ثَقَافَةُ الشَّايِ الصِّينِيَّةُChinese Tea Culture
هي ضربٌ منْ مجموعةِ أشكالٍ ثقافيَّةٍ تكوَّنت عنِ الشَّايِ، فاحتساءُ الشَّايِ وتذوُّقُه يُعدُّ جزءاً مُهمّاً منَ الثَّقافةِ التَّقليديَّةِ الصِّينيَّةِ، وتُعدُّ الصِّينُ الموطنَ الأصليَّ للشَّايِ. سجَّلَ الأدبُ الصِّينيُّ القديمُ احتساءَ الشَّايِ منذُ زمنٍ بعيدٍ، ولهُ أسماءٌ مُختلِفةٌ في مناطقِ إنتاجِه المتعدِّدة. انتشرَ الشَّايُ الصِّينيُّ في بلدانٍ أجنبيَّةٍ في وقتٍ مُبكِّرٍ منذُ حكمِ أسرةِ «هَان -Han» الغربيَّةِ.
وفي ذلك الزمن، قامَ الإمبراطورُ «وُو -Wu» بإرسالِ مبعوثِينَ إلى شبهِ الجزيرةِ الهنديَّةِ الصِّينيَّةِ، يحملُون معهُم الشَّايَّ وكذلِكَ الذَّهبَ والحريرَ. وأثناءَ فترةِ «يُونْغ مينغ -Yongming» في عهدِ الإمبراطورِ «وُو -Wu» منْ أسرةِ «تشِي -Qi» في عهدِ أسرِ الشَّمالِ والجنوبِ، انتشرَ الشَّايُ الصِّينيُّ في تُرْكِيَا معَ تصديرِ الحريرِ والخزفِ الصِّينيِّ. وفي العامِ الأوَّلِ لِـ«يُونغْتشِن -Yongzhen» في عهدِ الإمبراطورِ «شُونْزُونْغ -Shunzong» منْ أسرةِ «تَانْغ -Tang»، عادَ اليابانِيُّ «زِنْ مَاسْتَر سِيتشَاو -Zen Master Saichö» إلى وطنِه، حاملاً معَه بذورَ الشَّايِ الصِّينيِّ، وبعدَ ذلِكَ انتشرَ الشَّايُ الصِّينيُّ في جميعِ أنحاءِ العالمِ، وبدأتِ العديدُ منَ البلدانِ في زراعةِ الشَّايِ وتطويرِ عادةِ احتساءِ الشَّايِ.
وتشملُ ثقافةُ الشَّاي الصِّينيَّةُ تاريخَ الشَّايِ، والكتبَ الَّتي أُلِّفتْ عنِ الشَّايِ، والقصصَ المكتوبةَ حولِ الشَّايِ، ومعرفةَ كيفيَّةِ احتساءِ وتذوُّقِ الشَّايِ، وكذلِكَ الوظائفَ والقِيَمَ الخاصَّةَ بالشَّايِ المتعلقة بالتَّواصُلِ بينَ الأشخاصِ والتَّبادُلاتِ الثَّقافيَّةِ. لمْ يكنِ الشَّايُ نوعاً مِنَ الشَّرابِ فحَسْبُ، بلْ أصبحَ بشكلٍ تدريجيٍّ ضرورةً لكلِّ عائلةٍ، فيمكنُ تقديمُ الشَّايِ للتَّرفيهِ عنِ الأصدقاءِ والضُّيوفِ، وتقديمُهُ كهديَّةٍ في الخطوبةِ في بعضِ المناطقِ، وعندَ عقدِ حفلِ الزِّفافِ. إنَّ لتذوقِ الشَّاي أيضاً ثقافتَهُ وعاداتِهُ، فوفقاً لملخَّصِ ملاحظاتٍ عابرةٍ في تأثيثِ مساكنِ المدرسةِ المنعزلةِ لـ«تُو لُونْغ -Tu Long» يُعدُّ «الشَّايُّ نوعاً مِنَ المشروباتِ، وهوَ الأنسبُ لِمَن يتمتَّعُون بذوقٍ رفيعٍ، ويعرفُون الشَّايَ ونكهتَه معرفةً جيِّدةً وعميقةً، فهُمْ مسحورُونَ ومفتونُونَ ويشغلُ أذهانَهُم كنكهة الكريماتِ أوِ المنِّ الحلوِ. ولديْهِم مذاقٌ جيِّدٌ يمكِّنُهُم مِنَ الحكمِ على الشَّايِ، ومَنْ لا يعرفُ كيفيَّةَ الاستمتاعِ بالشَّايِ فسينتهِي منْ كوبِه بسرعةٍ، ولن يكونَ لديهِ وقتٌ لتذوُّقِه علَى الإطلاقِ، بلْ يتناولُه بطريقهٍ عاديَّةٍ».
