«ثَلَاثَةُ طُرُقٍ مُبَاشِرَةٍ» عَبرَ مَضِيقِ تَايوَان"Three Direct Links" Across the Taiwan Strait
طُرُقٌ مباشرةٌ فِي البريدِ والمواصلاتِ والتِّجارةِ بينَ الأراضِي الصِّينيَّةِ و«كَاوهسيُونغ -Kaohsiung» و«غَاوشِيُونغ -Gaoxiong» فِي «تَايوَان -Taiwan».
وفِي عامِ 1979م، أصدرتِ اللَّجنةُ الدَّائمةُ للمؤتمرِ الشَّعبيِّ القوميِّ رسالةً للرُّفقاءِ فِي «تَايوَان -Taiwan»، واقترحتْ تدشينَ ثلاثةِ طرقٍ مباشرةٍ عبرَ مضيقِ «تَايوَان -Taiwan» (ويتوافقُ هذَا المُقترحُ العقلانيُّ معَ توجُّهِ الأزمنةِ، وقدْ تقبَّلَه النَّاسُ علَى جانبَي مضيقِ «تَايوَان -Taiwan» بقبولٍ حسنٍ، وتجسَّدَ التَّقدُّمُ إلَى حقيقةٍ واقعيَّةٍ):
أوَّلاً: الخدماتُ البريديَّةُ المُباشِرةُ: فِي عامِ 1979م، دشَّنتِ الأراضِي الصِّينيَّةُ خدماتِ الخطاباتِ العاديَّةِ والخطاباتِ المُسجَّلةِ والتِّليفوناتِ والتَّليغرافِ إلَى «تَايوَان -Taiwan».
وفِي عامِ 1989م، تمَّ إنشاءُ التَّسليمِ البريديِّ المُباشِرِ بينَ الصِّينِ والجزيرةِ عبرَ «هُونْغ كُونْغ -Hong Kong» و«مَاكَاو -Macau».
وفِي أبريل/نيسان منْ عامِ 1993م، وقَّعَت جمعيَّةُ العلاقاتِ عبرَ مضيقِ «تَايوَان -Taiwan» والتِي تتَّخذُ مِنَ الصِّينِ مقرّاً لهَا، ومُؤسَّسةُ التَّبادُلِ فِي المضيقِ اتِّفاقيَّةَ الاستحواذِ وتعويضِ الخطاباتِ المُسجَّلةِ عبرَ المضيقِ. ومِنْ ثَمَّ، دخلتْ خدمةُ الخطابِ المُسجَّلِ فِي حيِّزِ الخدمةِ الرَّسميَّةِ عبرَ المضيقِ.
وفِي عامِ 1996م، أنشأتْ الصِّينُ «تلِيكُوم -Telecom» و«تشُون غُوَا تلِيكُوم -Chunghwa Telecom» (المُتَّخِذةَ منْ «تَايوَان -Taiwan» مقرّاً لهَا) علاقاتٍ تجاريَّةً مباشرةً فِي مجالِ الاتِّصالاتِ.
كمَا تمَّ إنشاءُ قنواتِ اتِّصالٍ مباشِرةٍ عبرَ المضيقِ منْ خلالِ كابلاتِ الأليافِ البصريَّةِ الموجودةِ فِي قاعِ المياهِ الصِّينيَّةِ–الأمريكيَّةِ والمياهِ الإيوراسيَّةِ والمياهِ الآسيويَّةِ، وذلكَ في عامِ 1999 و2000م. وقدْ دشَّنتْ إداراتُ الاتِّصالاتِ فِي كِلَا الجانبَين عمليَّاتِ اتِّصالٍ للبياناتِ وخدماتِ التِّجوالِ للتِّليفوناتِ المحمولةِ والإنترنت.
وفِي الرَّابعِ منْ نوفمبر/تشرين الثَّاني عامَ 2008م، وقَّعَت جمعيَّةُ العلاقاتِ عبرَ مضيقِ «تَايوَان -Taiwan» ومُؤسَّسةُ التَّبادُلِ فِي المضيقِ اتِّفاقيَّةً حولَ التَّعاوُنِ فِي الخدماتِ البريديَّةِ عبرَ مضيقِ «تَايوَان -Taiwan»، ومِنْ ثَمَّ تمَّ تدشينُ الخدمةِ البريديَّةِ المباشرةِ بينَ أراضِي البرّ الصِّينيَّةِ و«تَايوَان -Taiwan» فِي 15 ديسمبر/كانون الأوَّل مِنَ العامِ ذاتِه.
