البُرْقُوقُ فِي إِنَاءِ الذَّهَبِPlum in the Gold Vase
هِي روايةٌ طبيعيَّةٌ كبيرةُ الحجمِ ظهرَتْ فِي أواخرِ عهدِ أسرةِ «مِينْغ -Ming»، وقدْ كتبَها بالعامِّيَّةِ الصِّينيَّةِ مؤلِّفٌ مجهولُ الهُويَّةِ استعارَ لنفسِه اسمَ «لانلِينْغ شِيَاوشِيَاو شِينْغ -Lanling Xiaoxiao Sheng» (عَالِم «لانْلِينْغ -Lanling» السَّاخِر)، ولا يعرفُ أحدٌ هُويَّتَهُ الحقيقيَّةَ (وثمَّةَ إشارةٌ وحيدةٌ تُوحِي بأنَّه ينحدرُ مِنْ «لانْلِينغ -Lanling» الموجودةِ فِي «شَانْدُونغ -Shandong» حاليّاً). وقدْ جاءتِ الرِّوايةُ فِي إطارٍ منبثقٍ منْ عملِ «قدرٌ ضئيلٌ مِنَ الماءِ»، وتقومُ علَى حكايةٍ يثأرُ فيهَا (الفهدُ المفترِسُ) «وُو سُونْغ -Wu Song» لجريمةِ قتلِ شقيقِه الأكبرِ بأنْ يُريقَ بكلِّ وحشيَّةٍ دمَ زوجتِهِ السَّابقةِ وقاتلتِهِ الَّتي تُدعَى «بَان جِينْلِيَان -Pan Jinlian». وتُقدِّمُ الرِّوايةُ وصفاً لشخصيَّةِ «شِيمِن تشِينْغ -Ximen Qing»، الشِّرِّيرِ الَّذي يمثِّلُ الشَّخصيَّةَ المادِّيَّةَ فِي الصِّينِ الإقطاعيَّةِ، وحياتِه الشِّرِّيرةِ، كمَا تكشفُ عَنِ السَّوادِ الاجتماعيِّ والفسادِ خلالَ منتصفِ عهدِ أسرةِ «مِينْغ -Ming»، الأمرُ الَّذي يمنحُها قيمةً معرفيَّةً مُتعمِّقةً. وتتمحورُ الرِّوايةُ حولَ «شِيمِن تشِينْغ -Ximen Qing»، وهُو متسلِّقٌ اجتماعيٌّ فاسدٌ وتاجرٌ شهوانيٌّ، لدَيْه مِنَ الثَّروةِ مَا يكفِي للزَّواجِ مِنْ ستِّ زوجاتٍ ومحظيَّاتٍ. وقدِ اغتالَ «شِيمِن تِشِينْغ -Ximen Qing» زوجَ «بَان جينْلِيَان -Pan Jinlian» سرّاً، وأخذَها ضمنَ زوجاتِه. وتمضِي القصَّةُ فِي متابعةِ مواقفِ صراعِ النِّساءِ الجنسيِّ داخلَ أسرتِه حيثُ يتكالبْنَ علَى تحقيقِ المكانةِ والنُّفوذِ فِي ظروفٍ تتراجعُ فيهَا تدريجيّاً مكانةُ عشيرةِ الزَّوجِ «شِيمِن -Ximen»، وفِي النِّهايةِ، يموتُ «شِيمِن تِشِينْغ -Ximen Qing» بجرعةٍ زائدةٍ مِنَ المنشِّطاتِ الجنسيَّةِ الَّتي أعدَّتْها «بَان جِينْلِيَان -Pan Jinlian» منْ أجلِ إثارتِه. ويهدفُ المؤلِّفُ فِي روايتِه إلَى الكشفِ عنِ التَّواطُؤِ العامِّ بينَ الحكومةِ وأصحابِ الأموالِ، وقمعِهم للجماهيرِ الكادحةِ منذُ منتصفِ عهدِ أسرةِ «مِينغ -Ming»، وذلكَ مِنْ خلالِ فضحِ الممارساتِ الَّتي ترفعِ من شأنِ الأشرارِ دائماً رغمَ جرائمِهِم. إنَّ رواية «البرقوقُ فِي إناءِ الذَّهبِ» أوَّلُ روايةٍ كاملةِ الحجمِ كتبَها عالِمٌ مستقِلٌّ فِي تاريخِ الأدبِ الصِّينيِّ. ومنذُ ذلكَ الحينِ، أصبحَ العلماءُ القوَّةَ الرَّئيسةَ لتأليفِ الرِّواياتِ. ولمْ توجدُ قبلَ هذِهِ الروايةِ روايةٌ أخرَى كاملةٌ تخلُو مِنْ موادِّ الرَّسمِ المستوحاةِ مِنَ القصصِ التَّاريخيَّةِ أوِ الأساطيرِ أوِ الحكاياتِ، لكنَّ روايةَ «البرقوقُ فِي إناءِ الذَّهبِ» تخلَّصتْ منْ هذَا التَّقليدِ، لتستنِدَ إلى شخصيَّاتٍ حقيقيَّةٍ وحياةٍ أُسريَّةٍ عامَّةٍ. وقدْ ساعدَ هذَا الإبداعُ على نضوجِ تِقنيَّةِ الكتابةِ الواقعيَّةِ للرِّواياتِ الصِّينيَّةِ نضوجاً كبيراً، الأمرُ الَّذي وفَّرَ الاستكشافَ والتَّحضيرَ اللَّازمَيْنِ لإنتاجِ رواية: «حلمُ الغرفةِ الحمراءِ». ومِنْ حيثُ المحتوَى، هناكَ بعضَ العيوبِ الفادحةِ، منهَا علَى سبيلِ المثالِ، أنَّ المؤلِّفَ عندمَا كشفَ عنْ حقيقةِ الشَّرِّ لمْ يُعبِّرْ عنْ وجهةِ نظرٍ واضحةٍ بخصوصِ مواطنِ الحبِّ والكراهيةِ، كمَا أنَّه لمْ يُظهِرْ أيَّ موقفٍ نقديٍّ جادٍّ. وعلاوةً علَى ذلكَ، فإنَّ تصويرَ الرِّوايةِ للنَّشاطِ الجنسيِّ تصويراً صريحاً قدْ جعلَها تكتسبُ قدراً منَ التَّشهيرِ فِي الصِّينِ. كمَا أنَّ الرِّوايةَ تُظهِرُ الكثيرَ منَ القُدرةِ والعدميَّةِ عندَ تفسيرِها للحياةِ والمجتمعِ. وتجدرُ الإشارةُ أيضاً إلَى أنَّ بعضَ الأوصافِ والحبكاتِ تبدُو مُهلهَلَةً وغيرَ دقيقةٍ للغايةِ، وتفتقِرُ إلى التَّمحيصِ والتّفكيرِ العميق.