الصِّناعاتُ

الزِّرَاعَةُAgriculture

تتميَّزُ الصِّينُ بتاريخٍ طويلٍ في مجالِ التَّنميةِ الزِّراعيَّة. فبفضلِ أراضيها الشَّاسعة، تمتلكُ الصِّينُ الكثيرَ مِن المواردِ الزِّراعيَّة، وتنوُّعاً كبيراً في الإنتاجِ الزِّراعيِّ مع السِّماتِ الإقليميَّةِ البارزةِ سواءٌ المرتبِطةُ أو غيرُ المرتبِطةِ بموقعِ الإقليمِ. وبشكلٍ عام، تقعُ المنطقةُ المزروعةُ في الصِّينِ بشكلٍ أساسيٍّ في المقاطَعاتِ الشَّرقيَّةِ ومناطقِ الحُكمِ الذَّاتيِّ شرقَ خطِّ جبالِ «خَينْغَانْ -Khingan» العظمى وسورِ الصِّينِ العظيمِ وهضبةِ «تشِينْغِهَايْ -Qinghai / التِّبتِ -Tibet»، بالإضافةِ إلى سهلِ شمالِ شرقيِّ الصِّينِ، و«النهرِ الأصفرِ -Yellow River»، ونهرِ «هَوايخه -Huaihe»، وسهلِ نهرِ «هَايخه -Haihe»، ووادي نهرِ «يانغِتسِي -Yangtze»، وحوضِ «سِيتُشْوَان -Sichuan» ومنطقةِ دِلتَا نهرِ اللُّؤْلُؤِ، والسُّهولِ الممتدَّةِ عبرَ السَّاحلِ الشَّرقيِّ، والسُّهولِ في غربِ تَايْوَانَ، بالإضافةِ إلى المناطقِ الزِّراعيَّةِ التَّقليديَّةِ. هذِه المناطقُ المتطوِّرةُ جدًّا والتي تقومُ أساساً على زراعةِ الحبوبِ والقطنِ والنَّباتاتِ الزَّيتيَّةِ ومحاصيلِ السُّكَّرِ والخضارِ ومحاصيلِ البستنةِ، والدَّواجنِ والمنتجاتِ الحيوانيَّةِ والتَّبغِ والمنتجاتِ المائيَّةِ، وبما تمتلكُه مِن مستوَى زراعةٍ عالٍ تمثِّلُ أهميةً زراعيَّةً كبرَى للصِّينِ. أمَّا الهضابُ والمناطقُ الجبليَّةُ في شمالِ وشمالِ غربِ وجنوبِ غربِ الصِّينِ فتسكنُها أساساً مجموعاتٌ عرقيَّةٌ، وهِي غنيَّةٌ بالمراعِي الطَّبيعيَّةِ مع مساحاتٍ شاسعةٍ مِنَ المراعِي التي يمكنُ استغلالُها، وتعتمدُ أساساً على تربيةِ الحيواناتِ أو تربيةِ الحيواناتِ الزِّراعيَّةِ بهدفِ تنميةِ المناطقِ الريفيَّةِ اقتصاديًّا. وهذِه تمثِّلُ المراكزَ الرَّئيسةَ للصِّينِ لرعيِ الماشيةِ. وتمثِّلُ الزِّراعةُ الجافَّةُ والرَّيُ مِنِ الواحاتِ وزراعةُ الهضابِ الأشكالَ الرَّئيسةَ للزِّراعةِ في هذِه المناطقِ، والتي تحملُ ملامحَ زراعةِ جبالِ الألبِ والزِّراعةِ الجافَّةِ. وتُعتبرُ هذِه المناطقُ ذاتَ مستوَى تنميةٍ زراعيَّةٍ منخفضٍ نسبيًّا (ويشملُ هذَا تربيةَ الحيواناتِ). وتشكِّلُ جِبَالُ «خَينْغَان» الكُبْرَى، وجِبَالُ «خَينْغَان -Khingan» الصُّغْرَى، وجِبَالَ «تشَانْغبَاي -Changbai» في شمالِ شرقِ الصِّينِ أكبرَ منطقةِ غاباتٍ طَّبيعيَّةٍ في البلاد، وتُعتبرُ القاعدةَ الرَّئيسةَ لإنتاجِ الأخشابِ، مع كَوْنِ الغاباتِ الصُّنوبريَّةِ المعتدِلةِ والغاباتِ النّفضيَّةِ المُختلِطةِ الأنواعَ السَّائدةَ. كما تشكِّلُ جِبَالُ «هِنْغدُوَان -Hengduan» والجزءُ الجنوبيُّ الشَّرقيُّ مِن «التِّبتِ -Tibet» في جنوبِ غربِ الصِّينِ ثاني أكبرَ منطقةٍ في البلادِ مِن الغاباتِ الطَّبيعيَّةِ سواء بالنسبةِ للأنواعِ الاستوائيَّةِ أم المعتدِلةِ أم البارِدةِ. وباستثناءِ منطقةِ غاباتِ «شين نُونْغ جيا -Shennongjia»، تشكِّلُ جميعُ المناطقِ الأخرى الواقعةُ جنوبَ جِبَالِ «تشِينْلِينْغ -Qinling» ونهر «هَوايخه -Huaihe» وشرقيَّ هضبة «يُونَّان غُوِيتْشُو -Yunnan Guizhou» أكبرَ منطقةٍ في الصِّينِ للغاباتِ الاقتصاديَّةِ المزروعةِ. أمَّا مناطقُ «غُوانْغِدُونْغ -Guangdong» و«غُوَانْغِشِي -Guangxi»، و«فُوجِيَان -Fujian» و«يُونّان -Yunnan»، و«هَايْنَان -Hainan» و«تَايْوَان -Taiwan» والمناطقُ الأخرى التي تتميَّزُ بظروفٍ حراريَّةٍ مناسِبةٍ فهِي قواعدُ الصِّينِ مِن الغاباتِ الاقتصاديَّةِ الاستوائيَّةِ وبعضِ المحاصيلِ التي تشملُ المطَّاطَ الطَّبيعيَّ والينسونَ وخشبَ النَّانْمُو وزيتَ النَّخيلِ وأشجارَ جوزِ الهندِ.

ونظراً لما تمتلكُهً الصِّينُ مِن مقوِّماتِها الوطنيَّةِ الأساسيَّةِ والوضعِ العام كقوَّةٍ زراعيَّةٍ ذاتِ كثافةٍ سكَّانيَّةٍ مرتفِعةٍ، أولَتِ الصِّينُ دائماً الزِّراعةَ المكانةَ الأُولى في نشاطِها الاقتصاديِّ. ومنِ خلالِ الجهودِ المُتواصِلةِ منذ ما يزيد على نصفِ قرنٍ، تحوَّلَت الزِّراعةُ من أواخرِ أربعينياتِ القرنِ العشرِين، مِن النَّمطِ التَّقليديِّ للزِّراعةِ، الذي تُسيطرُ عليه بشكلٍ كُلِّيٍّ زراعةُ المحاصيلِ والنباتاتِ، إلى تجارةٍ زراعيَّةٍ مُوسَّعةٍ تشملُ الزِّراعةَ والغاباتِ والثَّروةَ الحيوانيَّةَ ومصايدَ الأسماكِ، ليكونَ قطاعاً إنتاجيًّا مُوَجَّهاً نحوَ التَّنميةِ الشَّاملةِ ولهُ ارتباطٌ وثيقٌ بسائرِ قطاعاتِ الإنتاجِ الاجتماعيَّةِ.

