نُبْذَةٌ عامَّةٌ

الدَّوْلَةُState

الصِّينُ دولةٌ ذاتُ حضارةٍ عريقةٍ وتاريخٍ طويلٍ وتُراثٍ ثقافيٍّ غنيٍّ، وتُعرَفُ الدَّولةُ في وقتِنا الحاضرِ باسمِ جُمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ، كما تمتازُ أيضاً بكونِها قوَّةً ناميةً كبيرةً ذاتَ تأثيرٍ في العالَمِ. وفي وقتٍ مُبكِّرٍ مِن التَّاريخِ يُقدَّرُ بمئاتِ الآلافِ مِن السِّنينَ، بلْ قد يربُو على المليونِ سنةٍ، غَدتْ هذه الأرضُ العريقةُ موطنَ القُدماءِ مثلِ إنسانِ «يُوانْمُو -Yuanmou» وإنسانِ «لَانْتِيَانَ -Lantian» وإنسانِ «بِكِينغ -Peking»، وبعدَ سنواتٍ طويلةٍ شهدَتْها البلادُ في مسارِ انسلاخِها مِن المُجتمعاتِ البِدائيَّةِ، نمتْ بذرةُ الحضارةِ في هذه البقعةِ مِن الأرضِ، حيثُ شهدَتِ الصِّينُ في نحوِ عام 2070 ق.م بزوغَ نجمِ أوَّلِ مملكةٍ، وهي مملكةُ «شِيَا -Xia» الَّتي أعقبَتْها مملكةُ «شَانْغَ -Shang»، والعديدُ مِن الممالكِ الأُخرى الَّتي حكمَتْ شعباً مُتعدِّدَ القوميَّاتِ. وفي عام 221 ق.م شهدَتِ البلادُ قيامَ «تشِينَ شِي هُوانْغ -Qin Shi Huang»، أولِّ إمبراطورٍ لمملَكةِ «تشِينَ -Qin»، بتحويلِ الصِّينِ إلى بلدٍ مُتَّحدٍ يسيطرُ عليه شعبُ الـ«هَانِ -Han»، ويتألَّفُ من أقلِّيَّاتٍ مُتعدِّدةِ الأعراقِ. وفي عام 1911م اندلعَتْ ثورةٌ تحتَ قيادةِ الدُكتور «سُون يَاتَ سِين -Sun Yat-sen» لإنهاءِ نظامِ المَلكِيَّةِ المُطلَقةِ، وقد شهدَ العام التَّالي تأسيسَ دولةِ الصِّينِ. وبعدَ مرورِ سبعةٍ وثلاثينَ عاماً، وبالتَّحديدِ في عام 1949م أُسِّستْ جمهوريَّةُ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ بعد الإطاحةِ بحُكمِ الاستعمارِ ونظامِ الإقطاعِ والرَّأسماليَّةِ البيروقراطيَّةِ، والانتصارِ السَّاحقِ للثَّورةِ الدِّيمقراطيَّةِ الحديثةِ خلالَ سنواتٍ مِن الكفاحِ المريرِ المُسلَّحِ وغيرِ المُسلَّحِ، الَّذي كابدَهُ الشَّعبُ الصِّينيُّ بجميعِ قوميَّاتِه تحتَ قيادةِ الحزبِ الشُّيوعيِّ في الصِّينِ تحتَ زعامةِ «مَاو تسِي تُونْغ -Mao Zedong».

نِظَامُ الدَّوْلَةِ

كما هو منصوصٌ عليه في المادَّةِ الأُولى مِن دُستورِ جمهوريةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ، فالصِّينُ بلدٌ شُيوعيٌّ تحتَ الدِّيكتاتوريَّةِ الدِّيمقراطيَّةِ الشَّعبيَّةِ الَّتي تقودها طبقةُ العُمَّالِ، والَّتي تتَّخِذُ مِن تحالفِ العُمَّالِ والفلَّاحينَ قاعدةً لها. وفي ضوءِ هذا النِّظامِ الَّذي تنتهجُهُ الدَّولةُ، تنتهِجُ الصِّينُ النِّظامَ الحُكوميَّ الَّذي يبدو فيه مجلسُ الشَّعبِ في البلادِ، وقد أُسِّسَ وَفْقَ مبدأِ المركزيَّةِ الدِّيمقراطيَّةِ، يمارسُ الشَّعبُ في هذا المجلسِ سُلطةَ الدَّولةِ مِن خلالِ المجالسِ الشَّعبيَّةِ الَّتي تعملُ على المستوى القوميِّ والمستوياتِ المحلِّيَّةِ المُتعدِّدةِ. تتمتَّعُ البلادُ بوجودِ جهازٍ دائمٍ يُعرَفُ باسمِ «اللَّجنةِ الدَّائمةِ للمجلسِ الوطنيِّ لنُوَّابِ الشَّعبِ»، في حينِ أنَّ المجلسَ الوطنيَّ لنُوَّابِ الشَّعبِ الصِّينيّ هو الشَّكلُ التَّنظيميُّ للحُكومةِ الَّذي أُسِّسَ على الدِّيكتاتوريَّةِ الدِّيمقراطيَّةِ، كما يُعَدُّ الهيئةَ العُليا فيما يتعلَّقُ بسُلطةِ الدَّولةِ.

العَلَمُ الوَطَنِيُّ

العَلَمُ الوطنيُّ لجمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ هو عَلَمٌ أحمرُ اللَّونِ يحوي خمسَ نُجومٍ، وهو أحدُ مُكتسَباتِ الدَّولةِ تحتَ مِظلَّةِ الجُمهوريَّةِ الحديثةِ، وقد تمَّ الاتِّفاقُ على هذا العَلَمِ، المُتَّخَذِ من القُماشِ الأحمرِ على شكلٍ مُستطيلٍ بمُعدَّلِ طولٍ وعَرْضٍ يُقدَّرُ بنسبةِ 3:2، في الاجتماعِ الأوَّلِ للمؤتمرِ التَّشاوريِّ السِّياسيِّ الشَّعبيِّ الصِّينيِّ الَّذي عُقِدَ في السَّابعِ والعشرينَ مِن سبتمبرَ/أيلول عام 1949م. تُوجَدُ خمسُ نُجومٍ صفراءِ اللَّونِ أعلى يسار هذا العَلَمِ، مِن بينِها واحدةٌ هي الأكبرُ نسبِيّاً تُوجَدُ على يسار الأربعِ الأُخرى بقُطرٍ دائريٍّ يمتدُّ لثلاثةِ أعشارِ ارتفاعِ العَلَمِ، أمَّا الأربعُ الأُخرى فإنَّها أصغرُ منها بأقطارٍ دائريَّةٍ تمتدُّ لعُشرِ ارتفاعِ العَلَمِ، وتتَّخذُ حلقةً على شكلِ قَوْسٍ على يمينِ النَّجمةِ الكُبرَى، وتمتازُ كلُّ واحدةٍ من هذه النُّجومِ الأربعِ باحتوائِها زاويةً تتَّجهُ ناحيةَ اليمينِ في اتِّجاهِ مركزِ النَّجمةِ الكُبرَى، أمَّا السَّاريةُ الَّتي يُنصَبُ عليها العَلَمُ فهي بيضاءُ اللَّونِ. يرمزُ اللَّونُ الأحمرُ في العَلَمِ إلى الثَّورةِ، في حينِ يرمزُ اللَّونُ الأصفرُ للنُّجومِ إلى الوضوحِ، وفي الوقتِ ذاتِه تشيرُ النُّجومُ الخمسُ وارتباطُها ببعضِها إلى الوَحدةِ العظيمةِ الَّتي يتمتَّعُ بها الشَّعبُ الصِّينيُّ بجميعِ قوميَّاتِه تحتَ قيادةِ الحزبِ الشُّيوعيِّ في البلادِ.

الشِّعَارُ القَوْمِيُّ

الشِّعارُ القوميُّ للصِّينِ هو أيضاً أحدُ مُكتسَباتِ جمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ، وهو صورةٌ تتألَّفُ مِن العَلَمِ القوميِّ للبلادِ، وبوَّابةِ السَّلامِ السَّماويَّةِ وتُرسٍ وسنابلِ القمحِ والأَرُزِّ، وقد تمَّ اعتمادُ هذا الشِّعارِ في الاجتماعِ الثَّاني للمُؤتمرِ التَّشاوريِّ السِّياسيِّ الشَّعبيِّ الصِّينيِّ الَّذي عُقِدَ في الثَّامنَ عشرَ من شهرِ يونيو/حزيران عام 1950م، وقد تمَّ الإعلانُ عنه رسميّاً مِن قِبَلِ «مَاو تسِي دُونْغ -Mao Zedong»، الرَّئيسِ التَّالي للحُكومةِ الصِّينيَّةِ في العشرينَ مِن سبتمبرَ/أيلول مِن العام نفسِه. يرمزُ هذا الشِّعارُ القوميُّ للبلادِ -الَّذي توجدُ بوَّابةُ السَّلامِ السَّماويَّةُ في مركزِه، وتسطعُ فيه النُّجومُ الخمسُ، وتحيطُ به سنابلُ القمحِ والأَرُزِّ والتُّرسُ- إلى الكفاحِ الدِّيمقراطيِّ الجديدِ الَّذي قامَ به الشَّعبُ الصِّينيُّ منذُ حركةِ الرَّابعِ من مايُو/أيّار، وميلادِ دولةِ الصِّينِ الجديدةِ الَّتي تُعلِي مِن شأنِ الدِّيكتاتوريَّةِ الدِّيمقراطيَّةِ الشَّعبيَّةِ تحتَ قيادةِ الطَّبقاتِ العاملةِ الَّتي تتَّخذُ مِن تحالُفِ العُمَّالِ والفلَّاحينَ قاعدةً لها.

العَاصِمَةُ

في السَّابعِ والعشرينَ مِن شهرِ سبتمبرَ/أيلول عام 1949م، وخلالَ الاجتماعِ الأوَّلِ للمؤتمرِ التَّشاوريِّ السِّياسيِّ الشَّعبيِّ الصِّينيِّ تمَّ الاتِّفاقُ على اتِّخاذِ «بِكِينَ -Beijing» عاصمةً لجمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ، ومنذُ ذلكَ التَّاريخِ و«بِكِينُ -Beijing» هي العاصمةُ القوميَّةُ والسِّياسيَّةُ والاقتصاديَّةُ، ومركزُ التَّواصلِ والثَّقافةِ وعمليَّاتِ التَّبادُلِ الدَّوليَّةِ للصِّينِ.

النَّشِيدُ الوَطَنِيُّ

النَّشيدُ الوطنيُّ لجمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ هو «سَيْرُ المُتطَوِّعينَ»، وهو مِن أشعارِ «تِيَان هَان -Tian Han»، ومن ألحانِ المُوسيقارِ «نِيه أَر -Nie Er». وقد لاقتِ الأنشودةُ إعجاباً شديداً من أفرادِ الشَّعبِ الصِّينيِّ، وأدَّتْ دوراً هائلاً في تعزيزِ الوطنيَّةِ منذُ تأليفِها عام 1935م. وفي السَّابعِ والعِشرينَ مِن شهرِ سبتمبرَ/أيلول عام 1949م، قرَّرَ المؤتمرُ التَّشاوريُّ السِّياسيُّ الشَّعبيُّ في اجتماعِه الأوَّلِ تَبنِّيَ أنشودةِ «سَيْرِ المُتطوِّعينَ» بديلاً مُؤقَّتاً قبلَ اتِّخاذِ قرارٍ نهائيٍّ حولَ النَّشيدِ الوطنيِّ للبلادِ. وفي الرَّابعِ مِن ديسمبرَ/كانون الثاني عام 1982م، قرَّرَ المؤتمرُ الشَّعبيُّ الوطنيُّ الخامسُ في اجتماعِه الخامسِ إنهاءَ العملِ بكلماتِ الأنشودةِ المعادِ صياغتُها وفْقَ القرارِ الصَّادرِ في اجتماعِه في عام 1978م، مُقِرّاً بذلكَ النُّسخةَ الأصليَّةَ الَّتي ألَّفَها «تِيَان هَان -Tian Han» ولحَّنَها «نِيه أَر -Nie Er» نشيداً وطنيّاً للبلادِ.

التَّقْوِيمُ

على غِرَارِ معظمِ دولِ العالَمِ الأُخرى، تعتمدُ جمهوريَّةُ الصِّينِ الشَّعبيَّةُ على التَّقويمِ المِيلاديِّ في حسابِ تاريخِها.

العُمْلَةُ

«الرِّنْمِينْبِي -Renminbi» هي العُملَةُ القانونيَّةُ الَّتي تستخدمُها جمهوريَّةُ الصِّينِ الشَّعبيَّةُ، ويُرمَزُ لها بالرَّمزِ (¥).

التُّرَابُ الوَطَنِيُّNational Territory

المِنْطَقَةُ

تبلغُ مساحةُ اليابسةِ في الصِّينِ نحوَ 9.6 مليون كيلومترٍ مُربَّعٍ، في حينِ تبلغُ مساحةُ المُسطَّحاتِ المائيَّة فيها ما يربُو على ثلاثةِ مَلايينَ كيلومترٍ مُربَّعٍ، وتُشكِّلُ مساحةُ اليابسةِ في البلادِ نسبةَ واحدٍ من خمسةَ عَشَرَ من مساحةِ اليابسةِ في العالَمِ، ونسبةَ واحدٍ إلى أربعةٍ من مساحةِ القارَّةِ الآسيويَّةِ.

الموقعُ الجُغرافيُّ

تقعُ الصِّينُ في منطقةِ خطِّ عرضٍ وسطيٍّ في النِّصفِ الشَّماليِّ مِن الكُرةِ الأرضيَّةٍ، إذْ تتَّخذُ موقعَها الجُغرافيَّ في جنوبِ شرقِ أُورَاسْيَا، غربَ المحيطُ الهادِي. تطلُّ الصِّينُ في اتِّجاهِ الجنوبِ الشَّرقيِّ على البحرِ، وتمتدُّ أراضِيها في اتِّجاهِ الشَّمالِ الغربيِّ حتَّى تصلَ إلى منطقةِ خلفِ السَّاحلِ، ولذلك تمتلك الصِّينُ أراضيَ برِّيَّةً وأُخرى بحريَّةً.

تمتازُ الصِّينُ باحتلالِها مساحةً كبيرةً مِن خطِّ الطُّول وخطِّ العَرْضِ اللَّذَيْن تقع عليهِما، إذْ يبدأُ امتدادُها مِن الشَّمالِ، وبالتَّحديدِ مِن القناةِ الرَّئيسةِ لنهرِ «هِيْلُونْغ جِيَانْغ -Heilongjiang» الَّذي يقعُ في شَمالِ نهرِ «مُوخَه -Mohe»، وينتهي بسلسلةِ الشِّعابِ المَرجانيَّةِ في جُزُرِ «نَانْشَا -Nansha»، المَعروفةِ باسمِ «سبرَاتْلِي -Spratly»، مُحتلَّةً بذلكَ مساحةَ 5,500 كيلو مترٍ تقريباً. أمَّا امتدادُها من ناحيةِ الغربِ إلى الشَّرقِ والَّذي يبلغُ نحوَ 5,200 كيلو مترٍ، فإنَّهُ يبدأُ مِن جبالِ «بَامِير -Pamirs» في الغربِ وينتهي في الشَّرقِ، حيثُ يلتقي نهرُ «هِيْلُونْغ جِيَانْغ -Heilongjiang» بنهرِ «ووسُولِي -Wusuli».

الجِيُولُوجِيَا

تحتلُّ الصِّينُ مساحةً شاسعةً مِن الأراضِي، وبفضلِ الأنشطةِ المُتنوِّعةِ للقِشرَةِ الأرضيَّة والتَّطوُّرِ الجيولوجيِّ المُعقَّدِ، تأَلَّفتْ أراضِي الدَّولةِ مِن طبقاتٍ أرضيَّةٍ تكوَّنتْ على مرِّ جميعِ العُصورِ، حيثُ يظهرُ التَّكوينُ الجيولوجيُّ للبلادِ متشكِّلاً عبر سنواتٍ طويلةٍ مِن التَّطوُّرِ والتَّرقيِّ حتَّى تآلفَتْ الطبقاتُ مع بعضِها وتَحوَّلتْ خلالَ الزَّمنِ الجيولوجيِّ، ومع تطوُّرِها، ونظراً لتأثُّرِ التَّاريخِ الجيولوجيِّ -خلالَ رحلةِ تَطوُّرِهِ منذُ حِقبَةِ الحياةِ القديمةِ- بالنِّطاقِ التِّكتونيِّ الآسيويِّ القديمِ، ونطاقِ حوافِّ المحيطِ الهادِئِ، ونطاقِ («التِّيثِس -the Tethys» / «الهِيمَالَايَا -Himalaya»)، يمكنُ تقسيمُ الحِقَبِ التِّكتونيَّةِ للصِّينِ إلى الآتي:

الطَّبَقَاتُ الأَرْضِيَّةُ

تقفُ الطَّبقاتُ الأرضيَّةُ في الصِّينِ شاهدةً على كلِّ العُصورِ، وتمتازُ بعضُ الطَّبقاتِ الأرضيَّةِ في البلادِ بتمامِ تطوُّرِها وكمالِ تتابُعِها، ووضوحِ حدودِها وغِنى حفريَّاتِها ما يجعلُها أرضاً مثاليّةً للدراساتِ المُتعلِّقةِ بطبقاتِ الأرضِ وعِلْمِ الأحياءِ القديمةِ.

1. صُخُورُ الحِقْبَةِ السَّحِيقَةِ

تَظهرُ هذه الصُّخورُ بشكلٍ رئيسٍ في شمالِ الصِّينِ وجنوبِ شمالِها الشَّرقيِّ وشمالِ حوضِ تَارِيمَ، ويُعدُّ هذا النَّوعُ من الصُّخورِ أقدمَ البِلَّوراتِ، حيثُ يعودُ تكوينُها لعصرِ النَّظائرِ الَّذي يبلغُ عمرُه أكثرَ مِن 2.5 مليارِ سنةٍ في معظمِ الأحيانِ.

2. صُخُورِ حِقْبَةِ الطَّلَائِعِ، أَوِ الحَيَاةِ المُبَكِّرَةِ

تتوزَّعُ هذه النَّوعيَّةُ مِن الصُّخورِ بشكلٍ رئيسٍ في شَمالِ الصِّينِ وجنوبِ شمالِها الشَّرقيِّ، ووادِي «يَانْغِتْسِي -Yangtze»، وحدودِ حوضِ «تَارِيمَ -Tarim»، وجبالِ «تِيَان شَان -Tianshan»، وجبالِ «كُون لُون -Kunlun»، وجبالِ «تشِيلْيَان شَان -Qilianshan»، وبعضِ المناطقِ الأُخرى. وتتكوَّنُ مجموعةُ «هُوتُو -Hutuo» مِن جبالِ «ووُتَاي -Wutai» بشكلٍ أساسيٍّ، ويمتدُّ عمر الصُّخورِ الطفيليّة في العصرِ النظائري لمدَّةٍ تتراوحُ بينَ 1.8 و2.3 مليارِ سنةٍ، تكوَّنتْ خلالَها لمُدَّةٍ تتراوحُ بينَ مليارِ سنةٍ إلى 1.4 مليارِ سنةٍ مثلَ نظامِ «جِيتْشِيَان -Jixian»، ولفترةٍ تتراوحُ بينَ 1.4 و1.8 مليارِ سنةٍ مثلَ مجموعةِ «تشِيْنغ شِيْنغ -Changcheng»، ويقعُ القِطاعُ الواضحُ لصخورِ حِقبَةِ الطَّلائعِ إلى الشَّمالِ من مدينةِ «جِيشِيَان -Jixian». وتتكوَّنُ صُخورُ حِقبَةِ الطَّلائعِ الجديدةِ مِن مجموعةِ «سِينْيَان -Sinian» الَّتي تكوَّنتْ خِلالَ مدةٍ تتراوحُ بينَ 543 مليونَ سنةٍ و680 مليونَ سنةٍ، ومجموعةِ جنوبِ الصِّينِ الَّتي تكوَّنتْ خلالَ مدةٍ تتراوحُ بينَ 680 مليونَ سنةٍ و800 مليونِ سنةٍ، ومجموعةِ «تشِنْغ بَايْكُو -Qingbaikou»، الَّتي تكوَّنتْ خلالَ مدةٍ تتراوحُ بينَ 800 مليونِ سنةٍ و10 آلاف مليونِ سنةٍ.

3. صُخُورُ حِقْبَةِ الحَيَاةِ القَدِيمَةِ

تكوَّنتْ هذه الصخور عبرَ ستَّةِ عُصورٍ جيولوجيَّةٍ هي: «الكَمْبريُّ -Cambrian»، و«الأُورْدُوفيكيُّ -Ordovician»، و«السِّيلُوريُّ -Silurian»، و«الدَّيفُونيُّ -Devonian»، و«الفحميُّ -Carboniferous»، و«البرميُّ -Dias»، ويتراوحُ عمرُها النَّظيرُ بينَ 250 مليونَ سنةٍ و543 مليونَ سنةٍ. إنَّ صُخورَ حِقبَةِ الحياةِ القديمةِ هي الطَّبقةُ الرَّئيسةُ المكوِّنةُ لجبالِ «تِيَانَشْاَن -Tianshan»، و«كُون لُون -Kunlun»، و«تشِيلْيَان -Qilian»، و«تشِينْلِنْغ -Qinling»، و«نَانْلِنْغ -Nanling»، وغيرِها من جبالِ الصِّينِ، ونظراً لأنَّ معظمَها تكوَّنَ بالتَّرسيبِ البحريِّ، فإنَّها غنيَّةٌ بمختلفِ أنواعِ الحفريَّاتِ، وأفضلُها ما يقعُ في جنوبِ الصِّينِ.

4. صُخُورُ حِقْبَةِ الحَيَاةِ الوُسْطَى

تكوَّنتْ عبرَ ثلاثةِ عُصورٍ جيولوجيَّةٍ هي: «العصرُ التِّرْيَاسِيُّ -Triassic»، و«العصرُ الجُورَاسِيُّ -Jurassic»، و«العصرُ الطَّبَاشِيرِيُّ -Cretaceous»، ويتراوحُ عمرُها النَّظيرُ بينَ 65 مليونَ سنةٍ و250 مليونَ سنةٍ. إنَّ صُخورَ حِقبَةِ الحياةِ الوُسطى هي الطَّبقةُ الرَّئيسةُ المُكوِّنةُ لهضبةِ «تشَينْغِهَاي -Qinghai» / «التِّبْتِ -Tibet»، ونظراً لانتشارِها على جنوبِ الخطِّ المُتكوِّنِ مِن جبالِ «تشِينْلِنْغ -Qinling» الغربيَّةِ وجبالِ «تشِيلْيَانَ -Qilian» الوُسطى وجبالِ «كون لُون -Kunlun»، وفي وادِي نهرِ «وُسُولِي -Wusuli»، فقد تكوَّنتْ في العصرِ «التِّرْيَاسِيِّ -Triassic» منطقةٌ من الرَّواسبِ البحريَّةِ في حينِ تقعُ الرَّواسبُ القارِّيَّةُ في المناطقِ الشَّاسعةِ في شَمالِ، وشَماِل غَرْبِ، وشَمالِ شَرقِ الصِّينِ. وتتكوَّنُ الصُّخورُ «الجُورَاسِيَّةُ -Jurassic» بشكلٍ رئيسٍ مِن الرَّواسبِ القارِّيَّةِ، في حينِ تنتشرُ رواسبُها البحريَّةُ في منطقةِ هضبةِ «تشَينْغِهَاي -Qinghai» / «التَّبْتِ -Tibet»، والمنطقةِ السَّاحليَّةِ الَّتي تقعُ في الجنوبِ الشَّرقيِّ، و«تَايْوَان -Taiwan»، وبعضِ المناطقِ الأُخرى. وقد تكوَّنَت في العصرِ «الطَّبَاشِيرِيِّ -Cretaceous» منطقةٌ تتشكَّلُ بشكلٍ رئيسٍ مِن الرَّواسبِ القارِّيَّةِ، بينما تقعُ الأجزاءُ المُتكوِّنةُ مِن الرَّواسبِ البحريَّةِ في مناطقِ «كَارَاكُورُومَ -Karakorum»، و«الهِيمَالَايَا -Himalaya»، و«تَايْوَانَ -Taiwan»، وغيرِها مِن المَناطقِ.

5. صُخُورُ حِقْبَةِ الحَيَاةِ الحَدِيثَةِ

تكوَّنتْ عبرَ ثلاثةِ عُصورٍ جيولوجيَّةٍ هي: العصرُ «النِّيُوسِينِيُّ -Neocene»، والعصرُ «اليُوجِينِيُّ -Eogene»، والعصرُ «الرُّبَاعِيُّ -Quaternary»، ويُقدَرُّ عمرُها النَّظيرُ بنحوِ 65 مليونَ سنةٍ، وقد تكوَّنتْ صخورُ حِقبَةِ الحياةِ الحديثةِ مِن الرَّواسبِ القارِّيَّةِ في معظمِ الأحيانِ، ويقعُ جزءٌ منها فقط في جبالِ «الهِيمَالَايَا -Himalaya»، وفي مناطقَ على طُولِ السَّاحلِ الشَّرقيِّ، الَّتي تكوَّنتْ نتيجةَ الرَّواسبِ البحريَّةِ.

الصُّخُورُ المُنْصَهِرَةُ

تزخرُ الصِّينُ بمجموعةٍ مُتنوِّعةٍ مِن الصُّخورِ المُنصهرةِ، وتشهدُ مجموعةً كبيرةً مِن الأنشطةِ البُركانيَّةِ، مثلَ الانفجارِ الصُّهاريِّ، والتَّدفُّقِ، والتَّرسُّبِ، وتُشكِّلُ هذه الصُّخورُ حوالَيْ 19 % مِن إجماليِّ مساحةِ أرضِها، ومعظم الصُّخورِ المُنصَهِرةِ جَرانيتيَّةٌ، وتحملُ خصائصَ ملحوظةً تدلُّ على أنَّها تعودُ للحِقبَةِ السَّحيقةِ، أو حِقبَةِ «الطَّلائعِ -Telling»، أو الحِقبَةِ «الكَالِيدُونِيَّةِ -Caledonian»، أو «الفَارِيسْكَانِيَّةِ -Variscan»، أو لدوائرِ «الإِنْدُوسِيْنيَانِيَّةِ -Indosinian»، أو «يَانْشَان -Yanshan»، أو «الهِيمَالَايَا -Himalaya».

أدَّتْ دائرةُ «اليَانْشَانِ -Yanshan» دوراً مهمّاً في تكوينِ الصُّخورِ المنصهرةِ في منطقةِ شرقِ الصِّينِ، في حين يرجعُ الفضلُ في تكوُّنِها بشكلٍ رئيسٍ للدَّائرةِ «الفَارِيسْكَانِيَّةِ -Variscan».

التَّرْكِيبُ الجِيُولُوجِيُّ

تكوَّنتِ الكتلةُ الأرضيَّةُ الصِّينيَّةُ عبرَ سنواتٍ طويلةٍ مِن عمليَّاتِ التَّطوُّرِ والتَّواؤُمِ والتَّحوُّلِ للعديدِ مِن الجُزيئاتِ القارِّيَّةِ، وقد تطوَّرتْ هذه الجُزيئاتُ والكتلُ الأرضيَّةُ في السَّنواتِ التَّاليةِ مِن حقبةِ الطَّلائعِ، بينما تكوَّنتِ الحوافُّ القارِّيَّةُ بينَ السَّنواتِ الأخيرةِ لحقبةِ الطَّلائعِ الجديدةِ والسَّنواتِ الأُولى مِن حِقبتَيِ الحياةِ الوُسطَى والحياةِ الحديثةِ. وتُعَدُّ كتلةُ الأرضِ الصِّينيَّةِ فرعاً مِن النِّطاقِ التِّكتونيِّ العالَميِّ.

