الأَضرِحَةُ المَلَكِيَّةَ لـ«شِيَا» الغَرَبيَّةِ Western Xia Royal Mausoleums
تتكوَّنُ منَ أحدَ عشرَ ضريحاً لأباطرةٍ منْ أسرةِ «شِيَا -Xia» الغربيَّةِ، وتقعُ فِي سفْحِ جبلِ «هيلَان -Helan» الشَّرقيِّ إلَى الغربِ منْ مدينةِ «ينتشوَان -Yinchuan» بمِنطقةِ «نينغشيَا هُوِي -Ningxia Hui» (ذاتِ الحكمِ الذَّاتيِّ للمسلمِين الصِّينيِّين). ويعودُ تاريخُ هذِه الأضرحةِ إلَى منتصفِ القرنِ الحادِي عشرَ حتَّى أوائلِ القرنِ الثَّالثَ عشرَ.
وتشملُ جميعَ أباطرةِ الأسرةِ باستثناءِ «تَايزُو -Taizu» و«لِي جِي تشيَان -Li Jiqian» و«تَايزونغ -Taizong» و«لِي دِيمِينغ -Li Deming» وآخرِ أباطرةِ الأسرةِ «لِي زيَان -Li Xian». كمَا تمَّ اكتشافُ حوالَيْ 70 جثةً مدفونةً وموقعَ «مدنِ المقابرِ» خلالَ التَّنقيبِ والمسَحِ الأثَريِّ للضَّريحِ رقْمِ 8 فِي سبعينيَّاتِ القرنِ العِشرِين.
وتتَّجهُ غالبيَّةُ الأضرحةِ نحوَ الجنوبِ، حيثُ يوجدُ فِي شمالِ كلِّ ضريحٍ رئيسٍ اثنانِ أو ثلاثةٌ منْ النُّصُبِ الحجريَّةِ مَتبوعةً بجدارِ «الإلهِ» و«المدينةِ القمريَّةِ» و«المدينةِ الدَّاخليَّةِ».
والمدينةُ القمريَّةُ مستطيلةُ الشَّكلِ، وتحتوِي علَى أربعةِ أبراجٍ، يطلُّ كلٌ منهَا علَى سبعةِ طوابقَ مُتباعِدةٍ عنْ بعضِها بمسافةٍ كبيرةٍ، ويفصلُ بينَ كلٍّ منهَا مِنصَّةٌ بُرجيَّةٌ. كمَا أنَّ معظمَ الأضرحةِ الخارجيَّةِ مُحاطةٌ بسياجٍ منَ الشُّجَيراتِ، والحدودُ بينَ الأضرحةِ مِنصَّاتٌ تُرابيَّةٌ موجودةٌ فِي الزَّوايَا علَى الأرضِ.
وتقعُ مدن المقابرِ فِي أقصَى الشَّمالِ، وفيهَا أنقاضٌ لتماثيلَ بوذيَّةٍ مصنوعةٍ منَ الطِّينِ والخزفِ. ومنَ المُرجَّحِ أنَّ تلكَ المدنَ هِي السَّببُ الأساسيُّ فِي اكتشافِ أضرحةِ «شِيَا -Xia» الغربيَّةِ. أمَّا الضَّريحُ رقْمُ 8، الَّذي تمَّ التَّنقيبُ عنْه، فكانَ مقابرَ تُرابيَّةً موجودةً فِي الكُهوفِ.
وتحتوِي كلُّ مقبرةٍ علَى غرفةٍ رئيسةٍ واسعةٍ معَ غرفٍ جانبيَّةٍ أخرَى مُغلقةٍ، وكذلكَ تحتوِي علَى جِداريَّاتٍ عنِ الحربِ علَى طولِ الممرِّ.
وبسببِ الأضرارِ الَّتي لحقتْ بالضَّريحِ، لمْ يعدْ بالإمكانِ تحديدُ الهيكلِ المدفونِ، وعلَى الأرجحِ إنَّه هيكلُ الإمبراطورِ الثَّامِنِ فِي أسرةِ «شِيَا -Xia» الغربيَّةِ «لِي زِينشو -Li Zunxu»، وذلكَ طبقاً للنُّقوشِ والقِطَعِ الصِّينيَّةِ المُكتَشفةِ.
وقدْ تأثَّرَ بناءُ أضرحةِ «شِيَا -Xia» الغربيَّةِ بطريقةِ بناءِ أضرحةِ الأباطرةِ فِي أسرتَيْ «تَانْغ -Tang» و«سُونْغ -Song»، كمَا أنَّ «التَّانْغُوت -Tanguts» وضعُوا لمستَهُمُ الفنِّيَّةَ المُميَّزةَ فِي بناءِ تلكَ الأضرحةِ.