الحَصَادُ فِي فَصْلِ الخَرِيفِ

ومنذُ أن شرعَتِ الصِّينُ في مسيرةِ الإصلاحِ والانفتاحِ عام 1978م، قامتْ بالإصلاحِ الرِّيفيِّ مِن خلالِ مرحلتَين: إصلاحِ نظامِ الأراضي وإصلاحِ الضَّرائبِ والنَّفقاتِ. وقدْ حان الآنَ الوقتُ للمرحلةِ الثَّالثةِ: وهي الإصلاحُ الشَّاملُ. ومِن أجلِ قيادةِ المسيرةِ الوطنيَّةِ للتَّقدُّمِ الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ مِن منظورِ تنميةٍ علميَّةٍ، وتماشِياً مع الحاجةِ إلى التَّنميةِ الحضريَّةِ والرِّيفيَّةِ المتوازِنةِ، وضعَتِ اللَّجنةُ المركزيَّةُ للحزبِ الشُّيوعيِّ ومجلسُ الدَّولةِ دائماً الإنتاجَ الزِّراعيَّ على رأسِ ألوياتِ الجهودِ الرَّاميةِ إلى تطويرِ ريفٍ اشتراكيٍّ جديدٍ، مع محاولةِ زيادةِ الإنتاجِ الشَّاملِ وإمكانيَّاتِ القيمةِ المُضافَةِ للزِّراعةِ وتعزيزِ موقفِها كأساسٍ للاقتصادِ مِن خلالِ تشجيعِ إعادةِ الهيكلةِ الاستراتيجيَّةِ وتحويلِ نمطِ التَّنميةِ. كما اتَّخذتْ مجموعةً مِن السِّياساتِ المُهمَّةِ التي تستفيدُ منها الزِّراعةُ والمناطقُ الرِّيفيَّةُ والفلَّاحون لدفعِ عجلةِ التَّنميةِ الزِّراعةِ الحديثةِ، كإلغاءِ الضَّرائبِ الزِّراعيَّةِ وضريبةِ الثَّروةِ الحيوانيَّةِ والضَّرائبِ على المنتجاتِ الزِّراعيَّةِ الخاصَّةِ، واستحداثِ آليَّةٍ للإعاناتِ الزِّراعيَّةِ. وبفضلِ هذِه الجهودِ، تحقَّقتِ الإنجازاتُ التَّاليةُ في التَّنميةِ الزِّراعيَّةِ والرِّيفيَّةِ في الصِّينِ:

(1) زِيَادَةُ تَحْسِينِ الأَمْنِ الغِذَائِيِّ الوَطَنِيِّ نَظَراً لِلتَّطَوُّرِ المُطَّرِدِ فِي إِنْتَاجِ الحُبُوبِ. بفضلِ الجهودِ المبذولةِ في تطويرِ خططِ زراعةِ الحبوبِ النَّموذجيَّةِ وقواعدِ إنتاجِ الحبوبِ الاستهلاكيَّةِ وأحزمةِ إنتاجِ الحبوبِ، التي لا تقِلُّ مساحةُ كلٍّ منهَا عنْ 10,000 «مُو -mo»، فِي المقاطعاتِ المُنتِجةِ للحبوبِ البالغِ عددُها 484 مقاطعةً، والمزارعِ المُوزَّعةِ على 13 منطقةً منتِجةً للحبوبِ، بفضل كل ذلك تمكَّنتِ الصِّينُ مِن وقْفِ التَّقلُّصِ الدَّائمِ للمساحةِ المزروعةِ والانخفاضِ السَّنويِّ في إجماليِّ إنتاجِ الحبوبِ، فعادتْ بالأمرَين إلى مسارِ النُّموِّ. كما سجَّلتِ الصِّينُ زيادةً في إنتاجِ الحبوبِ على مدارِ أربعِ سنواتٍ متتاليةٍ، حيثُ بلَغ في عام 2013م: 601.94 مليونِ طنٍّ.

(2) المَزِيدُ مِنَ التَّعْدِيلَاتِ، وَتَفْعِيلُ الهَيْكَلِ الزِّراعيِّ، والتَّخْطِيطُ الْإِقْلِيمِيُّ لِلْإِنْتَاجِ الزِّرَاعِيِّ وَالْإِنْتَاجِ، وَالتَّطَوَّرُ المُسْتَمِرُّ وَالْهَيْكَلَةُ الْإِقْلِيمِيَّةُ وَالتَّصنيعُ وَالتَّوْحِيدُ المِعْيَارِيُّ لِلزِّرَاعَةِ. عندَما تمَّ اتِّخاذُ تدابيرَ لتحقيقِ استقرارِ إنتاجِ الحبوبِ والقطنِ والزُّيوتِ، تمَّ تكثيفُ الجهودِ لرفْعِ مستوَى إنتاجِ تربيةِ الحيواناتِ، وتربيةِ الأحياءِ المائيةِ، وتطويرِ الغاباتِ الاقتصاديَّةِ وقطاعِ البستنةِ والقطاعاتِ الأخرى تماشِيَاً مع الظُّروفِ المحلِّيَّةِ. ونتيجةً لذلِك تزايدَ الإنتاجُ الإجماليُّ المشترَكُ مِنَ الزِّراعةِ والحراجةِ وتربيةِ الحيواناتِ والأسماكِ تزايُداً معقولاً، وأصبحَ هناكَ تخطيطٌ إقليميٌّ أمثلُ للإنتاجِ الزِّراعيِّ. هَذا بالإضافةِ إلى التَّحسيناتِ الجديدةِ للقدراتِ الشَّاملةِ لإنتاجِ الحبوبِ لـ«النَّهرِ الأصفرِ -Yellow River» ونهر «هَوايخه -Huaihe» وسهل نَهْرِ «هَايْخه -Haihe» ودِلْتَا نَهرِ الـ«يانغِتسِي -Yangtze» و«سَهْلِ شَمَالِ شَرْقِ الصِّينِ -the Northeast China Plain»، والإسراعِ بتنميةِ القواعدِ الرَّئيسة وأحزمةِ المناطقِ المنتِجةِ للحبوبِ وعددٍ كبيرٍ مِنَ الأحزمةِ الصِّناعيَّةِ المرسومةِ لبناءِ علاماتٍ تجاريَّةٍ، خاصَّةً المحاصيلَ الاقتصاديَّةَ عاليةَ الجودةِ الجديدةَ والنَّادرةَ أو المحاصيلَ المداريَّةَ في المناطقِ ذاتِ الظُّروفِ المناخيَّةِ الملائمةِ، كالأحزمةِ الصِّناعيَّةِ في شمالِ شرقِ الصِّينِ لزيادةِ جودةِ الذُّرةِ وفولِ الصُّويَا، والأحزمةِ في سهلِ «سَانْجِيَانْغ -Sanjiang» لزراعةِ الأرزِ، وفي سهل نَهْرِ «هَوايخهْ -Huaihe» و«النَّهْرِ الأّصْفَرِ -Yellow River» ونهْرَ «هَايْخِه -Haihe» لزراعةِ القمحِ للأغراضِ الخاصَّةِ، والأحزمةِ الموجودةِ في منطقةِ دِلْتَا نَهْرِ الـ«يانغِتسِي -Yangtze» لزراعةِ بذورِ اللِّفتِ. كما تمَّ تطويرُ أحزمةٍ مُتخصِّصةٍ في شبهِ جزيرةِ «شَانْدُونْغ -Shandong» لزراعةِ الفولِ السُّودانيِّ والتُّفاحِ، وفي هضبةِ اللَّوسِ في شمالِ غربِ الصِّينِ لزراعةِ التُّفاحِ على طولِ المضائقِ الثَّلاثةِ لنهرِ الـ«يانغِتسِي -Yangtze»، وفي مُقاطَعةِ «تشَجْيَانْغ -Zhejiang» جنوبيِّ «فُوجْيَان -Fujian» الغربيةِ والشَّرقيةِ، وفي مُقاطَعةُ «غُوانْغدُونْغ -Guangdong» لزراعةِ البرتقالِ واليوسفيِّ، وفي منطقةِ «غُوانْغِشِي -Guangxi» في جنوب شرق البلادِ لزراعةِ قصبِ السُّكرِ، وفي «البحرِ الأصفرِ -Yellow Sea» وبحرِ «بُوهَايْ -Bohai» لزراعةِ المُنتجاتِ المائيَّةِ المُوجَّهةِ للتَّصديرِ. وبالإضافةِ إلى ذلِك، بُذلتْ جهودٌ نشطةٌ لتطويرِ تربيةِ الحيواناتِ في المناطقِ الزِّراعيَّةِ والرَّعويَّةِ في التِّلالِ في جنوبِ الصِّينِ وفي المناطقِ الكارستيَّةِ في جنوبِ غربِ الصِّينِ. أمَّا في المناطقِ التي تفتقرُ إلى المياهِ فقدْ تركَّزتِ الجهودُ على تطويرِ الزِّراعةِ الجافَّةِ والزِّراعةِ التي لا تستهلكُ المياهَ.