وتُعدُّ الكتبُ الَّتي أُلِّفتْ عنِ الشَّايِ أيضاً جزءاً مُهمّاً جدّاً مِنْ ثقافةِ الشَّايِ، بفعلِ مَا تحتويهِ منْ روائعَ مثلِ: كلاسيكيَّةُ الشَّايِ لـ«لُو يُو -Lu Yu»، ودراسةُ عنِ الماءِ الخاصِّ باحتساءِ الشَّايِ لـ«تشَانْغ يُوكْسِن -Zhang Youxin»، و16 طريقةً لإعدادِ الشَّايِ لِـ«شُو يِي -Su Yi»، ورسائلٌ في جَنْيِ الشَّايِ لِـ«ويِن تِينْغِيُون -Wen Tingyun» منْ أسرةِ «تَانْغ -Tang»، ورسالةٌ في الشَّايِ لِـ«تشَاي شِيَانْغ -Cai Xiang»، ورسالةٌ في تذوُّقِ شَايِ إيْست بروك لِـ«سُونْغ زِيَانَ -Song Zi’an».
ودراسةٌ في الشَّايِ للإمبراطورِ «هُوسُونْغ -Huizong»، ورسالةٌ فـــي ضريبة الشَّايِ في عهدِ «تشُوانْهِي -Xuanhe» في المزرعةِ الشَّماليَّةِ لِـ«تشيونغ فَان -Xiong Fan»، ورسالةٌ خاصَّةٌ في تذوُّقِ الشَّايِ لِـ«هُوَانْغ رُو -Huang Ru»، وكتابُ «بِييُوَان -Beiyuan» لمؤلِّفٍ مجهولٍ مِنْ أسرةِ «سُونْغ -Song»، ورسالةٌ في بيتِ الشَّايِ لِـ«شُوشِنْغ -Shusheng»، وتصنيفُ الشَّايِ لِـ«غُو يُوَانْكِينْغ -Gu Yuanqing»، وتعليقاتٌ علَى الشَّايِ لِـ«تشُو كِيشُو -Xu Cishu»، ورسالةٌ في الشَّاي لِـ«فِنْغ شِيك -Feng Shike» منْ أسرةِ «مينغ -Ming».
وللصِّينِ تاريخٌ طويلٌ في إنتاجِ الشَّايِ، فطبقاً لطريقةِ إعدادِهِ، يمكنُ تقسيمُ الشَّايِ الصِّينيِّ إلى الشَّايِ الأخضرِ، والشَّايِ الأسودِ، وشايِ الأُولُونْغ، والشَّايِ المُعطَّرِ، والشَّايِ المضغوطِ، وغيرِ ذلِكَ. أمَّا الأنواعُ الشَّهيرةُ فهيَ: شايُ «لُونْغ جينغ -Longjing»، وشايُ «بِيلُوتشِن -Biluochun»، وشايُ «هُوَانْغ شَان مَاوْفِينْغ -Huangshan Maofeng»، وشايُ «لُوَ أنْ غُوَابِيَان -Lu’an Guapian»، وشايُ «اتشِنيَانْغ مَاوْجِيَان -Xinyang Maojian»، وشايُ «جُونْشَان يِنْتشِن -Junshan Yinzhen»، وشايُ «بِيَاهَاو يِنْتشِن -Baihao Yinzhen»، وشايُ «وُويِيَان -Wuyiyan»، وشايُ «تِيغُوَانِين -Tieguanyin»، وشايُ «كِيمِين -Qimen» الأسودُ، وشايُ «يُونَّان -Yunnan» الأسودُ، وغيرُ ذلِكَ.