الأَعشَابُ الصِّينِيَّةُ التَّقلِيدِيَّةُTraditional Chinese Herbs
هِــي العقاقيرُ المُستخدَمةُ فِــي الطِّبِّ الصِّينيِّ التَّقليديِّ للوقايةِ مِنَ الأمراضِ وعِلَاجِهَا.
وتحكِي الأسطورةُ التَّاريخيَّةُ الصِّينيَّةُ أنَّ «شِينُونْغ -Shennong» تذوَّقَ مئاتِ الأعشابِ فِي يومٍ مِنَ الأيَّامِ، وتسمَّمَ بعدَ أنْ تَجَرَّعَ 70 عقاراً سامّاً فِي يومٍ واحدٍ»، وذلكَ يعكِسُ مدَى الجُهْدِ الشَّاقِّ والعناءِ الشَّديدِ الَّذي بذلَه الصِّينيُّونَ القدماءُ منْ أجلِ اكتشافِ الأدويةِ، وتحصيلِ الخبراتِ خلالَ عمليَّةِ مكافَحَةِ الطَّبيعةِ والأمراضِ، كمَا أنَّه يدلُّ أيضاً علَى أنَّ الدَّواءَ يأتِي بعدَ إجراءِ التَّجارِبِ العمليَّةِ الواقعيَّةِ.
وتُستخلَصُ من الأعشابِ الصِّينيَّةِ التَّقليديَّةِ بِصِفَةٍ رئيسةٍ الأدويةُ الطَّبيعيَّةُ والمنتجاتُ المُصنَّعةُ، بمَا فِي ذلكَ الأدويةُ النَّباتيَّةُ والأدويةُ الحيوانيَّةُ والأدويةُ المعدنيَّةُ وبعضُ الأدويةِ الكيميائيَّةِ أوِ البيولوجيَّةِ.
وقدْ صارَ هذَا المصطلحُ جديداً نسبيّاً بعدَ دخولِ الطِّبِّ الغربيِّ إلَى الصِّينِ، ولذلكَ يُستخدَمُ مصطلحُ «الطِّبُّ الصِّينيُّ التَّقليديُّ» ومصطلحُ «الأعشابُ الصِّينيَّةُ التَّقليديَّةُ» للتَّمييزِ بينَ الدَّواءَين. ولطالمَا استُخدِمَ مصطلحُ «الموادُّ الطِّبِّيَّةُ» لمدَّةٍ طويلةٍ كمرادفٍ لمُصطَلحِ «الأعشابُ الصِّينيَّةُ التَّقليديَّةُ».
وحيثُ إنَّ الصِّينَ تحظَى بمساحةٍ شاسعةٍ منَ الأراضِي ذاتِ المعالمِ الطَّبيعيَّةِ المُعقَّدةِ والمناخاتِ المُختلِفةِ الَّتي يتولَّدُ عنهَا مجموعةٌ مُتنوِّعةٌ مِنَ البيئاتِ الإيكولوجيَّةِ المختلِفةِ لتُهيِّئَ الظُّروفَ الملائمةَ لنموِّ أنواعٍ كثيرةٍ مِنَ الأعشابِ، فإنَّ لديهَا مورداً فريداً ووفيراً مِنَ الأعشابِ الصِّينيَّةِ التَّقليديَّةِ، وقدْ طوَّرتْ -فِي الوقتِ الحاضِرِ- أكثرَ منْ 10,000 نوعٍ مِنَ الأعشابِ الصِّينيَّةِ التَّقليديَّةِ، يشيعُ استخدامُ أكثرَ منْ 600 نوعٍ منهَا.
ومنْ معظمِ الأعشابِ الصِّينيَّةِ التَّقليديَّةِ تُستخلَصُ الأدويةُ الطَّبيعيَّةُ، وبالتَّالِي تَقِلُّ آثارُهَا الجانبيَّةُ، وغالباً مَا يحتوِي الدَّواءُ الواحِدُ علَى مجموعةٍ متنوِّعةٍ مِنَ المُكوِّناتِ الطِّبِّيَّةِ، ويُمكنُ استخدامُه علَى نطاقٍ واسعٍ لعلاجِ العديدِ مِنَ الأمراضِ.
وتتميَّزُ الأعشابُ الصِّينيَّةُ التَّقليديَّةُ بتعقيدِ وَصْفَتِهَا الطِّبِّيَّةِ. وبعدَ خلطِ الأعشابِ المناسِبةِ طبقاً للوصفةِ الطِّبِّيَّةِ، تتميَّزُ الأدويةُ الصِّينيَّةُ بقُدرتِهَا علَى علاجِ الأمراضِ المُستعصيةِ وتحسينِ الفعَاليَّةِ وتقليلِ الآثارِ الجانبيَّةِ.
إنَّ الأعشابَ الصَّينيَّةَ قدْ استُخدمتْ علَى مدَى تاريخٍ طويلٍ، ومَا زالتْ تتحسَّنُ وتتطوَّرُ، كمَا أنَّهَا تُؤدِّي دوراً مُهمّاً فِي تنميةِ الأمَّةِ الصِّينيَّةِ وازدهارِها باعتبارِها جزءاً حيويّاً فِي جانبِ الرِّعايةِ الصِّحِّيَّةِ.