(3) التَّقَدُّمُ الكَبِيرُ فِي التَّصنيع الزِّرَاعِيِّ وَالتَّقَدُّمُ الْجَدِيدُ في التَّنْمِيَةِ المُوَجَّهَةِ لِلسُّوقِ المُتَخَصِّصَةِ وَالمُتَكَامِلَةِ وَالحَدِيثَةِ. فقدْ بُذلتْ جهودٌ كبرَى لتطويرِ عددٍ كبيرٍ مِن الشَّركاتِ الكبرَى ذاتِ الميزةِ التَّنافسيَّةِ وقوَّةِ الدَّافع، والمنظَّماتِ التَّعاونيَّةِ مِن مُختلَفِ الأنواعِ، وأسواقِ المنتجاتِ الزِّراعيَّةِ الكبيرةِ، والزِّراعةِ التَّعاقديَّةِ لإنشاءِ آليَّةٍ زراعيَّةٍ مُتخصِّصةٍ ومُتكامِلةٍ وحديثةٍ وتشجيعِ الاستثمارِ المشترَكِ. وفي الوقتِ نفسِه، تمَّ توجيهُ جهودٍ نشطةٍ لتطويرِ المنتجاتِ الزِّراعيَّةِ التَّنافسيَّةِ ذاتِ الجودةِ العاليةِ والخصائصِ البارزةِ وذاتِ القيمةِ المضافةِ. يُضافُ إلى هذَا دعمُ تجهيزِ المنتجاتِ الزِّراعيَّةِ وحفظِها وتخزينِها مِن أجلِ إطالةِ السِّلسلةِ الزِّراعيَّةِ وإنشاءِ نموذجِ تنميةٍ زراعيَّةٍ يتميَّزُ بالتكامُلِ العضويِّ للإنتاجِ الزِّراعيِّ والتَّجهيزِ والتَّسويقِ. تمَّ إجراءُ كلِّ هذَا بهدفِ مساعدةِ الفلَّاحِين على زيادةِ الاستفادةِ مِن التَّصنيع الزِّراعيِّ.

(4) التَّطويرُ الأوَّليُّ للزِّراعةِ الإيكولوجيَّةِ والدَّوريَّةِ. منذُ الثَّمانينياتِ، عندَما بدأَتِ الصِّينُ تطويرَ الزِّراعةِ الإيكولوجيَّةِ، أو الزِّراعةِ المستدامةِ كما هو معلومٌ في العالمِ، وأدرجتْ هذِه الجهودَ المبذولةَ في جدولِ أعمالِها للقرنِ الحادي والعشرين (جدولُ أعمالِ الصِّينِ 21)، تمَّ إنشاءُ أكثرَ مِن ألفَيْ مركزٍ تجريبيٍّ مختلِفِ الأنواعِ والأحجامِ على مستوَى المقاطَعاتِ والبلدِيَّاتِ والقُرى في جميعِ أنحاءِ البلادِ بنهايةِ عام 1996م، وتمَّ تطويرُ عشرةِ نماذجَ للزِّراعةِ عاليةِ المحصولِ والكفاءةِ. واستناداً إلى هذِه الإنجازاتِ، بدأتِ المقاطَعاتُ والبلدِيَّاتُ والمناطقُ ذاتيَّةُ الحُكمِ برامجَ ترويجٍ إيكولوجيَّةً شامِلةً، لدفعِ تنميةِ الزِّراعةِ الإيكولوجيَّةِ في البلادِ إلى مرحلةٍ جديدةٍ.

الصِّنَاعَةُIndustry

لمدةٍ تربُو على قرنٍ مِن الزَّمنِ، ومنذُ ازدهار ِالصِّناعةِ الحديثةِ في البلادِ حتَّى نهايةِ الأربعينيَّاتِ مِنَ القرنِ الماضِي، ظلَّتِ الصِّينُ في حالةٍ مِنَ الضَّعفِ المؤسَّسيِّ، حيثُ كانَتِ القطاعاتُ الصِّناعيَّةُ غيرَ كافيةٍ مع انخفاضِ مستوَى التَّقنيةِ، وتغوُّلِ المركزيَّةِ عبرَ الساحلِ الشَّرقيِّ، وبُعْدِ مراكز استخراجِ الموادِّ الخامِّ وقواعدِ موادِ الوقودِ عَن مراكزِ الاستهلاكِ. وبَعْدَ تأسيسِ جمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ، تمَّ بذلُ جهودٍ كبيرةٍ لتحسينِ هذِه الحالةِ مِن التَّخلُّفِ والتَّوزيعِ غيرِ الرَّشيدِ. وبفضلِ ما يقربُ مِن 60 عاماً مِنَ الجهودِ المبذولةِ في التَّنميةِ والتَّأهيلِ والتَّجديدِ والتَّعديلِ والتَّحسينِ والارتقاءِ حدثتْ تغييراتٌ كبيرةٌ في حجمِ التَّنميةِ الصِّناعيَّةِ في البلادِ وهيكلِها وتوزيعِها الجيولوجيِّ.

سَدُّ المَمَرَّاتِ الثَّلَاثَةِ

وفي عام 1985م، بلغ الإنتاجُ الصِّناعيُّ في المقاطَعاتِ والبلدِيَّاتِ والمناطقِ ذاتيَّةِ الحُكمِ في البرِّ الأساسيِّ الصِّينيِّ 971.6 مليارَ يوانٍ، أيْ بزيادةٍ قدرُها 68.4 ضعفاً، إذ بلغت 14 مليارَ يوانٍ في عام 1949م. وبحلولِ 2009م، ارتفع الإنتاجُ بشكلٍ هائلٍ ليصلَ إلى 50.728489 تريليونَ يوانٍ، أيْ تضاعف 52.2 مرة عن الرَّقمِ المُسجَّلِ عام 1985م. وسجَّل الإنتاجُ الصِّناعيُّ الصِّينيُّ في عام 2013م، قيمةً مضافَةً بنسبةِ 21.0689 تريليونَ يوانٍ، بزيادةِ 7.6 % عَلى إنتاج عام 2012م. وباعتبارِها دولةً ناميةً نموذجيَّةً في العالمِ، اتَّبعتِ الصِّينُ قاعدةً متميِّزةً في التَّنميةِ الاقتصاديَّةِ. فقدْ شهدتِ السَّنواتُ منذُ الخمسينيَّاتِ إلى أوائلِ السبعينيَّاتِ المرحلةَ التَّحضيريَّةَ للتَّصنيعِ في الصِّينِ. وبحلولِ عام 1985م، ازدادتِ الصِّناعةُ الخفيفةُ لتصلَ لنسبةِ 46.7 % مِن إجماليِّ الإنتاجِ الصِّناعيِّ للصِّينِ مقارنةً بنسبةِ 73.5 % في عام 1949م. وفي الوقتِ نفسِه، نمتْ حصَّةُ الصِّناعاتِ الثَّقيلةِ إلى نسبةٍ معقولةٍ، لتُرسِيَ أساساً أوَّليًّا لمواصلةِ تطويرِ هذِه الصِّناعةِ. ومنذُ ذلِك الحينِ، استمرَّ هذانِ القطَّاعانِ الصِّناعيَّانِ المسيطرانِ على الصِّناعةِ -الصِّناعةِ الخفيفةِ والثَّقيلةِ- في الازديادِ السَّريعِ، وكان كلٌّ منهمَا يفتحُ المجالَ للآخرِ طوالَ الوقتِ. وبعدَ عام 1990م، شهدتِ الصِّناعةُ الخفيفةُ زيادةً جديدةً في نسبتِها. وقُبيلَ منتصَفِ التِّسعينياتِ، أتمَّتِ الصِّينُ بشكلٍ أساسيٍّ مرحلةَ التَّنميةِ الصِّناعيَّةِ القائمةِ على الموادِّ الخامِّ ودخلتْ مرحلةً كبيرةَ المدَى مِن المعالجةِ التي تتمحورُ حولَ الصِّناعةِ الثَّقيلةِ. غيرَ أنَّ القيودَ التَّقنيةَ تسبَّبتْ في تأخيرِ هذَا المسارِ. ومنذُ بدايةِ القرنِ الحادِي والعشرِين، شهدتِ الصِّينُ تطوُّراً أسرعَ بشكلٍ ملحوظٍ في الصِّناعةِ الثَّقيلةِ -صناعةِ السَّيَّاراتِ والإلكترونيَّاتِ والاتِّصالاتِ السِّلكيَّةِ واللَّاسلكيَّةِ والحديدِ والصُّلبِ والمعادنِ غيرِ الحديديَّةِ والماكيناتِ وموادِّ البناءِ والكيمياويَّاتِ والطَّاقةِ والفحمِ وقطاعاتِ النِّفطِ- بشكلٍ أكبرَ مِن الصِّناعةِ الخفيفةِ.

