الإِصلَاحَاتُ فِي أَوَاخِرِ أُسرَةِ تشِينْغLate Qing Reforms

تُقصَدُ بهَا الإصلاحاتُ فِي المجالاتِ الاقتصاديَّةِ والسِّياسيَّةِ والتَّعليميَّةِ والعسكريَّةِ، الَّتي حاولتِ الإمبراطورةُ «دُووَاغِرُ -Dowager» مِن خلالِها إنقاذَ نظامِ أسرةِ «تشِينْغ -Qing» مِن الانهيارِ الوشيكِ مِن خلالِ «إصلاحِ نقاطِ الضَّعفِ فِي الصِّينِ بالاستعانةِ بنقاطِ القوَّةِ فِي الدُّولِ الأجنبيَّةِ»، وقدْ تمَّ تقديمُ هذِه السِّياساتِ الإصلاحيَّةِ فِي العقدِ الَّذي أعقبَ انتفاضةَ الملاكمِينَ، وذلكَ فِي ضوءِ العديدِ مِنَ الخلفيَّاتِ المحدَّدةِ: أوَّلاً، وبعدَ سحقِ انتفاضةِ المُلاكمِينَ، أصبحَتِ القوَى الأجنبيَّةُ في حاجةٍ إلى حكومةٍ قادرةٍ علَى تنفيذِ سياستِها فِي «حكمِ الصِّينِ مِن خلالِ الصِّينيِّينَ»، وذلكَ فِي الوقتِ الَّذي ارتأَتْ فِيه أسرةُ «تشِينْغ -Qing»، مدفوعةً برغبتِها فِي الحصولِ على مساعدةِ هذِه القوَى الأجنبيَّةِ، أنَّ هذِه الإصلاحاتِ هِي الطَّريقُ الأمثلُ لتحقيقِ ذلكَ. ثانياً: أدركتْ حكومةُ «تشِينْغ -Qing» أزمتَها الخاصَّةَ، ومِنْ ثَمَّ أرادَتْ أن تعزِّزَ وتُقوِّي حكمَها. ثالثاً: يجبُ علَى النِّظامِ أنْ يخفِّفَ مِنْ حدَّةِ الامتعاضِ العامِّ، الَّذي كانَ آخذاً فِي الارتفاعِ بسببِ توقيعِ اتِّفاقيَّةِ الخونةِ فِي عامِ 1901م. وأخيراً: إنَّ المحافظِينَ خَسِرُوا سيطرتَهم فِي الحكومةِ حتَّى إنَّهُم غدَوْا مجموعاتٍ صغيرةً فِي أعقابِ انتفاضةِ الملاكمِينَ، وفِي التَّاسعِ والعشرِينَ منْ شهرِ ينايرَ/كانون الثاني 1910م، أصدرَتْ حكومةُ «تشِينْغ -Qing» قراراً بالبَدْءِ فِي الإصلاحاتِ الشَّاملةِ بمَا فِي ذلكَ تدريبُ وتجهيزُ جيشٍ حديثٍ، وزيادةُ ميزانيَّاتِ النَّفقاتِ العسكريَّةِ، وإبطالُ الامتحاناتِ الإمبراطوريَّةِ، وتأسيسُ المدارسِ الحديثةِ، وتمويلُ الدِّراساتِ الدّوليَّةِ، وإعادةُ هيكلةِ النِّظامِ البيروقراطيِّ، وتحسينُ الأداءِ الحكوميِّ، وإعادةُ تنشيطِ التِّجارةِ، وتشجيعُ التَّنميةِ الصِّناعيَّةِ، ولأنَّ هذِه الإصلاحاتِ قدْ صدرَتْ فِي ظلِّ أجواءٍ داخليَّةٍ وخارجيَّةٍ متغيِّرةٍ، كمَا أنَّها قدْ أُطلِقتْ مِن قبَلِ الفئةِ الحاكمةِ بهدفِ الإبقاءِ علَى الحكمِ الإقطاعيِّ، لذلك لمْ تحقِّقِ التَّأثيرَ المرجوَّ، ومعَ ذلكَ، فقدْ أسهمَتْ بعضُ الإصلاحاتِ علِى نحوٍ مَا فِي تنميةِ الصِّناعةِ والتِّجارةِ ونشرِ الثَّقافةِ الحديثةِ والأيديولوجيَّاتِ الدِّيموقراطيَّةِ والثَّوريَّةِ، حتَّى إنَّ بعضَها قدْ أدَّى دوراً مُهِمّاً فِي قدحِ شرارةِ ثورةِ عامِ 1911م منْ خلالِ إثارةِ المعارضةِ العامَّةِ، وزيـادةِ حـدَّةِ التَّوتُّرِ والنِّزاعِ بينَ حكومةِ «تشِينْغ -Qing» وبيروقراطِيِّي أُسرةِ «هَان -Han».