آثَارُ يِنYin Ruins
موقعٌ أثريٌّ لعاصمةِ أسرةِ «شَانْغ -Shang» القديمةِ، يقعُ علَى ضفافِ نهرِ «هُوَايخه -Huanhe» عبرَ الضَّاحيةِ الشَّماليَّةِ الغربيَّةِ لمدينةِ «أنْيَانْغ -Anyang» بإقليمِ «خِنَان -Henan»، الَّذي يعودُ تاريخُها إلَى القرنَيْن الرَّابع عشرَ والحادِي عشرَ قبلَ الميلادِ.
وكانَ هذَا الموقعُ عاصمةً لمدَّةِ 273 عاماً، شهدت الاستقرارَ معَ الملكِ «بَان غِينْغ -Pan Geng» إلَى الإذعان معَ الملكِ «تشُو -Zhou».
وقدْ شهِدَ أوائلُ القرنِ العشرِين اكتشافَ عظامِ بعضِ الكهنةِ بسببِ التَّنقيبِ فِي المقابرِ، وقدْ بدأتْ أعمالُ الحفرِ والتَّنقيبِ عامَ 1928م، كمَا شهِدَ عامُ 1961م إطلاقَ مجلسِ الدَّولةِ للمحميَّاتِ الأثريَّةِ والثَّقافيَّةِ تحت حماية الدولة.
وتغطِّي أنقاضُ عاصمةِ أسرةِ «شَانْغ -Shang» مساحةَ 24 كم2، وحتَّى الآنَ لمْ يتمَّ اكتشافُ سورِ المدينةِ، ومعَ ذلكَ، فحيثُ يمتدُّ المجتمعُ السُّكَّانيُّ للعاصمةِ بالقربِ منَ الضِّفَّةِ الجنوبيَّةِ لنهرِ «هُوَايخه -Huanhe»، ويُمثِّلُ القصرُ والمعبدُ المركزَ، نجدُ وِرَشَ الحِرَفِ اليدويَّةِ وأضرحةَ الملوكِ ومقابرَ النُّبَلاءِ معَ تخطيطٍ مُميَّزٍ. والقصرُ ومعابدُ الأجدادِ كانتْ مناطقَ تمتدُّ منْ قريةِ «شِيَاوْتُون -Xiaotun» الشَّماليَّةِ إلَى ضفافِ نهرِ «هُوَايخه -Huanhe»، وكانَ موقعُ القصرِ مرتَّباً بشكلٍ مُتوازٍ أو مُتماثِلٍ.
أمَّا نهرُ «هُوَايخه -Huanhe» فيُتَّخذُ حاجزاً دِفاعيّاً منْ ناحيةِ الشَّرقِ والشَّمالِ، بينَما الخَنْدقان الدِّفاعيّان الغربيُّ والجنوبيُّ مفتوحَانِ علَى نهرِ «هُوَايخه -Huanhe» منْ ناحيةِ الغربِ، بحيثُ يفصلَانِ القصرَ عنِ الخارجِ.
وإلِى الجنوبِ منْ قريةِ «شيَاوتُون -Xiaotun» وقريةِ «شُوِيجِيَا -Xuejia» موقعٌ لصَهْرِ وتشكيلِ النُّحاسِ، حيثُ تمَّ اكتشافُ فرنٍ لصَهْرِ النُّحاسِ وآثارٍ لقوالبِ الأوانِي الفَخَّاريَّةِ، وكانَ ذلكَ فِي الأساسِ لصبِّ الأوعيةِ البرونزيَّةِ للشَّعائرِ الدِّينيَّةِ.
وكذلكَ فِي قريةِ «شيَاومِين -Xiaomin» الغربيَّةِ، كانتْ هناكَ أيضاً مواقعُ لصبِّ النُّحاسِ، حيثُ تُصبُّ رؤوسُ السِّهامِ والرِّماحِ والأسلحةِ الأخرَى، بالإضافةِ إلَى كَمِّيَّاتٍ كبيرةٍ منْ أوعيةِ الشَّعائرِ فِي هذَا العصرِ.