ومنذُ منتصَفِ الثَّمانينياتِ، بدأتِ الصِّينُ تحويلَ التَّركيزِ الاستراتيجيِّ لتوزيعِ القدرةِ الصِّناعيَّةِ مِن عددٍ قليلٍ مِن المدنِ السَّاحليَّةِ في شرقِ الصِّينِ والمراكزِ التَّقليديَّةِ في شمالِ شرقِ الصِّينِ إلى المناطقِ الوسطَى والغربيَّةِ لتشكيلِ خريطةٍ استراتيجيَّةٍ على شكلِT تشملُ المناطقَ السَّاحليَّةَ الشَّرقيَّةَ والمناطقَ على طولِ نهر «يانغِتسِي -Yangtze». ومع مطلَعِ القرنِ الحادِي والعشرين، امتدَّ توزيعُ القدرةِ الصِّناعيَّةِ مِن المناطقِ السَّاحليَّةِ الشَّرقيَّةِ، والمناطقِ على طولِ نهرِ «يانغِتسِي -Yangtze»، والمراكزِ التَّقليديَّةِ في شمالِ شرقِ الصِّينِ إلى المناطقِ الوسطَى والغربيَّةِ الشَّاسعةِ، مع ظهورِ عددٍ كبيرٍ مِن المشروعاتِ كبيرةِ الحجمِ ومتوسِّطةِ الحجمِ وإنتاجِ سلعِ الطَّاقةِ والموادِّ الخامِّ والسِّلعِ الاستهلاكيَّةِ بحجمٍ كبيرٍ نسبيًّا في جميعِ المقاطَعاتِ والبلدِيَّاتِ والمناطقِ ذاتيَّةِ الحُكمِ باستثناءِ (منطقةِ «التِّبْتِ -Tibet» ذاتيَّةِ الحُكمِ). كما أُنشئتْ أنظمةٌ صناعيَّةٌ كبيرةُ الحجمِ ومستقِلَّةُ التَّشغيلِ ومتكامِلةُ المجالاتِ في عددٍ كبيرٍ مِن المقاطَعاتِ الصِّناعيَّةِ الكبيرةِ والمدنِ الكبيرةِ والمتوسِّطةِ، ما أدَّى إلى ظهورِ عددٍ كبيرٍ مِن المناطقِ الصِّناعيَّةِ الضَّخمةِ في الحجمِ وذاتِ الموقعِ المركزيِّ كالمنطقةِ الصِّناعيَّةِ في دلتَا نهرِ «يانغِتسِي -Yangtze» ومنطقةِ «بِكِينَ -Beijing» / «تِيَانْجِين -Tianjin» / «تَانْغِشَان -Tangshan» الصِّناعيَّةِ، ومنطقةِ «نهرِ اللُّؤلؤِ -Pearl River» الصِّناعيَّةِ، ووسطِ وجنوبِ مقاطَعةِ «لِيَاوْنِينْغ -Liaoning» الصِّناعيَّةِ، والمناطقِ النَّائيةِ في شمالِ شرقِ الصِّينِ، والمناطقِ الصِّناعيَّةِ على طولِ الخطِّ الحديديِّ «جِينَان -Jinan» - «تشِينْغدَاوْ -Qingdao»، وسكَّةِ حديدِ «تشِنْغدُو -Chengdu» / «تشُونْغِتْشِينْغ -Chongqing»، وفي مقاطَعةِ «شانْشِي-Shaanxi» وسطِ البلادِ، وعلى طولِ المجرَى الأعلَى للنَّهرِ الأصفرِ. كما تكوَّنتِ المراكزُ الصِّناعيَّةُ الكيميائيَّةُ الثَّقيلةُ ومراكزُ الطَّاقةِ في مقاطَعةِ «شَانْشِي -Shanxi». وباﻹضافةِ إلى ذلِك، تمَّ إنجازُ عددٍ كبيرٍ مِن المناطقِ الصِّناعيَّةِ الشَّاملةِ ذاتِ القوةِ الكبيرةِ ومراكزِ الطَّاقةِ والموادِّ الخامِّ، والمراكزِ الصِّناعيَّةِ الرَّئيسةِ، ومجمَّعاتِ التُّكنولوجيا الوطنيَّةِ الفائقةِ لتكونَ مكاناً للقطاعاتِ الصِّناعيَّةِ المتنافسةِ والمؤسَّساتِ التي تقدِّمُ منتجاتٍ تنافسيَّةً. ونظراً للمواردِ والاستدامةِ البيئيَّةِ وأُسسِ التَّنميةِ والإمكاناتِ في مختلَفِ المناطقِ، أعادتِ الصِّينُ التَّوزيعَ الاستراتيجيَّ لقدراتِها الصِّناعيَّةِ من أجل تحقيقِ المزايا لكلِّ منطِقةٍ ولتقديمِ أفضلَ ما لدَيها.

تَطوِيرُ الصِّنَاعَاتِ الأساسيَّةِ

الوَقُودُ

الصِّينُ دولةٌ غنيَّةٌ بمواردِ الطَّاقةِ، وأيضاً مستهلِكٌ كبيرٌ للطَّاقةِ القائمةِ على الفحمِ. ومع تطويرِ صناعتِها الثَّقيلةِ المستهلِكةِ للطَّاقةِ، شهدتِ انفجاراً في الطَّلبِ على الطَّاقةِ وواجهتْ عقبةً كبرَى بشأنِ الطَّاقةِ في مسيرةِ التَّنميةِ الصِّناعيَّةِ. وفي عام 2013م، بلغ إنتاجُ الفحمِ 3.68 مليارات طنٍّ مِن مراكزِ إنتاجِ الفحمِ الصِّينيّةِ في «شَنْشِي -Shanxi» و«مَنْغُولْيَا -Mongolia» الدَّاخليَّةِ و«خِنَان -Henan» و«شَانْشِي -Shaanxi» و«شَانْدُونْغ -Shandong» و«غُوِيتْشُو -Guizhou» و«هِيلُونْغِ جْيَانْغ -Heilongjiang». وخلالَ الخطَّةِ الخمسيَّةِ الحاديةَ عشرةَ، ركَّزتِ الصِّينُ جهودَها على تطويرِ مراكزِ إنتاجِ فحمٍ كبرَى، وشجَّعتْ عملياتِ الدَّمجِ والاستحواذِ لمناجمِ الفحمِ، وأشرفتْ على إنشاءِ عدَّةِ تكتُّلاتٍ منتِجةٍ للفحمِ تنتج كلٌ منها ما يربُو على 100 مليونِ طنٍّ، كما حَثَّتْ على إعادةِ هيكلةِ وتجديدِ منتِجي الفحمِ الصِّغارِ والمتوسِّطين، وإغلاقِ جميعِ مناجمِ الفحمِ غيرِ الملائمةِ للإنتاجِ الآمنِ، أو الضَّارَّةِ للبيئةِ أو لمخزونِ المواردِ.

تُعاني الصِّينُ نقصاً في مواردِ النِّفطِ والغازِ الطَّبيعيِّ. وفي عام 1997م، بلغ إنتاجُها السَّنويُّ مِن النِّفطِ الخامِّ نحو 160 مليونِ طنٍّ. وارتفَع بحلولِ عام 2004م إلى 175 مليونِ طنٍّ. وفي عام 2007م وعام 2013م، ارتفع مرَّةً أُخرى إلى 187 مليونٍ و209 مليونِ طنٍّ على التَّرتيبِ. ويعتبرُ حقلُ «دَاتْشِينْغ -The Daqing» في مقاطَعة «هِيلُونْغ جِيَانْغ -Heilongjiang»، وحقلُ «دُونْغِيَانْغ -Dongying» في مقاطَعة «شَانْدُونْغ -Shandong»، ومنطقةُ «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang»ذاتيَّةُ الحُكمِ أهمَّ مراكزِ الإنتاجِ، بالإضافةِ إلى بعضِ حقولِ النِّفطِ الواقِعةِ على طولِ السَّواحلِ بمقاطَعةِ «غُوَانْغدُونْغ -Guangdong» في «دَاغَانْغ -Dagang» في بلدِيَّةِ «تِيَانْجِين -Tianjin»، وفي مقاطَعاتِ «شَانْشِي -Shaanxi» و«لْيَاوْنِينْغ -Liaoning» و«خِبِي -Hebei» و«خِنَان -Henan».