جبل «تشومُولَانْغمَا»

1. النِّطاقُ التِّكتونيُّ الآسيويُّ القديمُ

هو نطاقٌ تِكتونيٌّ قديمٌ انتظمَ فيه التَّطوُّرُ التِّكتونيُّ للصِّينِ خلالَ حقبةِ الطَّلائعِ، ويُغطِّي النِّطاقُ التِّكتونيُّ الآسيويُّ القديمُ أنظمةَ الطَّيَّاتِ في «تِيانْشَان-Tianshan»، و«أَلْتَاي -Altai»، و«خِينْغَان -Khingan» الكُبرى والصُّغرى، و«كُون لُون -Kunlun»، و«تشِيلْيَان شَان-Qilianshan»، وجبالَ «تشِيْنِلِنْغ -Qinling» ومساحاتٍ شاسعةً بينها.

2. نِطَاقُ حَوَافِّ المُحِيطِ الهَادِئِ

يرتبطُ هذا النِّطاقُ بالتَّفاعلِ بينَ صفيحةِ المحيطِ الهادئِ وقارَّةِ آسْيَا، ولأنَّهُ نطاقٌ تِكتونيٌّ تَطوَّرَ منذُ حقبةِ الحياةِ الوُسطى، فقد هيَّأَ التَّطوُّرُ التِّكتونيُّ لشرقِ الصِّينِ في المدَّةِ ما بينَ حقبةِ الحياةِ الوُسطى والعصرِ الجيولوجيِّ الحديث، وأدَّى دوراً رئيساً في تطويرِ الخصائصِ الجيولوجيَّةِ والتَّضاريسيَّةِ والجيوفيزيائيَّةِ لشرقِ الصِّينِ كما تظهرُ في الوقتِ الحاليِّ، وقد أَسفرَ هذا التَّطوُّرُ لهذا النِّطاقِ التِّكتونيِّ أيضاً عن سلسلةِ مُرتفعاتٍ في الشَّمالِ الشَّرقيِّ أو الجنوبِ الغربيِّ، ومنخفضاتٍ في شرقِ الصِّينِ.

3.نِطَاقُ التِّيثِس - الهِيمَالَايَا

يرتبطُ هذا النِّطاقُ بالتَّفاعلِ بينَ تطوُّرِ بحرِ «التِّيثِس -Tethys» والتَّفاعلِ بينَ أرضِ «غُونْدُوانَا -Gondwana» و«الصفيحةِ الأُوارَسِيَّةِ القديمةِ -Eurasian Plate»، كما أنَّهُ أيضاً نِطاقٌ «تِكتونيٌّ -tectonic» تطوَّرَ منذُ حقبةِ الحياةِ الوُسطى. وبغَضِّ النَّظرِ عن هيمنتِه على عمليةِ التَّطوُّرِ الجيولوجيِّ الَّتي حدثَتْ خلالَ حقبةِ الحياةِ الوُسطى والعصرِ الجيولوجيِّ الحديث، فقد أدّى دوراً أساسيَّاً في تطويرِ الخصائصِ الجيولوجيَّةِ والتَّضاريسيَّةِ والجيوفيزيائيَّةِ لغربِ الصِّينِ كما تظهرُ في الوقتِ الحاليِّ، وقد تكوَّنتْ هضبةُ «تشينْغِهَاي -Qinghai» / «التِّبْتِ -Tibet» المُرتفعةُ والجبالُ الَّتي تحيطُ بها نتيجةَ التَّطوُّرِ الَّذي حدثَ في هذا النِّطاقِ.

التَّضاريسُ

تتمتَّعُ الصِّينُ بتضاريسَ تتراوحُ بينَ مرتفَعاتٍ شديدةِ الانحدارِ ومُنخفَضاتٍ تختلف في أنماطِها الجِيموغرافيَّةِ. وإلى جانبِ المناطقِ الجبليَّةِ المُتعدِّدةِ الَّتي تمتدُّ لمسافاتٍ طويلةٍ ومُتَّصلةٍ، والهضابِ شديدةِ الارتفاعِ فوقَ سطحِ البحرِ، والأحواضِ الدَّاخليَّةِ الَّتي تتكوَّنُ في بيئاتٍ داخليَّةٍ نسبيّاً، والسُّهولِ المليئةِ بالأنهارِ والبُحيراتِ، فإنَّها تضمُّ أيضاً بحاراً ضحلةً تقعُ داخلَ الجرفِ القارِّيِّ، والسَّواحلِ المُتعرِّجةِ، والجُزرِ الشَّهيرةِ، وقد قامت هذه المجموعةُ، شديدةُ التَّنوُّعِ في التَّضاريسِ، بدورٍ مُهمٍّ في تكوينِ وتطوُّرِ مجموعةٍ مِن البيئاتِ الجغرافيَّةِ الطَّبيعيَّةِ في الصِّينِ.

تَضَارِيسُ هَضَبَةِ الـ«لّوتس» فِي مُقَاطَعَةِ «شَانْشِي» الشَّمَالِيَّةِ

يتميَّزُ سطحُ الأرضِ الصِّينيَّةِ بتضاريسَ تنحدرُ مِن الغربِ إلى الشَّرقِ في ثلاثِ درجاتٍ، وَتُعَدُّ هضبةُ «تشينْغِهَاي -Qinghai» - «التِّبتِ -Tibet» أَعلى قِمَّةٍ في الصِّينِ، ويُطلَقُ عليها «سَقْفُ العالَمِ»، ويتراوحُ ارتفاعُها بينَ 4,000 و5,000 مترٍ فوقَ سطحِ البحرِ، وعلى هذه الهضبةِ تقعُ العديدُ من القِمَمِ الجبليَّةِ الَّتي يبلغُ ارتفاعُها عن سطحِ البحرِ نحوَ 7,000 أو 8,000 مترٍ. ويصلُ ارتفاعُ قمَّةِ «تشومُولَانْغمَا -Qomolangma»، أعلى قمَّةٍ جبليَّةٍ في العالَمِ، إلى 8,844 متراً فوقَ سطحِ البحرِ، وتقعُ على الحدودِ الصِّينِيَّةِ النِّيبَالِيَّةِ، وعندَ نُقطةِ اتِّصالِها بجبالِ «بَامِير -Pamirs»، تنحدرُ هضبةُ «تشينْغِهَاي -Qinghai» / «التِّبْتِ -Tibet» إلى الدَّرجةِ الثَّانيةِ عبرَ سلاسلِ جبالِ «كُون لون -Kunlun» و«تشِيلَيان -Qilian» في الشَّمالِ، وعبرَ سلاسلِ جبالِ «هِنْغِدْوَان -Hengduan» في الشَّرقِ، حيثُ يهبطُ السَّطحُ مِن ارتفاعِ أكثرَ مِن 4,000 مترٍ فوقَ سطحِ البحرِ إلى الدَّرجةِ الثَّانيةِ مِن الهِضابِ والوِديانِ الَّتي يبلغُ ارتفاعُها عن سطحِ البحرِ 1,000 مترٍ و2,000 مترٍ فوقَ سطحِ البحرِ، وتقعُ الدَّرجةُ الثَّانيةُ بينَ الحدودِ الشَّماليَّةِ لهضبةِ «تشينْغِهَاي -Qinghai» / «التَّبْتِ -Tibet» وجِبالِ «خينْغَانَ -Khingan» الكُبرَى، وجبالِ «تَايْهَانْغَ -Taihang»، وجبالِ «وُشَانْغَ -Wushan»، والجانبِ الشَّرقيِّ مِن جبالِ «شيفِينْغ -Xuefeng». وتتكوَّنُ بشكلٍ رئيسٍ مِن مرتفعاتٍ وأحواضٍ كبيرةٍ بما في ذلك هضبة «مَنْغُولِيَا -Mongolia» الدَّاخليَّةِ وهضبةِ «اللُّوسَ -Loess»، وهضبة «يُونَان -Yunnan» / «غُويتْشُو -Guizhou»، وأحواض «تاريمَ -Tarim» و«تشُونْقَار -Junggar» و«سيتشوان -Sichuan». وتقعُ في هذهِ المنطقةِ أيضاً بعضُ الجبالِ المرتفعةِ مِثلُ جبالِ «ألطاي -Altai»، وجبالِ «يِنْشَانَ -Yinshan»، وجبالِ «هِيلَانَ -Helan»، وجبالِ «تشِينْلِنْغَ -Qinling» الَّتي ترتفعُ عن مستوَى متوسِّطِ سطحِ الأرضِ المستويةِ، وتمتدُّ بينَ الدَّرجتَيْنِ الأُولى والثَّانيةِ. ويبلغُ ارتفاعُ المُرتفعاتِ الَّتي تقعُ في هذهِ المنطقةِ في الغالبِ ما بينَ 1,000 و2,000 مترٍ فوقَ سطحِ البحرِ، ويختلف حَوْضَا «تُورْبَان -Turpan» و«سِيتشْوَان -Sichuan» فيما يتعلَّقُ بتضاريسِهما، فعلى سبيلِ المثالِ، لا يزيدُ ارتفاعُ حوضِ «سِيتشْوَان -Sichuan» عن 500 مترٍ فوقَ سطحِ البحرِ، بينما ينخفضُ حوضُ «تُورْبَانَ -Turpan» 154.31 متراً عن سطحِ البحرِ، وتتكوَّنُ الدَّرجةُ الثَّالثةُ مِن سهولٍ شاسعةٍ وتِلَالٍ في شرقِ الصِّينِ، تتضمَّنُ بشكلٍ أساسيٍّ سهلَ الصِّينِ الشَّماليَّ الشَّرقيَّ، وسهلَ النَّهرِ «الأصفرِ -Yellow» / نهر «هوايخه -Huaihe»، والضفتين الوسطى والسفلى لسهل نهر الـ«يانغتسي -Yangtze» اللتين لا يزيد ارتفاعهما عن سطح البحر أكثر من 200 مترٍ، وجبال «تشانغباي -Changbai»، وجبال «تشيان شان -Qianshan»، وتلال «لياودونغ -Liaodong»، وتلال شبه جزيرة «شاندونغ -Shandong»، ومناطق التلال الواقعة في وسط مقاطعة «شاندونغ -Shandong»، والمرتفعات الواقعة على طول سواحل مقاطعتي «تشيجيانغ -Zhejiang» و«فوجيان -Fujian» التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر ما بين 500 متر و1,500 متر، ومناطقَ هضابٍ وجبالٍ ترتفع عن سطح البحر أكثر من 3,000 متر. وتمتد بحار الصين القارية من الشمال إلى الجنوب وراء الهضاب الساحلية، وتشمل «بوهاي -Bohai»، والبحر «الأصفر -Yellow»، و«بحر الصين الشرقي -East China Sea»، و«بحر الصين الجنوبي -South China Sea». ويُعد الجرف القاري، الذي ينخفض عن سطح البحر 200 متر، ويبلغ اتساعه 600-400 متر، الامتداد المغمور للقارة الصينية. وتضمُّ المخاضات الواقعة في البحار الشاسعة أكثر من 6,500 جزيرة، أكبرها جزيرة «تايوان -Taiwan»، تليها في المساحة جزيرة «هاينان -Hainan».

وبشكلٍ عام، يمكنُ تقسيمُ السَّطحِ الأرضيِّ للصِّينِ إلى خمسِ فِئَاتٍ هي: المناطقُ الجبليَّةُ، والهِضابُ، والتِّلالُ، والأحواضُ، والسُّهولُ. وتُشكِّلُ المناطقُ الجبليَّةُ والهِضابُ الجُزءَ الأكبرَ مِن مساحةِ البلادِ، تليها الأحواضُ والسُّهولُ والتِّلالُ. وتُشكِّلُ المناطقُ الجبليَّةُ حوالَيْ 33 % مِن مساحةِ المُسطَّحِ الأرضيِّ للصِّينِ، تليها الهِضابُ والأحواضُ والسُّهولُ والتِّلالُ الَّتي تبلغُ مساحتُها حوالَيْ 26 %، و19 %، و12 %، و10 % على التَّرتيبِ. وعِندَما نتحدَّثُ نحنُ -الصِّينيِّينَ- عن المناطقِ الجبليَّةِ فإنَّنا نشيرُ في الغالبِ إلى الجبالِ والتِّلالِ والمُرتفعاتِ الصَّخريَّةِ، وتُشكِّلُ هذه المناطقُ مجتمعةً حوالَيْ ثُلثَيْ مساحةِ اليابسةِ في الصِّينِ، بينما تُشكِّلُ الأرضُ المستويةُ الثُّلثَ الباقيَ.

بتأثيرِ الموادِّ الَّتي تُكوِّنُ سطحَ القارَّةِ الصِّينيَّةِ، طورتْ مساحات شاسعة منها خصائص جيومورفية مميزة مثل جيومورفيا الرواسب الطفيلة في شمال الصين، والتضاريس الكاريستية في شمال غرب الصين.

وتُشكِّلُ جبالُ «تشِينْلِنْغ -Qinling» وجبالُ «دَابِي -Dabie» حِزاماً كبيراً من رواسبِ الطَّفليَّاتِ الرُّباعيَّةِ، والرَّسُوبيَّاتِ الطَّفليَّةِ بمساحةٍ إجماليَّةٍ تصلُ إلى 600 ألفِ كم مُربَّعٍ، وتمتدُّ هذه الجبالُ مِن الشَّرقِ إلى الغربِ على الحدودِ الخارجيَّةِ لمنطقةِ الصَّحراءِ المُعتدلةِ الَّتي تقعُ شمالَ جبالِ «كُون لُون -Kunlun». وتُعَدُّ الهِضابُ الطَّفليَّةُ في منطقتَيْ وَسطِ وشَرْقِ مُقاطَعةِ «غَانْسُو -Gansu»، وشَمالِ مُقاطعةِ «شَانْشِي -Shaanxi»، وفي مُرتفعاتِ «شَنْشِي -Shanxi» أَشْهَرها. ولأنَّها تُغطِّي مساحةً تُقدَّرُ بنحوِ 390 أَلْفَ كم2، تُعدُّ أكبرَ مقاطعةٍ تتوزَّعُ فيها الرَّواسبُ الطَّفليَّةُ في العالَمِ. وفي المناطقِ ذاتِ التَّركيزِ الكبيرِ مِن الرَّواسبِ الطَّفليَّةِ، يتراوح عمقُ طبقةِ الرَّواسبِ ما بينَ 100 و200 مترٍ، بينما يصلُ العمقُ الأقصَى إلى 400 مترٍ، ما يجعلُ التَّضاريسَ الطَّفليَّةَ في هذه المناطقِ فريدةً للغايةِ، وتكونُ جُزئيَّاتُ الطَّفليَّاتِ الرُّباعيَّةِ شديدةَ التَّجانُسِ، حيثُ يكونُ الطَّمْيُ المُكوِّنَ الرئيس لها، وقد تشملُ المُكوِّناتُ أيضاً القليلَ مِن الرِّمالِ الخَشنةِ أو الحُبيباتِ النَّاعمةِ، كما تتبعُ النَّمطَ التَّوزيعيَّ الَّذي يُؤدِّي للتَّناقصِ التَّدريجيِّ نتيجةَ الحركةِ مِن الشَّمالِ الغربيِّ إلى الجنوبِ الشَّرقيِّ، وهذَا يُعدُّ دليلاً مُقنِعاً للقولِ بأنَّ الموادَّ الرَّسوبيَّةَ الطَّفليَّةَ قدِ انتقلَتْ إلى هذه المنطقةِ عن طريقِ الرِّياحِ مِن المناطقِ الصَّحراويَّةِ في شَمالِ غربِ الصِّينِ.

ومعَ تراكُمِ الرَّواسبِ الطَّفليَّةِ، تَغيَّرتِ التَّضاريسُ الأصليَّةُ لتُصبحَ تِلالاً طفليَّةً مِن نوعِ النُّجودِ الطَّفليَّةِ. وفي العادةِ تكونُ نجودُ الرَّواسبِ الطَّفليَّةِ مستويةً في التَّضاريسِ ذاتِ السَّطحِ المُرتفعِ، مثلما نَجْدِ «دُونْغِتْسِي -Dongzhi» المُمتَدِّ على طُولِ المجاري الوُسطَى لنهرِ «جِينْغِخه -Jinghe»، ونجدِ «لُوتشْوَان -Luochuan» الممتدِّ على طُولِ المجارِي الوُسطَى لنهرِ «لُوهِي -Luohe». وفي الغالبِ تكونُ الأسطحُ الرَّئيسةُ للتِّلالِ الطَّفليَّةِ تِلالاً مُتقطِّعةً ومُتموِّجةً. ونتيجةً لتحاتِّ المياهِ الجاريةِ تحوَّلتْ إلى مرتفعاتٍ ومُنحنَياتٍ ذاتِ أسطُحٍ مُتقطِّعةٍ للغايةِ ووِديانٍ جيِّدةٍ بكثافةٍ تزيد على 10 كم لكُلِّ كم مُربَّعٍ. ولأَنَّ تركيبةَ الرَّواسبِ الطَّفليَّةِ ضعيفةٌ فإنَّها تتحلَّلُ بسهولةٍ في المياهِ، ولا تستطيعُ مقاومةَ التَّحاتِّ، ولذلكَ فإنَّها تُعدُّ السَّببَ الرَّئيسَ وراءَ تآكُلِ التُّربةِ. ويُشكِّلُ الطَّميُ القادمُ من مناطقِ الهضابِ الطَّفليَّةِ 90 % من الطَّميِ الَّذي يتجمَّعُ في النَّهرِ «الأصفرِ -Yellow». وقد وفَّرتْ هذه الهِضابُ الطَّفليةُ الكثيرَ من المواردِ الَّتي أسهمَتْ في تكوُّنِ سهلِ الصِّينِ الشَّماليِّ.

تَضَارِيسُ «غُوِييلِينَ» الَّتِي تَقَعُ فِي مِنْطَقَةِ «غُوَانغْشِي تسُوَانْغَ» ذَاتِ الحُكْمِ الذَّاتِيِّ

تُغطِّي الصُّخورُ الكربونيَّةُ حوالَيْ 1.3 مليون كم2 من إجماليِّ مساحةِ اليابسةِ في الصِّينِ، وتُشكِّلُ أكثرَ مِن نصفِ المساحةِ الإجماليَّةِ لمنطقةِ «غُوانْغشِي تسُوَانْغ -Guangxi Zhuang» ذاتِ الحُكمِ الذَّاتيِّ، ومقاطعةِ «غُويتْسُو -Guizhou»، وشرقِ مُقاطعةِ «يُونَّانَ -Yunnan». وتتكوَّنُ التَّضاريسُ الكارستيَّةُ في مناطقِ الأحجارِ الجيريَّةِ بعدَ سنواتٍ طويلةٍ مِن التَّحلُّلِ والتَّحاتِّ المائيِّ، وتتشكَّلُ في الغالبِ في صورةِ قِمَمٍ عاليةٍ، وغاباتٍ حَجَريَّةٍ، وجُسورٍ مُعلَّقَةٍ، ومُنخفَضَاتٍ مُتآكلةٍ، وسراديبَ عموديَّةٍ، وقنواتٍ، وكهوفٍ، وتصبحُ الأنهارُ الَّتي تجري تحتَ الأرضِ المجاريَ تحتَ الأرضيَّةِ في معظمِ الأحوالِ. ونتيجةً لتبايُنِ التَّضاريسِ وهُبوطِها خلالَ الحركةِ التِّكتونيَّةِ الحديثةِ واختلافِ البيئاتِ المُناخيَّةِ، تكونُ التَّضاريسُ الكارستيَّةُ مُتعدِّدَةَ الطَّبقاتِ، وتختلفُ مِن منطقةٍ لأُخرى فيما يتعلَّقُ بالتَّوزيعِ، وينطبقُ هذا تماماً على التَّضاريسِ الكارستيَّةِ في المناطقِ شِبْهِ الاستوائيَّةِ في الصِّينِ، كما هو الحالُ في المشهدِ التَّضاريسيِّ في «غُوِييلِينَ -Guilin» الَّتي تقع في «غُوَانغْشِي تشُوَانْغ -Guangxi Zhuang» ذاتِ الحُكم الذَّاتيِّ، وغابةِ «لُونَانَ -Lunan» الحَجريَّةِ في مُقاطعةِ «يُونَّان -Yunnan».

الحُدُودُ وَدُوَلُ الجِوَارِ

تمتدُّ حدودُ الصِّينِ البرِّيَّةُ لنحوِ 22,800 كم، وحدودُها السَّاحليَّةُ لنحوِ 18,000 كم، وتحُدُّها دُولُ: «كُورِيا -Korea» الشَّماليَّةُ، و«رُوسيَا -Russia»، و«مَنْغُوليَا -Mongolia»، و«كَازَاخِسْتَانُ -Kazakhstan»، و«قِيرغِيزِسْتَانُ -Kyrgyzstan»، و«طَاجِيكِسْتَانُ -Tajikistan»، و«أَفْغَانِسْتَانُ -Afghanistan»، و«بَاكِسْتَانُ -Pakistan»، و«الهِنْدُ -India»، و«نيبال -Nepal» و«بُوتَان -Bhutan»، و«بُورْمَا -Burma»، و«لَاوْسُ -Laos»، و«فِييتنَامُ -Vietnam».

السَّواحلُ والمُنحدراتُ القارِّيَّةُ

يمتدُّ خطُّ السَّاحلِ لبرّ الصِّينِ، الَّذي يبدأُ مِن منبعِ نهرِ «يَالُو -Yalu» في الشَّمالِ وينتهي بمنبعِ نهرِ «بِيلُونَ -Beilun» في الجنوبِ، لنحو 18,000 كم، إضافةً إلى سواحلِ الجُزرِ الَّتي تمتدُّ لما يقرُبُ مِن 30,000 كم.

وعلى طُولِ سواحلِها البرِّيَّةِ تقعُ الموانئُ والمُدُنُ الجميلةُ مِن الشَّمالِ إلى الجنوبِ، مثلَ: «دَالْيَان -Dalian»، و«تشِينْهُوانغْدَاو -Qinhuangdao»، و«تِيَانجِين -Tianjin»، و«يَان تَاي -Yantai»، و«تشِينْغ داو -Qingdao، و«لِيَان يُونغَانْغ -Lianyungang»، و«نَانْتُونْغ -Nantong»، و«شَانْغِهَاي -Shanghai»، و«نِينْغبُو -Ningbo»، و«وُينتْسهُو -Wenzhou»، و«فُوتْسهُو -Fuzhou»، و«شِيَامِين -Xiamen»، و«غُوَانْغتسهُو -Guangzhou»، و«تشَان جيَانْغ -Zhanjiang»، و«بِيهَاي -Beihai».

ويعدُّ المنحدرُ القارِّيُّ في الصِّينِ مِن أكبرِ المُنحدراتِ مساحةً على مستوى العالَمِ، حيثُ يُغطِّي كاملَ مساحةِ بحرِ «بُوهَاي -Bohai»، والبحرِ «الأَصْفَرِ -Yellow»، ومعظمَ «بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ -East China Sea»، و«بحرِ الصِّينِ الجنوبيِّ -the South China Sea»، وتحتَهُ تُوجدُ ثروةٌ كبيرةٌ من المواردِ المَعْدِنيَّةِ ذاتِ القيمةِ التَّنمويَّةِ الكبيرةِ.

الجُزُرُ وَالمَضَايِقُ

تنتشرُ في المياهِ الإقليميَّةِ للصِّينِ أكثرُ من 5,000 جزيرةٍ، تبلغُ مساحتُها الإجماليَّةُ حوالَيْ 80,000كم2، ومن بينِها جزيرةُ «تَايْوَانَ -Taiwan» وهي أكبرُها حجماً، حيثُ تبلغُ مساحتُها حوالَيْ 35,700كم2، وتحتلُّ المرتبةَ الثَّانيةَ جزيرةُ «هَايْنَان -Hainan» بمساحةٍ تُقدَّرُ بنحوٍ 33,500 كم2، وتعدُّ الجزيرتانِ مقاطعتَيْنِ على الخريطةِ الإداريَّةِ للصِّينِ، وتَأْتِي جزيرةُ «تشُونْغمِينْغ -Chongming» في المرتبةِ الثَّالثةِ بمساحة قدرها 1,083كم2، وتشملُ قائمةُ الجُزُرِ الأُخرى ذاتِ الأهمِّيَّةِ الكبرى للصِّينِ جُزُرَ «تشُانْغِشَان -Changshan»، وجزرَ «مِيَاوْدَاو -Miaodao»، وجزرَ «تشُوشَان -Zhoushan»، وجُزرَ «بِنغْهُو -Penghu»، و«دِيَاوْيُو -Diaoyu»، وجُزرَ «دُونغْشَا -Dongsha»، وجُزرَ «شِيشَا -Xisha»، وجُزرَ «تشُونغْشَا -Zhongsha»، وجُزرَ «نَانْشَا -Nansha» في بحرِ الصِّينِ الجنوبيِّ، وتعدُّ هذه الجُزرُ وما يُلحقُ بها جُزراً صينيَّةً منذُ العُصورِ القديمةِ.

مِينَاءُ «دِينْغِهَاي» فِي جُزُرِ «تشُوشَان»، مُقَاطَعَةِ «تشِيجْيَانْغ»

وتشملُ المضايقُ الصِّينيَّةُ مضيقَ «بُوهَاي -Bohai»، ومضيقَ «تَايْوَان -Taiwan» وقناةَ «بَاشِي -Bashi»، ومضيقَ «تشِيُونغِتْشُو -Qiongzhou» الَّتي تمتدُّ من الشَّمالِ إلى الجنوبِ.

جَمَالُ الطَّبِيعَةِ فِي جَزِيرَةِ «هَايْنَان»

البِحَارُ القَارِّيَّةُ، وَالمِيَاهُ القَارِّيَّةُ، وَالمَجَالَاتُ البَحْرِيَّةُ المُتَاخِمَةُ

تشملُ مساحةُ المياهِ في الصِّينِ بحرَ «بُوهَاي -Bohai»، والبحرَ «الأصفرَ -Yellow»، و«بحرَ الصِّينِ الشَّرقيَّ -East China Sea»، و«بحرَ الصِّينِ الجنوبيَّ -South China Sea» ومياهَ المحيطِ الهادئِ شرقَ تَايْوَانَ، ومن بينِها بحرُ «بُوهَاي -Bohai» وهو بحرٌ قارِّيٌّ. وتبدأُ حدودُ مياهِ المحيطِ الهادئِ شرقَ «تَايْوَانَ -Taiwan» مِن جُزرِ «سَاكِيشِيمَا -Sakishima» في الجنوب الغربيِّ إلى جُزرِ «رِيُوكيُو -Ryukyu» اليابانيَّةِ في الشَّمالِ، وتنتهي بقناةِ «بَاشِي -Bashi» في الجنوبِ، وتُقسمُ هذه المنطقةُ المائيَّةُ من الصِّينِ إلى: قسمٍ شماليٍّ، وقسمٍ في الوَسَطِ، وقسمٍ جنوبيٍّ، ويتراوحُ عمقُها ما بينَ 600 مترٍ وما يزيدُ على 5,000 مترٍ من الشَّمالِ إلى الجنوبِ، وتتَّسمُ تضاريسُ قاعِ البحارِ بأنَّها مُتموِّجةٌ، إضافةً إلى مجموعةٍ كاملةٍ من الوحداتِ الجِيُومورفيَّةِ.

