ب

الباتِيكُBatik

تُعَدُّ طباعةُ «البَاتيكِ -Batik» أوِ الشَّمعِ طريقةً لصبغِ النَّسيجِ، يُستخدَمُ فيهَا الشَّمعُ كطاردٍ للصِّبغةِ حيثُ تُغطَّـى بِــه المناطــقُ الَّتي لا يُرغبُ في صبغِها، ويُعرَفُ هذَا الفنُّ في العديدِ مِنَ البلدانِ، أهمُّها «الصِّينُ -China» و«اليَابَانُ -Japan» و«الهِنْدُ -India» و«إِنْدُونِيسْيَا -Indonesia»، كما يشيرُ مصطلحُ «البَاتِيكِ -batik» إلى النَّسيجِ المصبوغِ بهذِه الطَّريقةِ، ويُعدُّ فنُّ «البَاتِيكِ -batik» مِنَ التَّقاليدِ العتيقةِ في الصِّينِ، وتُظهِرُ التَّنقيباتُ الأثريَّةُ أنَّ تِقنيَّاتِ فنِّ «البَاتِيكِ -batik» الصِّينيَّةِ كانتْ مُزدهِرةً بالفعلِ في عهدِ أُسرةِ «هَان -Han» الشَّرقيَّةِ، وبينمَا ازدهرتْ هذِه الحرفةُ في جميعِ الأرجاءِ في عهدِ أُسرةِ «تَانْغ -Tang»، تراجعتْ في وسطِ الصِّينِ بعدَ انقضاءِ عهدِ أُسرةِ «سُونْغ -Song»، ومعَ ذلِك حافظَتْ مجموعاتُ الأقلِّيَّاتِ العِرقيَّةِ في الجنوبِ الغربيِّ علَى هذَا التَّقليدِ، ولا يزالُ يحظَى بشعبيَّةٍ كبيرةٍ بينَ المجموعاتِ العِرقيَّةِ القاطنةِ في مناطقِ «بُوَايِي -Bouyei»، و«مِيَاو -Miao»، و«يَاو -Yao»، و«غِيلَاو -Gelao»، و«سُوِي -Sui»، و«لِي -Li»، إلى يومِنَا هذَا، ويَلزمُ لرسمِ لوحةِ «البَاتِيكِ -batik» الصِّينيِّ التَّقليديِّ أنْ يُحدَّدَ التَّصميمُ علَى قطعةِ قماشٍ بيضاءَ، ثُمَّ تُرسَمُ أنماطٌ مفصَّلةٌ مثلُ الأشكالِ الهندسيَّةِ والأزهارِ المُنمَّقةِ، والطُّيورِ والحشراتِ والأسماكِ علَى قطعةِ القماشِ معَ الشَّمعِ المُذابِ، وبعدَ ذلكَ يُغمَسُ القماشُ في صبغةٍ زرقاءَ عدَّةَ مرَّاتٍ لصبغِ المناطقِ الخلفيَّةِ الخاليةِ مِنَ الشَّمعِ بالَّلونِ الأزرقِ الدَّاكنِ، معَ الحِفاظِ التَّامِّ علَى الأجزاءِ المُغطَّاةِ بشمْعِ الأنماطِ. وعندَ إزالةِ الشَّمعِ في الماءِ المَغليِّ تظهرُ علَى القماشِ أنماطٌ بيضاءُ فوقَ الخلفيَّةِ الزرقاءِ، وفِي أثناءِ تِلكَ العمليَّةِ قدْ تسمَحُ التَّشقُّقاتُ في طبقةِ الشَّمعِ بتسريبِ بعضِ الصِّبغةِ، فيُسبِّبُ هذا تكوُّنَ خطوطٍ زرقاءَ جذَّابةٍ علَى الأنماطِ البيضاءِ، كمَا يمكنُ الحصولُ علَى أنماطٍ مُتعدِّدةِ الألوانِ بتَكْرارِ العمليَّةِ عدَّةَ مرَّاتٍ.

أَنْمَاطُ «البَاتِيك -batik» - المُصَمَّمَةُ بِيَدِ شَعْبِ «مِيَاو -Miao» فِي مُقَاطَعَةِ «غويتْشُو»

يتميَّزُ فنُّ البَاتِيكِ بجمالِه الرِّيفيِّ المُنعِشِ، وتُستخدَمُ أنماطُه المُختلِفةُ لصُنعِ الثِّيابِ والتَّنانيرِ والحقائبِ، وأغطيةِ الألحفةِ وديكوراتِ السَّقْفِ، وبالإضافةِ إلى التِّقنيَّاتِ اليدويَّةِ، يمكنُ لآلاتِ النَّسيجِ الحديثةِ أيضاً طباعةُ أنماطٍ تُشبِهُ البَاتِيكَ في عمليَّاتِ الإنتاجِ الكبيرةِ.