الأَضرِحَةُ الغَربِيَّةُ لِأُسرَةِ تشِينغWest Mausoleums of Qing Dynasty
هِي إحدى المقابرِ الإمبراطوريَّةِ لأسرةِ «تشينغ -Qing»، الَّتي تقعُ علَى هضبةِ «يُونغنينْغ -Yongning» علَى بُعدِ 15 كم غربَ بلدةِ «يِي -Yi» بمُقاطعةِ «هِيبِي -Hebei»، وذلكَ علَى خِلافِ المقابرِ الشَّرقيَّةِ فِي مدينةِ «زونهوَا -Zunhua» بالمُقاطعة نفسِها.
واختِيرَ فِي عامِ 1730م (السَّنةُ الثَّامنةُ منْ عهدِ الإمبراطورِ «يُونْغ تشنغ -Yongzheng») وادِي «تَايبينغ -Taiping» فِي بلدةِ «يِي -Yi» بمُقاطعةِ «هِيبِي -Hebei» أسفلَ جبلِ «يُونغ نينغ -Yongning» موقعاً للمقابرِ الإمبراطوريَّةِ.
ثُمَّ توالَى بناءُ الأضرحةِ فِي السَّنةِ التَّاليةِ، ولمْ يكنِ الإمبراطورُ يُدفَنُ معَ أبنائِه الخلفاءِ فِي المكان نفسهِ اعتباراً مِن عهدِ الإمبراطورِ «تشيَان لونغ -Qianlong»، وكانَ لِزاماً دفنُهُم طِبقاً للتَّقاليدِ بشكلٍ مُنفصِلٍ فِي ضريحَي: الشَّرقِ والغربِ، وبالتَّالِي قُسِّمتْ مقابرُ «تشِينغ -Qing» إلَى مِنطقتَين: واحدةٍ فِي الشَّرقِ والأخرَى فِي الغربِ.
وتقعُ تلكَ الأضرحةُ مقابلَ ممرِّ «زيجينغ -Zijing» فِي الغربِ بجوارِ نهرِ «يشوِي -Yishui»، وتبلغُ مساحتُها 100 كم2، وتضمُّ حوالَيْ 14 مقبرةً لِـ76 شخصاً بمَا فِي ذلكَ مقابرُ أربعةِ أباطرةٍ، وهُم: ضريحُ السَّلامِ (الإمبراطورُ «يُونغ تشنغ -Yong zheng»)، وضريحُ العجائبِ (الإمبراطورُ «جيَاتشينغ -Jiaqing»)، وضريحُ المعرفةِ (الإمبراطورُ «دَاوغوَانغ -Daoguang»)، وضريحُ السُّموِّ (الإمبراطورُ «غوانغ شُو -Guangxu»).
وكذلكَ تضمُّ ثلاثةَ أضرحةٍ لزوجاتِ أباطرةٍ، وموقعُهُم فِي شرقِ ضريحِ السَّلامِ، وفِي غربِ ضريحِ العجائبِ، وفِي شرقِ ضريحِ المعرفةِ، وأيضاً تحتوِي علَى أضرحةٍ لثلاثِ محظيَّاتٍ، بالإضافةِ إلَى أربعةِ أضرحةٍ لأمراءَ وأميراتٍ.
وتحتوِي المقابرُ علَى 1,000 غرفةٍ فرديَّةٍ، و100 هيكلٍ حجريٍّ، ونقوشٍ تغطِّي الأرضيَّةَ بمساحةِ 500 ألفِ مترٍ مربَّعٍ. وتتفاوتُ أحجامُ غرفِ المقابرِ حسبَ المكانةِ، سواءً كانتْ غُرَفَ الأباطرةِ والإمبراطوراتِ، أو غرفَ المحظيَّاتِ والأمراءِ والأميراتِ، معَ استخدامِ أسلوبٍ مِعماريٍّ مُميَّزٍ لكلِّ غرفةٍ.
فمقابرُ الأباطرةِ والإمبراطوراتِ تحتوِي علَى جُدرانٍ مَطْليَّةٍ باللَّونِ الأحمرِ، وسقوفُهَا منَ البلاطِ الأصفرِ المُزجَّجِ. أمَّا مقابرُ المحظيَّاتِ والأمراءِ والأميراتِ فجُدرانُهَا حمراءُ معَ بلاطٍ أخضرَ، والقصورُ والمكاتبُ الإمبراطوريَّةُ المُؤقَّتةُ فيها تحتوِي علَى جدرانٍ منَ الطُّوبِ معَ أسطحٍ منَ القُماشِ.
ويقعُ ضريحُ السَّلامِ في الوسطِ أسفلَ التَّلِّ، وتمَّ تشييدُه أوَّلاً علَى أكبرِ المقاييسِ فِي تلكِ الحقبةِ معَ توزيعِ المقابرِ الأخرَى علَى الجانبَيْن الشَّرقيِّ والغربيِّ. وتتشابهُ كلُّ الأضرحةِ فِي أشكالِها وأساليبِهَا بشكلٍ عامٍّ باستثناءِ ضريحِ المعرفةِ، فهذَا الضَّريحُ لا يوجدُ فيه مدينةُ كنوزٍ أو بُرجُ أرواحٍ.
كما بُنيتْ قاعةُ الإحسانِ الشَّهيرةُ وبعضُ الهياكلِ الأخرَى بأخشابِ «فُوبِي نَانمُو -Phoebe Nanmu» الصُّلبةِ، لكنَّهَا غيرُ مَطليَّةٍ بالألوانِ.
أمَّا المنحوتاتُ داخلَ القاعاتِ فقدْ شُكِّلتْ بقدرٍ كبيرٍ منَ البَراعةِ. وكانَ ضريحُ «شُونغلينغ -Chongling» صغيراً فِي الحجمِ ثُمَّ توقَّفَ بناؤُه، ولمْ يكتملْ إلَّا بعدَ تخصيصِ أموالٍ لاستكمالِه قُبيلِ تنازلٍ عن الإمبراطورِ الأخيرِ منْ أسرةِ «تشينْغ -Qing»، وكانَ بلَا قناطرَ حجريَّةٍ كبيرةٍ أو تماثيلَ بشريَّةٍ أو للوحوشِ.
وتمَّتْ إعادةُ إعمارِ الضَّريحِ مُؤخَّراً حتَّى أصبحَ جديداً فِي هيئتِه، كمَا ازدادتْ جماليَّتُه بشكلٍ كبيرٍ، وأصبحتْ تلكَ الأضرحةُ نقطةَ جذبٍ سياحيٍّ فِي جنوبِ «بكِين -Beijing»، خصوصاً معَ وجودِ أشجارِ الصَّنَوْبرِ والسَّرْوِ الشَّاهِقةِ والطُّيورِ الغِنائيَّةِ فِي الوادِي المُنعزِلِ.