ثانياً: فيمَا يتعلَّقُ بالنَّقلِ المباشِرِ: فِي ديسمبر/كانون الأوَّل منْ عامِ 1995م وأغسطس/آب منْ عامِ 1996م، دشَّنتْ شركةُ طيرانِ «مَاكَاو -Macau» وشركةُ طيرانِ التِّنِّينِ الطُّرقَ الجوِّيَّةِ بينَ «مَاكَاو -Macau» و«تَايوَان -Taiwan» وبينَ «هُونْغ كُونْغ -Hong Kong» و«تَايوَان -Taiwan» علَى التَّرتيبِ، حيثُ شملتْ بذلكَ الطُّرقَ الجوِّيَّةَ غيرَ المُباشِرةَ بينَ أراضِي البرّ الصِّينيَّةِ و«تَايوَان -Taiwan» عبرَ «مَاكَاو -Macau» و«هُونْغ كُونْغ -Hong Kong».
وفِي عامِ 2003م، اعتمدتِ الصِّينُ 6 شركاتِ طيرانٍ تايوانيَّةً للقيامِ برحلاتٍ جوِّيَّةٍ عارضةٍ لحملِ رجالِ الأعمالِ منْ «تَايوَان -Taiwan» للانتقالِ بينَ «تَايْبِه -Taipei» و«كَاوهُوسِيُونْغ -Kaohsiung» و«شَانغهَاي -Shanghai» عبرَ «هُونْغ كُونْغ -Hong Kong» و«مَاكَاو -Macau» خلالَ مهرجانِ الرَّبيعِ.
وفِي عامِ 2005م، عملتْ رحلاتُ الطَّيرانِ العارضِةُ لرجالِ الأعمالِ التَّايوانيِّين خلالَ مهرجانِ الرَّبيعِ بنظامِ رحلاتِ الذّهابِ والإيابِ، معَ خدمةِ عدمِ التَّوقُّفِ علَى كلَا الجانبَين، حيثُ زادَ عددُ الرُّكَّابِ فِي هذِه الوجهاتِ.
وفِي يونيُو/حزيران منْ عامِ 2006م، عملتِ الرَّحلاتُ الجوِّيَّةُ العارضةُ خلالَ المهرجاناتِ التَّقليديَّةِ، مثلَ: يومِ كنسِ المقبرةِ، ومهرجانِ قاربِ التِّنِّينِ، ومهرجانِ منتصفِ الخريفِ. ثُمَّ وقَّعَ كلٌّ مِنْ: جمعيَّةِ العلاقاتِ عبرَ مضيقِ «تَايوَان -Taiwan» ومؤسَّسةِ التَّبادُلِ فِي المضيقِ مذكرةَ المؤتمرِ حولَ الرَّحلاتِ الجوِّيَّةِ العارضةِ، وذلكَ فِي الثَّالثَ عشرَ منْ يونيُو/حزيران عامَ 2008م، واتِّفاقيَّةَ النَّقلِ الجوِّيِّ عَبْرَ المضيقِ فِي الرَّابعِ منْ نوفمبرِ/تشرين الثَّاني منْ العامِ ذاتِه.
وفِي الخامسَ عشرَ منْ ديسمبر/كانون الأوَّل 2008م، تحقَّقَ الحلمُ فِي تسييرِ رحلاتِ طيرانٍ جوِّيَّةٍ عارضةٍ ومباشِرةٍ فِي الاتِّجاهَين عبرَ مضيقِ «تَايوَان -Taiwan». وفِي أبريل/نيسان منْ عامِ 2009م، وقَّعَ الجانبَان اتِّفاقيَّةً فرعيَّةً حولَ النَّقلِ الجوِّيِّ عبرَ المضيقِ، مَا مكَّنَ لانطلاقِ رحلاتِ الطَّيرانِ المُنتظِمةِ نهائيّاً بشكلٍ رسميٍّ عبرَ المضيقِ، وذلكَ فِي الحادِي والثَّلاثِين منْ أغسطس/آب.
