّةٍ مقدَّسةٍ" في صناعة الجسور، ولِذا يُطْلَق عليه كلمة "قُومُولانغْما - Qomolangma" الّتي تعني: "إلهة الأرض الكبرى" وفقاً للمعتقدات الصِّينيَّة القديمة، وهو أيضاً جزءٌ من الطريق السَّريع "G4" المارّ بِـ"بِكين-هُونغ كُونغ-مَاكاو /Beijing–Hong Kong–Macao "، وطريق "G94" السَّريع الدَّائريِّ لِـ"دِلتا نهر اللُّؤلؤ" الَّذي يدخل ضمن شبكة الطُّرق السَّريعة الوطنيَّة في الصِّين. أمَّا صاحبُ فكرةِ بناء الجسر، فهو المهندسُ المعماريُّ (هُو يِنْغ شيَانغ / Hu Yingxiang) من "هُونغ كونغ - Hong Kong"، وقد اقترحَها في العام 1983م.
وفي عام 2002م، وفي إطار الجهود الرَّامية إلى تحقيق نموٍّ اقتصاديٍّ جديدٍ، تقدَّمتْ حكومةُ منطقةِ "هونغ كونغ" الإداريَّة الخاصَّة باقتراحٍ للحكومة المركزيَّة لبناء جسر "هُونغ كُونغ-تشُوهَاي-مَاكاو / Hong Kong-Zhuhai-Macao". وفي أُغسطس/ آب عام 2003م، وافقَ مجلسُ الدَّولةِ على الأعمال الأوَّليَّة لمشروع جسر "هُونغ كُونغ-تشُوهَاي-مَاكاو"، وشكَّل لهذا الغرض مجموعةَ تنسيق الأعمال الأوَّليَّة ومجموعة عمل المشروع، واتُّخِذَت القراراتُ المتعلِّقةُ بالموقع، والطَّريق، والخطَّة الفنِّيَّة، وتشييد الميناء، وخطَّة التَّمويل، وغير ذلك من القضايا الرَّئيسيَّة الأخرى. بدأ العملُ رسميًّا في بناء الجسر في 15 ديسمبر/ كانون الأوَّل عام 2009م. وفي نهاية عام 2017م، تمَّ استكمالُ الجزء الرَّئيسيِّ من الجسر، قبل أن يُفتتَح رسميًّا في 24 أكتوبر/ تشرين الأوَّل عام 2018م أمام حركة المرور.
يبدأُ جسر "هُونغ كُونغ-تشُوهَاي-مَاكاو" عند جزيرة "لانتاو - Lantau" في "هونغ كونغ"، ويمرُّ عبر "تاي أُو - Tai O"، ويَعبرُ مصبَّ "نهر اللُّؤلؤ"، وفي النِّهاية يربطُ بين "تشُوهَاي - Zhuhai" و"ماكاو - Macao" بقِسمه الأخير الَّذي يأخذ شكل حرف "Y". يبلغ الطُّول الإجماليُّ للجسر 55 كم، ويبلغ طولُ قسمه البحريِّ حَوالي 35.578 كم، ويمتدُّ جزء النَّفق الخاصُّ به تحت الماء لمسافة 6.75 كم، وقد تجاوزَتْ تكلفةُ بنائه 100 مليار يوانٍ، وشاركتْ في تمويلِه الحكومةُ المركزيَّةُ وحكوماتُ "غُوانغْدُونغ –Guangdong "، و"هونغ كونغ - Hong Kong"، و"ماكاو – Macao"، وسوف تجمعُ هذه الحكوماتُ رسومَ المرور على الجسر لمدَّة 50 عاماً.
عند بناء جسر "هُونغ كُونغ-تشُوهَاي-مَاكاو" وتشييده، ظهرَت العديدُ من الابتكارات التِّكنولوجيَّة، كما حقَّق المشروعُ إنجازاتٍ وتطوُّراتٍ متعدِّدةً في تشييد البنية التَّحتيَّة، بعد أن تعاونت الحكومةُ الصِّينيَّةُ مع الشَّركات المحلِّيَّة والأجنبيَّة، وسوف تستفيدُ الحكومةُ من هذه التَّجارب والخبرات عند بناء مشروعاتٍ هندسيَّةٍ واسعة النِّطاق في المستقبل. وفي ظلِّ استمرار الصِّين في دفع مبادَرة "الحِزام والطريق"، سيُوفِّر هذا الجسر قوَّة دفعٍ جديدةً للاقتصاد في المنطقة، وسيَزيدُ من عَوامِل الجذب الَّتي تتمتَّع بها "تشُوهَاي - Zhuhai"، كما سيَدْعم قوَّةَ تأثيرها، وسيُعزِّزُ أيضاً سُبلَ التَّعاون بينها وبين كلٍّ من "هُونغ كُونغ - Hong Kong"، و"ماكاو - Macao" في الخِدمات اللُّوجستيَّة، والسِّياحة، وغيرها من الصِّناعات الأخرى، وسيَدفعُ عجلةَ التَّكامل الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ بين هذه المناطق، وسيُساعِدُ على تعزيز العلاقات بين الأماكن الثَّلاثة الَّتي يربُط بينها، وسيُسهِّلُ الجسر عمليَّة تنمية منطقة خليج "غُوانغْدُونغ-هُونغ كُونغ- مَاكاو / Guangdong-Hong Kong-Macao" الكبرى، الَّتي تُعدُّ ذات أهمِّيَّةٍ استراتيجيَّةٍ في مُبادَرة "الحزام والطَّريق".