وتمَّ اكتشافُ موقعٍ لورشةِ الحِرَفِ اليدويَّةِ فِي قريةِ «دَاسِيكُونْغ -Dasikong» علَى طولِ الضِّفَّةِ الشَّماليَّةِ لنهرِ «هُوَايخه -Huanhe» وقريةِ «بَايْتشِن -Beixin» غربَ قريةِ «شيَاوتون -Xiaotun»، كمَا تمَّ اكتشافُ بعضِ المواقع لورشِ أحجارِ اليشمِ الكريمةِ والأحجارِ فِي شمالِ قريةِ «شِيَاوْتون -Xiaotun».
كمَا تتوزَّعُ كثيرٌ منَ المقابرِ بالقربِ منْ آثارِ «يِن -Yin» الغربيَّةِ، وتُعدُّ قُرَى: «شِيَاومِين -Xiaomin» و«دَاسِيكُونْغ -Dasikong» و«هُوغَانْغ -Hougang» مركزاً لهَا، فتمَّ استكشافُ حوالَيْ 900 قبرٍ منْ آثارِ «يِن -Yin».
ومنْ خلالِ النُّقوشِ الموجودةِ علَى الأوعيةِ النُّحاسيَّةِ، يُمكنُ تصنيفُ المقابرِ إلَى ثماني مناطقَ منَ العشائرِ المختلِفةِ، التِي تعكسُ معاً نظامَ الدَّفْنِ «العشائريِّ» فِي أسرةِ «شَانغ -Shang».
وفِي الضِّفَّةِ الشَّماليَّةِ لنهرِ «هُوَايخه -Huanhe»، تُوجدُ مقبرةُ ملوكِ أسرةِ «شَانْغ -Shang»، فِي قريةِ «هِيُوجِيَا -Houjia»، منهَا 13 قبراً كبيراً ومصاطبُ للتَّضحيةِ بالبشرِ مُرتَّبةٌ بشكلٍ جيِّدٍ.
وتتضمَّنُ الآثارُ فِي موقعِ «يِن -Yin» قطعاً أثريَّةً مصنوعةً منَ البرونزِ والفَخَّار والأحجارِ الكريمةِ والحجرِ والعِظامِ وقرونِ الحيواناتِ والمَحَارِ والعاجِ، والقطعُ الأثريَّةُ الأكثرُ تميُّزاً هِي الأدواتُ المصنوعةُ منَ البرونزِ (بمَا فِي ذلكَ المُعدَّاتُ والأسلحةُ) والأوانِي الشَّعائريَّةُ والأدواتُ الموسيقيَّةُ والعرباتُ والحليُّ.
وقدْ تمَّ اكتشافُ حوالَيْ 200 قطعةٍ منَ الأوانِي الشَّعائريَّةِ البرونزيَّةِ منْ قبرِ «فُوهَاو -Fuhao» الشَّهيرِ، ولَا يزالُ الصُّندوقُ ثُلاثيُّ الأرجلِ مربَّعُ السَّطحِ «سِيمُوُو -Simuwu» الذِي يزنُ 875 كيلوجراماً، (الذِي صنعَه الملكُ «تسُوغِينْغ -Zugeng» قُرباناً منْ أجلِ والدتِه المُتوفَّاةِ الملكةِ «وُو -Wu») - إحدَى القطعِ النَّادرةِ فِي العالمِ، وهو الأمرُ الذِي يعكسُ نُضجَ صناعةِ صبِّ المعادنِ فِي ذلكَ الوقتِ.
وتشملُ الاكتشافاتُ أيضاً 100,000 قطعةٍ منَ النُّقوشِ علَى عظامِ الكهنةِ علَى أشكالٍ بشريَّةٍ أو حيوانيَّةٍ، تُسجِّلُ الجوانبَ الاجتماعيَّةَ المتنوِّعةَ منْ عهدِ أسرةِ «شَانْغ -Shang».
تشتهرُ القطعُ الأثريَّةُ لأحجارِ اليشمِ الكريمةِ منْ آثارِ «يِن -Yin» بأعمالِ النَّحتِ المُتميِّزةِ، ولَا سيَّمَا الأعمالُ الفنِّيَّةُ لنحتِ الأحجارِ الكريمةِ بأشكالٍ بشريَّةٍ أو حيوانيَّةٍ. وتُمثِّلُ آثارُ «يِنْ -Yin» أعلَى مستوىً منْ حضارةِ أسرةِ «شَانْغ -Shang» البرونزيَّةِ المُتأخِّرةِ، وبالتَّالِي فإنَّ التَّنقيبَ عنهَا يُعزِّزُ الدِّراساتِ عنْ أسرةِ «شَانْغ -Shang».