إِنسانُ الكهفِ العُلوِيِّUpper Cave Man

ظهرتْ أحدثُ حفريَّاتِ الإنسانِ العاقلِ بالصِّينِ وتمَّ اكتشافُها تحديداً في منطقةِ «تشُوكُودِيَان -Zhoukoudian» بمدينةِ «بِكِينَ -Beijing» عامَ 1933م، وكانتْ عبارةً عَنْ ثلاثِ جماجمَ كاملةٍ تعودُ لحقبةِ العصرِ الحجريِّ الحديثِ. وبمقارنةِ تلكَ الجماجمِ بجُمجمةِ الإنسانِ الحديثِ، وُجِد أنَّ إنسانَ الكهفِ العُلويِّ احتفظَ ببعضِ الخصائصِ البدائيَّةِ معَ اختلافاتٍ طفيفةٍ. ومعَ تحديدِ خصائصَ منغوليَّةٍ لتلكِ الجماجمِ، فقدْ صُنِّف إنسانُ الكهفِ العلويِّ كممثِّلٍ شماليٍّ لِلْعِرقِ المنغُولِيِّ النَّاشِئِ. وعاشَ ذلكَ الإنسانُ علَى الصَّيدِ وجمعِ الأشياءِ مُستخدِماً العظامَ والحجارةَ وبعضَ الأدواتِ التَّجميليَّةِ. وكانَ الكهفُ العلويُّ موطنَه أثناءَ الحياةِ ومقبرتَهُ بعدَ الموتِ، وقدِ استُخِرجتْ حفريَّاتٌ تعودُ لأكثرَ مِنْ 50 نوعاً مِنَ الحيواناتِ والبقايَا الأثريَّةِ الثَّقافيَّةِ لأدواتِهِ التَّجميليَّةِ والعظامِ والحجارةِ. وقدْ صنعَ إنسانُ الكهفِ العلويِّ تلكَ الأدواتِ التَّجميليَّةَ بدقَّةٍ مُذهِلةٍ، وتشملُ هذِه الأدواتُ الخرزَ الحجريَّ المثقوبَ والحَصَى والقواقعَ البحريَّةَ وأسنانَ الوحوشِ والأنابيبَ العظميَّةَ المنحوتةَ. ووصلَ عددُ أسنانِ الوحوشِ المثقوبةِ الَّتي اكتشفتْ إلَى 120 سناً، معظمُهَا أنيابٌ تعودُ إلى حيواناتٍ مُفترِسةٍ صغيرةِ الحجمِ مثلِ الغرارِ والثَّعالبِ. وقد صُنعتْ تلكَ الثُّقوبُ عندَ جِذرِ السِّنِّ بواسطةِ أدواتٍ عظميَّةٍ حادَّةٍ، حيثُ يُعتقدُ أنَّ الهدفَ مِنْ عمليَّةِ الثَّقْبِ تلكَ وضعُهَا فِي شكلِ قلادةٍ. وقد كانَت تلكَ الثُّقوبُ مصقولةً، وذلكَ على الأغلبِ بسببِ عمليَّاتِ التَّعريةِ الطَّويلةِ الَّتي تعرضتْ لها تلك الأدواتُ التَّجميليَّةُ. وظلَّ بداخلِ الأدواتِ التَّجميليَّةِ المثقوبةِ بعضُ بقايَا مسحوقِ أُكسيدِ الحديدِ الأحمرِ المطحونِ، وقدْ دُفِنتْ تلكَ الأدواتُ التَّجميليَّةُ معَ الإنسانِ الأُحفُورِيِّ، الأمرُ الَّذي يعكسُ درجةً عاليةً مِنَ الوعيِ التَّجميليِّ، والمفهومِ الدِّينيِّ المُعقَّدِ لإنسانِ الكهفِ العلويِّ.

حَفرِيَّاتُ جُمجُمَةِ إِنسَانِ الكَهفِ العُلوِيِّ – لقطَةٌ جَانِبِيَّةٌ