وبينَ عامي 2006م و2010م، ركَّزتِ الصِّينُ جهودَها في التَّنقيبِ عَن النِّفطِ والغازِ الطَّبيعيِّ بشكلٍ أساسيٍّ تحتَ البحارِ وفي الأحواضِ البتروليَّةِ الأساسيَّة ومناطقِ النِّفطِ والغازِ المكتشَفةِ حديثاً، وأدَّتْ عمليةُ تجديدِ حقولِ النِّفطِ القديمةِ إلى تحقيقِ الاستقرارِ في الإنتاجِ وتسارُعِ خطَى التَّنقيبِ عَن النِّفطِ والغازِ في البحارِ العميقةِ وفي أحواضِ «تَارِيم -Tarim» و«جُونْقَار -Junggar» و«إِرْدُوس -Erdos» و«تشَايْدَامْ -Qaidam» و«سِيتشُوَانْ -Sichuan».

الطَّاقَةُ

في عام 2013م، ولَّدتِ الصِّينُ 5.39759 تريليونات كيلو واطٍ ساعي مِن الكهرباءِ، وهذَا أكثرُ بكثيرٍ مِن إنتاجِها في عام 1995م والذي بلَغ 1.007 تريليون. ولكنَّ هذِه الزِّيادةَ السَّريعةَ في إنتاجِ الطَّاقةِ ما زالتْ قاصرةً عَن تلبيةِ طلبِ التَّنميةِ الاقتصاديَّةِ الوطنيَّةِ. ومِن أجلِ تحسينِ الوضعِ، أعطتِ الصِّينُ الأولويَّةَ لتطويرِ الطَّاقةِ الحراريَّةِ خلالَ الخطَّةِ الخمسيَّةِ الحاديةَ عشرةَ، وواصلتْ بناءَ محطةِ الممراتِ الثَّلاثةِ للطَّاقةِ الكهرومائيَّةِ، وسرَّعتْ تطويرَ محطاتِ الطَّاقةِ الكهرومائيَّةِ على نهرِ «جِينْشَا -Jinsha»، ونهر «يَالُونْغ -Yalong»، ومنبعِ «النَّهرِ الأصفرِ -Yellow River»، وفي «إِكْسِيلُودُو -Xiluodu » في مقاطَعةِ «يُونَّانْ -Yunnan» و«شِيَانْغ جِيَابَا -Xiangjiaba» في مقاطَعة «سِيتْشُوَان -Sichuan». ومِن ناحيةٍ أخرى، بُذلتْ جهودٌ نشِطةٌ لتعزيزِ تنميةِ الطَّاقةِ النَّوويةِ، مِن خلالِ بناءِ محطَّاتِ الطَّاقةِ النَّوويَّةِ بقدرةِ مليونِ كيلو واطٍ. كما تمَّ طرحُ ثلاثةِ خطوطٍ لنقلِ الكهرباءِ مِنَ الغربِ إلى الشَّرقِ، ونقلِ الطَّاقةِ عبرَ الأقاليمِ وإطلاقِ مشاريعِ الإرسالِ، واستمرَّتِ الجهودُ في نقلِ الكهرباءِ مِنَ الغربِ إلى الشَّرقِ، مع تنظيمِ إمدادِ الطَّاقةِ بينَ الشَّمالِ والجنوبِ، وإقامةِ شبكاتٍ للطَّاقةِ مِن أجلِ ضمانِ الإِمدادِ الآمِنِ للطَّاقةِ.

تَصْنِيعُ المُعِدَّاتِ

يشملُ تصنيعُ المُعِدَّاتِ ثلاثةَ قطاعاتٍ أساسيَّة، هي: تصنيعُ المعدَّاتِ التَّقنيَّةِ الكبرَى، وصناعةُ السَّيَّاراتِ، وبناءُ السُّفنِ. ومِن هذِه الثَّلاثةِ، تمَّ تكريسُ تصنيعِ المعدَّاتِ التَّقنيَّةِ الكبرى لصناعةِ الآلاتِ الرَّقميَّةِ مِن الدَّرجةِ الأولى، وآلاتِ التَّصنيعِ الأساسيَّةِ وتوليدِ الطَّاقةِ ذاتِ الكفاءةِ العاليةِ والخاليةِ مِنَ الانبعاثاتِ، ومعدَّاتِ الإرسالِ وآلاتِ النَّقلِ، مع إنشاءِ عددٍ مِنَ الشَّركاتِ المتنافِسةِ التي تجمعُ بينَ البحثِ والتَّطويرِ، والتَّصميمِ والتَّصنيعِ كهدفٍ رئيسٍ. ويشملُ هذَا القطاعُ أيضاً تصنيعَ محطَّاتٍ حراريَّةٍ كامِلةٍ بقدرةِ 320,000 كيلو واطٍ، ومعدَّاتِ تحويلِ ونقلِ الطَّاقةِ، وآلاتِ النَّسيجِ، والحاوياتِ وغيرِ ذلِك مِن المصانعِ المتكامِلةِ معَ محتوىً تقنيٍّ كبيرٍ نسبيًّا للصَّادراتِ. وفي الوقتِ نفسِه، تمَّ توزيعُ قطاعِ صناعةِ السَّيَّاراتِ عبرَ البلادِ، مع إنشاءِ مراكز صناعةٍ في «بِكِين -Beijing»، و«شَانْغهَايْ -Shanghai»، و«تَشَانْغ تشُونْ -Changchun»، و«غُوانزو -Guangzhou»، وَ«وُوهَانْ -Wuhan»، وَ«تشُونْغ تشِينْغ -Chongqing». والهدفُ المستقبَليُّ لهَذا القطاعِ هُو تعزيزُ قدرتِه الابتكاريَّةِ وتصنيعُ منتجَاتٍ موفِّرةٍ للطَّاقةِ وصديقةٍ للبيئةِ، ومَركباتٍ تستخدِمُ أنواعَ الوقودِ الجديدةِ، وتشجيعُ الشَّركاتِ المنافِسةِ، والدَّمجُ والاستحواذُ ليحتضنَ بشكلٍ كاملٍ عدداً مِن الشَّركاتِ العملاقةِ التي تُنتجُ أكثرَ مِن مليونِ مَركَبةٍ. وينتشرُ قطاعُ بناءِ السُّفنِ في الصِّينِ أساساً في المدنِ السَّاحليَّةِ بما في ذلِك «دَالْيَان -Dalian» و«شَانْغهَايْ -Shanghai» و«تيَانْجِين -Tianjin» و«غُوانْزو -Guangzhou». وخلالَ الخطَّةِ الخمسيَّةِ الحاديةَ عشرةَ، بين عامي 2006م و2010م، ركزَّتِ الصِّينُ جهودَها بشكلٍ أساسيٍّ على تحسينِ قدرتِها على تصميمِ السُّفنِ بشكلٍ مستقِلٍّ، وتصنيعِ أجهزةِ السُّفنِ التَّكميليَّةِ، وتطويرِ مَرافِقَ لبناءِ السُّفنِ الكبيرةِ، وتشجيعِ إنتاجِ النَّماذجِ السَّائدةِ كناقلاتِ البضائعِ السَّائبةِ، وناقلاتِ البترولِ، وسُفنِ الحاوياتِ، وصنعِ المعدَّاتِ البحريَّةِ. وعملتْ على تطويرِ مراكزِ بناءِ السُّفنِ على طولِ ساحلِ بحرِ «بُوهَايْ -Bohai»، وفي مَداخلِ نهر «يانغِتسِي -Yangtze» ونـهـرِ «اللُّؤْلُؤِ -Pearl»، وترشيدِ انتشارِ مراكزِ بناءِ السُّفنِ في أجزاءٍ أخرى مِن البلادِ.