وتمتدُّ المياهُ الإقليميَّةُ للصِّينِ لما يصلُ إلى 12 ميلاً بحريّاً تبدأُ من خطِّ الأساسِ الَّذي يتمُّ تحديدُه بطريقةِ خطِّ الأساسِ المستقيمِ، وتتكوَّنُ من خطوطٍ مستقيمةٍ بينَ نقاطِ الأساسِ المُجاورةِ، أمَّا الحدودُ الخارجيَّةُ للمياهِ الإقليميَّةِ للصَّينِ فهي خطٌّ يَبعُدُ 12 ميلاً بحريّاً عن خطِّ الأساسِ عندَ أقربِ نُقطةٍ.

أمَّا المجالاتُ البَحريَّةُ المُتاخِمَةُ فهي المياهُ الَّتي تُجاورُ مياهَها الإقليميَّةَ، وتمتدُّ أيضاً حتَّى 12 ميلاً بحريّاً. وبالنِّسبةِ للصِّينِ، فإنَّ الحدودَ البحريَّةَ الخارجيَّةَ المُتاخِمَةَ هي خطٌّ يقعُ على بُعدِ 24 ميلاً بحريّاً من خطِّ الأساسِ عندَ أقربِ نقطةٍ.

وتشملُ سيادةُ الصِّينِ على مياهِها الإقليميَّةِ المجالاتِ الجوِّيَّةَ فوقَ المياهِ الإقليميَّةِ، وقاعَ البحارِ، وما تحتَ التُّربةِ في المياهِ الإقليميَّةِ، ويحقُّ للصِّينِ أن تُدخِلَ شُرطتها في نطاقِ المجالاتِ البحريَّةِ المُتاخِمَةِ، في حالِ ممارسةِ أيَّةِ أعمالٍ على أراضِيهَا، أو في مجالِها المائيِّ الدَّاخليِّ أو الإقليميِّ بما يُخالِفُ قوانينَها أو لوائحَها الخاصَّةَ بالأمنِ، فضلاً عن إدارةِ الجماركِ، أو الأُمورِ الماليَّةِ أو الصِّحِّيَّةِ، أو نقاطِ الدُّخولِ إلى البلادِ.

الأحوالُ الطَّبيعيَّةُNatural Conditions

المُنَاخُ

يتميَّزُ مناخُ الصِّينِ بثلاثِ سماتٍ:

- مناخٌ موسميٌّ متميِّزٌ، كما يظهرُ بشكلٍ رئيسٍ من خلالِ تغيُّرِ اتِّجاهِ الرِّياحِ في فصلَيِ الشِّتاءِ والصَّيفِ، والتَّغيُّراتِ الموسميَّةِ الواضحةِ في مستوى هطولِ الأمطارِ مع هُبوبِ الرِّياحِ الموسميَّةِ وتوقُّفِها.

- تشتهرُ الصين بالمُناخِ القارِّيِّ كما يظهرُ من الاختلافِ الكبيرِ عندَ مقارنةِ مُتوسِّطِ درجاتِ الحرارةِ في الشِّتاءِ والصَّيفِ بالدُّولِ والمناطقِ الَّتي تقعُ على نفسِ خطِّ العرضِ، حيثُ تكونُ أكثرَ انخفاضاً في الشِّتاءِ وأَعْلَى في الصَّيفِ، كما يوجدُ فرقٌ كبيرٌ في التَّغيُّرِ في درجاتِ الحرارةِ سنويّاً.

- يختلفُ نمطُ المُناخِ، فالقارَّةَ الصِّينيَّةَ تُقسمُ إلى: مناطقَ مُناخِيَّةٍ معتدلةٍ، ومناطقَ مُناخيَّةٍ شبهِ استوائيَّةٍ، ومناطقَ مناخيَّةٍ استوائيَّةٍ، وجبالٍ، وأخاديدَ، وتلالٍ، وأحواضٍ ضمنَ نطاقٍ أُفقيٍّ صغيرٍ في البلادِ الَّتي تواجهُ أنماطاً مناخيَّةً متباينةً تماماً.

تقعُ معظمُ أجزاءِ الصِّينِ في فئةِ المنطقةِ الموسميَّةِ، ويرجعُ هذا لموقعِها الجُغرافيِّ الَّذي يُؤثِّرُ في تغيُّراتِ موازنةِ الطَّاقةِ وحركةِ طبقةِ الغِلَافِ الجوِّيِّ نتيجةَ تكوُّنِ سطحِها الأساسيِّ من خصائصَ حراريَّةٍ متباينةٍ تتولَّدُ من تداخلِ البحرِ مع اليابسةِ. وفي فصلِ الشِّتاءِ، يتكوَّنُ ضغطٌ كبيرٌ في طبقةِ الغِلافِ الجوِّيِّ على قارَّةِ آسْيَا المُتجمِّدَةِ، بينما يتكوَّنُ ضغطٌ منخفضٌ في الغلافِ الجوِّيِّ حولَ المياهِ الدَّافئةِ المُحيطةِ بها، ويحدثُ العكسُ تماماً في فصلِ الصَّيفِ، ويُفسِّرُ التَّدفُّقُ المُستَمِرُّ لتيَّاراتِ الهواءِ من ضغطِ الغِلافِ الجَوِّيِّ المُرتفعِ إلى ضغطِ الغلافِ الجوِّيِّ المُنخفضِ سببَ هبوبِ الرِّياحِ الشَّماليَّةِ على الصِّينِ في فصلِ الشِّتاءِ، بينما تسودُ الرِّياحُ الجنوبيَّةُ في فصلِ الصَّيفِ، وتتأثَّرُ الرِّياحُ الموسميَّةُ في الصِّينِ بالرِّياحِ الموسميَّةِ القادمةِ من الجهةِ القُطبيَّةِ في الشَّرقِ، والرِّياحِ الموسميَّةِ الهِنديَّةِ في الغربِ، ونتيجةً لتأثيرِ التَّيَّاراتِ الباردةِ القادمةِ من الشَّمالِ، غالباً ما تكونُ الرِّياحُ الشَّتويَّةُ أقوى من الرِّياحِ الصَّيفيَّةِ، ويهطِلُ المطرُ في شمالِ الصِّينِ عادةً عندما تشتدُّ قوَّةُ الرِّياحِ في الصَّيفِ، في حينِ يسقطُ المطرُ في أغلبِ الأحيانِ في وادي «يَانْغِتْسِي -Yangtze» وجنوبِ الصِّينِ عندما لا تكونُ الرِّياحُ الصَّيفيَّةُ أشدَّ وأقوى، أي أثناءَ الفترةِ البَيْنِيَّةِ بينَ الرِّياحِ الأقوى في الصِّيفِ والرِّياحِ الشَّتويَّةِ.

وبما أنَّ هضبةَ «تشينْغِهَاي -Qinghai» / «التِّبتِ -Tibet» تُشكِّلُ حوالَيْ خُمْسِ مساحةِ اليابسةِ في الصِّينِ، ويبلغُ ارتفاعُها ثُلُثَ طبقةِ التُّرُوبُوسفِيرِ تقريباً، لذلكَ تُؤثِّرُ تأثيراً كبيراً في حركةِ تيَّاراتِ الهواءِ في طبقاتِ الجوِّ العُليَا، ما يُولِّدُ رياحاً موسميَّةً في هضبةِ «التِّبتِ -Tibet»، ويزيدُ من الرِّياحِ الموسميَّةِ في الصِّينِ بشكلٍ عام، وتزيدُ الرِّياحُ الموسميَّةُ المُتكوِّنةُ في هضبةِ «تشينْغهَاي -Qinghai» / «التِّبْتِ -Tibet» من كثافةِ الرِّياحِ الموسميَّةِ في طبقةِ التُّرُوبُوسفِيرِ فوقَ الصِّينِ صيفاً وشتاءً، أمَّا المناطقُ الَّتي تقعُ شمالَ هضبةِ «تشينْغهَاي -Qinghai» / «التِّبْتِ -Tibet» وجنوبَها، فتُشكِّلُ الهضبةُ حائطَ صدٍّ لها ضدَّ تيَّاراتِ هواءِ الرِّياحِ الموسميَّةِ مُنخفضَةِ المُستوَى، وهذا يُحدِثُ مناخاً جافّاً وحارّاً في الصَّيفِ في «غَانْسُو -Gansu»، و«شِينجيَانْغ -Xinjiang» وغيرهِما من المناطقِ الَّتي تقعُ إلى الشَّمالِ، وكُلَّما تعمَّقْنا في جهةِ الشَّمالِ الغربيِّ ازداد المناخُ جفافاً. وتشهدُ أحواضُ «تشُونْقَار -Junggar»، و«تَارِيم -Tarim»، و«تشَايْدام -Qaidam» -الَّتي تحيطُ بها الجبالُ العاليةُ- هطولَ الأمطارِ بنسبةٍ أقلَّ نتيجةَ وقوعِها في طريقِ التَّيَّارِ الهابطِ من دورانِ رياحِ «التِّبْتِ -Tibet» الموسميَّةِ، ولذلكَ فإنَّها تُعَدُّ مركزَ الجفافِ في الصِّينِ، ومن ثَمَّ فإنَّ معظمَ أراضِيها صَحَارٍ.

خلالَ فترةِ ارتفاعِ وانخفاضِ مركزِ نشاطِ الغِلافِ الجوِّيِّ في شرقِ آسْيَا، تسودُ أنماطٌ مُناخيَّةٌ مُتبايِنَةٌ في مختلفِ المواسمِ بالتَّوازِي مع اشتدادِ الرِّياحِ وهدوئِها خلالَ فَصْلَيِ الشِّتاءِ والصَّيفِ، حيثُ تتأثَّرُ الصِّينُ بشدَّةٍ بالموجاتِ الباردةِ، وأمطارِ منطقةِ شرقِ آسْيَا الموسميَّةِ (أو ما يُطلَقُ عليه أمطارُ البُرْقُوقِ) والأعاصيرِ.

تشيرُ الموجاتُ الباردةُ إلى عمليَّاتٍ مناخيَّةٍ واسعةِ النِّطاقِ تشملُ حركةَ الهواءِ الباردِ القويَّةَ في المناطقِ القُطبيَّةِ، وفي العادةِ، عندما تهُبُّ موجةٌ باردةٌ تتَّجهُ الرِّياحُ ناحيةَ الشَّمالِ الغربيِّ وتزيدُ سرعتُها فجأةً، ويرتفعُ الضَّغطُ البَارومِتريُّ، في حينِ تنخفضُ درجةُ الحرارةِ انخفاضاً كبيراً. وتُعاني منطقةُ شمالِ الصِّينِ أيضاً من عواصفَ رمليَّةٍ، ويكونُ هطولُ الأمطارِ عليها أمراً نادراً، وفي المناطقِ الَّتي تقعُ جنوبَ نهرِ «هُوَايْخه -Huaihe» يُجبِرُ الهواءُ الباردُ الهواءَ الدَّافئَ والرَّطبَ على الارتفاعِ ما يُؤدِّي إلى حلول الطَّقسِ المُمطرِ لفتراتٍ طويلةٍ، بل قد يُؤدِّي إلى تساقطِ الثُّلوجِ، وبمُجرَّدِ مرورِ مقدِّمةِ الموجةِ الباردةِ يصبح الجوُّ صافياً، ولكنَّهُ يظلُّ بارداً نتيجةَ هبوبِ الهواءِ الباردِ القادمِ مِن المناطقِ القُطبِيَّةِ، ثُمَّ يَتْبعُها تحسُّنُ درجةِ الحرارةِ.

يُشيرُ مصطلحُ أمطارِ البُرْقُوقِ إلى عمليَّاتٍ مُناخيَّةٍ واسعةِ النِّطاقِ للأمطارُ الَّتي تهطُلُ عادةً في وادِيَيْ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» و«هُوَايْخه -Huaihe» في أوائلِ فصلِ الصَّيفِ، ويحدثُ هذا بشكلٍ رئيسٍ في المناطقِ الَّتي تقعُ بينَ خَطَّيْ عَرْض °28 و°34، وهي بشكلٍ أكثرَ تحديداً المناطقُ الَّتي تقعُ على طُول الضَّفَّتَيْنِ الوُسطى والدُّنيا لنهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze»، ويسودُ الجوُّ المُلبَّدُ بالغُيومِ والطَّقسُ المطيرُ خلالَ أيَّامِ موسمِ أمطارِ البُرقوق، ويصبحُ الهواءُ رطباً نسبيّاً، وتظلُّ درجةُ الحرارةِ منخفضةً، ويتوالَى سقوطُ الأمطارِ الغزيرةِ، وهبوبُ العواصفِ المطيرةِ. ومعَ انتهاءِ هذه المدةِ، يقلُّ عددُ الأيَّامِ الَّتي تسقطُ فيها الأمطارُ وكمِّيَّةُ الأمطارِ أيضاً بدرجةٍ كبيرةٍ، كما تنخفضُ الرُّطوبةُ النِّسبيَّةُ أيضاً، في حينِ يزيدُ عددُ الأيَّامِ المُشمِسَةِ وعددُ ساعاتِ سطوعِ الشَّمسِ، ومعَ الارتفاعِ السَّريعِ لدرجاتِ الحرارةِ، تزدادُ حرارةُ الجوِّ بصورةٍ كبيرةٍ إيذاناً ببدايةِ فصلِ الصَّيفِ.

الإعصارُ موجةٌ استوائيَّةٌ تتكوَّنُ فوقَ السَّطحِ الاستوائيِّ الغربيِّ مِن المحيطِ الهادئِ الشَّماليِّ، وتصلُ أقصَى سُرعةٍ للرِّياحِ خلالَ الإعصارِ إلى 32.7 م/ث أو أكثرَ، ويكونُ مقياسُ قوَّةِ الرِّياحِ 12 عندَ مركزِه، وتتكوَّنُ الأعاصيرُ وتضربُ الصِّينَ عادةً ما بَيْنَ شهرَيْ يُولْيُو/تموز وسِبْتَمْبِرَ/أيلول، وهي الفترةُ الَّتي تتكوَّنُ فيها 80 % من الأعاصيرِ الَّتي تضربُ الصِّينَ سنويّاً، ونادراً ما تضربُ الأعاصيرُ الشَّواطئَ بعدَ هذه الفترةِ، وقد يحدثُ هذا أحياناً في مقاطعةِ «غُوَانغ دُونْغ -Guangdong» ومنطقةِ «غُوَانْغِتْسِي -Guangxi» ذاتِ الحُكمِ الذَّاتيِّ، ومُقاطعةِ «هَايْنَان -Hainan»، ومُقاطعةِ «تَايْوَان -Taiwan».

وتُؤثِّرُ الأعاصيرُ تأثيراً كبيراً في الإنتاجِ الصِّناعيِّ والزِّراعيِّ والنَّقلِ والصَّيدِ، كما تُشكِّلُ خطراً كبيراً على سلامةِ البشرِ والمُمتَلَكاتِ، حيثُ تأتي في أغلبِ الأحيانِ مصحوبةً بالرِّياحِ الشَّديدةِ والأمطارِ الغزيرةِ والأمواجِ القويَّةِ، واشتدادِ المَدِّ والجَزْرِ. وفي مُنتصَفِ فصلِ الصِّيفِ عندما يُصيبُ الجفاف المناطقَ الواقعةَ جنوبَ نهرِ يَانْغِتْسِي، نتيجةَ تأثيراتِ نطاقِ عروضِ الخيلِ، يمكنُ أن تساعدَ الأمطارُ المصاحبةُ للأعاصيرِ في تخفيفِ حِدَّةِ الجفافِ، وتفيدَ الإنتاجَ الصِّناعيَّ والزِّراعيَّ، ففي المناطقِ السَّاحليَّةِ الصِّينيَّةِ، تُشكِّلُ الأمطارُ الَّتي تهطُلُ مصاحبةً للأعاصيرِ جُزءاً كبيراً من الأمطارِ الَّتي تهطُلُ سنويّاً.

دَرَجَةُ الحَرَارَةِ

تقعُ معظمُ أراضي الصِّينِ ضِمنَ نطاقِ الكُتلةِ الهوائيَّةِ القارِّيَّةِ القُطبيَّةِ في فصلِ الشِّتاءِ، مع تأثر درجاتِ الحرارةِ في المناطقِ الشَّرقيَّةِ المنبسطةِ من البلادِ بشكلٍ أساسيٍّ بالإشعاعِ الشَّمسيِّ، وترتفعُ مُعدَّلَاتُ البرودةِ لأقصَى درجةٍ في المناطقِ الواقعةِ شمالَ «جبالِ «خِينْجَان -Khingan» الكُبرَى» في فصلِ الشِّتاءِ، ثُمَّ يزدادُ الدِّفءُ بالاتِّجاهِ نحوَ الجنوبِ، ويمتدُّ خطُّ تماثُلِ الحرارةِ 0 درجة مِئويَّة على طُولِ الخطِّ الواقعِ في المنطقةِ بينَ جبالِ «تشِينْلِينْغَ -Qinling» ونهرِ «هُوَايْخِه -Huaihe»، ثمَّ يتَّجهُ نحوَ الجنوبِ الغربيِّ على طُولِ المُنحدرِ الشَّرقيِّ من هضبةِ «تشِينْغِهَاي -Qinghai» / «التِّبْتِ -Tibet» لينتهيَ قُربَ مقاطعةِ «جيَانْغزي -Gyangze» جنوبَ «التِّبْتِ -Tibet»، وتنتهي منطقةُ المناخِ المداريِّ في الصِّينِ شمالاً تقريباً بين جبالِ «تشِينْلِينْغ -Qinling» ونهرِ «هُوَايْخِه -Huaihe»، أي حوالَيْ 10 درجاتِ خطوطِ عرضٍ جنوبَ منطقةِ البحرِ الأبيضِ المُتوسِّطِ في أُورُوبَّا. ونهرُ «هُوَايْخِه -Huaihe» هو أكبرُ أنهارِ الصِّينِ في أقصى الشَّمالِ، وهي المنطقةُ الَّتي لا تتجمَّدُ في فصلِ الشِّتاءِ، حيثُ تتجمَّدُ جميعُ مناطقِ شمالِ خطِّ التَّعادُلِ الحراريِّ بشكلٍ موسميٍّ، وتُسجِّلُ الصِّينُ مُتوسِّطَ الحدِّ الأدنى لدرجاتِ الحرارةِ السَّنويَّةِ (0 درجة مِئويَّة) قربَ نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze»، ومعَ ذلكَ فالمناطقُ الواقعةُ بينَ نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» ونهرِ «هُوَايْخِه -Huaihe» لا تزالُ تتعرَّضُ لبعضِ التَّجمُّدِ خلالَ الفترةِ الأُولى من فصلِ الشِّتاءِ، ومن ناحيةٍ أُخرى، يُعدُّ حوضُ «سِيتْشُوَان -Sichuan»، الأكثرَ دِفْئاً بينَ جميعِ المناطقِ الصِّينيِّةِ الواقعةِ في نفسِ خطِّ العرضِ بسببِ الجبالِ العاليةِ الَّتي يقعُ ضِمْنَها، والَّتي تُوقفُ مُرورَ الهواءِ الباردِ من الشَّمالِ، كذلكَ فتراكمُ الغيومُ بكَمٍّ هائلٍ معَ تضاؤُلِ تأثيرِ برودةِ الإشعاعِ الأرضيِّ في ساعاتِ اللَّيلِ يُسهِمُ في دِفْءِ هذا الحوضِ، وتصلُ أدنى درجةِ حرارةٍ في الصِّينَ، تحتَ الصِّفرِ، في المنطقةِ الواقعةِ جنوبَ شِبْهِ جزيرةِ «لِيتْشُو -Leizhou» في جنوبِ غربِ مقاطعةِ «غُوَانغ دُونْغ -Guangdong».

ويخضعُ توزيعُ درجةِ الحرارةِ في غربِ الصِّينِ لتضاريسِ المنقطةِ وشكلِها إلى حدٍّ كبيرٍ، وفي فصلِ الشِّتاءِ يُعدُّ شمالُ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang» منطقةَ الموجِ الباردِ، بينما يكون جنوبُ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang»، الواقعُ عندَ خطِّ عرضٍ أقلَّ، دافئاً نسبيّاً حيثُ تمنعُ جبالُ «تِيَانْشَان -Tianshan» عنه الهواءَ الباردَ، أمَّا حوضُ «تشُونْقَار -Junggar» الواقعُ في شمالِ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang» فهو مركزُ البرودةِ، وبدايةً من هذه النقطةِ تبدأُ درجاتُ الحرارةِ في الارتفاعِ طوالَ الطَّريقِ حتَّى الحدودِ، وفي الصَّيفِ يتمتَّعُ شمالُ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang» بنهارٍ أطولَ من جنوبِ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang»، على الرَّغمِ من أنَّ زاويةَ ارتفاعِ الشَّمسِ أقلُّ من هذا الأخيرِ، ومع انخفاضِ درجاتِ الحرارةِ شمالَ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang» بالإضافةِ إلى طُولِ النَّهارِ، فإنَّ الفرقَ في درجةِ الحرارةِ بينَ شمالِ وجنوبِ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang» أقلُّ بكثيرٍ في الصَّيفِ منه في الشِّتاءِ.

قَرْيَةٌ مُغَطَّاةٌ بِالثُّلُوجِ فِي شَمَالِ شَرْقِ الصِّينِ

ويكونُ تعدُّدُ الأيَّامِ الَّتي تصلُ درجةُ الحرارةِ فيها إلى 35 درجةً مئويَّةً مؤشِّراً لذُروةِ حرارةِ الصَّيفِ في منطقةٍ ما، وبسببِ نمطِه التَّضاريسيِّ، يشهدُ حوضُ «تُورْبَانَ -Turpan» في منطقةِ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang» الوُسطى الشَّرقيَّةِ أكثرَ من 100 يومٍ من الأيَّامِ الحارَّةِ على مدارِ العام، وهو المُعدَّلُ الأكبرُ في الصِّينِ، ومن حيثُ المناطقُ تُعَدُّ أعلى المناطقِ في درجاتِ الحرارةِ هي تلكَ الواقعةُ جنوبَ نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» وحوضِ «تَارِيم -Tarim»، حيثُ يصلُ عددُ أيَّامِ الصَّيفِ الحارَّةِ إلى أكثرَ من 30 يوماً، ومع انحدارِ سُفوحِ جبالِ «لِيوَارْد -leeward» والجزءِ الأوسطِ من حوضِ «تَارِيم -Tarim»، تشهدُ هذه المنطقةُ أكثرَ من 40 يوماً من الحرارةِ، وبفضلِ البحارِ تشهدُ مناطقُ الصِّينِ السَّاحليَّةُ والجُزرُ عدداً من الأيَّامِ الحارَّةِ أقلَّ بكثيرٍ، حيثُ يسيرُ عددُ الأيَّامِ الحارَّةِ في الخطِّ البرِّيِّ بالتَّوازِي مع الخطِّ السَّاحليِّ، ولهذا السَّببِ تُعَدُّ جميعُ المدنِ السَّاحليَّةِ في شمالِ الصِّينِ مُنتجَعاتٍ صيفيَّةً معروفةً، ويُسجِّلُ مناخُ الصِّينِ في مواسمِ الصَّيفِ الحارَّةِ ارتفاعاً غيرَ عاديٍّ في درجاتِ الحرارةِ، فباستثناءِ هضبةِ «تشِينْغهَاي -Qinghai» / «التِّبْتِ -Tibet» تصلُ أعلى درجاتِ الحرارةِ في جميعِ الأجزاءِ الأُخرى من البلادِ أعلَى من 35 درجةً مِئويَّةً، أمَّا المنطقةُ المُمتدَّةُ من سهلِ شمالِ الصِّينِ إلى جنوبِ نهرِ «اليَانْغِتْسِي -Yangtze»، وفي صحراءِ «غُوبِي -Gobi» في «غَانْسُو -Gansu» ومنطقةِ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang» فتصلُ درجةُ الحرارةِ القُصوى إلى أكثر من 40 درجةً مئويَّةً، أمَّا في حوضِ «تُورْبَان -Turpan»، فقد تمَّ تسجيلُ درجةِ حرارةٍ مئويَّةٍ قدرها 49.6، وهي الأعلى في الصِّينِ حتَّى الآنَ.

هُطُولُ الأَمْطَارِ

يرتبطُ طولُ موسمِ الأمطارِ في شرقِ الصِّينِ ونقطةُ البدايةِ وكمِّيَّاتُ هُطولِ الأمطارِ بحركةِ وسُكونِ الرِّياحِ وحزامِ الأمطارِ الصَّيفيَّةِ، ويبدأُ حزامُ الأمطارِ في مناطقِ الرِّياحِ الموسميَّةِ الاستوائيَّةِ في الصِّينِ والمناطقِ المعتدلةِ الموسميَّةِ بشكلٍ أساسيٍّ بالقُربِ من نقطةِ بدايةِ الرِّياحِ الموسميَّةِ في فصلَيِ الشِّتاءِ والصَّيفِ، وبعبارةٍ أُخرى، فإنَّ مناطقَ انطلاقِ الرِّياحِ الموسميَّةِ الصَّيفيَّةِ هي عادةً بدايةُ حزامِ الأمطارِ، ولهذا السَّببِ فهناكَ موسمٌ واحدٌ للأمطارِ في شمالِ وشمالِ شرقِ الصِّينِ، وهو منتصَفُ فصلِ الصَّيفِ، ومع ذلكَ فهُناكَ في وادي نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» والمناطقِ الواقعةِ إلى الجنوبِ منه مَوْسِمَانِ للأمطارِ، وتمتازُ الصِّينُ بأمرٍ، وهو تراجعُ الرِّياحِ الموسميَّةِ الصَّيفيَّةِ في فترةٍ قصيرةٍ جدّاً من الزَّمنِ، والوقتُ الَّذي تستغرقُهُ دورةُ الرِّياحِ الموسميَّة في فصلَيِ الشِّتاءِ والصَّيفِ للانتقالِ عبرَ مختلفِ أنحاءِ البلادِ قصيرٌ نسبيّاً، ونتيجةً لذلكَ فهُطولُ الأمطارِ خلالَ هذه العمليَّةِ دائماً غيرُ مُستَدَامٍ أو وفيرٍ. وفي جنوبِ غربِ الصِّينِ، وهي المنطقةُ الأكثرُ عُرضةً لتأثيراتِ الرِّياحِ الصَّيفيَّةِ الَّتي تنطلقُ من المحيطِ الهنديِّ، هُناكَ موسمٌ واحدٌ فقَطْ للأمطارِ في معظمِ الحالاتِ، وعادةً ما يبدأُ موسمُ الأمطارِ في المناطقِ الواقعةِ جنوبَ الخطِّ الفاصلِ بينَ جبالِ «تشِينْلِينْغ -Qinling» ونهرِ «هُوَايْخِه -Huaihe» في نِيسان/أَبْرِيلَ، وينتهي في آب/أَغُسْطُسَ، لكِنْ بسببِ تأثيراتِ الأعاصيرِ المطيرةِ يستمرُّ موسمُ الأمطارِ حتَّى أيلول/سِبْتَمْبِر في المناطقِ النَّائيةِ المنخفضةِ لنهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» والسَّاحلِ الجنوبيِّ الشَّرقيِّ، وفي معظمِ أجزاءِ مُقاطعةِ «غُوَانغْ دُونْغ -Guangdong»، أمَّا في شرقِ مقاطعةِ «سِيتْشُوَان -Sichuan» والمناطقِ المحيطةِ بجبالِ «تشِينْلِينْغ -Qinling» وجبالِ دَابَا تسقطُ أمطارُ الخريفِ على فتراتٍ مُتقارِبَةٍ، حتَّى إنَّها تستمرُّ إلى شهرِ أيلول/سِبْتَمْبِرَ أو تشرين الأول/أُكْتُوبَرَ، ويستمرُّ موسمُ الأمطارِ عادةً من حزيران/يُونْيُو إلى أيلول/سِبْتَمْبِر في المناطقِ الواقعةِ شمالَ نهرِ «هُوَايْخِه -Huaihe»، ومن أيار/مَايُو إلى أيلول/سِبْتَمْبِر في شمالِ غربِ البلادِ.

