أُوبِّرَا كُونْكُوَاKunqu Opera
أقدمُ شكلٍ منْ أشكالِ الأُوبِّرَا الصِّينيَّةِ الَّتي تمَّ إنشاؤُهَا في منتصفِ القرنِ الرَّابعَ عشرَ في منطقةِ «كُونْشَان -Kunshan» (هي اليوم «سُوتشُو -Suzhou»، بمقاطعةِ «جِيَانْغُسُو -Jiangsu»)، وكانتْ تُسمَّى في الأصلِ «كُونْشَان مِيلُودي -Melody Kunshan»، وقدْ بدأتْ كشكلٍ منْ أشكالِ القصصِ الشَّعبيَّةِ، ولمْ تنتشِرْ خارجَ المنطقةِ إلَّا نادراً حتَّى جاءتْ فترةُ السَّبعينيّاتِ مِنَ القرنِ السَّادسَ عشرَ (في منتصفِ سلالةِ «مِينْغ -Ming»)، عندَمَا عملَ بعضُ الفنَّانِينَ المحلِّيِّينَ علَى تحسينِها بشكلٍ ملحوظٍ، وبفضلِ جهودِهم نَضجَتْ «أُوبِّرَا كُونْكُوا -Kunqu opera»، وانتشرَتْ تدريجيّاً مـنْ «جِيَانْغُسُو -Jiangsu» إلى مناطقَ أخــرَى حتَّى مقاطعاتِ «غُوَانْغ دُونْـــغ -Guangdong» و«سِـيـتُـشُـوَان -Sichuan» و«خِبِي -Hebei»، وأخيراً إلــى «بِكِينَ -Beijing» في أواخرِ عامِ 1610م، ومنذُ ذلِكَ الحينِ ظلَّتْ أكثرَ أشكالِ الأُوبِّرَا الصِّينيَّةِ نفوذاً حتَّى منتصفِ عهدِ أسرةِ «تشِينْغ -Qing»، عندَما اكتسبتْ «أُوبِّرَا بِكِين -Peking opera» شعبيَّةً في هذَا الوقتِ، وفي حينِ أنَّ معظمَ الأشكالِ الأخرَى استمرَّتْ في التَّطوُّرِ طوالَ مدَّةِ وجودِها، إلَّا أنَّ «أُوبِّرَا كُونْكُوا -Kunqu opera» ظلَّتْ إلى حدٍّ كبيرٍ دونَ تغييرٍ منذُ نُضجِها، وبالتَّالِي حافظتْ علَى العديدِ مِنَ التَّقاليدِ القديمةِ والمسرحيَّاتِ الكلاسِّيكيَّةِ، واكتسبتْ لقبَ: «الحفريَّةِ الحيَّةِ» للأُوبِّرَا الصِّينيَّةِ، وتتطلَّبُ أُوبِّرَا كُونْكُوَا الكثيرَ مِنَ المهاراتِ في الغناءِ والتَّمثيلِ والرَّقصِ، ويمكنُ أنْ تُؤدَّى عروضُها دائماً على المسرحِ الرَّائعِ، ويتكوَّنُ العرضُ عادةً منْ مجموعةٍ صغيرةٍ باستخدامِ «كُودِي -qudi» (هو نوعٌ مِنَ فلوتِ الخيزُرانِ المُستعرَضِ) أداةً رئيسيَّةً، مدعومةً بأدواتِ النَّفخِ الموسيقيَّةِ الأُخرَى، مِثْلِ «شِينْغ -sheng» و«تشِيَاو -xiao» و«سُونَا -suona»، والآلاتِ الوَتريَّةِ مثلِ «سَانْتِشِيَان -sanxian» و«بَيْبَا -pipa»، والعديدِ مِنْ آلاتِ الطَّرْقِ الأخرَى، ولم تُحافِظْ فقَطْ علَى مؤلَّفاتِها الَّتي بلغتْ أكثرَ منْ 400 مسرحيَّةٍ قصيرةٍ قديمةٍ، مثلِ: قصَّةِ بَيْبَا، وقصَّةِ الدَّبُّوسِ الخشبيِّ، وجناحِ عبادةِ القمرِ، وجناحِ الفَاوَانْيَا، وقصرِ الحياةِ الطَّويلةِ، بل تضمَّنتِ العديدَ مِنَ المسرحيَّاتِ الحديثةِ مثلِ: السُّحبِ الورديَّةِ، و«تِشِيُونُغُوَا -Qionghua»، و«القبض على لُو غِينِيَانَا حيّاً -Capturing Luo Genyuan Alive»، وعلَى الرَّغمِ مْنَ أنَّ «أُوبِّرَا كُونْكُوَا -Kunqu opera» تراجعَتْ، إلَّا أنَّها بعيدةٌ تمامَ البُعدِ عنِ الانقراضِ، وقدْ تمَّ استيعابُ العديدِ منَ التِّقنيَّاتِ الصَّوتيَّةِ والألحانِ الثَّابتةِ «تشُوبَاي -qupai»، ونصوصِ الأُوبِّرَا الكلاسيكيَّةِ في أشكالٍ أُخرَى، مثلِ أُوبِّرَا «سِيتُشُوَان -Sichuan»، وأُوبِّرَا «شِيَانْغ -Xiang»، وأُوبِّرَا «وُو -Wu»، وأُوبِّرَا «تشِي -Qi»، وأُوبِّرَا «غَان -Gan»، وأُوبِّرَا «غُوِي -Gui»، وأُوبِّرَا «كَانْتُونِى تِشِينْغِزِي -Cantonese Zhengzi». وعلاوةً علَى ذلِكَ، حاولَ الفنَّانُونَ الصِّينيُّونَ في الوقتِ الحديثِ بثَّ رُوحٍ جديدةٍ فيهَا منْ خلالِ عواملِ الانسجامِ، وبعضِ الابتكاراتِ.