المَوَادُّ الْخَامُ

تعملُ في هَذا المجالِ صناعاتٌ ثلاثٌ: الصِّناعاتُ المعدنيَّةُ، والصِّناعاتُ الكيميائيَّةُ، وصناعةُ موادِّ البناءِ. ومِن بينِ هذِه الثَّلاثِ، شهد قطاعُ الحديدِ والصُّلب وقطاعُ «الإيثيلينِ -ethylene»، وغيرُهما ممَّا هو مخصَّصٌ لإنتاجِ الموادِ الخامِّ الأساسيَّةِ، تطوُّراً أسرعَ نسبيًّا. وتشملُ شركاتُ الصُّلبِ والحديدِ التي تمثِّلُ العمودَ الفقريَّ في الصِّينِ: شركةَ «أَنْغَانْغ -Angang» المحدودةَ للصُّلبِ، ومجموعةَ «بَاوْستِيل -Baosteel»، ومؤسَّسةَ «وُوهَانْ -Wuhan» للحديدِ والصُّلبِ، ومجموعةَ «شُوغَانْغ -Shougang»، وشركةَ مجموعةِ «بِنْشِي سِتِيل -Benxi Steel»، وَمجموعةَ «بَاوْتُو -Baotou» للحديدِ والصُّلبِ المحدودةَ، وشركةَ مجموعةِ «بَانْغَانْغ -Pangang» المحدودة، وَمجموعةَ «مَانْشَان -Ma’anshan» المحدودةَ للحديدِ والصُّلب، وَمجموعة «تَايِ يوَانَ -Taiyuan» المحدودةَ للحديدِ والصُّلب، وَمجموعةَ «تَانْغشَانَ -Tangshan» المحدودةَ للحديدِ والصُّلبِ. وفي عام 2013م، أنتجتِ الصِّينُ 601.94 مليونِ طنٍّ مِن الحديدِ. وتأتي «خِبِي -Hebei» و«جِيَانْغسُو -Jiangsu» في المرتبةِ الأولى والثَّانيةِ في البلادِ، في حينِ احتلتْ «شَانْدُونْغ -Shandong» المرتيةَ الثَّالثةَ. وخلالَ الخطَّة الخمسيَّةِ الحاديةَ عشرةَ مِن 2006م إلى 2010م، تمَّ التَّركيزُ على تحفيزِ الطَّلبِ المحلِّيِّ، وتمَّ وضعُ التَّوسُّعِ في قدراتِ إنتاجِ الحديدِ والصُّلب تحتَ السَّيطرةِ الصَّارمةِ، وتَمَّ تشجيعُ إعادةِ هيكلةِ الشَّركاتِ لإنشاءِ تكتلاتٍ إقليميَّةٍ ذاتِ قدرةٍ تنافسيَّةٍ عالميَةٍ. وهُناك حالةٌ نموذجيَّةٌ في هَذا الصَّددِ وهِي تنميةُ مَجمَعِ «كاوفيديانْ -Caofeidian» للحديدِ والصُّلبِ في مقاطَعةِ «خِبِي -Hebei» لتجلبَ أعمالَ الحديدِ والصُّلبِ مِن أجزاءٍ أخرى مِن البلادِ بما في ذلِك مجموعةُ «شُوقَانْغ -Shougang» المنتقِلةِ مِن «بِكِين -Beijing». وفي الوقتِ نفسِه، استمرَّتْ صناعةُ المعادنِ غيرِ الحديديَّةِ في النُّموِّ مع تطويرِ عددٍ كبيرٍ مِن مراكزِ النِّحاسِ والنِّيكلِ في «دُونْغشوَان -Dongchuan»، و«يمِينِYimen» في مقاطَعةِ «يُونَّان -Yunnan»، وَ«دِشِينْغ -Dexing» في مقاطَعة «جِيَانْغشِي -Jiangxi»، و«تُونْغِلِينْغ -Tongling» في مقاطِعة «آنْهُوي -Anhui»، و«تشونْغتْيَاوْشَان -Zhongtiaoshan» في مقاطعةِ «شَانْشِي -Shanxi»، و«دَايَةِ -Daye» في مقاطَعة «خُوبِي -Hubei»، و«بَايِيِن -Baiyin» و«جِينْشَانْغ -Jinchang» في مقاطِعةِ «غَانْسُو -Gansu».

وانطلاقاً مِنَ الاستراتيجيَّةِ الوطنيَّةِ الهادفة لوضعِ سقفٍ للنُّموِّ الإجماليِّ للألومنيومِ الإلكتروليتِيِّ وتعزيزِ النُّموِّ المناسبِ للألومينا خلالَ الخطَّةِ الخمسيَّة الحاديةَ عشرةَ، تمَّ استكمالُ أسسِ مراكزِ الألومنيوم في مقاطعاتِ «خِنَانHenan»، و«شَانْدُونْغ -Shandong» و«غُوِيتْشُو -Guizhou» و«شَنْشِي -Shanxi»، وقدْ بُنيتْ مراكزُ الألمنيومِ الإلكتروليتيِّ فقطْ على طولِ منبعِ «النَّهرِ الأصفرِ -Yellow River». وخلالَ هذِه السَّنواتِ الخمسِ شهدتِ الصِّينُ نموًّا سريعاً إلى حدٍّ ما، لأنَّ صناعةَ البتروكيماوياتِ تتمحورُ حولَ تكريرِ النَّفطِ وإنتاجِ «الإيثيلين -ethylene». وقدْ حافظَ إنتاجُ الصِّينِ مِنَ «الإيثيلين -ethylene» على وجهِ الخصوصِ على الزِّيادةِ الثَّابتةِ مِن 2.401 مليون طنٍّ في عام 1995م إلى 16.226 مليونَ طنٍّ في عام 2013م. وانتشرتْ أكثرُ مِن 20,000 شركةٍ كيميائيَّةٍ في الصِّينِ حتَّى الآنَ. غيرَ أنَّ انتشارَها ليسَ عشوائيًّا، مع وجودِ أكثرِ مِن النِّصفِ على طولِ نهر «يانغِتسِي -Yangtze» أو «النَّهرِ الأصفرِ -Yellow River». ومِن 2006م وحتَّى 2010م، بُذلتْ جهودٌ لترشيدِ الانتشارِ الزَّائدِ لصناعةِ البتروكيماوياتِ ومشروعاتِ «الإيثيلين -ethylene» الكبرَى على وجهِ الخصوصِ، عَن طريقِ التَّكتُّلِ والتَّكامُلِ. ونتيجةً لذلِك تمَّ إنشاءُ عددٍ مِن قواعدِ التي تجمع بين تكريرِ النِّفطِ وإنتاجِ «الإيثيلين -ethylene». كما بُذلتْ جهودٌ لتحسينِ وضعِ الموادِّ الكيميائيَّةِ الأساسيَّةِ وتحفيزِ نموِّها، ونموِّ الكيماويَّاتِ الدَّقيقةِ، وخفضِ المصانعِ عاليةِ التَّلويثِ. وتتميَّزُ الصِّينُ بصناعةِ موادِّ البناءِ بشكلٍ كاملٍ تقريباً وبكمياتٍ كبيرةٍ، وتحتلُّ المرتبةَ الأولى في العالمِ مِن حيثُ الإنتاجِ الذي يزيدُ على 10 أنواعٍ مِن موادِّ البناءِ، بما في ذلِك الأسمنتُ وألواحُ الزُّجاجِ والسِّيراميكُ. وكذلِك بُذلتْ جهودٌ كبيرةٌ خلالَ الخطَّة الخمسيَّةِ الحاديةَ عشرةَ لتعزيزِ إعادةِ الهيكلةِ والارتقاءِ بصناعةِ موادِّ البناءِ، مع التَّركيزِ بوجهٍ خاصٍّ على تطويرِ موادِّ البناءِ الموفِّرةِ للطَّاقةِ والصَّديقةِ للبيئةِ والموادِّ العازلةِ والدِّيكورِ الأخضرِ وموادِّ رصفِ الطُّرقِ.

التِّكْنُولُوجْيَا المُتَقَدِّمَةُ

تدخلُ في هذِه الفئةِ صناعةُ الإلكترونيَّاتِ والصِّناعةُ البيولوجيَّةُ وصناعةُ الطَّيرانِ وصناعةُ الفضاءِ. ومِن بينِ هذِه، شهدتْ صناعةُ الإلكترونيَّاتِ تطويرَ مجموعةٍ كاملةٍ مِن المنتجَاتِ، وظهورَ دِلْتَا نهرِ «يَانْغِتْسِي -Yangtze» ودِلْتَا نهرِ «اللُّؤْلُؤِ -Pearl» والمنطِقةِ السَّاحليَّةِ في «بُوهَايْ -Bohai»، كمناطقِ إلكترونيَّاتٍ ومراكزِ تكنولوجيا معلوماتٍ عالميَّةٍ كبرَى متخصِّصةٍ في تصنيعِ الأجهزةِ بشكلٍ كاملٍ وكذلِك المكوِّناتِ الإضافيَّةِ.