وتقلُّ قوَّةُ الرِّياحِ الصَّيفيَّةِ في الصِّينِ تدريجيّاً أثناءَ هُبوبِها من الجنوبِ إلى الشَّمالِ، ومن المناطقِ السَّاحليَّةِ إلى المناطقِ النَّائيةِ، وينطبقُ هذا على هطولِ الأمطارِ، الَّذي يقِلُّ تدريجيّاً كُلَّما اتَّجَهْنا من الشَّرقِ والجنوبِ إلى الغربِ والشَّمالِ، مع امتدادِ خطِّ المطرِ المُتساوي تقريباً من الشَّمالِ الشَّرقيِّ إلى الجنوبِ الغربيِّ، ويمتدُّ خطُّ المطرِ المُتساوي بمقدارِ 400 ملِّمترٍ تجاهَ الجنوبِ الغربيِّ من جبالِ «خِينْجَانَ الكبرى -Khingan» وصولاً إلى نهرِ «يَارْلُونْغَ تسَانْغبُو -Yarlung Zangbo» (يَالُو تسَانْغبُو -Yalu Tsangpo). أمَّا المناطقُ الواقعةُ جنوبَ شرقِ هذا الخطِّ، فيكونُ هطولُ الأمطارِ في ازديادٍ مستمِرٍّ، ويكونُ المناخُ أكثرَ رُطوبةً ونداوةً، ما يُؤدِّي إلى ازدهارِ الغاباتِ، وفي مَنْغُوليَا الدَّاخليَّةِ الَّتي تقعُ شمالَ غربِ هذا الخطِّ، يبلغُ هطولُ الأمطارِ أقلَّ من 400 ملِّمترٍ، ونتيجةً لذلكَ نجدُ هذه المنطقةَ، وهي ذاتيَّةَ الحُكمِ، إلى حدٍّ ما مُكتسِيةً بالعُشبِ الأخضرِ ومطمورةً جزئيّاً تحتَ الصَّحارِي. أمَّا المناطقُ النَّائيةُ في شمالِ غربِ الصِّينِ فنادراً ما تشهدُ رياحاً موسميَّةً جنوبيةً شرقيَّةً أو جنوبيَّةً غربيَّةً، ولذلكَ نجدُ الجزءَ الشَّماليَّ الغربيَّ من حوضِ «تشَايْدَام -Qaidam» وحوضِ «تَارِيمَ -Tarim» بشكلٍ عام من المناطقِ الَّتي تشهدُ أقلَّ نسبةٍ لهُطولِ الأمطارِ في الصِّينِ.

الجِبَالُ المشتعلة فِي حَوْضِ «تُورْبَان»، مِنْطَقَةِ «شِينْجِيَانْغ» الأويغوريّة ذَات الحكم الذَّاتي

المَوَارِدُ الطَّبِيعِيَّةُNatural Resources

بوجودِ أراضٍ شاسعةٍ، تُعدُّ الصِّينُ واحدةً من عمالقةِ المواردِ الطَّبيعيَّةِ في العالَمِ، فلديها إنتاجٌ كبيرٌ لمجموعةٍ متكاملةٍ من المواردِ، وتُمثِّلُ مساحةُ أراضِي الصِّينِ 7.1 في المئةِ من مساحةِ العالَمِ الكُلِّيَّةِ، بينما تصلُ المساحةُ المزروعةُ والمراعِي إلى 8.7 %، و9.3 % من المساحةِ الإجماليَّةِ على مستوى العالَمِ بالتَّرتيبِ. كما تمتلكُ الصِّينُ 7.0 % من المواردِ المائيَّةِ في العالَمِ، و3.3 % من غاباتِ العالَمِ، و11 % من احتياطيِّ الفحمِ في العالَمِ، و2.3 % و1.2 % من النِّفطِ والغازِ الطَّبيعيِّ في العالَمِ، لكِنْ من منظورِ نصيبِ الفردِ، تقعُ الصِّينُ في مكانةٍ مُتأخِّرةٍ نسبيّاً من حيثُ المعدَّلُ العالميُّ لمُتوسِّطِ نصيبِ الفردِ لمعظمِ أنواعِ المواردِ الطَّبيعيَّةِ. فالصِّينُ لديها الآنَ 130.04 مليونَ هكتارٍ من الأرضِ الزِّراعيَّةِ، و174.91 مليونَ هكتارٍ من الغاباتِ، و400 مليون هكتارٍ من المراعِي، 17.47 مليونَ هكتارٍ من المناطقِ المائيَّة، و237.58 مليونَ هكتارٍ من الأنواعِ الأُخرى من الأراضِي، مَا يُمثِّلُ على التَّرتيبِ: 13.55 %، 18.22 %، 41.67 % و 1.82 % و24.75 % من المساحةِ الإجماليَّةِ، وبالرَّغمِ من أنَّها غنيَّةٌ بمواردِ الأراضِي بشكلٍ عامٍ، إلَّا أنَّ مساحةَ الأراضِي الزِّراعيَّةِ في الصِّينِ صغيرةٌ جدّاً، وهي صغيرةٌ على وجهِ الخُصوصِ، من حيثُ مساحةُ الأرضِ المزروعَةِ والغاباتِ، كما أنَّ مساحةَ المحمِيَّاتِ الزِّراعيَّةِ صغيرةٌ، ومعَ ذلكَ تمتلكُ الصِّينُ مساحةً كبيرةً من الأراضِي الجرداءِ، والأراضِي الَّتي ترتفعُ أكثرَ من 4,000 مترٍ فوقَ مستوَى سطحِ البحرِ، ولا يُمكِنُ زراعتُها، ومع نُدرَةِ الأراضِي الزِّراعيَّةِ في الصِّينِ، فإنَّها في حاجةٍ لوضعِها تحتَ حمايةٍ مُشدَّدَةٍ.

مَوَارِدُ المِيَاهِ

البِحَارُ وَالمُحِيطَاتُ

استناداً إلى الموقعِ الجُغرافيِّ والحُدودِ وخصائصِ المُحيطاتِ والنِّظامِ البَيُولوجيِّ وجِيُومورفُولوجيا قاعِ البحرِ والعواملِ الأُخرى، تتشكَّلُ المياهُ في الصِّينِ من بحرِ «بُوهَاي -Bohai»، والبحرِ «الأصفرِ -Yellow»، و«بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ -East China Sea»، و«بحرِ الصِّينِ الجنوبيِّ -South China Sea». والخطُّ الحدوديُّ الفاصلُ بينَ البحرِ «الأصفرِ -Yellow» وبحرِ «بُوهَاي -Bohai» هو خطٌّ يمتدُّ من رأس «لَاوْ تِيشَان -Laotieshan» في الطَّرفِ الجنوبيِّ من شِبْهِ جزيرةِ «لِيَاوْدُونْغ -Liaodong» عبرَ جُزُرِ «مِيَاوْدَاو -Miaodao» إلى رأس «بِنْغِلَاي -Penglai» في الطَّرفِ الشَّماليِّ من شبهِ جزيرةِ «شَانْدُونْغ -Shandong»، أمَّا الحدُّ الفاصلُ بينَ البحرِ «الأصفرِ -Yellow» و«بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ -East China Sea» فهو خطٌّ يمتدُّ من رأس «تشِيدُونْغ -Qidong» شمالَ مصبِّ نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» في الشَّمالِ إلى الحافَةِ الجنوبيَّةِ الغربيَّةِ من جزيرةِ «جِيجُو -Jeju» جنوبَ شبهِ الجزيرةِ «الكُورِيَّةِ -Korean»، أمَّا بحرُ الصِّينِ الشَّرقيُّ وبحرُ الصِّينِ الجنوبيُّ فهُما يَحُدَّانِ خطّاً يمتدُّ من الحافةِ الجنوبيَّةِ لجزيرةِ «دُونْغِشَان -Dongshan» بمقاطعةِ «فُوجِيَان -Fujian» ممتدّاً عبرَ طُولِ الجانبِ الجنوبيِّ لـ«تَايْوَان شول -Taiwan Shoal» حتَّى الرَّأسِ الجنوبيِّ في الطَّرفِ الجنوبيِّ لجزيرةِ «تَايْوَان -Taiwan».

يتوغَّلُ بحرُ «بُوهَاي -Bohai» في عُمقِ البَرِّ الرَّئيس داخلَ الصِّينِ، وتحيطُ به الأراضي من ثلاثِ جهاتٍ، فهو يتدفَّقُ بينَ مقاطعاتِ «لِيَاوْنِينْغ -Liaoning» و«خِبِي -Hebei» و«شَانْدُونْغ -Shandong» وبلديةِ «تِيَانْجِين -Tianjin». بحرُ «بُوهَاي -Bohai» هو البحرُ الدَّاخليُّ في الصِّينِ، وتبلغُ مساحتُه 80,000 مترٍ مُربَّعٍ، ويصلُ عمقُ مياهِه في المتوسِّطِ 18 متراً، وتصلُ أعمقُ نقطةٍ فيه إلى 70 متراً، مع كونِ الأجزاءِ الَّتي لا تتجاوزُ عُمقَ 30 متراً تُمثِّلُ 95 % من المساحةِ الإجماليَّةِ، ويُعدُّ هذا الجزءُ المُنخفضُ بشكلٍ مُتدرِّجٍ مياهاً ضحلةً مغلقةً بشكلٍ كاملٍ تقريباً.

أمَّا البحرُ «الأصفرُ -Yellow» فيصلُ مُتوسِّطُ عُمقِ مياهِه 44 متراً، وتبلغُ مساحتُه حوالَيْ 380,000كم2. ويمكنُ تقسيمُ البحرِ «الأصفرِ -Yellow» إلى قِسمَيْنِ بخطٍّ يمتدُّ من رأس «تشِينْغِشَان -Chengshan» على الحافةِ الشَّرقيَّةِ لشِبْهِ جزيرةِ «شَانْدُونْغ -Shandong» وحتَّى الطَّرفِ الجنوبيِّ من شبهِ الجزيرةِ الكُوريَّةِ، ويصلُ متوسِّطُ عمقِ المياهِ في الجُزءِ الشَّماليِّ 38 متراً، بينما يبلغُ مُتوسِّطُ عمقِ الجزءِ الجنوبيِّ 46 متراً، ويقعُ أقصى عُمقٍ، والبالغُ تقريباً 140 متراً في نقطةٍ في شَمالِ جزيرةِ «جِيجُو -Jeju»، ويحيطُ البرُّ الصِّينيُّ بشمالِ وغربِ البحرِ «الأصفرِ -Yellow»، بينما تقعُ شبهُ الجزيرةِ الكُوريَّةِ في الشَّرقِ، كما أنه يقعُ على حدودِ بحرِ «اليَابَانِ -Japan» في الجنوبِ الشَّرقيِّ عندَ مضيقِ «جِيجُو -Jeju» ومضيقِ كُورِيَا، ويلتقي ببحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ في الجنوبِ، وبوصفِه بحراً داخليّاً شِبْهَ مُغلَقٍ، فإنَّهُ مرتبطٌ إلى حدٍّ بعيدٍ بالطَّبيعةِ الصِّينيَّةِ من حيثُ الخصائصُ الهَيْدرُولوجيَّةُ.

أمَّا بحرُ الصِّينِ الشَّرقيُّ فهو بحرٌ هامشيٌّ محاطٌ بأراضِي البرّ الصِّينيّ وجزيرةِ «تَايْوَان -Taiwan» الصِّينيَّةِ، وشِبْهِ الجزيرةِ الكُورِيَّةِ، وجزيرةِ «كِيُوشُو -Kyushu» وجُزُرِ «رِيُوكيُو -Ryukyu» في اليَابَانِ، كما أنَّهُ يلتقي ببحرِ اليابانِ عبرَ مضيقِ «تسُوشِيمَا -Tsushima» في الشَّمالِ الشَّرقيِّ، وبحرِ الصِّينِ الجنوبيِّ عبرَ مضيقِ «تَايْوَانَ -Taiwan» في جنوبِ غربِ البلادِ. وتبلغُ مساحةُ بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ 770,000م2، ويصلُ متوسِّطُ عمقِ مياهِه 349 متراً، ويقعُ الجزءُ الأكبرُ من هذا البحرِ في جُرْفِ قارِّيٍّ ينحدرُ تدريجيّاً من السَّاحلِ نحوَ الجنوبِ الشَّرقيِّ، وقد ظلَّتِ الدِّلتا الواقعةُ سليمةً وكذلكَ مَجْرَى النَّهرِ، ويقعُ غربَ الخطِّ الممتدِّ من جزيرةِ تَايْوَانَTaiwan وجُزرِ «غُوتُو -Goto» اليَابَانِيَّةِ مُنحَدرٌ قارِّيٌّ ومُنخَفض «أُوكِينَاوَا -Okinawa» الَّذي يصلُ لعمقِ 2,719 متراً.

أمَّا بحرُ الصِّينِ الجنوبيُّ فهو يربُطُ البَرَّ الرَّئيسيَّ الصِّينيَّ وجزيرةَ «تَايْوَان -Taiwan» في الشَّمالِ، ويُغطِّي جُزرَ «سُونْدَا -Sunda» الكُبرى في الجنوبِ، ويحُدُّ الجُزرَ الفِلِبِّينِيَّةَ في الشَّرقِ، ويلتقي بشِبْهِ الجزيرةِ الهِنْدِيَّةِ-الصِّينِيَّةِ وشبهِ جزيرةِ «المَلَايُو -Malay» في الغربِ. بمساحتِه الَّتي تبلغُ حوالَيْ 3.5 مليونِ م2، وعمقِ مياهِه الَّتي يصلُ متوسِّطُها 1,212 متراً، فإنَّ بحرَ الصِّينِ الجنوبيَّ حوضٌ بَحريٌّ على شكلِ (مُعيَّنٍ) تنحدرُ حوافُّهُ نحوَ المركزِ بزاويةِ انحدارٍ كبيرةٍ نسبيّاً، ومن بينِ الجُروفِ القارِّيَّةِ المحيطةِ به، تُعَدُّ تلكَ الواقعةُ في الشَّمالِ الغربيِّ والجنوبِ الغربيِّ الأَوْسَعَ، بينما تلكَ الواقعةُ في الشَّرقِ والغربِ أَضْيَقُ نسبِيّاً، وفيما وراءَ هذه الجُروفِ القارِّيَّةِ، توجدُ مُنحدراتٌ قارِّيَّةٌ ذاتُ خنادقَ عميقةٍ وأحواضٍ، وإلى الأسفلِ من هذه المُنحدراتِ القارِّيَّةِ يُوجدُ حوضٌ مركزيٌّ يبلغُ عمقُ مياهِه أكثرَ من 3,500 مترٍ، ويبلغُ أقصى عُمقٍ للمياهِ 5,377 متراً.

وإلى الشَّرقِ من جزيرةِ «تَايْوَان -Taiwan» يقعُ المُحيطُ الهادِئ، ويمتدُّ من شرقِ جزيرةِ «تَايْوَان -Taiwan» جُرْفٌ قارِّيٌّ ضيِّقٌ مع مُنحدرٍ خارجيٍّ ضيِّقٍ يجري مباشرَةً إلى خنادقَ تحتَ البحرِ أو إلى قاعِ المحيطِ، وبوجودِه على طُولِ الحِزَامِ النَّشطِ للتَّشكيلاتِ الصَّخريَّةِ، يتعرضُ هذا الجُرفُ القارِّيُّ دائماً لنشاطٍ بُركانيٍّ وزِلْزَاليٍّ.

تُعَدُّ درجةُ الحرارةِ السَّطحيَّةِ للمياهِ السَّاحليَّةِ في الصِّينِ مسألةً مُعقَّدَةً إلى حدٍّ ما بسببِ تأثيراتِ مجموعةٍ كبيرةٍ ومُتنوِّعةٍ من العواملِ، كوَضْعِ خطوطِ العرضِ وشكلِ السَّاحلِ والمنطقةِ البَحريَّةِ وحركةِ البحارِ والمَدِّ والجَزْر والمُناخِ، حيثُ يبلغُ المتوسِّطُ السَّنويُّ لدرجةِ الحرارةِ في بحرِ «بُوهَاي -Bohai» والبحرِ «الأصفر -Yellow» وبحرِ الصِّينِ الشَّرقيِ وبحرِ الصِّينِ الجنوبيِّ حوالَيْ 12 درجةً مئويَّةً، 16 درجةً مئويَّةً، 22 درجةً مئويَّةً و26 درجةً مئويَّةً بالتَّرتيبِ. ويزدادُ مُتوسِّطُ المُلوحةِ السَّنويُّ لمياهِ الصِّينِ السَّاحليَّةِ من الشَّمالِ إلى الجنوبِ مع وصولِ مُعدَّلِ المِلْحِ في البحارِ الأربعةِ الدَّائمةِ حوالَيْ 30، 31، 34-33 وأَعْلَى من 34 بالتَّرتيبِ.

يُحدِّدُ مُعدَّلُ المُلوحةِ ودرجاتُ الحرارةِ لمياهِ البحرِ بشكلٍ مُباشرٍ توزيعَ مناطقِ الصَّيدِ، وارتفاعَ وانخفاضَ منسوبِ مياهِ البحرِ، والعديدَ من العمليَّاتِ الكِيميائيَّةِ للبحارِ، كما أنَّها تُؤثِّرُ في كثافةِ ماءِ البحرِ، لذلكَ فهي ترتبطُ بحركةِ مياهِ البحرِ أيضاً، وتُؤثِّرُ طبقةُ البِيكْنُوكلَايْن القويَّةُ بشكلٍ كبيرٍ في الاتِّصالاتِ تحتَ سطحِ الماءِ والمُناوراتِ الَّتي تُجريهَا الغوَّاصاتُ.

ويمكنُ تصنيفُ تيَّاراتِ المياهِ السَّاحليَّةِ في الصِّينِ عبرَ نِظامَيْنِ: التَّيَّارُ الحارُّ القادمُ من الخارجِ، والتَّيَّارُ الدَّاخليُّ الَّذي ينشأُ عن التيار الخارجي وانحراف الرياح الموسمية. ينشأُ التَّيَّارُ الدَّافئُ القادمُ من الخارجِ على سطحِ البحرِ شرقَ جزيرةِ «لُوزُون -Luzon»، ويتَّجهُ تيارَّهُ الرَّئيسُ نحوَ بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ عن طريقِ قناةٍ مائيَّةٍ بينَ «تَايْوَان -Taiwan» وجزيرةِ «يُونَاجُونِي -Yonaguni» شَرْقَ «تَايْوَان -Taiwan»، ثُمَّ يتَّجهُ نحوَ الشَّمالِ الغربيِّ على طُولِ الجُزءِ القارِّيِّ لبحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ، ينقسمُ التَّيَّارُ بعدَ أن يصلَ إلى جنوبِ جزيرةِ «كِيرْشُو -Kyrshu» في اليَابَانِ، ويُعرَفُ الفرعُ الغربيُّ منه باسمِ (تيَّارِ «تسُوشِيمَا -Tsushima»)، والَّذي ينقسمُ مرَّةً أُخرى بعد وصولِه إلى سطحِ بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ شرقَ جزيرةِ «جِيجُو -Jeju»، مع اتِّجاهِ فرعٍ منه نحوَ بحرِ «اليَابَانِ -Japan» من خلالِ مضيقِ «كُورِيَا -Korea»، وأمَّا الفرعُ الثَّاني فإنَّهُ يتَّجهُ نحوَ البحرِ «الأصفرِ -Yellow»، ويُعرَفُ باسمِ التَّيَّارِ الدَّافئِ للبحرِ «الأصفرِ -Yellow»، وأمَّا التَّيَّارُ الدَّاخليُّ الَّذي ينشأُ على السَّاحلِ في البحرِ «الأصفرِ -Yellow» وبحرِ «بُوهَاي -Bohai»، فهو تيَّارٌ خفيفٌ يهُبُّ على البحرِ من البَرِّ، وهو يتدفَّقُ عبرَ جنوبِ مضيقِ «بُوهَاي -Bohai» ويعبرُ رأسَ «تشِينْغشَان -Chengshan» ليتَّصلَ بالتَّيَّارِ الحارِّ للبحرِ «الأصفرِ -Yellow» قبلَ أن يتَّجِهَ نحوَ مصبِّ نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze»، حيثُ ترتبطُ به التَّيَّاراتُ الأُخرى الخفيفةُ لتُعزِّزَهُ عبرَ مسارِه، وإذا اشتدَّ هذا التَّيَّارُ فيُمكنُه تجاوزُ مصبِّ نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze»، والوصولُ إلى بحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ، وينشأُ التَّيَّارُ الدَّاخليُّ لبحرِ الصِّينِ الشَّرقيِّ أساساً من جريانِ نهرِ «اليَانْغِتْسِي -Yangtze» ونهرِ «تشِيَانْتَانْغ -Qiantang»، حيثُ يتَّصلُ التَّيَّارانِ معاً عندَ مصبِّ نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» في الصَّيفِ لتشكيلِ فرعٍ جديدٍ يتَّجهُ ناحيةَ الشَّرقِ، وإذا اشتدَّ هذا التَّيَّارُ فيمكنُه أن يصلَ حتَّى جزيرةِ «جِيجُو -Jeju»، وفي فصلِ الشِّتاءِ يتَّجهُ جنوباً ليَدخُلَ بحرَ الصِّينِ الجنوبيَّ عبرَ مضيقِ «تَايْوَان -Taiwan». إنَّ تيَّاراتِ بحرِ الصِّينِ الجنوبيِّ عامةً مُعقَّدَةٌ إلى حدٍّ ما.

الأَنْهَارُ

تتميَّزُ الصِّينُ بوفرةِ أنهارِها، حيثُ يتدفَّقُ عبرَ البلادِ أكثرُ من 50,000 نهرٍ، يُغطِّي كلٌّ منها مساحةً تصلُ لأكثرَ من 100كم2، هناك أكثر من 1,500 نهرِ تبلغُ مساحةُ حوضِه أكثرَ من 1,000كم2، وفي معظمِ الحالاتِ تسيرُ هذه الأنهارُ تبعاً للشَّكلِ التَّضاريسيِّ لتَصُبَّ مياهَها في البحارِ في الشَّرقِ والجنوبِ، مَا يخلقُ مساحةً مائيَّةً مفتوحةً شاسعةً تُمثِّلُ 64 % من إجماليِّ مساحةِ الأراضي الصِّينيَّةِ، وهذه المساحةُ تتوزَّعُ على وادِي المُحيطِ الهادِئ، والوادِي الهنديِّ، ووادي القُطبِ الشَّماليِّ، لتُمثِّلَ 57 %، و 6.5 %، و0.5 % على التَّوالِي، من إجماليِّ مساحةِ الصِّينِ البرِّيَّةِ، وتنتشرُ في أنحاءِ أراضِي شَمالِ وغربِ البلادِ وِدْيانٌ مُغلَقَةٌ تبلغُ مساحتُها 36 % من مساحةِ الأراضي الإجماليَّةِ، وتنتشرُ بعضُ المساحاتِ المائيَّةِ المُغلَقةِ الصَّغيرةِ عبرَ أجزاءٍ شِبْهِ قاحلةٍ وشِبْهِ رَطْبَةٍ في المناطقِ المفتوحةِ، مثلِ سهلِ «سُونْغِنِينَ -Songnen» في وادِي نهرِ «هِيلُونْغ جيَانْغ -Heilongjiang»، وهضبةِ «إِرْدُوس -Erdos» في وادِي النَّهرِ «الأصفرِ -Yellow»، وبحيرةِ «يَامُدْرُوك يُوم تسُو -Yamdrok Yum Tso» في وادِي نهرِ «يَارْلُونْغ تسَانْغِبُو -Yarlung Zangbo».

شبكاتُ المياهِ في الصِّينِ ليسَتْ موزَّعةً بشكلٍ متكافئٍ، حيثُ تقعُ معظمُ الأنهارِ في المناطقِ المفتوحةِ، وقليلٌ منها يتدفَّقُ عبرَ المناطقِ المُغلَقةِ، والسَّببُ في ذلكَ هو الظُّروفُ المُناخيَّةُ المسؤولةُ عن التَّفاوتِ في توزيعِ هذه النُّظمِ المائيَّةِ، فبسببِ مُناخِ الرِّياحِ الموسميَّةِ -على سبيلِ المثالِ- يتميَّزُ الجزءُ الجنوبيُّ الشَّرقيُّ من البلادِ بوفرةِ الأمطارِ، ويضمُّ عدداً كبيراً من الأنهارِ الَّتي تُشكِّلُ شبكةً من النُّظمِ المائيَّةِ الكبيرةِ، وأمَّا الجزءُ الشَّماليُّ الغربيُّ والمنطقةُ المُغلَقةُ شمالَ هضبةِ «التِّبتِ -Tibet»، فنادراً ما تستقبلُ الأمطارَ، ولكنَّها تشهدُ تبخُّراً سريعاً بسببِ المُناخِ الجافِّ، ما أدَّى إلى التَّخلُّفِ الشَّديدِ في نُظمِ المياهِ.

تَنْشأُ معظمُ الجداولِ المائيَّةِ لشبكاتِ المياهِ في المناطقِ المفتوحةِ في الصِّينِ في ثلاثِ مناطقَ: الجنوبِ الشَّرقيِّ من هضبةِ «تشِينْغِهَاي -Qinghai» / «التِّبْتِ -Tibet»، والحزامِ المُمتَدِّ من جبالِ «خِينْجَانَ -Khingan» الكُبرى إلى هضبةِ «يُونَّانَ غُويتْشُو -Yunnan Guizhou» عبرَ المناطقِ الجبليَّةِ في مقاطعاتِ «خِبِي -Hebei» و«شَنْشِي -Shanxi»، وعبرَ الجزءِ الغربيِّ من مقاطعةِ «خِنَانَ -Henan»، أو المنطقةِ الجبليَّةِ الَّتي تمتدُّ من جبالِ «تشَانْغِبَاي -Changbai» على السَّاحلِ الجنوبيِّ الشَّرقيِّ عبرَ الأراضي الجبليَّةِ في مقاطعةِ «شَانْدُونْغَ -Shandong»، والَّتي تقعُ في ثلاثةِ مستوياتٍ من الغربِ إلى الغربِ، وجميعُ الأنهارِ الَّتي تبدأُ من المستوَى الأوَّلِ طويلةٌ وكبيرةٌ، بما في ذلكَ نهرُ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» والنَّهرُ «الأصفرُ -Yellow» اللَّذانِ يتدفَّقانِ شرقاً، ونهرُ «لَانْتسَانْغ -Lancang» ونهرُ «السَّلْوِين -Salween» ونهرُ «يَارْلُونْغ تسَانْجِبُو -Yarlung Zangbo» الَّتي تتدفَّقُ جنوباً، وهذه ليسَتْ فقطْ أنهاراً كبيرةً في الصِّينِ، ولكنَّها أيضاً معروفةٌ على مُستوَى العالَمِ، أمَّا الأنهارُ الَّتي تبدأُ من المُستوَى الثَّاني فتشملُ بشكلٍ أساسيٍّ نهرَ «أَرْغُونَ -Argun» الَّذي يُعَدُّ مورداً جنوبيّاً لنهرِ «هِيلُونْغِ جيَانْغَ -Heilongjiang» ونهرِ «نِنْجيَانْغَ -Nenjiang» ونهرِ «لِيَاوْخِه -Liaohe» ونهرِ «لُوَانَ -Luanhe» ونهرِ «هَايْخِه -Haihe» ونهرِ «شِيجيَانْغَ -Xijiang»، وهذه الأنهارُ تأتي في المرتبةِ الثَّانيةِ بعدَ تلكَ الَّتي تبدأُ من المُستوَى الأوَّلِ من حيثُ الطُّولُ ومقدارُ المياهِ، وتشملُ الأنهارُ الَّتي تبدأُ من المستوَى الثَّالثِ نهرَ «تُومِينْجِيَانْغ -Tumenjiang»، ونهرَ «يَالُو -Yalu»، ونهرَ «يِيشُو -Yishu»، ونهرَ «تشِيَانْتَانْغ -Qiantang»، ونهرَ «أُووجِيَانْغ -Oujiang»، ونهرَ «جِيُولُونْغ -Jiulong»، ونهرَ «هَانْجِيَانْغ -Hanjiang»، ونهرَ «دُونْغِجيَانْغ -Dongjiang»، ونهرَ «بِيجِيَانْغ -Beijiang»، فهذه الأنهارُ تأتي في مرتبةٍ مُتأخِّرةٍ عن جميعِ الأنهارِ الَّتي تبدأُ من المُستوى الأوَّلِ والثَّاني، من حيثُّ الطُّولُ ومساحةُ الوادي، ومع ذلكَ فالأنهارُ الَّتي تمرُّ عبرَ المناطقِ ذاتِ الأمطارِ الوفيرةِ قُربَ البحارِ هي أنهارٌ غنيَّةٌ نسبيّاً بالمياهِ.