أمَّا فيمَا يتعلَّقُ بخدماتِ السُّفنِ (النَّقلِ البحريِّ)، فمنذُ 1979م سمحتِ الصِّينُ للسُّفنِ التَّايوانيَّةِ أنْ ترسوَ فِي موانئِهَا.
وفِي عامِ 1997م، تحقَّقتِ التِّجارةُ البينيَّةُ بينَ «فُوتسُو -Fuzhou» و«شِيَامِن -Xiamen» فِي الأراضِي الصِّينيَّةِ و«كَاوهِسِيُونْغ -Kaohsiung». وفِي عامِ 1998م، قامتْ أوَّلُ سفينةِ حاوياتٍ بالتِّجارةِ الدَّوليَّةِ علَى الجانبَين، كمَا سُمِحَ لهَا بالرُّسوِّ فِي الموانئِ عبرَ المضيقِ. وفضلاً عنْ ذلكَ لمْ يَعُدْ يُطلبُ منْ سفنِ البضائعِ على كلَا جانبَي المضيقِ إلَّا استبدالُ الوثائقِ.
ومنذُ عامِ 2001م، أصبحتِ الرَّحلاتُ البحريَّةُ المباشِرةُ للمسافِرِين والبضائعِ بينَ المناطقِ السَّاحليَّةِ فِي كلٍّ منْ: محافظةِ «فُوجِيَان -Fujian» و«جِين-مِين /Jin-men» و«مَــاسُــو -Mazu» و«بِنْغُهُو -Penghu» حلماً حقيقيّاً.
وفِي نوفمبر/تشرين الثَّاني 2008م، وُقِّعتِ اتِّفاقيَّةُ النَّقلِ البحريِّ عبرَ المضيقِ، كمَا دُشِّنتْ عمليَّةُ النَّقلِ البحريِّ المُباشِرِ عبرَ مضيقِ «تَايوَان -Taiwan»، وعملتْ بكاملِ طاقتِهَا.
ثالثاً: التِّجارةُ والاستثمارُ والتَّمويلُ المباشرُ: منذُ عامِ 1979م، فتحتِ الصِّينُ سوقَها الضَّخمَ أمامَ المنتجاتِ التَّايوانيَّةِ.
وفِي عامِ 1988م، أعلنَ مجلسُ الدَّولةِ عنِ القواعدِ المُنظِّمةِ للاستثمارِ منْ قِبَلِ الرُّفقاءِ التَّايوانيِّين، الَّتِي تبِعَهَا قانونٌ حولَ حمايةِ الاستثمارِ منْ قِبَلِ الرُّفقاءِ التَّايوانيِّين، أقرَّهُ مجلسُ الشَّعبِ القوميُّ الصِّينيُّ في عامِ 1994م، والقواعدِ المُفصَّلةِ لتطبيقِ القانونِ حولَ حمايةِ الاستثمارِ منْ قِبَلِ الرُّفقاءِ التَّايوانيِّين، الَّذِي أصدرَه مجلسُ الدَّولةِ فِي عامِ 1999م.
وقدْ سهَّلَ نشرُ هذِه السِّياساتِ والقواعدِ التَّنظيميَّةِ بشكلٍ كبيرٍ التِّجارةَ عبرَ المضيقِ والتَّبادُلَ الاقتصاديَّ، وجذبَ العديدَ مِنَ الأعمالِ التِّجاريَّةِ منْ «تَايوَان -Taiwan» للاستثمارِ وتدشينِ أعمالٍ تجاريَّةٍ فِي الصِّينِ.
وفِي عامِ 2009م، اتَّفقَ الطَّرفانِ عبرَ مضيقِ «تَايوَان -Taiwan» علَى أنْ تستثمرَ الصِّينُ فِي «تَايوَان -Taiwan»، وبدأتِ السُّلطاتِ التَّايوانيَّةُ فِي قبولِ طلباتِ المستثمِرِين الصِّينيِّين للاستثمارِ علَى أراضِيها.
وفِي عامِ 2010م، وقَّعَ الطَّرفَان اتِّفاقيَّةَ إطارِ العملِ حولَ التَّعاونِ الاقتصاديِّ عبرَ المضيقِ، مَا أشَارَ إلى بدءِ حقبةٍ مِنَ التَّعاوُنِ الاقتصاديِّ المُتحرِّرِ والمُؤسَّسيِّ بينَ الجانبَين عبرَ مضيقِ «تَايوَان -Taiwan».