ونظراً للاتجاهِ العالميِّ للرَّقمنةِ، والتَّحوُّلِ الشَّبكيِّ والتَّحوُّلِ الذَّكيِّ، كرَّستِ الصِّينُ جهوداً حثيثةً خلالَ الخطَّةِ الخمسيَّةِ الحاديةَ عشرةَ لتطويرِ بعضِ المنتجاتِ الأساسيَّةِ، ومنها الدَّوائرُ الإلكترونيَّةُ المتكامِلةُ والبرمجيَّاتُ والمكوِّناتُ الجديدةُ، كما ركَّزتْ جهودَها على إنشاءِ وتطويرِ الاتِّصالاتِ الضَّوئيَّةِ وأنظمةِ الرَّاديو وأجهزةِ الكمبيوترِ عاليةِ الأداءِ ومُعدَّات الرَّبطِ الشَّبكيِّ وغيرِها مِن مجموعاتِ تقنيةِ المعلوماتِ، بالإضافةِ إلى البرمجيَّاتِ والإلكترونياتِ الدَّقيقةِ وقواعدِ الإلكترونياتِ الضَّوئيَّةِ. ومع ذلِك، واصلتِ الصِّناعةُ البيولوجيَّةُ تركيزَها على التَّنميةِ في الطِّبِّ الحيويِّ والزِّراعةِ البيولوجيَّةِ والطَّاقةِ الحيويَّةِ والصِّناعةِ الحيويَّةِ. أمَّا صناعةُ الطَّيرانِ، فقدْ حُدِّدتْ أولوياتُها في تطويرِ الطَّائراتِ الإقليميَّةِ وطائراتِ الشَّحنِ الثَّقيلِ وطَّائراتِ الهليكوبترِ، والمحرِّكاتِ شديدةِ التَّطوُّرِ، ومُعدَّاتِ الطَّائراتِ، بينَما تطورت صناعةُ الفضاءِ مِن خلالِ تعزيزِ التَّنميةِ الموجَّهةِ لتطبيقاتِ الاتِّصالاتِ السِّلكيَّةِ واللَّاسلكيَّةِ، والمِلاحةِ والاستشعارِ عن بُعدٍ، وتكنولوجيا الأقمارِ الصِّناعيَّةِ، وإنشاءِ سلسلةٍ لصناعةِ الفضاءِ تضمُّ تصنيعَ أجهزةِ الفضاءِ والمحطاتِ الأرضيَّةِ والخدماتِ التَّشغيليَّةِ.

النَّسِيجُ وَالصِّناعَاتُ الخَفِيفَةُ الأُخْرَى

تقعُ ضمنَ نطاقِ هذِه الفئةِ صناعةُ النَّسيجِ وصناعةُ الورقِ والأغذيةِ وغيرِها مِن الصِّناعاتِ التي تتطلَّبُ العديدَ مِن القوَى العاملةِ. ومع القدرةِ التَّنافسيَّةِ العاليةِ ودرجةِ الانفتاحِ القويَّةِ، فإنَّ هذِه الصِّناعاتِ هِي الأكثرُ تسويقاً وعالميَّةً من بين الصِّناعاتِ الصِّينيَّةِ الأخرى. وتحتلُّ الصِّينُ الآنَ المركزَ الأوَّلَ في العالمِ مِن حيثُ إنتاجُ الأليافِ والخيوطِ الكيميائيَّةِ والمنتجاتِ الصُّوفيَّةِ والأقمشةِ الحريريَّةِ والدَّرَّاجاتِ والسِّيراميكِ المنزليِّ والأحذيةِ الجلديَّةِ والمراوحِ الكهربائيَّةِ والمكواةِ الكهربائيَّةِ والأفرانِ الكهربائيَّةِ والغسالاتِ والأغطيةِ الواقيةِ البلاستيكيَّةِ. وتتميَّزُ الصِّينُ بصناعةِ النَّسيجِ، حيثُ يحافظُ إنتاجُها مِن الأليافِ الكيميائيَّةِ والغزلِ والقماشِ على خطِّ نموٍّ متواصِلٍ، زاد مِن 3.4117 ملايين طنٍّ من الألياف، و5.422 ملايين طنٍّ من الغزل، و26 مليارَ مترٍ من القماش في عام 1995م، إلى 41.219 مليونَ طنٍّ، و32 مليونَ طنٍّ، و88.27 مليارَ مترٍ على التَّرتيبِ في عام 2013م. وقدْ برزتِ الصِّينُ كأكبرِ منتِجٍ ومُصدِّرٍ للمنسوجاتِ والملابسِ في العالمِ. أمَّا مِن المنظورِ الإقليميِّ، فلمْ تتطوَّرْ صناعةُ المنسوجاتِ في الصِّينِ بطريقةٍ متوازِنةٍ، حيثُ تطوَّرتْ صناعةُ النَّسيجِ تطوُّراً سريعاً في «جِيَانْغسُو -Jiangsu» و«تشْجِيَانْغ -Zhejiang» و«غُوَانْغدُونْغ -Guangdong» و«شَانْدُونْغ -Shandong» و«شَانْغهَايْ -Shanghai» ومناطقَ أخرى على طولِ السَّاحلِ الشَّرقيِّ، ولكنَّها تطوَّرتْ تطوُّراً بطيئاً في المناطقِ الوسطَى والغربيَّةِ المتأخِّرةِ. وخلالِ الخطَّةِ الخمسيَّةِ الحاديةَ عشرةَ مِن 2006م إلى 2010م، أولتِ الصِّينُ أهميةً لتطويرِ الأليافِ بما في ذلِك الأليافُ التي تتميَّزُ بغنَى المحتوَى التِّقنيِّ والأداءِ العالِي مع التَّنوُّعِ الكبيرِ، وكوْنِها صديقةً للبيئةِ. كما عزَّزتِ الصِّينُ تطويرَ منتجاتِ الحريرِ والمنسوجاتِ الصِّناعيَّةِ والأليافِ الطَّبيعيَّةِ غيرِ القطنِ، بالإضافةِ إلى الانتقالِ المتدرِّجِ لصناعةِ النَّسيجِ وتسريعِ وتيرةِ تطويرِها في المناطقِ الوسطَى والغربيَّةِ.

وعلى صعيدِ الصِّناعاتِ الخفيفةِ، تركَّزتِ الجهودُ على إعادةِ تشكيلِ الموادِّ الخامِّ في صناعةِ الورقِ وإلغاءِ خطوطِ إنتاجِ أليافِ القشِّ التي عفَّا عليها الزَّمنُ وبدءِ مشاريعَ تدمجُ بين منتجاتِ الغاباتِ وصناعةِ الورقِ في المناطقِ الملائمةِ. كما بُذلتْ جهودٌ كبيرةٌ لتعزيزِ تنميةِ صناعةِ الأغذيةِ، وزيادةِ المعالجةِ العميقةِ، وتحسينِ سلامةِ الأغذيةِ. وفي الوقتِ نفسِه، تمَّ تشجيعُ القطاعاتِ المتخصِّصةِ في الأجهزةِ الإلكترونيَّةِ المنزليَّةِ والبلاستيكيَّةِ والجلودِ وغيرِها مِن منتجاتِ الصِّناعةِ الخفيفةِ مِن أجلِ إنتاجِ منتجاتٍ جديدةٍ وتحسينِ المحتوَى التِّقنيِّ والجودةِ الشَّاملةِ للمنتجاتِ.

الاتِّصَالَاتُ والنَّقْلُCommunication and Transportation

كانَتِ الصِّينُ تُعاني تأخُّراً عَن ركْبِ الدُّولِ الأوروبيَّةِ والولايات المتحدة في مجالِ الاتِّصالاتِ الحديثةِ. ولكنْ منذُ الخمسينيّاتِ ومنذُ تدشينِها للإصلاحِ والانفتاحِ في أواخرِ السبعينيَّاتِ، على وجهِ الخصوصِ، شهدتِ الصِّينُ تطوُّراً كبيراً إلى حدٍّ مَا في كافَّةِ قطاعاتِ الاتِّصالاتِ والنَّقلِ، مع إنجازِ شبكةِ اتِّصالاتٍ ضخمةٍ وشامِلةٍ وموزَّعةٍ بشكلٍ معقولٍ مِن السِّككِ الحديديَّةِ والطُّرقِ السَّريعةِ والطُّرقِ المائيَّةِ (الدَّاخليَّةِ والخارجيَّةِ) والخطوطِ الجوِّيَّةِ وخطوطِ الأنابيبِ. ومع وجودِ أكبرِ توسُّعٍ في إجماليِّ طولِ الطُّرقِ الجوِّيَّةِ، والتَّوسُّعِ بدرجاتٍ مختلِفةٍ في السِّككِ الحديديَّةِ والطُّرقِ السَّريعةِ والطُّرقِ المائيَّةِ الدَّاخليَّةِ، شهدتِ الصِّينُ تطوُّراً سريعاً إلى حدٍّ ما في قطاعِ النَّقلِ البحريِّ عبرَ المحيطاتِ، مع وصولِ طرقِ الشَّحنِ الآن إلى الموانيءِ البحريَّةِ في جميعِ بلدانِ العالمِ تقريباً.