شَلَّالَاتُ «هُوكُو» فِي النَّهرِ الأَصفَرِ

تقعُ معظمُ نُظمِ المياهِ الدَّاخليَّةِ في الصِّينِ داخلَ أحواضٍ مُغلَقةٍ، ونظراً لصِغَرِ هذه الأحواضِ تشهدُ معظمُها توقُّفَ تَدفُّقِ المياهِ بشكلٍ موسميٍّ، ويمكنُ تقسيمُها إلى أربعِ مجموعاتٍ بحسب مواقعِ هذه الأنهارِ المُختلفةِ وتركيبِها المُتبايِنِ، هي: مجموعةُ مَنْغُوليَا الدَّاخليَّةِ، ومجموعةُ شِينْجِيَانْغ وغَانْسُو، ومجموعةُ «تشَايْدَام -Qaidam»، ومجموعةُ التِّبْتِ الشَّماليَّة.

المناطقُ المُغلقَةُ في مجموعةِ «مَنْغُوليَا -Mongolia» الدَّاخليَّةِ تجري عبرَ أراضٍ ذاتِ تضاريسَ مُنخفضةٍ، وباستثناءِ الأنهارِ الموجودةِ داخلَ مقاطعةِ «شِيلِين غُول -Xilin Gol» الَّتي تتمتَّعُ بتجدُّدِ المواردِ بشكلٍ كبيرٍ نسبيّاً نتيجةَ الذَّوبانِ الموسميِّ للجليدِ، فإنَّ جميعَ الأنهارِ الأُخرى في هذه المجموعةِ تتجدَّدُ مياهُها أساساً من الأمطارِ، ونتيجةً لذلكَ فهي قليلةٌ في العددِ وقصيرةٌ في مَجْرَاها، مع تشكيلِ المناطقِ الضَّحْلَةِ لما يقرُبُ من نصفِ إجماليِّ أحواض الصرف.

أمَّا المساحاتُ المائيَّةُ المُغلَقةُ في مجموعةِ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang» و«غَانْسُو -Gansu» فهي أفضلُ نسبيّاً، وبفضلِ موقعِ الجبالِ الضَّخمةِ في هذه المنطقةِ، مثلِ جبالِ «تِيَانْشَان -Tianshan» وجبالِ «كُونْلُونَ -Kunlun» وجِبالِ «تشيليان -Qilian» تتغذَّى الأنهارُ هنا من ذوبانِ الجليدِ من هذه الجبالِ، وتُعدُّ أنهارُ «تَارِيم -Tarim» و«يِيلِي -Yili» و«هيخِه -Heihe» و«شِييَانْغَ -Shiyang» الأنهارَ الأكبرَ نسبيّاً هنا من حيثُ الطُّولُ، ومصبَّاتُ هذه الأنهارِ الكبيرةِ أو الصَّغيرةِ إمَّا أنْ تذهبَ تحتَ الصَّحارِي، أو إلى البُحيراتِ الضَّحْلةِ، ونقلُ المصَبِّ يعني نقلَ البُحيرةِ المُناظِرَةِ.

حوضُ «تشَايْدَام -Qaidam» في مُقاطعةِ «تشِينْغِهاي -Qinghai» هو مصبُّ هضبةِ «تشِينْغِهَاي -Qinghai» / «التِّبْت -Tibet»، مع وجودِ بعضِ المجارِي القصيرةِ المُمتَدَّةِ من أسفلِ سلاسلِ الجبالِ المُتاخِمَة لتُشكِّلَ بُحيرةً في الوَسَطِ، وتقعُ أسفلَ هذا الحوضِ من الشَّرقِ مساحاتٌ كبيرةٌ من البُحيراتِ المالحةِ والمُستَنْقَعاتِ، بينما في النَّاحيةِ الغربيَّةِ تُوجَدُ منطقةٌ ضَحْلَةٌ شاسعةٌ، أمَّا الجزءُ الشَّماليُّ من هضبةِ «التِّبْتِ -Tibet»، والمُحاطُ بالجبالِ المُرتفعةِ من جميعِ الجوانبِ فهو يُعَدُّ حوضاً كذلكَ، كما تنتشرُ البُحيرَاتُ الصَّغيرةُ في الجُزءِ السُّفليِّ، وكذلكَ النُّهَيْراتُ هناكَ كُلُّها متعاقبةٌ، أمَّا الجداولُ الصَّغيرةُ فعادةً ما تختفي عند حافةِ الحوضِ، بينما تصبُّ الجداولُ الكُبرى مياهَها في البُحيراتِ الصَّغيرةِ.

يختلفُ جَرْفُ المطرِ (والَّذي يتمُّ تحديدُه بمدَى عُمقِ الجريانِ السَّطحيِّ السَّنويِّ) اختلافاً كبيراً في أجزاءٍ مُختلفةٍ من الصِّينِ، لكنَّهُ بصفةٍ عامة يتضاءلُ تدريجيّاً كُلَّما اتَّجَهْنا من الجنوبِ الشَّرقيِّ إلى الشَّمالِ الغربيِّ، وهو الاتِّجاهُ العام تقريباً المقابلُ لنمطِ توزيعِ هطولِ الأمطارِ، ويُعدُّ توزيعُ جرْفِ الأمطارِ في الصِّينِ إقليميّاً بشكلٍ كبيرٍ، فبالنَّظرِ إلى الخطوطِ الأساسيَّة لمقياسِ الجريانِ السَّطحيِّ (900 ملِّمترٍ، 200 ملِّمترٍ، 50 ملِّمتراً و 10 ملِّمتراتٍ)، يمكنُ تقسيمُ الصِّينِ إلى خمسِ مناطقَ من حيثُ جَرْفِ الأمطارِ، وهي كالآتي:

بُحَيْرَةُ «تشِينْغِهَاي»

(1) منطقةٌ وفيرةُ المياهِ، يصلُ عمقُ الجريانِ السَّطحيِّ فيها لأكثرَ من 900 ملِّمترٍ، وتكونُ كمِّيَّةُ هُطولِ الأمطارِ فوقَ 1,600 ملِّمترٍ، كما يكونُ معدلُّ جريانِ المياهِ أكبرَ من القدرِ المفقودِ بسببِ التَّبخُّرِ، وتُعدُّ هذه المنطقةُ قاعدةً كُبرى في الصِّينِ لزراعةِ الأُرزِ مرَّتَيْنِ أو ثلاثَ مرَّاتٍ تقريباً، بنفسِ معدَّلِ إنتاجِ منطقةِ الغاباتِ الاستوائيَّةِ أو شِبْهِ الاستوائيَّةِ.

(2) منطقةٌ غنيَّةٌ بالمياهِ، يصلُ عمقُ الجريانِ السَّطحيِّ فيها 900-200 ملِّمترٍ، وتكونُ كمِّيَّةُ الأمطارِ فيها 1,600-800 ملِّمترٍ، كما يكونُ الجريانُ السَّطحيُّ أكثرَ قليلاً مِن التَّبخُّرِ، وبتشابُهِ هذه المنطقةِ مع الغاباتِ دائمةِ الخُضرةِ عريضةِ الأوراقِ شِبْه المداريَّة، تُعدُّ هذه المنطقةُ قاعدةَ إنتاجِ الأُرزِ الرَّئيسةَ في الصِّينِ.

(3) المنطقةُ الانتقاليَّةُ، والَّتي يصلُ عمقُ الجريانِ السَّطحيِّ فيها بين 50 ملِّمتراً و200 ملِّمترٍ، وكمِّيَّةُ أمطارها 800-400 ملِّمترٍ، ويكونُ الجريانُ السَّطحيُّ أقلَّ من القدرِ المفقودِ بسببِ التَّبخُّرِ، والجزءُ الرَّطبُ من هذه المنطقةِ ملائمٌ لنُموِّ الغاباتِ، أمَّا الجزءُ الجافُّ فهو مثلُ السُّهوبِ الحرجيَّةِ، وهذه المنطقةُ هي المنطقةُ المنتجةُ للقمحِ والقُطنِ في الصِّينِ.

(4) منطقةٌ قليلةُ المياهِ، يكونُ الجريانُ السَّطحيُّ فيها بعُمقِ 50-10 ملِّمتراً، وتبلغُ كمِّيَّةُ الأمطارِ 400-200 ملِّمترٍ، ويكونُ الجريانُ السَّطحيُّ أقلَّ بكثيرٍ من الكمِّيَّةِ المفقودةِ بسببِ التَّبخُّرِ، كما أنَّها ليسَتْ رطبةً بما يسمحُ لنُموِّ الغاباتِ، وهذه المنطقةُ هي أكبرُ منطقةٍ زِراعيَّةٍ - رعوِيَّةٍ في الصِّينِ.

(5) منطقةُ نقصِ المياهِ، يكونُ عمقُ الجريانِ السَّطحيِّ فيها أقلَّ مِن 10 ملِّمتراتٍ، وتكونُ كمِّيَّةُ الأمطارِ أقلَّ من 200 ملِّمترٍ، وتَتبخَّرُ جميعُها كما هو الحالُ في الصَّحارِي، وباستثناءِ بعضِ الأجزاءِ الَّتي تنمو فيها النَّباتاتُ المائيَّةُ بسببِ تأثيراتِ المياهِ الجوفيَّةِ، فإنَّ غالبيَّةَ هذه المنطقةِ لا يكادُ يصلُحُ حتَّى لنُموِّ أعشابِ الأعلافِ، لكِنْ مع ظروفِ الرَّيِّ المفروضةِ قد تتحوَّلُ أجزاءٌ منها إلى واحاتٍ.

ومن حيثُ حجمُ الجريانِ السَّطحيِّ، فالصِّينُ غنيَّةٌ بمواردِ الأنهارِ، الَّتي تبلغُ 2,600.264 بلیونَ مترٍ مُكعَّبٍ، بما يُعادلُ 6.6 % من الإجماليِّ العالَميِّ، وهذه النِّسبةُ تضعُ الصِّينَ في المرتبةِ الخامسةِ عالَميّاً في هذا الصَّددِ. وتتميَّزُ الصِّينُ بمُتوسِّطِ عُمقِ جريانٍ سطحيٍّ يبلغُ فقط 271 ملِّمتراً، وهو رَقْمٌ أقلُّ من المُتوسِّطِ العالَميِّ، أمَّا من حيثُ نصيبُ الفردِ فإنَّها أقلُّ كذلكَ، بنسبةٍ أقلَّ من 3,000 مترٍ مكعَّبٍ للشَّخصِ في العام، أو حوالَيْ رُبْعِ المُتوسِّطِ العالَميِّ.

غَابَةُ بَدَائِيَّةُ فِي جِبَالِ «خِينْجَانَ» الكُبْرَى

البُحَيْرَاتُ

الصِّينُ بلدٌ غنيٌّ بالبُحيراتِ الَّتي تصلُ مساحةُ كُلٍّ منها كيلومتراً مربَّعاً، ويبلغُ عددُ هذه البحيراتِ أكثرَ من 2,800 بحيرةٍ، بمساحةٍ إجماليَّةٍ تتجاوزُ 80,000 كيلومترٍ مربَّعٍ، ومن بينِ هذه البُحيراتِ تتميَّزُ بحيرةُ «تشِينْغِهَاي -Qinghai»، وبحيرةُ «بُويَانْغَ -Poyang» وبحيرةُ «دُونغْتِينْغَ -Dongting»، وبحيرةُ «تَايْهُو -Taihu» بجريانٍ أسرعَ نسبيّاً من غيرِها، وبعيداً عن البُحيراتِ الطَّبيعيَّةِ، قامتِ الصِّينُ بإنشاءِ عددٍ كبيرٍ من البُحيراتِ الصِّناعيَّةِ، أو ما يُعرَفُ بالخزَّاناتِ.

واعتماداً على انتشارِ البُحيراتِ، يُمكنُ تقسيمُ الصِّينِ إلى خمسِ مناطقَ:

1. مِنْطَقَةُ شَمَالِ شَرْقِ الصِّينِ

يقعُ في وسطِ هذه المنطقةِ امتدادٌ كبيرٌ من الأراضي البُحَيْرِيَّةِ الرَّطبةِ الَّتي تنتشرُ فيها بحيراتٌ مختلفة ُالأحجامِ، وهذه البحيراتُ ضحلةُ العُمقِ وصغيرةُ المساحةِ، وتصلُ مساحتُها مجتمعةً 3,722 كيلومتراً مربَّعاً، أو حوالَيْ 4.7 % من إجماليِّ مساحةِ بُحيراتِ الصِّينِ، أمَّا البُحيراتُ الَّتي تُغطِّي مساحاتٍ أكبرَ نسبيّاً في هذه المنطقةِ، مثلُ بُحيرةِ «تِيَانْتشِي -Tianchi» في جبالِ «تشَانْغِبَاي -Changbai»، والبحيرةِ «جِينْغبُو -Jingpo»، فإنَّها مرتبطةٌ بالأنشطةِ البُركانيَّةِ في معظمِ الحالاتِ.

2. مِنْطَقَةُ مَنْغُوليَا الدَّاخِلِيَّةِ - شِينْجِيَانْغَ

نَشَأَ عددٌ كبيرٌ من البُحيراتِ الدَّاخليَّةِ في «مَنْغُوليَا -Mongolia» الدَّاخليَّةِ، وعبرَ الامتدادِ الشَّاسعِ من الأراضي الجافَّةِ (بما في ذلكَ حوضُ تشَايْدَامَ -Qaidam) في شمالِ غربِ الصِّينِ، حيثُ يصلُ إجماليُّ مساحةِ سطحِها إلى 22,500 كيلومترٍ مُربَّعٍ، وتمثِّلُ حوالَيْ 27.9 % من إجماليِّ مساحةِ البُحيراتِ في البلادِ، ومُعظَمُ البُحيراتِ هنا تعملُ كمَصبَّاتٍ لمصارفِ الصِّينِ الدَّاخليَّةِ.

3. مِنْطَقَةُ تشِينْغِهَاي- التِّبْتِ

إن هضبةَ «تشِينْغِهَاي - التِّبْتِ /Qinghai -Tibet» منطقةٌ من أعلى المُرتفعاتِ، ومن أكثرِ التِّكْتُونِيَّاتِ عُنفاً في العالَمِ، وينتشرُ عبرَ العديدِ من الأحواضِ والمُنخفضاتِ -الَّتي شكَّلَتْها الجبالُ نتيجةَ جريانِها بالتَّوازي مع بعضِها- عددٌ من البُحيراتِ الَّتي يبلغُ إجماليُّ مساحتِها 36,560 كيلومتراً مربَّعاً، أو 38.4 % من إجماليِّ مساحةِ البُحيراتِ في البلادِ، وبالنِّسبةِ لتشكيلِ أحواضِ البُحيراتِ ونشأةِ البُحيراتِ نفسِها فهو مرتبطٌ بالبِنْيَةِ الجِيُولوجيَّةِ، وكذلكَ يتأثَّرُ بالتَّآكُلِ الجليديِّ، وتُعدُّ بحيرةُ «نَامِسْتُو -Namsto» -الَّتي يصلُ ارتفاعُها إلى 4,718 متراً- الأعلى من نوعِها في العالَمِ، بينما تُعدُّ بحيرةُ «تشِينْغِهَاي -Qinghai» أكبرَ بحيرةٍ مالحةٍ، من حيثُ المساحةُ في الصِّينِ.

4. مِنْطَقَةُ شرقِ الصِّينِ

معظمُ البحيراتِ في منطقةِ شرقِ الصِّينِ الشَّاسعةِ هي بحيراتٌ تِكْتُونِيَّةٌ، أو بحيراتٌ فرعيَّةٌ تنشأُ من هُبوطِ القشرةِ الأرضيَّةِ، أو ظُهورِ مَجْرىً مائيٍّ، وهذه البحيراتُ تنتشرُ بكثافةٍ، وعلى وجه الخُصوصِ في المنطقةِ المُمتدَّةِ عبرَ المناطقِ السُّفلى والوُسطى الَّتي يصلُ إليها نهرُ «يَانْغِتْسِي -Yangtze»، كما يمكنُ مشاهدتُها في المناطقِ الواقعةِ على طُولِ الرَّوافدِ السُّفلى للنَّهرِ «الأصفرِ -Yellow» ونهرِ «هُوَايْخِه -Huaihe» ونهرِ «هَايْخِه -Haihe»، وعلى جانبَيْ قناةِ «بِكِينَ -Beijing» / «هَانْغِتْشُو -Hangzhou» الكُبرى، وتَبرزُ هنا بحيرةُ «بُويَانْغ -Poyang»، وبحيرةُ «دُونغْتِينْغ -Dongting»، وبحيرةُ «هُونغِتْسِه -Hongze»، وبحيرةُ «تَايْهُو -Taihu»، وبحيرةُ «غاويُو -Gaoyou»، ويبلغُ إجماليُّ مساحةِ بُحيراتِ هذه المنطقةِ 22,161 كيلومتراً مربَّعاً، أو 27.5 % من بحيراتِ البلادِ.

5. مِنْطَقَةُ يُونَّانَ/غُويِتْشُو

معظمُ البحيراتِ الموجودةِ في هضبةِ «يُونَّان -Yunnan» بحيراتٌ تِكْتُونِيَّةٌ تنشأُ نتيجةً للحركةِ التِّكْتُونِيَّةِ، وقد أسهمَ تآكلُ طبقةِ الكربوناتِ أيضاً بدورِه في تشكيلِ أحواضِ البُحيرةِ في هذه المنطقةِ، وتُغطِّي البحيراتُ هنا مساحةً إجماليَّةً تصلُ إلى 1,188 كيلومتراً مربَّعاً، أو حوالَيْ 1.5 % من إجماليِّ البُحيراتِ في البلادِ، مع كونِ بُحيراتِ «ديانتشي -Dianchi» و«فُوشِيَانَ -Fuxian» الأَبْرزَ.

واعتماداً على تركيزِ المياهِ المعدنيَّةِ، تُقسمُ بحيراتُ الصِّينِ إلى ثلاثِ فئاتٍ:

1. بحيراتُ المياهِ العذبةِ (بتركيزِ معادنٍ أقلّ من 1 غرام لكُلِّ لترٍ)

تنتشرُ هذه البحيراتُ بشكلٍ أساسيٍّ في وادي نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze»، والنَّهرِ «الأصفرِ -Yellow»، ونهرِ «هُوايخِه -Huaihe»، وسهلِ نهرِ «هَايْخِه -Haihe»، ونهرِ «يُونَّان -Yunnan» - هضبة «غُويتْشُو -Guizhou»، وشمالِ شرقِ الصِّينِ، وعادةً ما يكونُ تركيزُ المعادنِ من 150 - 500 ملِّغرامٍ للِّترِ الواحدِ.

2. بحيراتُ المياهِ المالحةِ (بتركيزِ معادنٍ نسبته 1 - 35 غراماً لكُلِّ لترٍ)

تُوجدُ هذه البحيراتُ بشكلٍ أساسيٍّ في هضبةِ «تشِينْغِهَاي - التِّبْتِ/Qinghai -Tibet» و«مَنْغُوليَا -Mongolia» الدَّاخليَّةِ، ومنطقةِ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang» الأويغُورِيَّةِ ذاتيَّةِ الحُكمِ، وعادةً ما تحتوي هذه البحيراتُ على تركيزِ معادنٍ من 20-1 غراماً لكُلِّ لترٍ.

3. البحيراتُ المالحةُ (بتركيزِ معادنٍ بنسبةِ 35 غراماً فأكثرَ لكُلِّ لترٍ)

البحيراتُ المالحةُ في الصِّينِ ليسَتْ كبيرةً في عددِها فَقطْ، ولكنَّها متكاملةٌ في التَّنوُّعِ الكيميائيِّ، فالبحيراتُ المالحةُ في «مَنْغُوليَا -Mongolia» الدَّاخليَّةِ غنيَّةٌ بِالتُّرُونَا، والبحيراتُ الموجودةُ في «شِينْجِيَانْغَ -Xinjiang» غنيَّةٌ بمِلْحِ الطَّعام وكبريت الصوديوم، بينما البحيراتُ في «تشِينْغِهَاي -Qinghai» غنيَّةٌ بالبُوتَاسيُومِ واللِّيثْيُومِ والعناصرِ النَّادرةِ الأُخرى.

المَوَارِدُ البَيُولُوجِيَّةُ

تَزخرُ الصِّينُ بثروةٍ من أنواعِ النَّباتاتِ ذاتِ الأُصولِ الضَّاربةِ في القِدَمِ، ويشملُ ذلكَ العديدَ من أنواعِ النَّباتاتِ النَّادرةِ الَّتي تنمو في بيئاتٍ ذاتِ تركيباتٍ جِيُولوجيَّةٍ مُعقَّدَةٍ، ويُوجدُ في الصِّينِ 353 أُسرةً نباتيَّةً، و3,184 نوعاً نباتيّاً، و27,150 فصيلةً من النِّباتاتِ الوِعائيَّةِ، الَّتي تُشكِّلُ على التِّرتيبِ نسبةَ 45.9 %، و24.5 %، و11.4 % من إجماليِّ أنواعِ النَّباتاتِ حولَ العالَمِ، وفيما يتَّصلُ بعددِ الأنواعِ، تحتلُّ الصِّينُ المرتبةَ الثَّالثةَ على مستوى العالَمِ من حيثُ عددُ النَّباتاتِ الموجودةِ فيها بعدَ «مَالِيزْيَا -Malaysia» (الَّتي يُوجدُ فيها 45 أَلْفَ نوعٍ) و«البَرَازِيلِ -Brazil» (الَّتي يُوجدُ فيها 40 أَلْفَ نوعٍ)، ويُمكنُ أن تعثُرَ في الصِّينِ على جميعِ عائلاتِ النَّباتاتِ عاريةِ البُذورِ، ما عدَا الأَرُوكَارِيَّاتِ فقَطْ.

ويمكنُ العثورُ على جميعِ النَّباتاتِ الرَّئيسةِ تقريباً في الصِّينَ، فيما عدَا تَنْدرَا القُطبِ الشَّماليِّ والصَّحارِي الاستوائيَّةِ، وتُغطِّي هذه الأرضُ الشَّرقيَّةُ 567 بيئةً نباتيَّةً رئيسةً تشملُ 64 غابةً صَنَوْبريَّةً، و137 غابةً مُورِقَةً، و37 غابةَ خَيْزُرانٍ، و110 من الأدغالِ، و49 من السُّهوبِ الغابيَّة، والسَّافَانَا، و63 مَرْجاً أخضرَ، و19 من القيعانِ، وخمسَ مناطقَ للنَّباتاتِ المائيَّةِ، ومنطقةً واحدةً لنباتاتِ سُفوحِ الأَلْبِ. وبعضُ هذه النَّباتاتِ فريدٌ للغايةِ، مثلُ «تَنْدرَا الأَلْبِ -alpine tundr» على قمَّةِ جبالِ «شَانْغِبَاي -Changbai»، وغاباتِ البَلُّوطِ الأخضرِ الأَلْبِيَّةِ في جبالِ «هِينغُدْوَانَ -Hengduan»، والصَّحاري الأَلْبِيَّةِ في جنوبِ «نَغَارِي -Ngari» الَّتي تقعُ شمالَ هضبةِ «التِّبْتِ -Tibetan».

