البُورْسُلِينُ الأَبْيَضُ - الأَزْرَقُBlue and White Porcelain
يتزيَّنُ «البُورسُلِينُ -porcelain» الأبيضُ برسوماتٍ زرقاءَ تحتَ طبقةٍ رقيقةٍ لامعةٍ «glaze»، وتتمُّ طباعةُ تلكَ الرُّسوماتِ بصبغةِ «الكُوبَالْتِ -cobalt» (هو معدنٌ فضِّيُّ البَيَاضِ) على جسمٍ مِنَ «الصَّلصالِ الصِّينيِّ الأبيضِ -kaolin»، ثُمَّ يغطَّى بطبقةٍ رقيقةٍ لامعةٍ، ويُحرَقُ في أَتُونٍ على درجةِ حرارةٍ تبلغُ حوالَي 1,230 درجةً مئويَّةً، وتمتازُ تلكَ المنتَجاتُ بتصميماتٍ في غايةِ الرَّوعةِ وألوانٍ مبهجَةٍ لا ينطفئُ بريقُها أبداً، وتُستخدَمُ كأوانٍ وأوعيةٍ للاستخداماتِ المنزليَّةِ، ونظراً لتلكَ القيمةِ الجماليَّةِ والعمليَّةِ اكتسبتْ حتَّى اليومِ شُهرةً واسعةً منذُ نشأتِها إبَّانَ أُسرةِ «تَانْغ -Tang»، وازدهرَ هذَا النَّوعُ منَ الفنِّ في عهدِ أُسرةِ «يُوَان -Yuan»، فكانتْ في تلكَ الفترةِ أوعيةً كبيرةَ الحجمِ بجُدرانٍ سميكةٍ، واتَّسمتْ بفرطِ الزَّخرفةِ وتَمَيُّزِ الألوانِ وتعدُّدِ طبقاتِ النُّقوشِ، وكانتِ الرُّسوماتُ في غالبِها لأزهارِ الأُقْحُوانِ، والفَوَانْيَا (هو نباتٌ ذو زهراتٍ كبيرةٍ حمراءَ أوْ قَرَنفُليَّةِ الَّلونِ أو بيضاءَ)، وأَزهارِ اللُّوتسِ، والغزلانِ، ووحيدِ القرنِ الصِّينيِّ، وقدْ تمَّ تصديرُ تلكَ المنتَجاتِ إلى كثير من الدُّولِ مثلِ اليَابَانِ، وكُورْيَا، والهَنْدِ، وإِيَرَانَ، والفِلِبِّينِ، وبلغَ ذلكَ الفنُّ أَوْجَهُ في عهدِ أُسرةِ «مِينْغ -Ming»، خاصَّةً في عهدِ الإمبراطورِ «يُونْغِل -Yongle» والإمبراطورِ «زُوَانْد -Xuande» (1403 - 1436م)، ففِي بلدةِ «جِينْغِدِيزِين -Jingdezhen» -عاصمةِ البُورسُلِينِ في الصِّينِ- أصبحتِ الآنيةُ البيضاءُ - الزَّرقاءُ المُنتَجَ الرَّائجَ، وقدِ ارتسمتْ كطبقةٍ رقيقةٍ لامعةٍ ورائعةٍ بتصميماتٍ رقيقةٍ، وألوانٍ زاهيةٍ، وفي عصرِ الإمبراطورِ «كَانْغِزِي -Kangxi» منْ أُسرةِ «تشينغ -Qing»، ازدهرَتْ أعدادُ الأَتُوناتِ الخاصَّةِ في مدينةِ «جِينْغدِيزِينَ -Jingdezhen»، فأصبحَ الإنتاجُ رائعَ الجمالِ، غنيَّ الطَّبقاتِ، ذا نُقوشٍ زرقاءَ وتأثيرٍ بصريٍّ يبعثُ في النَّفسِ بهجةً بمَا يُشبِهُ رُسوماتِ تِقنيَّةِ الحبرِ والغسلِ التُّراثيِّ، وهكذَا تمَّ تصديرُ البُورسُلينِ الأبيضِ - الأزرقِ إلى العديدِ منْ دولِ آسْيَا، وأفريقيَا، وأُوروبَّا، وأَمِيركَا، لتُصبحَ مدينةُ «جِينْغدِيزِينَ -Jingdezhen» ذائعةَ الصِّيتِ في العالَمِ.