ثُلَاثِيَّةُ السَّيلِThe Torrent Trilogy
ثلاثُ رواياتٍ ذواتُ طولٍ طبيعيٍّ: «العائلةُ» و«الرَّبيع» و«الخريف»، وتُعرَفُ أيضاً باسمِ العملِ العظيمِ، وتُعدُّ منْ أكثرِ الأعمالِ تأثيراً لِـ«بَا جِين -Ba Jin» أحدِ الكتَّابِ المشهورِين فِي العصرِ الحديثِ فِي الصِّينِ.
وقدِ نُشرَتِ الثُّلاثيَّةُ فِي حلقاتٍ للمرَّةِ الأولَى عامَ 1931م، وابتدأتْ بـ«العائلةِ»، ثُمَّ انتهتْ فِي عامِ 1940م بـ«الخريفِ».
تُسلِّط الثُّلاثيَّةُ الضَّوءَ علَى الصِّراعِ التَّكامليِّ البينيِّ بينَ الطُّرقِ القديمةِ والتَّطلُّعاتِ التَّقدُّميَّةِ داخلَ أروقةِ الطَّبقاتِ العليَا، بالإضافةِ إلَى الانحدارِ والتَّمزُّقِ الَّذِي ضربَ هذِه الطَّائفةَ، وتُظهرُ انهيارَ الإقطاعيَّةِ وهيجانَ التَّيَّارِ الثَّوريِّ بينَ الأجيالِ الشَّابَّةِ، ومِنْ ثَمَّ فهِي تعرضُ لنقدِ التَّفسُّخِ والانحلالِ الَّذِي ضربَ العائلاتِ الإقطاعيَّةَ والنِّظامَ الإقطاعيّ، الَّذِي أتَى علَى حياةِ النَّاسِ فِي هذَا الزَّمانِ.
وتُسلِّطُ الثُّلاثيَّةُ الضَّوءَ أيضاً علَى ثلاثةِ إخوةٍ منْ عائلةِ «غَاو -Gao»، وهُم: «جُوشِين -Juexin» و«جُومِين -Juemin» و«جُوهُوِي -Juehui»، وكفاحِهِم ضدَّ الأوتوقراطيَّةِ القمعيَّةِ للعائلاتِ الإقطاعيَّةِ.
كانَ الأخُ الأصغرُ «جُوهُوي -Juehui» مُهتمّاً بمثلِ حركةِ الرَّابعِ منْ مايُو/أيَّار، وكانَ مثاليّاً وثائراً، حتَّى إنَّه قدْ فضحَ التَّناقُضاتِ الأكثرَ وضوحاً منْ خلالِ تعاملِه معَ عائلتِه، فكانَ غالباً مَا يجدُ نفسَه مُتناقضاً وجْدَانِيّاً عندَ تعاملِه معَ أهلِه.
وكانَ أخُوه الأكبرُ الضَّعيفُ «جُوشِين -Juexin» -عادةً- مَا يُعارضُه، فهُو يمتثلُ تعاليمَ عائلةِ «غَاو -Gao»، ويُذعنُ للتَّعليماتِ والأوامرِ الَّتِي يتلقَّاهَا منْ جدِّه ذِي الشَّخصيَّةِ المحافظةِ، حتَّى إنَّه قدْ عاشَ حياةً لمْ يكنْ يريدُ أنْ يحياهَا.
ويُمكنُ توصيفُ شخصيَّةِ «جُوشِين -Juexin» بالشَّخصيَّةِ النَّمطيَّةِ المأساويَّةِ فِي تاريخِ الأدبِ الحديثِ، الَّذِي قدَّمَ «تضحيَاتٍ غيرَ ضروريَّةٍ» لنفسِه ولعائلتِه.
أمَّا «مِي -Mei» و«رُوِيجِي -Ruijue» و«مِينْغ فِنْغ -Mingfeng» فهُنَّ ثلاثُ شابَّاتٍ عطوفاتٍ جميلاتٍ، بَيْدَ أنَّ الإقطاعَ قدْ أفسدَ حياتَهُنَّ فِي نهايةِ المطافِ. وقدْ أعربَ «بَا جِين -Ba Jin» عنْ تعاطفِه الإنسانيِّ وحزنِه علَى التَّضحيَّاتِ الَّتِي قدَّمتْهَا العائلاتُ الإقطاعيَّةُ، وأطلقَ صيحاتٍ تُعبِّرُ عنْ شعورِه بالحزنِ لهذَا النِّظامِ الإقطاعيِّ الَّذِي كانَ يُحتضرُ فِي هذِه الآونةِ.
والحقُّ أنَّ معرفةَ الكاتبِ المُتعمِّقةَ بهذَا الموضوعِ هُو مَا مكَّنَه منْ أنْ يُوجِدَ فيه عاملَ الجذبِ الفنَّيِّ القويِّ.