وتعدُّ الصِّينُ موطناً للعديدِ من النَّباتاتِ المُتبقِّيةِ ذاتِ التَّاريخِ السَّحيقِ، إلى جانبِ بعضِ العائلاتِ والأنواعِ النَّباتيَّةِ الَّتي تُعدُّ بِدائيَّةً أو معزولةً، وتُوجدُ غاباتٌ صَنَوْبَريَّةٌ متعدِّدةٌ تحوي أشجارَ الصَّنَوْبَرِ والسَّرْوِ الَّتي ظهرتْ أوَّلُ سُلالاتِها في العصرِ الكَرْبُونيِّ، وانتشرَتْ في العالَمِ في حِقبَةِ الحياةِ الوُسطَى، إلَّا أنَّ بيئاتِها تدهورَتْ خلالَ العصرِ الجليديِّ الرُّباعيِّ وانقرضَ الكثيرُ منها، وفي الوقتِ الحاضرِ، تتمثَّلُ البيئاتُ الأساسيَّةُ الَّتي تعيشُ فيها في أَمِيركَا الشَّماليَّةِ وشرقِ آسْيَا، لا سيَّمَا الصِّينُ، فمِن بينِ العائلاتِ السَّبْع الَّتي لا تزالُ موجودةً، توجَدُ سِتٌّ منها في الصِّينِ مثلُ: الصَّنَوْبَرِ السَّرْخَسِيِّ، والصَّنَوْبَرِ ذو الأوراق الطويلة الضيقة في الغاباتِ الاستوائيَّةِ المطيرةِ، وصَنَوْبَرِ ذيلِ البقرةِ، وطقسوس العرعر الأبيضِ في الغاباتِ عريضةِ الأوراقِ الخضراءِ الاستوائيَّةِ، والطقسوس الشرافي في الغاباتِ المعبلة المُعتدلةِ عريضةِ الأوراقِ، كما يشتهرُ في الصِّينِ أيضاً وجودُ «رَاتِينجِيَّةِ التِّنِّينِ -Dragon Spruce»، و«تنُّوب فَابِر -The Faber’s Fir» في العديدِ من المناطقِ الألبيَّةِ المعتدلةِ والاستوائيَّةِ، كما يمكنُ العثورُ على «تَنُّوبِ دُوجْلَاس -Douglas fir» الصِّينيِّ و«التُّسُوغَةِ -the Tsuga»، وبعضِ النَّباتاتِ السَّحيقةِ الفريدةِ مثلِ «التَّنُّوبِ الفِضِّيِّ -Silver Fir»، و«الأرزيَّةِ الذَّهبيَّةِ -Golden Larch» في بعض الأماكنِ. و تُوجدُ في الصِّينِ خمسةُ أنواعٍ وسبعُ فصائلَ من عائلةِ «الطَّقْسُوديُوميَّاتِ -Taxodiaceae»، بما في ذلكَ «ميتاسكويا -Dawn Redwood»، و«التَّنُّوبُ الصِّينيُّ -China fir»، و«السَّرْوُ الصِّينيُّ -Chinese Cypress»، و«التَّايوانيَّة -Taiwania» و«كرِبيتُومِيريُويدِيس تَايْوَانَ -Taiwania cryptomerioides»، و«فلُوسْيَانَا تَايْوَانَTaiwania flousiana»، وكُلُّها فصائلُ سحيقةٌ كانت أسلافُها فريدةً في الحِقبةِ «البَاليُوجينِيَّةِ -Palaeogene»، ومن بينِها «ميتاسكويا -Dawn Redwood»، الَّتي تُعرَفُ بالحَفريَّةِ الحَيَّةِ: في غربِ أُورُوبّا وأَمِيركَا الشَّماليَّةِ، ويمكنُ أن تُوجدَ كحَفْريَّاتٍ فَقطْ في طبقةِ «الطباشيرية -Cretaceous»، ولكِنْها تنمو في الصِّينِ في البيئاتِ البرِّيَّةِ في مقاطعةِ «سِيتشْوَانَ الشَّرقيَّةِ -eastern Sichuan» ومقاطعةِ «هُوبِي الغربيَّةِ -western Hubei»، أمَّا «الجِنْكَة الصِّينيَّة -Ginkgo» فهي نوعٌ يتبعُ عارياتِ البُذورِ المُتبقِّيةَ، الَّتي كانَتْ تنمو في العديدِ من الأماكنِ في العصرِ «الجُورَاسِيِّ -Jurassic»، إلَّا أنَّهُ في الوقتِ الحاضرِ لم يتبقَّ سوى نوعٍ واحدٍ ما زالَ ينمو في الصِّينِ فَقطْ، حيثُ تمَّ اكتشافُ بيئاتٍ برِّيَّةٍ صغيرةٍ مُؤخَّراً على جبلِ «تِيَانْمُو -Tianmu» في مقاطعةِ «تشِيجْيَانْغَ -Zhejiang» وفي شمالِ شرقِ مُقاطعةِ «يُونَّانَ -Yunnan»، وفيما يتعلَّقُ بالنَّباتاتِ ذاتيَّةِ التَّلقيحِ، تُوجدُ فصائلُ مُتبقِّيةٌ كانَتْ أسلافُها تنمو في المناطقِ الاستوائيَّةِ القديمةِ في الحِقبَةِ البَاليُوجينِيَّةِ، مثلُ شجرةِ التُّولِيبِ الصِّينِيَّةِ، وشجرةِ «شَامْبُو بهُوكهَا -Chompoo Phu Kha»، وشجرةِ «كَاتْسُورَا -Katsura»، وشجرةِ «وِيل وِينْجَنْت -Wheel Wingnut»، وشجرةِ «دُوف -Dove»، وشجرةِ «دِيبْتِيرُونْيَا -Dipteronia» الصِّينِيَّةِ، وشجرةِ «إِيُوكُومْيَا أُولْمُويدِيس -Eucommia ulmoides»، وشجرةِ «تِيتْرَاسِينْترُون -Tetracentron» الصِّينِيَّةِ الَّتي تنمو بشكلٍ كثيفٍ في الغاباتِ الاستوائيَّةِ وشبهِ الاستوائيَّةِ، وتمتدُّ من جنوبِ شرقِ الصِّينِ إلى جنوبِ غربِها، كما تُوجدُ فصائلُ مُتبقِّيةٌ كانت تنمو أسلافُها في غاباتِ الصَّنَوْبَرِ المُختلطةِ المُعتدلةِ، والغاباتِ عريضةِ الأوراقِ في شمالِ شرقِ الصِّينِ، مثلِ «زَنْبَقِ مَنْغُوليَا -Lily Magnolia»، وتُوتِ النَّكَهَاتِ الخمس الصينية «شِيسَانْدرَا -Schisandra»، وشجرِ «الكِيْوِي -Kiwifruit»، و«عِنَبِ أُورْيِنْتَال ستَاف -Oriental Staff Vine»، والشردِ، والشاهبلوط، وفلينية أمورية، والجَوْزِ الفَارسيِّ، إلى جانبِ النَّباتاتِ المُتبقِّيةِ في صحارِي شمالِ غربِ الصِّينِ، الَّتي كانت تنمو أسلافُها على شواطئِ محيطِ «التِّيثِس -Tethys» وقارَّةِ «غُونْدُوَانَا -Gondwana»، مثلُ الفصيلةِ القِدِّيسِيَّةِ (بما في ذلكَ: شُجَيْرَةُ الديلون، و«الحَرْمَلُ -Harmal»، و«ثَارَاوَاكْسُ -Thoroughwax» الصِّينيُّ، وفاغرة الرطريط، وفصيلةِ البُقوليَّاتِ (بما في ذلكَ أَمُوبِيبْتَانثُوسُ المَنْغُوليَّةُ) وفصيلةِ الورُودِ (بما في ذلكَ بُوتَانِينَيا مَنْغُوليَا)، وفصيلةِ القَرَنْفُليَّاتِ بما في ذلكَ الجَفْنَةُ البُرُزْوَالِسْكِيَّةُ.

الأَرْضُ العُشْبِيَّةُ فِي «مَنْغُوليَا» الدَّاخِلِيَّةِ

وتَزخرُ الصِّينُ أيضاً بمجموعةٍ كبيرةٍ من الأشكالِ النَّباتيَّةِ، مثلِ الغاباتِ، والأدغالِ، والمراعِي، والصَّحارِي، والمُروجِ، والقيعانِ، ومناطقِ النَّباتاتِ المِلْحيَّةِ الخضراءِ.

يمكنُ تقسيمُ غاباتِ الصِّينِ بشكلٍ عام إلى فِئَاتٍ هي: الغاباتُ الصَّنَوْبريَّةُ، والغاباتُ المُختلطةُ الصَّنَوْبريَّةُ / عريضةُ الأوراقِ، والغاباتُ عريضةُ الأوراقِ ومتساقِطةُ الأوراقِ، والغاباتُ المُختلطةُ دائمةُ الخُضرةِ / عريضةُ الأوراقِ ومتساقطةُ الأوراقِ، والغاباتُ الموسميَّةُ ذاتُ الأشجارِ العريضةِ والأوراقِ دائمةِ الخُضرةِ، والغاباتُ الموسميَّةُ المطيرةُ، والغاباتُ المطيرةُ.

تُوجدُ الغاباتُ الصَّنَوْبَرِيَّةُ بشكلٍ كثيفٍ في جبالِ «خِينْجَان -Khingan» العُظمى الشَّماليَّةِ، فضلاً عن المناطقِ الجَبليَّةِ في الأجزاءِ الغربيَّةِ، والشَّماليَّةِ الشَّرقيَّةِ، والجنوبيَّةِ من الصِّينِ، وتشملُ الأمثلةُ على ذلكَ: الغاباتِ الصَّنَوْبريَّةَ متساقطةَ الأوراقِ في المنطقةِ الباردةِ -المعتدلةِ الَّتي تنتشرُ فيها الأشجارُ الأرزيَّةُ الغملينيَّةُ، والغاباتِ الصَّنَوْبريَّةِ دائمةِ الخُضرةِ في المنطقةِ الباردةِ- المعتدلةِ الَّتي تنتشرُ فيها أشجارُ السِّيدَارِ، وتَنُّوبُ «درَاغُون -Dragon»، وتَنُّوبُ «فَابِير -Faber»، والغاباتِ الصَّنَوْبريَّةَ المعتدلةَ الَّتي تنتشرُ فيها أشجارُ الصَّنَوْبرِ الصِّينيِّ الأحمرِ، وأشجارُ الحياةِ، إضافةً إلى الغاباتِ الصَّنَوْبريَّةِ الاستوائيَّةِ وشِبْهِ الاستوائيَّةِ الَّتي تنتشرُ فيها أشجارُ صَنَوْبَرِ ذَيْلِ الخيلِ، والصَّنَوْبرِ الصِّينيِّ الأبيضِ، وصَنَوْبرِ يُونَّانَ، وأشجارُ التَّنُّوبِ، والسَّرْوِ. وتنمو الغاباتُ الصَّنوبَرِيَّةُ عريضةُ الأوراقِ المختلطةُ بشكلٍ رئيسٍ في المناطقِ الجبليَّةِ المعتدلةِ شمالَ شرقِ الصِّينِ، وتنمو فيها أشجارُ الصَّنَوبرِ الكُورِيَّةُ، والقَيقَبِ، والزَّيْزَفُونِ، والبِيرْشِ، وغيرها من النَّباتاتِ، وأمَّا الغاباتُ متساقطةُ الأشجارِ عريضةُ الأوراقِ، الَّتي تُعرف أيضاً بالغاباتِ عريضةِ الأوراقِ الخضراءِ في الصَّيفِ، فإنَّها تُوجدُ في المناطقِ الجَبليَّةِ الدَّافئةِ-المُعتدلةِ في شمالِ الصِّينِ، وجنوبِ مقاطعةِ «لِيَاوْنِينْغ -Liaoning»، وعلى هضبةِ «اللَّوْسِ -Loess»، وتنمو فيها أشجارُ السِّنْدِيَانِ متساقطةُ الأوراقِ، بما في ذلكَ «السِّنْدِيَانُ المَنْغُوليُّ -Mongolian oaks»، و«سِنْدِيَانُ لِيَاوْدُونْغ -Liaodong Oaks»، و«السِّنْدِيانُ الأبيضُ الشَّرقيُّ -Oriental White Oaks»، و«سِنْدِيانُ جزيرةِ هُولْمَ -Holm Oaks»، و«السِّنْدِيانُ الفِلِّينِيُّ الصِّينيُّ -Chinese Cork Oaks»، وغيرُها من الأشجارِ متساقطةِ الأوراقِ، والأشجارِ متساويةِ الأوراقِ مثلِ أشجارِ القُضبَانِ وأسبن. أمَّا الغاباتُ دائمةُ الخُضرةِ متساقطةُ الأوراقِ المُختلطةُ فإنَّها غالباً ما تُوجَدُ في المناطقِ الجبليَّةِ الاستوائيَّةِ في شمالِ «آسْيَا -Asia»، وغالباً ما تنمو فيها أشجارُ «سِنْدِيانِ هُولْم -Holm Oaks»، و«السِّنْدِيانُ الفِلِّينيُّ الصِّينيُّ -Chinese Cork Oaks» من الفصيلةِ البَلُّوطيَّةِ، فضلاً عن الأشجارِ القَزميَّةِ عريضةِ الأوراقِ، والسِّنْدِيانِ الأغبرِ. وتُوجدُ مجموعةٌ مُتنوِّعةٌ من الغاباتِ عريضةِ الأوراقِ دائمةِ الخُضرةِ بشكلٍ رئيسٍ في المناطقِ الجبليَّةِ الاستوائيَّةِ في وَسَطِ «آسْيَا -Asia»، والَّتي تُهيمِنُ على تركيبتِها النَّباتيَّةِ أشجارٌ مثلُ أشجارِ الكَافُورِ، والأشجارِ القَزميَّةِ عريضةِ الأوراقِ، وأشجارِ الزَّانِ، وأشجارِ تِينِ الهِنْدِ، وزَنْبَقِ المَغْنُوليَا، أو فصائلُ مثلُ: الزَّانيَّاتِ، والآسِيَّاتِ، والمُشتركاتِ، والشَّاي، أو أجناسٌ مثلُ: «كَسْتَانُوبسِيس -Castanopsis»، و«مَانْغِلِيتْيَا -Manglietia»، و«مَاشِيلُوس -Machilus»، و«شِيمَا -Schima».

أمَّا الغاباتُ الموسميَّةُ المطيرةُ، والغاباتُ المطيرةُ فإنَّها تُوجَدُ بشكلٍ أساسيٍّ في المناطقِ الاستوائيَّةِ، وتشملُ الفصائلُ السَّائدةُ فيها التُّوتيَّاتِ، والآسِيَّاتِ، والقِشْدِيَّاتِ، والصَّابُونيَّاتِ، والفربيونيات، والنَّخليَّاتِ، والقرنيَّاتِ، والدبروكاربيات، وفصيلةَ جَوْزِ الطِّيبِ.

تنتشرُ أراضي الأشجارِ المُنخفضةِ على نطاقٍ واسعٍ في الصِّينِ، حيثُ تتراوحُ نباتاتُها الأشهرُ بينَ جنسِ الأَرْطِمَاسْيَا، وعائلةِ الأزهار، وأشجارِ الأَثْلِ الصِّينِيَّةِ، والمِشْمِشِ البرِّيِّ، وأشجارِ العنَّابِ البرِّيِّ، وأشجارِ كَفِّ مَرْيَمَ خُماسيَّةِ الأوراقِ، وشُجيرَاتِ الأَلْبِ دائمةِ الخُضرةِ، والشُّجَيْراتِ الشَّائكةِ مثلِ الزَّقُّومِ الهِنْديِّ، والصَّبَّارِ.

تُصنَّفُ الأراضي العُشبِيَّةُ في الصِّينِ إلى فِئَاتٍ رئيسةٍ، مثلِ السُّهوبِ العُشبيَّةِ أو المُغطَّاةِ بالمُروجِ، والسُّهوبِ، والسُّهوبِ الصَّحراويَّةِ. تمتلِئُ السُّهوبُ العُشبيَّةُ -التي تقع بشكلٍ أساسيٍّ في الناحية الشرقِية من شمال شرقي الصين، وشرقِ «مَنْغُوليَا -Mongolia» الدَّاخلِيَّةِ- بالأعشابِ من الفصيلةِ النَّجيليَّةِ (مثلِ عذم بايكالي، وعُشبةِ الجاورد الصِّينِيَّةِ) وخليطٍ من العُشبَةِ السَّيْبِيرِيَّةِ الكُولُومبِيَّةِ، ونباتِ الرَّوَانْدِ، ونَبْتَةِ شقار الفِصْحِ الملتبس، و«نباتِ شقار الفصح تورتشاناينوفيي -Pulsatilla turczaninovii»، و«نبات أوكسيتروليس ميرينوفيلا -Oxytropis myriophylla»، و«الأسطراغالُس القريب أو القفعاء الدانية -Astragalus propinquus»، و«أرييكس بيديفورليس -arex pediformis»، و«كاريكس دوريوسكولا -Carex duriuscula»، وغيرِها. تُوجدُ معظمُ هذه السُّهوبِ في شرقِ ووَسطِ «مَنْغُوليَا -Mongolia» الدَّاخليَّةِ، وهضبةِ «لُوِيسَ -Loess» الوُسطَى، وجبالِ «تِيَان شَان -Tianshan»، وجبالِ «أَلْتَاي -Altai»، وجبالِ «تشيلِيَانَ -Qilian»، وجبالِ «كُولُونَ -Kulun»، وهضبةِ «تشِينْغِهَاي - التِّبْتِ /Qinghai -Tibet»، ويكثرُ في هذه الأماكنِ انتشارُ عُشبِ الجَفافِيَّاتِ (مِثْلِ العذم الكبير و«عذم كريلوفي -Stipa krylovii» والعذم البايكالي ونبات الليموس الصيني ونبات «الزيبرا كلينيسجينوس -Cleistogenes squarrosa» والقزوف العرفي)، كما تحوي هذه الأماكنُ أيضاً الشُّجَيْراتِ المُتنوِّعةَ مثلَ الأرطماسيا البرودية، و«كاراجانا ميكروفيليا -Caragana microphylia» وعشبة الزعتر. وتنتشرُ السُّهوبُ الصَّحراويَّةُ بشكلٍ رئيسٍ في وَسَطِ وغربِ «مَنْغُوليَا -Mongolia» الدَّاخليَّةِ، وفي شَمالِ وغربِ هضبةِ «لُوِيسَ -Loess»، وفي شرقِ ممَرِّ «غَانْسُو -Gansu»، وفي هضبةِ «تشِينْغِهَاي - التِّبْتِ /Qinghai -Tibet»، وفي شمالِ غربِ المناطقِ الجبليَّةِ، وفي قيعانِ جبالِ «أَلْتَاي -Altai»، وجبالِ «تِيَان شَان -Tianshan»، وجبالِ «تشيلِيَانَ -Qilian»، وتُغطِّي هذه السُّهوبَ الصَّحراويَّةَ نَباتَاتُ العذم والنباتاتُ النجليلية الكينجيا (مثل عذم كريلوفي والعذم المجيد وعذم الجوبيكا و«الكينجيا سونجوريكا -Kengia songorica»)، و«مروج سيجورتس -sageworts» والشُجَيْرَاتُ جفافية التشكل والشُّجَيْرَاتُ القَزمَةُ مثلُ «المريمية المهدبة -fringed sagebrushes» و«أجانيا أشايلوديس -Ajania achilloides» و«هيبوليتيا تريفيد -Hippolytia trifida» و«كاراغاناستنوفيلا -Caraganastenophylla»، وتُمثِّلُ هذه السُّهوبُ مراعيَ الصِّينِ الرَّئيسةَ.

وتَتركَّزُ صحارِي الصِّينِ بشكلٍ أساسيٍّ في «شِينْجِيَانْغَ -Xinjiang»، وغربِ «مَنْغُوليَا -Mongolia» الدَّاخلِيَّةِ، وشمالِ «نِينْغِشْيَا -Ningxia»، وممَرِّ «غُانْسُو -Gansu»، وكذلكَ في شمالِ هضبةِ «تشِينْغِهَاي - التِّبْتِ /Qinghai -Tibet»، وتتكوَّنُ النَّباتاتُ فيها من الشُّجَيْراتِ فائقةِ الجفافِ في التَّشكُّلِ، والشُّجيرَاتِ القَزمَةِ مثلِ «سونجوريكا رياوريا -Reaumuria soongorica»، ونبات الغضا والعاقول والشنان التَّتَارِيّ، و«الإيفدرا برزواليسكي -Ephedra przewalskii»، و«السيمبيجما -Sympegma»، و«كارراجانا تيبيتيكا -Caragana tibetica»، و«تتراينا مونجوليكا -Tetraena mongolica»، وغرقد البانكسيا كروية الثمار في مُعظمِ الحالاتِ، وفي شمالِ غربِ الصِّينِ هناك بعضُ «الهالوييونات -haloeremions»، مع النَّباتاتِ الملحية ذات المحتوى الملحي المرتفع مثل «هالوستاكيس كاسبيكا -Halostachys caspica» والثليث المخروطي و«تامارييكس تشيننسيسTamarix chinensis».

الكُرْكِيُّ أَسْوَدُ الرَّقَبَةِ
البَانْدَا العِمْلَاقَةُ
ظَـبْـيٌ

وهناكَ نوعانِ من المُروجِ في الصِّينِ: النَّوعُ الأوَّلُ منتشرٌ في سهلِ «سَانْجِيَانْغَ -Sanjiang»، وسهلِ «سُونْغِنِين -Songnen» في شمالِ شرقِ الصِّينِ، وكذلكَ في السُّهولِ الفيضيَّةِ، والمصاطبِ الزِّراعيَّةِ، والأحواضِ منخفضةِ السَّطحِ ذاتِ مُستوياتٍ مرتفعةٍ من المياهِ الجوفيَّة، وتتضمَّنُ الأمثلةُ النَّموذجيَّةُ لتلكَ المُروجِ المروجَ أليفة الاعتدال/الأقاليم الرطبة، ومُروجَ النَّباتاتِ المِلْحيَّة الَّتي تتضمَّنُ ثُنائيَّاتِ الفِلْقَةِ من هذه الفصائلِ مثلِ الفصيلةِ النَّجيلِيَّةِ، والفصيلةِ السّعدِيَّةِ، والفصيلة البُقوليَّةِ. يتضمَّنُ النَّوعُ الثَّاني المُروجَ الجبليَّةَ، المُنتشرِةَ بكثرةٍ في المناطقِ الأَلْبيَّةِ وشِبْهِ الأَلْبيَّةِ، وتتضمَّنُ الأمثلةُ النَّموذجيَّةُ المُروجَ الأَلْبيَّةَ الَّتي تتضمَّنُ العُشبَ من فصيلةِ الشِّيحِ والسّعْدِ، وكذلك المروجُ الهِرَقْليَّةُ الَّتي تتضمَّنُ الفصائلَ العُشبيَّةَ مثلَ الفصائلِ النَّجيليَّة، والفصيلةِ السّعديَّةِ، والفصيلةِ النَّجميَّةِ، والفصيلةِ الحَوْذَانِيَّةِ، والفصيلةِ البُقوليَّةِ.

أمَّا عن أهوازِ الصِّينِ، فتتركَّزُ بشكلٍ أساسيٍّ في سهلِ «سَانْجِيَانْغَ -Sanjiang» في الشَّمالِ الشَّرقيِّ، والمناطقِ منخفضةِ السَّطحِ وسيِّئةِ الصَّرفِ في هضبةِ «زُوِيجَا -Zoige» في مقاطعةِ «سِيتْشُوَان -Sichuan» الغربيَّةِ، وهذه هي الأهوازُ النَّباتيَّةُ ومُستنقعاتُ الخَسِّ الَّتي تُشكِّلُ نباتاتُها هذه الفصائلَ الزّهريَّةَ مثلَ الفصيلةِ السّعديَّة والنَّجيليَّة، والنَّباتاتِ الأُخرى مثل ِالسَّفاجنُمِ.

يعيشُ في الصِّينِ أكثرُ مِن 4400 نوعٍ من الفَقَاريَّاتِ، وهذا يعادلُ عُشرَ ما في العالَمِ كُلِّه إجمالاً، وتتضمَّنُ هذه الفَقَاريَّاتُ 450 نوعاً من الثَّديِيَّاتِ، و1244 نوعاً من الطُّيورِ، و320 نوعاً من الزَّواحفِ، و210 أنواعٍ من البَرْمائيَّاتِ، و2200 نوعٍ من الأسماكِ، ومن بينِ هذه الأنواعِ يُوجدُ أكثرُ من مئة نوعٍ من الأنواعِ الفريدةِ أو الأصليَّةِ في الصِّينِ، وتَتضمَّنُ هذه الأنواعُ الثَّدْيِيَّاتِ مثلَ البَانْدَا العملاقةِ، ودُولْفِينِ الصِّينِ الأبيضِ، والقردِ أَفْطَسِ الأَنْفِ، وأَيْلِ ثُورُولْدَ، والظَّبْيِ. وتتضمَّنُ الطُّيورَ مثلَ الطَّائرِ التَّدْرُجيِّ (ترَاجُوبَان)، وطائرِ التَّدْرُجِ بُنِّيِّ الأُذنِ، وطائرِ التَّدْرُجِ الذَّهبيِّ، والكُرْكِيِّ أسودِ الرَّقبةِ، وطائرِ القُرْقُفِ المُغرِّدِ. والزَّواحفَ مثلَ السَلَمَنْدَر العملاقِ الصِّينيِّ، والقَاطُورِ الصِّينيِّ. ولا يمكنُ العثورُ على المَوائِلِ البرِّيَّةِ للبَانْدَا العِملَاقةِ -وهي فصيلةٌ مشهورةٌ عالمِيّاً- إلَّا في المناطقِ الجبليَّةِ غَرْب مقاطعةِ «سِيتْشُوَانَ -Sichuan»، وفي المُنحدراتِ الجنوبيَّةِ من جبالِ «مِينْشَانَ»، وجبالِ «تشينلينغ» الفاصلةِ بين مقاطعتَيْ «سِيتْشُوان« و«غَانْسُو»، ويُوجَدُ في الصِّينِ 15 نوعاً من الكَراكِيِّ المعروفةِ، والَّتي تعيشُ في الأراضي الرَّطبةِ في العالَمِ، تسعةٌ منها لها مَوائلُ في الصِّينِ، ومن بينِ 281 نوعاً من طُيورِ التَّدْرُجِ الموجودةِ في العالَمِ، هناك 61 نوعاً في الصِّينِ، وهناك منها أكثرُ من 20 نوعاً فريداً أو أصليَّاً في الصِّينِ، أمَّا القَاطُورُ الصِّينيُّ والسِّحْلِيَّةُ التِّمساحِيَّةُ الصِّينِيَّةُ، فكِلاهما حيواناتٌ أَثريَّةٌ تنتمي لسُلالاتٍ عريقةٍ، ولا تعيشُ إلَّا في موائلَ بسيطةٍ في الصِّينِ.

مَوَارِدُ التُّرْبَةِ

تَتميَّزُ الصِّينُ بوجودِ مجموعةٍ كبيرةٍ ومُتنوِّعةٍ من أنواعِ التُّربةِ ذاتِ التَّكويناتِ المُعقَّدَةِ الَّتي يَنْدُرُ وجودُها في بُلدانٍ أُخرى، وبشكلٍ تقريبيٍّ تُصنَّفُ التُّربةُ إلى الأنواعِ الآتيةِ:

التُّربَةُ الحمراءُ، والتُّربَةُ البُنِّيَّةُ، والتُربَةُ المُغرَة، والتُّربَةُ السَّوداءُ، والتُّربَةُ الكَلْسِيَّةُ الكَسْتَنائيَّةُ، والتُّربةُ الصَّحراويَّةُ، وتربةُ الطَّميِ النَّهريِّ (بما في ذلكَ التُّربةُ البُنِّيَّةُ القاتمةُ)، والتُّربةُ الاصطناعيَّةُ الغرينيَّة، وتُربةُ حقول الأَرُزِّ، والتُّربةُ الرَّطبةُ (بما في ذلكَ المُروجُ والأهوارُ)، والتُّربةُ المِلحيَّةُ-القَلَويَّةُ، والتُّربةُ الصَّخريَّةُ، وتربةُ جبالِ الأَلْبِ.

يتحدَّدُ التَّوزيعُ الجِيولوجيُّ للتُّربةِ الطَّبيعيَّةِ في الصِّينِ إلى حدٍّ كبيرٍ بالعواملِ الطَّبيعيَّةِ، فعلى نطاقٍ جِيولوجيٍّ واسعٍ يُبيِّنُ التَّوزيعُ نِظاماً إقليميّاً يتوافقُ مع النِّطاقاتِ البَيُولوجيَّةِ والمُناخيَّةِ، بينما على نطاقٍ جيُولوجيٍّ أصغرَ، فإنَّ هذا التَّوزيعَ يبدُو أكثرَ ارتباطاً بسائرِ الظُّروفِ الطَّبيعيَّةِ مثل الموادِّ الأوَّليَّةِ للتُّربةِ، والسِّماتِ الطُّبوغرافيَّةِ والهَيْدُروجيولوجيَّةِ، ومع ذلكَ فالتَّوزيعُ الجيولوجيُّ للتُّربةِ الزِّراعيَّةِ لا يرتبطُ فَقَطْ بالنِّظامِ الإقليميِّ للتُّربةِ الطَّبيعيَّةِ، ولكِنْ يرتبطُ أيضاً بتاريخِ وأنماطِ الزِّراعةِ المَحلِّيَّةِ، فضلاً عن الأنشطةِ الاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ الأُخرى.

وبُحكمِ كونِ التَّوزيعِ الجيولوجيِّ للتُّربةِ الطَّبيعيَّةِ في الصِّينِ محكوماً بعـوامـلَ طبيعيَّةٍ، فإنَّهُ يحملُ الملامحَ الإقليميَّةَ الآتيةَ:

أوَّلاً: في الشَّرقِ الرَّطبِ، يتوافقُ النِّظامُ الإقليميُّ -على ما يبدو- مع خُطوطِ العرضِ المُختلفةِ من الشَّمالِ الباردِ إلى الجنوبِ الأكثرِ دِفْئاً بالتَّسلسُلِ الآتي: تُربةُ الغاباتِ الصَّنوبريَّةِ البُنِّيَّةُ (المناطقُ الباردةُ المعتدلةُ)، وتُربةُ الغاباتِ السَّوداءُ-البُنِّيَّةُ (المناطقُ المعتدلةُ)، والتُّربةُ البُنِّيَّةُ (المناطقُ المعتدلةُ الدَّافئةُ)، والتُّربةُ ذات لون القرفة (شمالَ المناطقِ شِبْهِ المَداريَّةِ)، والتُّربةُ الصَّفراءُ والتُّربةُ الحمراءُ (المناطقُ شِبْهُ المَداريَّةِ الوُسطَى)، والتُّربةُ الصَّلصاليَّةُ (جنوبَ المناطقِ شِبْهِ المَداريَّةِ)، والصَّلصالُ (المناطقُ المداريَّةُ).

ثانياً: في الشَّمالِ، يتوافقُ النِّظامُ الإقليميُّ بشكلٍ واضحٍ مع مُستوياتِ الرُّطوبةِ من المناطقِ الغربيَّةِ النائيةِ الأكثرِ جفافاً إلى الشَّرقِ السَّاحليِّ الرَّطبِ، أمَّا المناطقُ المعتدلةُ -على سبيلِ المثالِ- فيكونُ التَّسلسُلُ فيها كما يأتي: تُربةُ الغاباتِ البُنِّيَّةُ-القاتمةُ (الغاباتُ)، والتُّربةُ السَّوداءُ (سُهوبُ الغاباتِ)، والتُّربةُ الكَلْسيَّةُ السَّوداءُ (السُّهوبُ)، والتُّربةُ الكَلْسيَّةُ الكَسْتَنائيَّةُ (السُّهوبُ الجافَّةُ)، والتُّربةُ الكَلْسيَّةُ البُنِّيَّةُ والتُّربةُ الكَلْسيَّةُ الرَّماديَّةُ (السُّهوبُ الصَّحراويَّةُ)، والتُّربةُ الصَّحراويَّةُ الرَّماديَّةُ-البُنِّيَّةُ (الصَّحاري)، بينما في المناطقِ المُعتدلةِ الدَّافئةِ، يكونُ التَّسلسلُ: التُّربةُ البُنِّيَّةُ (الغاباتُ)، التُّربةُ الرَّماديَّةُ (سُهوبُ الغاباتِ)، والتُربةُ الطفاليَّة السَّوداءُ (السُّهوبُ)، والتُّربةُ الصَّحراويَّةُ البُنِّيَّةُ (الصَّحارِي)، بَيْدَ أنَّهُ في المناطقِ المدَاريَّةِ وشِبْهِ المَداريَّةِ تكونُ الاختلافاتُ بين المناطقِ الشَّرقيَّةِ والغربيَّةِ غيرَ ظاهرةٍ بسببِ الفَجَواتِ الصَّغيرةِ في مُستوياتِ الرُّطوبةِ، والتَّضاريسِ المُعقَّدَةِ في هذه المناطقِ الجبليَّةِ غالباً.

ثالثاً: في المناطقِ الجَبليَّةِ، يتوافقُ النِّظامُ الإقليميُّ مع مُختلفِ درجاتِ الارتفاعِ عن سطحِ البحرِ، بحيثُ يَتميَّزُ كلُّ ارتفاعٍ بنَوْعِ تُربةٍ مُختَلِفٍ. على سبيلِ المثالِ، تَسلسلُ الارتفاعِ عن سطحِ البحرِ على جِبالِ «وُوتْشُو -Wuzhi» (في المنطقةِ الاستوائيَّةِ الحارَّةِ والرَّطبةِ في مُقاطعةِ «هَايْنَانَ -Hainan» كما يأتي: صَلْصالٌ استوائيٌّ، وصَلْصالٌ استوائيٌّ جبليٌّ، وتُربةٌ جَبليَّةٌ صفراءُ، وتُربةُ بُودْزُولِيكَ جَبليَّةٌ صَفْراءُ، وشُجيراتٌ جبليَّةٌ/مُروجٌ. أمَّا تسلسلُ الارتفاعِ عن سطحِ البحرِ في جبالِ تَايْبَي في المنطقةِ المُعتدلةِ الدَّافئةِ في مُقاطعةِ «شَانْشِي -Shaanxi» فيكونُ: تُربةُ المغرة، والتُربَةٌ الجبليَّةٌ المغرةُ، والتُربةٌ الجبليَّةٌ الغرينيةُ المغرةُ، وتُربةٌ جَبليَّةٌ بُنِّيَّةٌ، وتُربةٌ جَبليَّةٌ بُودْزُولِيك، وتُربةُ مُروجٍ جَبليَّةٍ. أمَّا تَسُلسلُ الارتفاعِ عن سطحِ البحرِ في جبالِ «بَيْتُو -Baitou» (في المنطقةِ المُعتدلةِ في مقاطعةِ «جِيلِينَ -Jilin») فيَكونُ على النَّحوِ الآتي: تُربةٌ فاتِحةٌ، وتربةُ غاباتٍ جَبليَّةٍ بُنِّيَّةٌ قاتمةٌ، وتُربةُ الغاباتِ الصَّنوبريَّةِ البُنِّيَّةُ، وتُربةُ التَّنْدرَا الجَبليَّةُ، وبصفةٍ عامةٍ:كُلَّما ارتفعَ الجبلُ ازدادَ تَسلسلُ أنواعِ التُّربةِ.

المَوَارِدُ المَعْدِنِيَّةُ

الصِّينُ إحدَى الدُّولِ القويَّةِ القليلةِ الغنِيَّةِ بالمعادنِ في العالَمِ، حيثُ تنعمُ بمجموعةٍ كاملةٍ من المعادنِ مع وفرةِ الرَّواسبِ، فهناك 156 مَعْدِناً مع وجودِ احتياطيٍّ مُؤكَّدٍ في البلادِ، ومن بينِ هذه المعادنِ يُوجدُ تسعةُ أنواعٍ ذاتُ صلةٍ بالطَّاقةِ، وثلاثةُ معادنَ سائلةٍ/غازيَّةٍ، و54 مَعْدِناً فلِزِّيّاً، و90 غيرَ فِلزِّيٍّ، وتمتلكُ الصِّينُ أكبرَ احتِياطيٍّ في العالَمِ لما يزيدُ على الـ20 نوعاً من المعادنِ المُهمَّةِ، مثل: الفحمِ، والحديدِ، والمَنْغنيز، والمُولِيبدِيْنُومِ، والرَّصاصِ، وخَاماتِ الزِّنْكِ، والبُوكسَيْتِ، والنَّيكَلِ، والبِيرَيْتِ، والفُوسْفَاتِ، أمَّا احتياطيُّ التِّنْغِسْتِنِ، والبِزْمُوتِ، والأتربةِ النَّادرةِ فالموجودُ منه يتجاوزُ تقريباً نصفَ المجموعِ العالَميِّ، أمَّا الأَنْتِيمُونُ فلدَى الصين ثُلثُ الرَّصيدِ العالَميِّ، وأما التِّيتَانْيُومُ والزَّرْنِيخُ وكَربُوناتُ المَغْنِيسُيومِ 1\4، والفَانَادْيُومُ 1\5، والزِّنْكُ 1\6، والزِّئْبَقُ 1\10.

ولدى الصينِ احتياطيَّاتٌ صغيرةٌ من الكُرومِ والبِلَاتِينِ والسِّيلْفِيتِ والمَاسِ، وتُغطِّي احتياجاتِها من النِّفطِ والغازِ الطَّبيعيِّ من خلالِ الاستيراد فقط.

مَوَارِدُ السِّيَاحَةِ

لقد كانتِ الصِّينُ -مع ما تتَميَّزُ به من مساحةٍ شاسعةٍ، ومناظرَ طبيعيَّةٍ خلَّابةٍ، وتاريخٍ طويلٍ مُمتَدٍّ، وأماكنَ ترفيهيَّةٍ مُتعدِّدةٍ- من أوائلِ المُسارعينَ للاستفادةِ من مواردِها السِّياحيَّةِ المُتنوِّعةِ وتطويرِ تلكَ المَواردِ.

المَنَاظِرُ الطَّبِيعِيَّةُ

حَصلتِ الصِّينُ على سُمعةٍ عالَميَّةٍ نظراً لكثرة ما تحتويهِ أرضُها من الجبالِ الشَّاهقةِ، حيثُ تشتهرُ الجبالُ الخمسةُ، وهي: جبلُ «تَايْشَانَ -Taishan» في مقاطعةِ «شَانْدُونْغَ -Shandong»، وجبلُ «هُوَاشَانَ -Huashan» في مقاطعةِ «شَانْشِي -Shaanxi»، وجبلُ «هُونْغِشَانَ -Hengshan» في مقاطعةِ «خِونَانَ -Hunan»، وجبلُ «هُونْغِشَانَ -Hengshan» في مقاطعة «شَنْشِي -Shanxi»، وجبلُ «سُونْغِشَانَ -Songshan» في مقاطعةِ «خِونَانَ -Henan»، بقِمَمِها السَّامقةِ ومُنحدراتِها الوعرةِ، كما تزدَهِي جبالُ «هُوَانْغشَانَ -Huangshan» و«لُوشَانَ -Lushan» و«تشينْغِتْشِينْغ شَان -Qingchengshan» بجمالِها السَّاحرِ، وحُسنِها الخلَّابِ الآخذِ للعُقولِ، وصفائِها الفِرْدوسيِّ، أمَّا الجبالُ الأربعةُ: «آمَاي -Emei» و«وُتَاي -Wutai» و«جِيُوهُوَ -Jiuhua» و«بُوتُو -Putuo»، فإنَّها جبالٌ بديعةُ المنظرِ، وهي تُمثِّلُ الأراضِيَ البُوذيَّةَ المُقدَّسةَ في الصِّينِ، ويرجِعُ تاريخُها إلى العُصورِ القديمةِ، كما تُعَدُّ سِلسلةُ جبالِ «الهِيمَالَايَا -Himalaya» موردَ جذبٍ دائماً للسُّيَّاحِ من جميعِ أنحاءِ العالَمِ، نظراً لِما تحتويهِ مِن قِمَمٍ شاهقةٍ تُناطحُ السَّحابَ، وتخترقُ السَّماءَ.

وفي الصِّينِ أيضاً تشقُّ شبكاتُ الأنهارِ جميعَ أراضِيها، وهناك البُحيراتُ الَّتي تُرصِّعُ النُّجومُ ماءَها هُنا وهُناكَ، ويُعرَفُ نهرُ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» والنَّهرُ «الأصفرُ -Yellow» بمواردِهما البعيدةِ وتَدفُّقاتِهما الطَّويلةِ، هذا بالإضافةِ إلى شبكاتِ المياهِ الَّتي تتقاطعُ في «سُوتشو -Suzhou»، وهي المدينةُ الَّتي تُعدُّ «جَنَّةَ الأَرضِ»، وتقع في مقاطعةِ «جِيَانْغسُو -Jiangsu» شَرْقيِّ الصِّينِ، حيث تحولها شبكات المياه إلى صُورةٍ خلَّابةٍ تزهُو بها المناطقُ الواقعةُ جنوبَ نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze»، وتقعُ أرضُ البُحيراتِ بينَ المُربَّعاتِ العُمرانيَّةِ، وتُطِلُّ المُربَّعاتُ العُمرانيَّةُ على ضفافِ البُحيراتِ، كما هو الحالُ في البُحيرةِ الغربيَّةِ في «هَانْغِتشُو -Hangzhou»عاصمةِ «تشِيجِيَانْغَ -Zhejiang»، وبُحيرةِ «دُونْغهُو -Donghu» في «وُوهَانَ -Wuhan» عاصمةِ مقاطعةِ «خُوبِي -Hubei»، وبُحيرةِ «دِيَانَتشي -Dianchi» («كُونْمِينْغَ -Kunming») عاصمةِ مُقاطعةِ «يُونَّانَ -Yunnan»، وإذا سَئِمَ الشَّخصُ وضَجِرَ من الضَّوضاءِ الَّتي تضيقُ معها حياتُه في المناطقِ العُمرانيَّةِ الصَّاخبةِ، وتَاقتْ نفسُه إلى الاستِجْمامِ في جمالِ الطَّبيعةِ، فإنَّ بُحيرةَ «إِرْهَاي -Erhai» الواقعةَ في «كَانْغِشَانَ -Cangshan» بمُقاطعةِ «يُونَّانَ -Yunnan» وبُحيرةَ «تِيَانْتشِي -Tianchi» في سلسلةِ جِبالِ «بَايْتُو -Baitou» بمقاطعةِ «جِيلِينَ -Jilin» هما المقصدُ الأمثلُ، وكذلك يمكن للإنسان الهُروبُ إلى بُحيرةِ «دُونْغِتِنْغ -Dongting» بمُقاطعةِ «خُونَانَ -Hunan».

أو بُحيرةِ «تَايْهُو -Taihu» في مُقاطعةِ «جِيَانْغِسُو -Jiangsu» للحُصولِ على بعضِ الرَّاحةِ والهُدوءِ في مُسطَّحاتِهِما الَّتي تُشرقُ عليها الشَّمسُ، والَّتي تبلغُ مساحاتُها عشراتِ الآلافِ من الهِكْتَاراتِ، وكذلك يمكن للمرء أن يذهب في نُزهةٍ إلى الجبالِ الخلَّابةِ والأنهارِ الطَّبيعيَّة في «غُوِيلِينَ -Guilin»، في منطقةِ «غُوَانْغِشِي -Guangxi» الصِّينيَّةِ ذاتيَّةِ الحُكمِ أو شلَّالِ «هُوَانْغ غُوشُو -Huangguoshu» في مقاطعةِ «غُويتْشُو -Guizhou»، ليقفَ على عجائبِ الطَّبيعةِ، ولعلَّ أفضلَ المصايفِ للاختباءِ من حرِّ الصَّيفِ ستكونُ في المُدنِ المُمتدَّةِ على السَّاحلِ الطَّويلِ للبلادِ، مثلِ: «دَالْيَانَ -Dalian»، و«بِيدَايْهِي -Beidaihe»، و«تشِينْغِدَاو -Qingdao»، و«شِيَامِن -Xiamen»، و«سَانْيَا -Sanya، و«بِيهَاي -Beihai» و«تَايْبِيه -Taipei». لقد أصبحتِ الصِّينُ -بفضلِ مواردِها السِّياحيَّةِ الطَّبيعيَّةِ الَّتي أضفَتْ إليها الجبالُ والأنهارُ والشَّواطئُ الأخَّاذَةُ والمبهجةُ مزيداً من الإثراءِ والتَّنوُّعِ- منطقةَ جذبٍ للزَّائرينِ من جميعِ أنحاءِ العالَمِ.

ويعملُ التَّغيُّرُ المُناخيُّ الكبيرُ على خلقِ منظرٍ فريدٍ من الجَمالِ في الصِّينِ، ونظراً لمساحتِها الشَّاسعةِ وتضاريس أرضِها المُعقَّدةِ، تفخرُ الصِّينُ في نفسِ الوقتِ بجمالِها المُتمثِّلِ في الجليدِ الَّذي يُغطِّي أجزاءَها الشَّماليَّةَ، وفي المساحاتِ الخضراءِ الَّتي تُغطِّي أجزاءَها الجنوبيَّةَ طيلةَ العام، وتحتوي الصِّينُ كذلكَ على صحارٍ مُمتَدَّةٍ لآلافِ الكيلومتراتِ المُربَّعةِ، وكذلكَ على الأراضي العُشبيَّةِ المُمتدَّةِ بلا حدود طُولاً وعَرْضاً، علاوةً على ذلكَ، فإنَّ الصِّينَ هي البلدُ الوحيدُ في العالَمِ الَّذي يتمتَّعُ بمُناخٍ قُطبيٍّ أَلْبيٍّ.

مَنَاطِقُ ذَاتُ أَهَمِّيَّةٍ إِنْسَانِيَّةٍ

لأنها واحدةٌ مِن أعرقِ وأعظمِ الحَضاراتِ الإنسانيَّةِ الأربعِ في العالَمِ، تزخرُ الصِّينُ بالأماكنِ ذاتِ الأهمِّيَّةِ التَّاريخيَّةِ والجمالِ الخلَّابِ. هناك على سبيلِ المثالِ: آثارُ رَجُلِ «بِكِينَ -Peking»، و«رَجُلِ الكهفِ العُلويِّ -the Upper Cave Man» في متحفِ «تشُوكُودْيَانَ -Zhoukoudian» بالقُربِ من «بِكِينَ -Beijing»، و«يَانْغِشَاو -Yangshao»، وهو مزارٌ سياحيٌّ موجودٌ حاليّاً في مُقاطعةِ «خِونَانَ -Henan»، والموقعُ الأثريُّ «بَانْبُو -Banpo» الموجودُ في مُقاطعةِ «شَانْشِي -Shaanxi»، وموقعُ «دَاوِنْكُو -Dawenkou» الموجودُ حاليّاً في مُقاطعةِ «شَانْدُونْغَ -Shandong»، والموقعانِ الأَثريَّانِ «هِيمُودُو -Hemudu» و«لِيَانْغَاتْشو -Liangzhu» في مقاطعةِ «تشِيجِيَانْغَ -Zhejiang».

تشيرُ كلُّ هذه المواقعِ والأماكنِ التَّاريخيَّةِ إلى أنَّ القُدماءَ الصِّينيِّينَ صنعوا حضارةً حجريَّةً مُتطوِّرةً جدّاً، أمَّا بالنَّظرِ إلى تاريخِها الإقطاعيِّ الطويل، فالصِّينُ تحوي عدداً كبيراً من الأضرحةِ الإمبراطوريَّةِ الَّتي تُميِّزُ حضارتَها التَّليدَةَ، ويُعدُّ ضريحُ الإمبراطورِ الأوَّلِ «تشينَ -Qin» الكائنُ في مُتحفِ «تشِين شَي هُوَانْغ -Qin Shi Huang» -وهو أوَّلُ إِمْبراطُورٍ في سُلالةِ «تشِينَ -Qin» الحاكمةِ - الأعجوبةَ الثَّامنةَ من عجائبِ الدُّنيا، وتعدُّ أضرحةُ «مِينْغَ -Ming» أكبرَ مُجمَّعٍ مُتحَفيٍّ من حيثُ الحجمُ في العالَمِ. وفي الصِّينِ تنتشرُ المباني العتيقةُ والحدائقُ العامةُ في كُلِّ مكانٍ، مثلُ سُورِ الصِّينِ العظيمِ المشهورِ عالَميّاً، ونظامِ الرَّيِّ في «دُوجِيَانْغِيَانَ -Dujiangyan»، والقصرِ الإِمْبراطُوريِّ، والقصرِ الصَّيفيِّ، وحدائقِ «سُوتشو -Suzhou»، وقصرِ ومعبدِ «كُونْفُوشْيُوسَ -Confucius»، وينتشرُ عبرَ الأرضِ الصِّينيَّةِ عددٌ كبيرٌ من الآثارِ الفنِّيَّةِ الدِّينيَّةِ، مثلِ كُهوفِ مُوغَاو الموجودةِ في مُقاطعةِ «غَانْسُو -Gansu»، وكُهوفِ «لُونْغِمِن -Longmen» بمدينةِ «لُويَانْغَ -Luoyang»، وكُهوفِ «يُونْغانْغَ -Yungang» الواقعةِ في مدينةِ «دَاتُونْغَ -Datong»، وتمثالِ «لِيشَان بُوذَا -Leshan Buddha» العملاقِ الواقعِ في مُقاطعةِ «سيتشوان -Sichuan»، ومعبدِ «الإِوَزِّ -Goose» البَرِّيِّ العملاقِ الموجودِ في مدينةِ «شِيَانَ -Xi’an»، وتُعدُّ كل هذه الأماكن مواقع جذب لا تقاوَم بالنسبة للصينيين والسائحين الأجانب. تَتضمَّنُ المواردُ السِّياحيَّةُ الأُخرى قِيمةً وجمالاً نادرَيْنِ، كالآثارِ الثَّوْريَّةِ، والمَتاحفِ، وأعمالِ التَّشييدِ العِملاقَةِ الحديثةِ، والثَّقافاتِ والعاداتِ العِرقِيَّةِ الفريدةِ، والمُنتَجاتِ المَحلِّيَّةِ.

جَبَلُ «تَايْشَان»

التَّقسيمُ الطَّبيعيُّNatural Division

في الرِّسالةِ الكلاسيكيَّةِ الجُغرافيَّةِ الصِّينيَّةِ (Tribute of Yu) -وهي رِسالةٌ في كتابِ التَّاريخِ عمرها أكثرُ مِن ألفَي سنةٍ- وُجِدَ أنَّ الإقليمَ الصِّينيَّ انقسمَ إلى 9 مناطقَ إداريَّةٍ وَفْقاً للحُدودِ الطَّبيعيَّةِ لتكويناتِ الأرضِ المُختلفةِ، وقد أوردَ الكتابُ سرداً مُفصَّلاً حولَ الجبالِ، والأنهارِ والبُحيراتِ، والتُّربةِ، والمُنتَجاتِ في الصِّينِ. وسَيْراً على منهاجِه، ظهرَت العديدُ من الكُتبِ حولَ الجُغرافيا الإقليميَّةِ للصِّينِ، مثلُ كتابِ: (سِجِلٌّ مُصنَّفٌ للجُغرافيا في تاريخِ سُلالةِ «هَانHan-الغَربيَّةِ» الحاكمةِ)، كتابٌ تَوْضِيحيٌّ يتناولُ الجُغرافيا العامةَ، أُلِّفَ في السَّنةِ الثَّامنةِ من حُكمِ «يُوَانْهِي -Yuanhe»، سُلالةِ «تَانْغَ -Tang» الحَاكمةِ. وكتابِ: (الجُغرافيا العامةُ لإِمْبِرَاطوريَّةِ تشِينْغَ العظيمةِ). ووَفْقاً للتَّقسيمِ الواردِ في كتاب: (استعراضُ جُغرافيا الصِّينِ الطَّبيعيَّةِ)، يُقسمُ إقليمُ الصِّينِ إلى ثلاثةِ أجزاءٍ طبيعيَّةٍ، وسبعةِ أقاليمَ طبيعيَّةٍ، و33 مِنطقةً طبيعيَّةً.

بُحَيْرَةُ «تَايْهُو»

وبناءً على أكبرِ خمسةِ اختلافاتٍ إقليميَّةٍ في البيئاتِ الجُغرافيَّةِ الطَّبيعيَّةِ الصِّينيَّةِ، (وهي: خطوطُ العرضِ المختلفةُ، والموقعُ الجُغرافيُّ للأراضي والبحارِ، وتكوينُ التَّضاريسِ الأرضيَّةِ المُختلفةِ وحركةُ تشكُّلِ الصُّخورِ الحديثةِ، والخصائصُ المُناخيَّةُ المُختلفةُ)، واستناداً إلى تطورِّ التَّاريخِ القوميِّ، والأنشطةِ البشريَّةِ المختلفةِ، والتَّأثيراتِ الطَّبيعيَّةِ، وتَوجُّهِ تطوُّرِ الطَّبيعةِ واستغلالِ جهودِ التَّحوُّلِ، يُقسمُ إقليمُ الصِّينِ إلى ثلاثةِ أجزاءٍ:

كُهُوفُ «مُوغَاو»، مُقَاطَعَةِ «غَانْسُو»

1. الجزءُ الموسميُّ الشَّرقيُّ

تقعُ في هذا الجزءِ، المناطقُ المعتدلةُ مُناخيّاً، الرَّطبةُ وشِبهُ الرَّطبةِ في شمالِ شرقِ الصِّينِ، والمناطقُ المعتدلةُ الرَّطبةُ وشِبهُ الرَّطبةِ في شمالِ الصِّينِ، والمناطقُ شِبهُ المداريَّةِ الرَّطبةُ في وَسطِ الصِّينِ وجنوبِها، والمناطقُ المداريَّةُ الرَّطبةُ في جنوبِ الصِّينِ، ويمثِّلُ هذا الجزءُ، وهو جزءٌ من الإقليمِ الآسْيَويِّ الموسميِّ، 45 % من إجماليِّ مساحةِ أرضِ الصِّينِ، ويسكنُه 96 % من إجماليِّ سُكَّانِ الصِّينِ، ويُتاخمُ حدودَ الجُزءِ القاحلِ الشَّماليِّ الشَّرقيِّ عند 1.5-1.2 خطّ استواءِ الجفافِ، والجُزءَ القُطبيَّ الأَلْبيَّ لتشينْغِهَاي - التَّبْتِ عندَ 3,000-2,500 مترٍ من الخطِّ الكُنتُوريِّ.

2. الجزءُ القاحلُ الشَّماليُّ الشَّرقيُّ

يَتضمَّنُ هذا الجزءُ المناطقَ ذاتَ المساحاتِ العُشبيَّةِ المُعتدلةِ في «مَنْغُوليَا -Mongolia» الدَّاخليَّةِ، ومناطقَ الصَّحراءِ المُعتدلةِ والمُعتدلةِ الدَّافئةِ في شَمالِ شرقِ الصَّينِ، ويُمثِّلُ هذا الجزءُ نحو 30 % من مساحةِ الأرضِ الصِّينيَّةِ، ويسكنُه 3 % مــن السُّكَّانِ، ويمتدُّ هذا الجزءُ -بوصفِه مُكوِّناً للأرضِ العُشبيَّةِ الواسعةِ والمناطقِ الصَّحراويَّةِ- عبرَ حُدودِ مركزِ «أُورَاسْيَا -Eurasia» شَرْقيّ الجُزءِ الموسميِّ عندَ 1.5-1.2 من خطِّ استواءِ الجَفافِ، والجُزءَ القُطبيِّ الأَلْبيِّ لـ«تشَينْغِهَاي-التَّبْتِ /Qinghai-Tibet» في المناطقِ الجبليَّةِ الشَّاسعةِ المُمتدَّةِ على هامشِ هضبةِ «تشَينْغِهَاي - التِّبْتِ /Qinghai Tibet-» المُتضمِّنَةِ لجبالِ «كُونْلُون -Kunlun» وجبالِ «أَلْتُونَ -Altun» وجبالِ «تشيلِيَانَ -Qilian».

3. الجزءُ القُطبيُّ الأَلْبيُّ لتشَينْغِهَاي - التَّبْتِ

يُمثِّلُ هذا الجزءُ 25 % من مساحةِ أراضي الصِّينِ، ويعيشُ فيه نحوُ 0.8 % من السُّكَّانِ، ويَتضمَّنُ هذا الجزءُ مِنطقةً طبيعيَّةً واحدةً هي هضبةُ «تشَينْغِهَاي-التَّبْتِ /Qinghai-Tibet»، الَّتي تُعَدُّ الأكبرَ والأَوْسعَ والأَعْلى في العالَمِ.

وبناءً على درجةِ الحرارةِ المُناظِرَةِ ومجموعة العوامل المُكوِّنة للرُّطوبةِ الموجودةِ والعواملِ النِّطاقيَّةِ الرَّئيسةِ المُميِّزةِ للأجزاءِ الثَّلاثةِ الطَّبيعيَّةِ السِّابقِ ذِكْرُها، والمُؤشِّراتِ المُناخيَّةِ السَّائدةِ في الأقاليمِ المُختلفةِ، تُقسمُ الأراضي الصِّينيَّةُ إلى سبعةِ أقاليمَ طبيعيَّةٍ.

وبناءً على الأجزاءِ الطَّبيعيَّةِ الثَّلاثةِ والأقاليمِ الطَّبيعيَّةِ السَّبعةِ، وبالإشارةِ إلى العواملِ المُميِّزةِ الإجماليَّةِ مثلِ العواملِ النِّطاقيَّةِ التي تشملُ المناخَ والبَيُولوجيَا والتُّربةَ والعواملَ غيرُ النِّطاقيَّةِ مثلَ الهَيْدرُوجيولوجيَا، وتركيبِ الموادِّ، والتَّضاريسِ، والأرضِ، تُقسمُ أراضي الصِّينِ بشكلٍ مُباشرٍ إلى 33 منطقةً طبيعيَّةً.

التَّقْسِيمُ الإِدَارِيُّAdministrative Division

بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949م ، بدأتِ الصِّينُ في تنفيذِ نظامٍ إداريٍّ جديدٍ يعتمدُ على التَّقسيمِ الإداريِّ المُطبَّقِ سابقاً، وفي عام 1950م تمَّ تقسيمُ الصِّينِ إلى سِتِّ مناطقَ إداريَّةٍ هي: شمالُ شَرْقِ الصِّينِ، وشَمالُ الصِّينِ، وشرقُ الصِّينِ، والصِّينُ الجنوبيَّةُ المركزيَّةُ، وشمالُ غربِ الصِّينِ، وجنوبُ غربِ الصِّينِ. وقسمتْ أيضاً إلى 29 مقاطعةً، و12 بلديةً ومنطقةً ذاتيَّةَ الحُكمِ، وتسعِ مناطقَ إداريَّةٍ خاصَّةٍ، وإدارةٍ محليَّةٍ واحدةٍ، وإدارةٍ خاصَّةٍ واحدةٍ. إجمالاً، كانتِ الصِّينُ تحتوي 53 وحدةً إداريَّةً على مُستوَى المُقاطعاتِ، و147 مدينةً تخضعُ للإدارةِ المُباشرةِ من حُكوماتِ المُقاطعاتِ، و2,075 محافظةً، و67 رايةً، و62 وحدةً إداريَّةً بمُستوَى المُحافظاتِ (باستثناءِ تَايْوَانَ والتِّبْتِ -Taiwan and Tibet).

وبعدَ تصديقِ أوَّلِ مجلسٍ شعبيٍّ قوميٍّ صينيٍّ في 1954م على دُستورِ جمهوريَّةِ الصَّينِ الشَّعبيَّةِ، تمَّ إدخالُ تغييرٍ كبيرٍ في التَّقسيمِ الإداريِّ للدَّولةِ على مُستوَى المقاطعاتِ، وفي هذا العام تمَّ حذفُ الأقاليمِ والمُقاطعاتِ الإداريَّـــةِ السِّــتِّ مثلِ «سُويُونَانَ -Suiyuan» و«سُــونْــغ جِيَانْغَ -Songjiang» وغيرهِما. وباستثناء بلديَّاتِ «بِكِينَ -Beijing» و«تِيَانْجِينَ -Tianjin» و«شَانْغهَاي -Shanghai» الَّتي احتفظَتْ بمكانتِها كبلديَّاتٍ، تمَّ خفضُ مرتبةِ جميعِ البلديَّاتِ الأُخرى لتصيرَ مدناً خاضعةً للإدارةِ المُباشرةِ من حكوماتِ المُقاطعاتِ. في 1955م تمَّ حذفُ مُقاطعتَيْ «رِيهِي -Rehe» و«شيكَانْغَ -Xikang»، وإعادةُ إنشاءِ مُقاطعةِ «شِينْجِيَانْغَ -Xinjiang» بوصفِها منطقةَ «شِين جِيَانْغَ أُويْغُور -Xinjiang Uygur» ذاتيَّةَ الحُكمِ، وفي عام 1958م تمَّت إعادةُ إنشاءِ مُقاطعةِ «غُوَانْغشِي -Guangxi» بوصفِها منطقةَ «غُوانْغشِي تشُوَانْغَ -Guangxi Zhuang» ذاتيَّةَ الحُكمِ، وقد تغيَّرَتْ مرَّةً أُخرى لتصبح إقليمَ «غُوَانْغشِي تشُوَانْغ -Guangxi Zhuang» ذاتيَّ الحُكمِ في 1965م، وتمَّ إنشاءُ المنطقةِ الصِّينيَّةِ «نِينْغِشْيَا هُوي -Ningxia Hui» ذاتيَّةِ الحُكمِ، وفي عام 1965م تمَّ إنشاءُ منطقةِ «التِّبْتِ -Tibet» ذاتيَّةِ الحُكمِ، وفي عام 1988م تمَّ رفعُ «هَايْنَان -Hainan» إلى مرتبةِ المُقاطعةِ، وفي عام 1997م تمَّ رفعُ مرتبةِ «تشُونْغ تْشِينْغَ -Chongqing» إلى بلديةٍ، وإنشاءُ «هُونْغ كُونْغ -Hong Kong» بوصفِها منطقةً إداريَّةً خاصَّةً بعد عودتِها إلى الصِّينِ، وفي عام 1999م تمَّ رفعُ مرتبةِ مَاكَاو إلى منطقةٍ إداريَّةٍ خاصَّةٍ بعدَ عودتِها إلى الصِّينِ.

وكما وردَ في الفِقْرةِ 30 من دُستورِ جمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ، والَّتي تمَّتِ الموافقةُ عليها في الجلسةِ الخامسةِ من مجلسِ الشَّعبِ الصِّينيِّ الخامسِ لعام 1982م، «يكونُ التَّقسيمُ الإداريُّ لجمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ على النَّحوِ الآتي:

(1) تنقسمُ الدَّولةُ إلى مقاطعاتٍ، ومناطقَ ذاتيَّةِ الحُكمِ، وبلديَّاٍت تخضعُ مُباشرةً للحُكومةِ المركزيَّةِ.

(2) وتنقسمُ المقاطعاتُ والمناطقُ ذاتيَّةُ الحُكمِ إلى ولاياتٍ ذاتيَّةِ الحُكمِ، ومُحافظاتٍ، ومُحافظاتٍ ذاتيَّةِ الحُكمِ، ومُدنٍ.

(3) تنقسمُ المحافظاتُ والمحافظاتُ ذاتيةُ الحُكمِ إلى نواحٍ، ونواحٍ قوميَّةٍ، وبَلْداتٍ.

تنقسمُ البلديَّاتُ الخاضعةُ مُباشرةً للحكومةِ المركزيةِ، والمدنُ الكبيرةُ الأُخرى إلى مناطقَ إداريَّةٍ ومُحافظاتٍ، وتنقسمُ الولاياتُ ذاتيَّةُ الحُكم إلى محافظاتٍ، ومُحافظاتٍ ذاتيَّةِ الحُكمِ، ومُدنٍ.

وتُعَدُّ المناطقُ ذاتيَّةُ الحُكمِ والولاياتُ ذاتيَّةُ الحُكم والمُحافظاتُ ذاتيَّةُ الحُكمِ مناطقَ قوميَّةً ذاتيَّةَ الحُكمِ».

وطِبقاً لما ينُصُّ عليه الدُّستورُ، يحقُّ للحكومةِ المركزيةِ إنشاءُ مناطقَ إداريَّةٍ خاصَّةٍ عندَ الضَّرورةِ.

وبنهايةِ عام 2013م، كانتِ الصِّينُ تتضمَّنُ 4 بلدياتٍ تخضعُ مُباشرةً للحُكومةِ المركزيَّةِ، و23 مقاطعةً، و5 مناطقَ ذاتيَّةِ الحُكمِ، ومِنطقتَيْنِ إداريتَّيَنْ خاصَّتَيْنِ، و333 ولايةً ومنشآتٍ إداريَّةً على مستوَى الولاياتِ، و2,854 محافظةً ومنشآتٍ إداريَّةً على مستوى المحافظاتِ، و40,381 ناحيةً ومنشآتٍ إداريَّةً على مُستوَى النَّواحِي.

النَّاسُPeople

السُّكَّانُ

تفخرُ الصِّينُ بأنَّها البلد الأكثرُ سكاناً في العالَمِ، ووَفْقاً لتَعْدادِها القوميِّ السَّادسِ للسُّكَّانِ، والَّذي تمَّ إجراؤُه في نهايةِ 2010م يُقدَّرُ تَعْدادُ سُكَّانِها بنحوِ 1.33972 مليار نسمةٍ (باستثناءِ سُكَّانِ «هُونْغ كُونْغ -Hong Kong» و«مَاكاو -Macao» و«تَايْوَانَ -Taiwan»، ويُستَثْنَى هؤلاءِ كذلكَ من الإحصاءاتِ الواردةِ أدنَاهُ، ويبلغُ إجماليُّ تَعْدادِ السُّكَّانِ في هذهِ المناطقِ الثَّلاثِ على التَّرتيبِ: 7.098 ملايين نسمةٍ، 0.552 مليون نسمةٍ، 23.16 مليونَ نسمةٍ وفْقاً للبياناتِ الأساسيَّةِ الواردةِ في هذا التَّعْدادِ)، وهذا بالمُقارنةِ بـ594.35 مليونَ نسمةٍ سجَّلَهمُ التَّعدادُ السُّكَّانيُّ الأوَّلُ عام 1953م، وكذلكَ 1.26583 مَلْيَار نسمةٍ سجَّلهمُ التَّعدادُ السُّكَّانيُّ الخامسُ في عام 2000م. وخلالَ السَّنَواتِ العَشْرِ منِ عام 2000 إلى 2010م شَهدتِ الصِّينُ ارتفاعاً في تَعْدادِ السُّكَّانِ بلغَ نحوَ 73.9 مليوناً أو 5.84 %، وبعبارةِ أُخرى، بلغَ مُتوسِّطُ زيادةِ تَعْدادِ السُّكَّانِ سنويّاً خلالَ هذا العقدِ من الزَّمنِ 0.57 %، وهو ما يَعْنِي أنه أبطأُ بنسبة 0.5 % من المُعدَّلِ الَّذي كانَ في العقدِ بين عام 1991 إلى 2000م، والَّذي سجَّلَ نِسبةَ زيادةٍ 1.07 %، وهو ما سجِّلَ مُعدَّلَاً أقلَّ في المواليد، وقد انعكسَ أثرُه في الزِّيادةِ السُّكَّانيَّةِ خلالَ هذهِ السَّنواتِ العَشْرِ.

وفيما يتعلَّقُ بالتَّركيبةِ الجِنْسانيَّةِ، يُمثِّلُ الذُّكورُ نِسبةَ 51.27 % من تَعْدادِ الصِّينِ، بينما تُمثِّلُ الإناثُ باقيَ النِّسبةِ وهي 48.73 % من التَّعدادِ، وبالمُقارنةِ معَ التَّعدادِ السُّكَّانيِّ الخامسِ عام 2000م، نقصت نسبة الأطفالِ من عُمْر ِ0 حتَّى 14 من إجماليِّ تَعْدادِ السُّكَّانِ 6.29 %، بحُلولِ 2010م، بينما زادَتْ نسبةُ الأشخاصِ ممَّنْ بلغَتْ أعمارُهمْ 60 فما فَوْقَ بنسبةِ 2.93 % مع زيادةِ نصيبِ الأشخاصِ الَّذينَ تتجاوزُ أعمارُهم 65 سنة، حيثُ بلغَ 1.91 %، وفيما يتعلَّقُ بتركيبةِ سُكَّانِ الحَضَرِ والرِّيفِ في الصِّينِ، ارتفعَتْ نسبةُ سُكَّانِ الحَضَرِ 13.46 % مُقارنةً بإحصاءِ 2000م، بينما نزلت نسبةُ سُكَّانِ الرِّيفِ بنَفسِ المُعدَّلِ أو النِّسبةِ.

هُناكَ 221.43 مليونَ ساكنٍ سكناً مؤقَّتاً في الصِّينِ في عام 2010م (باستثناءِ 39.96 مليوناً يعيشونَ بعيداً عنِ المناطقِ الحَضَريَّةِ للسُّكَّانِ الدَّائمينَ المُسجَّلِينَ)، وهو ما يشكل زيادةً قدرها 100.36 مليونٍ، أو 82.89 % على الإحصاءِ المُسجَّلِ في التَّعدادِ السُّكَّانيِّ الخامسِ في عام 2000م. لقد كانَ التَّحوُّلُ المُتسارِعُ للقُوَّةِ العاملةِ الرِّيفيَّةِ في الصِّينِ، والتَّطوُّرُ الاقتصاديُّ السَّريعُ خلالَ سنواتٍ، القُوَّةَ الكُبرَى الدَّافعةَ لهذهِ الزِّيادةِ في التَّعدادِ السُّكَّانيِّ المُؤقَّتِ في الصِّينِ.

القَوْمِيَّاتُ

تُعَدُّ الصِّينُ دولةً موحَّدةً، فيها العديدُ من الجماعاتِ العِرقيَّةِ منذُ العُصورِ القديمةِ، وخلالَ مسارِ التَّنميةِ الطَّويلِ الَّذي قطعهُ هذا الشَّعبُ، عَملتْ أطيافُ هذا الشَّعبِ من القوميَّاتِ المُختلفةِ معاً على تسطيرِ تاريخٍ مجيدٍ، وتكوينِ حضارةٍ مُتألِّقةٍ، ويَتألَّفُ سُكَّانُ الصِّينِ من 56 جماعةً عِرْقيَّةً، وهي: الـ«هَانُ -Han» و«تشُوَانْغ -Zhuang»، و«المَانْتشُو -Manchu»، والـ«هُوي -Hui»، و«مِيَاو -Miao»، و«يِي -Yi»، و«الأُويْغُورُ -Uygur»، و«التِّبْتُ -Tibetan»، و«تُوجِيَا -Tujia»، و«المَنْغُولُ -Mongolian»، و«بُو يِي -Bouyei»، و«الكُورِيَّةُ -Korean»، و«تُونْغُ -Dong»، و«يَاو -Yao»، و«بَاي -Bai»، و«هَانِي -Hani»، و«الكَازَاخُ -Kazak»، «ولِي -Li»، و«تَايُ -Dai»، و«لِي سُو -Lisu»، و«شِه -Sh»، و«لَاخُو -Lahu»، و«ڤَا -Va»، و«سُوي -Sui»، و«دُونْغشِيَانْغُ -Dongxiang»، و«نَا شِي -Naxi»، و«تُو -Tu»، و«القِيرغِيزُ -Kirgiz»، و«شيَانْغُ -Qiang»، و«دَوُار -Daur»، و«جِينِغْبُو -Jingpo»، و«المُولَامُ -Mulam»، و«تشِيبِي -Xibe»، و«السَالَارُ -Salar»، و«بلَانْغُ -Blang»، و«جي لَاو -Gelao»، و«مَاوْنَان -Maonan»، و«الطَاجِيكُ -Tajik»، و«برِيمِي -Primi»، و«نُو -Nu»، و«أَشَانْغ -Achang»، و«إِيفِينْك -Ewenki»، و«غِينُ -Gin»، و«دي آنغ -De’ang»، و«الأُوزْبِكُ -Uzbek»، و«جِي نُوه -Jino»، و«اليُغُورُ -Yugur»، و«البُونَانُ -Bonan»، و«دِيرُونْغُ -Derung»، و«التَّتَارُ -Tatar»، و«أُورُوخُونُ -Oroqen»، و«الرُّوسُ -Russian»، و«غَاوْشَانُ -Gaoshan»، و«هِيزِينُ -Hezhen»، و«مُونْبا -Monba»، و«لُوبَا -Lhoba».

«المَجْمُوعَاتُ العِرْقِيَّةُ - ethnic groups» فِي الصِّينِ، وَعَدَدُهَا 56

ووَفْقاً للبياناتِ المأخوذةِ من تَعْدَادِ السُّكَّانِ الوَطنيِّ الصَّادرِ في عام 2010م، يبلغُ تَعْدادُ «الهَانِ -Hans» 1.22593 مِلْيَار، ويُمثِّلُونَ 91.51 % من إجماليِّ تَعْدادِ سُكَّانِ الصِّينِ، بواقعِ نسبةِ 0.08 % أقلَّ من نسبةِ تعدادِهِم البالغةِ 91.59 % والمُسجَّلَةِ في تَعْدَادِ 2000م، كما يُمثِّلُ الهَانُ كذلكَ المجموعةَ العِرقيَّةَ الأكبرَ في العالَمِ. يبلغُ عددُ الأقلِّيَّةِ الصِّينيَّةِ 113.79 مليوناً، وتُمثِّلُ هذهِ الأقلِّيَّةُ 8.69 % من إجماليِّ عددِ السُّكَّانِ، وهي نسبةٌ أكبرُ بمقدارِ 0.08 % من النِّسبةِ المُسجَّلَةِ في تَعْدادِ عام 2000م، والَّتي بلغَتْ 8.41 %. وخلالَ الأعوامِ من 2001 حتَّى 2010م ارتفعَ عددُ الأقلِّيَّةِ الصِّينيَّةِ بمُعدَّلٍ سنويٍّ بلغَ 0.67 %، وهي نسبةٌ أسرعُ بمقدارِ 0.11 % من مجموعةِ الهَانِ العِرْقيَّةِ، وعلى رأسِ الأقلِّيَّاتِ الصِّينيَّةِ يَترَبَّعُ شعبُ «تشُوَانْغ -Zhuang» من حيثُ العددِ، بينما يحتلُّ شعبُ «اللُّوبَا -Lhoba» ذيلَ القائمةِ. يعيشُ شعبُ «الهَانِ -Han» بشكلٍ رئيسٍ في أوديةِ نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» والنَّهرِ «الأصفرِ -Yellow» ونهرِ «هُوايخه -Huaihe» ونهرِ «هَايخه -Haihe» ونهرِ «اللُّؤلُؤِ -Pearl»، وفي سهلِ الصِّينِ الشَّماليَّةِ الشَّرقيَّةِ (سونغلياو -Songliao)، بينما تعيشُ الأقلِّيَّاتُ العِرقيَّةُ الصِّينيَّةُ عادةً في الهِضابِ، والمناطقِ الجبليَّةِ، والغاباتِ، وأراضِي المراعِي، والمناطقِ الحُدوديَّةِ، وتُعدُّ هذه الأقليات مُستبعَدِةً من وجهةِ النَّظرِ الجُزئيَّةِ، ومشمولةً بالمعنَى الكُلِّيِّ.

اللُّغَةُ

تفخرُ الصِّينُ بأنَّ فيها تَنوُّعاً كبيراً في اللُّغاتِ، فهُناكَ أكثرُ مِن 80 منها ضمنَ 12 فرعاً مُدرجاً تحتَ خمسِ عائلاتٍ لُغويَّةٍ هي: اللَّغاتُ «الصِّينيَّةُ التِّبْتيَّةُ -Sino Tibetan»، واللُّغاتُ «الأَلْتيَّةُ -Altaic»، واللُّغاتُ «الهِنْدُو أُوروبِّيَّةُIndo-european»، واللُّغاتُ «الأَسْترُو آسْيويَّةُ -Austro Asiatic»، واللُّغاتُ «الأُسْتُرونيزيَّةُ -Austronesian»، وكُلُّها مُستخدَمةٌ الآنَ بينَ مُختلفِ القوميَّاتِ الصِّينيَّةِ، ومن هذهِ اللُّغاتِ تمَّ اعتمادُ اللُّغةِ المَانْدَرينيَّةِ الصِّينيَّةِ الَّتي تستخدمُ نُطقَ «بِكِينَ -Beijing» باعتبارِهِ النُّطقَ المِعياريَّ، واللَّهجةَ الشَّماليَّةَ باعتبارِها اللَّهجةَ الجِذريَّةَ، والأعمالَ الكَنَسيَّةَ المكتوبةَ بالعاميَّةِ الصِّينيَّةِ الحديثةِ باعتبارِها القواعدَ النَّحويَّةَ لتكونَ اللُّغةَ الرَّسميَّةَ المُنتشرةَ في جميعِ أنحاءِ البلادِ، كما أنَّها أصبحَتْ كذلك لُغةً دوليَّةً، ويُوجَدُ حاليّاً 24 نظاماً للكتابةِ اللُّغويَّةِ، وهذهِ مُقسَّمَةٌ إلى أربعِ فئاتٍ: «الهِيرُوغلِيفيَّةُ -hieroglyphs»، وحروفُ «الهَانِ -Han» ومُتغيِّراتُها، و«الكتابةُ المَقْطعيَّةُ -syllabic writing»، و«الكِتابةُ الأبجديَّةُ -alphabetic writing»، وكُلُّها مستخدمةٌ الآنَ بينَ الصِّينيِّينَ منَ القوميَّاتِ المُختلفةِ، على أنَّ حُروفَ «الهَانِ -Han» هي النِّظامُ الكِتابيُّ المقبولُ في البلادِ، ومن بينِ 55 أقلِّيَّةً عِرقيَّةً موجودةً في الصِّينِ، 23 منها لها لُغتُها الكِتابيَّةُ الخاصَّةُ.

الدِّينُ

تَتضمَّنُ الدِّياناتُ الَّتي يُؤمِنُ بها الصِّينيُّونَ اليومَ «البُوذيَّةَ -Buddhism» و«الطَّاويَّةَ -Taoism» و«الإسلامَ -Islamism» و«الكاثُوليكيَّةَ -Catholicism» و«البُروتُستانتيَّةَ -Protestantism» (المسيحيَّةَ في أضيقِ معانِيها، ونفسُ الأمرِ فيما سيأتي ذكره)، وهُناكَ أيضاً بعضُ الدِّياناتِ الأُخرى الموجودةِ، والَّتي تُمارسُها بعضُ الأقلِّيَّاتِ الموجودةِ في الصِّينِ، ومنها: الكنيسةُ الأُرْثُوذُكسيَّةُ الشَّرقيَّةُ والشَّامانيَّةُ، ومنِ بينِ هذه الدِّياناتِ، انتقلت البُوذيَّةُ من الهِنْدِ إلى الصِّينِ مُنذُ ألفي عام، كما تَطوَّرتِ الطَّاويَّةُ محلِّيّاً منذُ أكثرَ مِن 1,800 عامٍ، بينما أدخلَ العربُ الإسلامَ إلى الصِّين منذُ أكثرَ مِن 1,300 عام، ويعتنقُ شعبُ الهانِ في الأغلبِ الدِّياناتِ البُوذيَّةَ والطَّاويَّةَ والكاثُوليكيَّةَ والبُروتُستَانتيَّةَ، بينما يعتنقُ الهُوي والأويغُورُ والكَازَاخُ والقِرْغِيزُ والتَّتَارُ والأُوزْبِكُ والطَّاجِيكُ والدُّونْغِشِيَانْغُ والسَّالَارُ والبُونَانُ وغيرُهم الإسلامَ، أمَّا التِّبْتُ والمَنْغُولُ والمُونْبَا واللُّوبَا والتُّو واليُغُورُ، فيعتنقونَ البُوذيَّةَ، بينما يعتنقُ التَّاي والبِلَانْغُ والدُّو لُونغُ الهِينَايَانَا، ويعتنقُ عددٌ كبيرٌ مِن المِيَاو واليَاو الكاثُوليكِيَّةَ.

وتُعَدُّ «الشَّامَانِيَّةُ -Shamanism» الأكثرَ انتشاراً بينَ الأُورُوخِينِ والإِيفِينْكِ والدو آر، وهناكَ جماعةٌ عِرقيَّةٌ أو اثنتَانِ تُمارسانِ طُقوسَ «التُّونْغَابِيَّةِ -Dongbaism» و«البُونَانِيَّةِ -Bonan».

المِهْرَجَانَاتُ وَالعُطلَاتُ

تَتضمَّنُ المِهرجاناتُ التَّقليديَّةُ الرَّئيسةُ الَّتي يتمُّ الاحتفالُ بها في الصِّينِ على نطاقٍ واسعٍ عيدَ الرَّبيعِ (يومَ رأسِ السَّنَةِ في التَّقويمِ القمريِّ الصِّينيِّ)، ومِهْرجانَ الفَوانيسِ (في اليومِ الخامسَ عَشَرَ من أوَّلِ شهرٍ قمريٍّ)، ومِهرجانَ قواربِ التِّنِّينِ (في اليوم الخامسِ من الشَّهرِ القمريِّ الخامسِ)، ومِهرجانَ مُنتصَفِ الخريفِ (في اليوم الخامسَ عَشَرَ من الشَّهرِ القمريِّ الثَّامنِ)، وهُناكَ أيضاً بعضُ المهرجاناتِ التَّقليديَّةِ الأُخرى الَّتي يتمُّ الاحتفالُ بها في الصِّينِ مثلُ: مهرجانِ عصيدةِ الأَرُزِّ، ومهرجانِ كَنْسِ المقابرِ، ومهرجانِ اليومِ التَّاسعِ من الشَّهرِ التَّاسعِ، ومهرجانِ إِلَهِ المطبخِ ، أمَّا عنِ المِهرجَاناتِ الَّتي تحتفلُ بها الأقلِّيَّةُ الصِّينيَّةُ، فتتضمَّنُ مِهرجانَ رشِّ المياهِ الَّذي يحتفلُ به شعبُ «التَّاي -Dai»، ومِهرجانَ الألعابِ المغوليَّةِ الَّذي يحتفلُ فيه «المَنْغُولُ -Mongolian»، ومِهرجانَ الشَّهرِ الثَّالثِ الَّذي يحتفلُ فيه «البَاي -Bai»، ومِهرجانَ الأُغنيةِ الشَّعبيَّةِ الَّذي يحتفلُ فيه «تشُوَانْغ -Zhuang»، ومِهرجانَ السَّنةِ الجديدةِ التِّبتيَّةِ، ومهرجانَ انتظارِ الفاكهةِ الَّذي يحتفلُ به «التِّبتُ -Tibetan»، وكذلكَ مِهرجانَ الكَرْبُونِ ومهرجانَ الإفطارِ والسَّنةِ الجديدةِ لشعبِ «اليِي -Yi»، ومهرجانَ الشُّعلةِ، ومهرجانَ قاربِ التِّنِّينِ، ومهرجان اجتماعِ الصَّلاةِ الكُبرى. ومن بينِ المهرجاناتِ التَّقليديَّةِ يُعَدُّ مِهرجانُ الرِّبيعِ أهمَّ وأكبرَ تلكَ المهرجاناتِ، وليستِ الصِّينُ وحدَها الَّتي تحتفلُ بهذا المهرجانِ، فاليَابَانَ كذلكَ تحتفلُ به، وكذلكَ يحتفلُ به الصِّينيُّونَ في جميعِ أنحاءِ العالَمِ خارجَ الصينِّ، وخلالَ هذا المهرجانِ يُزيِّنُ الصِّينيُّونَ -سُكَّانُ الحَضَرِ أو الرِّيفِ- منازلَهُمْ بأُنشوداتٍ وأغانٍ وصُورِ رأسِ السَّنةِ الجديدةِ، كما أنَّهُم يُحوِّلونَ بيوتَهُمْ إلى أماكنَ لتَجمُّعِ العائلةِ، ويزورُ بعضُهم بعضاً في هذا اليومِ، ويُطلقونَ الألعابَ النَّاريَّةَ لتُدوِّي إيذاناً برحيلٍ عام وقُدومِ آخَرَ جديدٍ، وتُمارَسُ العديدُ من الأنشطةِ الثَّقافيَّةِ والتَّرفيهيَّةِ المُتنوِّعةِ في كُلِّ مكانٍ، ومنها رقصةُ الأسدِ، ورقصةُ التِّنِّينِ، وعُروضُ المَشْيِ على الأخشابِ والقواربِ الأرضيَّةِ.

اسْتِعْرَاضُ الفَوَانِيسِ خِلَالَ مِهْرَجَانِ الفَوَانِيسِ