التَّنَاغُمُ في القِطَارِ الصِّينِيِّ فَائِقِ السُّرْعَةِ

وقبلَ عام 1949م، كانتْ خطوطُ النَّقلِ في الصِّينِ تسيرُ بشكلٍ أساسيٍ عبرَ المناطقِ السَّاحليَّةِ الشَّرقيَّةِ. أمَّا المناطقُ الواسعةُ في الشَّمالِ الغربيِّ والجنوبِ الغربيِّ، فلمْ تشهدْ تقريباً أيًّا مِن وسائلِ النَّقلِ الحديثةِ، على الرُّغمِ مِن أنَّها تمثُّل 56 % مِن مجموعِ الأراضي. وقدْ شكَّلتِ السِّككُ الحديديَّةِ والطُّرقُ السَّريعةُ في هذِه المناطقِ نسبةَ 5.5 % و24.3 % مِن إجماليِّ طولِ هذِه الخطوطِ عبرَ البلادِ حتى عام 1952م. وعلى الرُّغمِ مِن أنَّ النِّسبَ المئويَّةَ ارتفعتْ إلى 24.4 % و32.2 % عام 1988م على التَّرتيبِ، إلَّا أنَّ كثافةَ السِّككِ الحديديَّةِ والطُّرقِ السَّريعةِ هناك ظلَّتْ أقلَّ بكثيرٍ منها في المناطقِ الشَّرقيَّةِ. ومع عمليةِ بناءِ خطِّ السِّكَّةِ الحديدِيَّة عبْرَ «غُوانْغدُونْغ -Guangdong» وبحرِ «هَايْنَان -Hainan»، وخطِّ «تِشِينْغَهَايْ -Qinghai» /«التِّبتِ -Tibet» الذي يمثِّلُ أعلى ارتفاعٍ في العالمِ، أصبحتْ جميعُ المقاطَعاتِ الصِّينيَّةِ والبلدِيَّاتِ والمناطقِ ذاتيَّةِ الحُكمِ متصلةً بالسِّككِ الحديديَّةِ، لينتهي العهد الذي لم يَكنْ يوجد فيه خطُّ سكَّةٍ يربطُ البرَّ الرَّئيس للصِّينِ بمنطقةِ التِّبتِ ذاتيَّةِ الحُكمِ. كما اتَّسعتْ شبكةُ الطُّرقِ السَّريعةِ في الصِّينِ، حيثُ تمَّ ربطُ جميعَ المدنِ الكبرى ومتوسِّطةِ الحجمِ والصَّغيرةِ وجميعِ المقاطَعاتِ، و99.5 % مِن البلدِيَّاتِ، و92.9 % مِن القُرَى الإداريَّةِ. كما أحرزتِ الصِّينُ تقدُّماً كبيراً في الشَّحنِ النَّهريِّ والشَّحنِ عبْرَ المحيطاتِ والنَّقلِ بخطوطِ الأنابيبِ، وسجَّلتْ تقدُّماً جديداً في تطويرِ الطُّرقِ السَّريعةِ والنَّقلِ السَّريعِ بالسِّككِ الحديديَّةِ والقطاراتِ المغناطيسيَّةِ المعلَّقةِ والزَّوارقِ البحريَّةِ. وباختصارٍ: لقدْ تشكَّلتْ في الصِّينِ شبكةُ مواصلاتٍ شامِلةٌ رفعتْ قدرةَ الصِّينِ الشَّامِلةَ في النَّقلِ.

سجَّلتِ الصِّينُ نموًّا سريعاً في نقلِ الرُّكَّابِ ونقلِ البضائعِ، وأكبرَ نموٍّ في معدلِ إنتاجيَّةِ نقلِ البضائعِ. ويتصدَّرُ المرتبةَ الأولى ويُؤدي الدَّورَ الأبرزَ في صناعةِ النَّقلِ في الوقتِ الحاضرِ شريانانِ مِن شرايينِ السِّككِ الحديديَّةِ، أَوَّلُهما: الشَّريانُ الرَّابطُ بين الشَّمالِ والجنوبِ، ويضمُّ خطَّ سكَّةِ حديدِ «هَارْبِين -Harbin» / «دَالْيَان -Dalian»، وخطَّ سكَّةِ حديدِ «بِكِين -Beijing» / «شَنْيَانْغ -Shenyang»، وسكَّةَ حديدِ «بِكِين -Beijing» / «كُولُون -Kowloon»، وسكَّةَ حديدِ «دَاتُونْغ -Datong» / «تَاي يوَان -Taiyuan»، وسكَّةَ حديدِ «تَاي يوَان -Taiyuan» / «جِيَاوْتُسُو -Jiaozuo»، وسكَّةَ حديدِ «جِيَاوْتُسُو -Jiaozuo» / «تشيتْشِينْغ -Zhicheng»، وسكَّةَ حديدِ «تشيتْشِينْغ -Zhicheng» / «لِيُوتشُو -Liuzhou»، وسكَّةَ حديدِ «تُشُنْغُدُو -Chengdu» / «بَاوْجِي -Baoji»، وسكَّةَ حديدِ «كُونْمِينْغ -Kunming» / «تُشُنْغدُو -Chengdu»، وسكَّةَ حديدِ «كُونْمِينْغ -Kunming» / «هِيكُو -Hekou»، وسكَّةَ حديدِ «تشُنْغدُو -Chengdu» / «تشُونْغ تشِينْغ -Chongqing»، وسكَّةَ حديدِ «سِيتْشِوَان -Sichuan» / «غُويْتشُو -Guizhou»، وسكَّةَ حديدِ «غُويتْشُو -Guizhou» / «غُوَانْغِشِي -Guangxi». ويتألَّفُ الشريانُ الثَّاني، وهو الشَّريانُ الشَّرقيُّ الغربيُّ، مِن: سكَّةِ حديدِ «بِكِين -Beijing» / «بَاوْتُو -Baotou»، وسكَّةِ حديدِ «لَانْتشُو -Lanzhou» / «بَاوْتُو -Baotou»، وسكَّةِ حديدِ «لَانْتشُو -Lanzhou» / «تِشِينْغَهَايْ -Qinghai»، وسكَّةِ حديدِ «لِيَانْيُونغَانْغ -Lianyungang» / «لَانْتشُو -Lanzhou»، وسكَّةِ حديدِ «لَانْتشُوLanzhou» / «شِينْجِيَانْغ -Xinjiang»، وسكَّةِ حديدِ «شاَنْغِهَايْ -Shanghai» / «هَانْغِتْشُو -Hangzhou»، وسكَّةِ حديدِ «تِشَجْيَانْغ -Zhejiang» / «جِيَانْغسو -Jiangsu» ، وسكَّةِ حديدِ «خُونان -Hunan» / «غُوِيتْشُو -Guizhou»، وسكَّةِ حديدِ «غُوِيتْشُو -Guizhou» / «غُونْمِينْغ -Kunming»، وسكَّةِ حديدِ «لَانكُون -Lancun» / «يَانْتَايْ -Yantai»، وسكَّةِ حديدِ «جِيَاوْدُونْغ -Jiaodong» / «جِينَان -Jinan»، وسكَّةِ حديدِ «شِيجْيَاتْشُوانْغ -Shijiazhuang» / «دِتْشُو -Dezhou»، وسكَّةِ حديدِ «تَاي يوَان -Taiyuan» / «شِيجْيَاتْشُوانْغ -Shijiazhuang»، وسكَّةِ حديدِ «دَاتُونْغ -Datong» / «بُوتشو -Puzhou»، وسكَّةِ حديدِ «هُومُا -Houma» / «شِيَان -Xi’an». وبفضلِ إنجازِ شبكةِ الطُّرقِ السَّريعةِ التي تضمُّ 12 طريقاً وطنيًّا (وتحملُ الأرقامَ التَّسلسليَّةَ مِن 101 إلى 112) متفرِّعاً مِن بِكِين، وإنجازِ 28 خطّاً أساسياً بين الشَّمالِ والجنوبِ (وتحملُ الأرقامَ التَّسلسليَّةَ مِن 201 إلى 228)، و30 خطّاً بين الشَّرقِ والغربِ (تحملُ الأرقامَ التَّسلسليَّةَ مِن 301 إلى 330)، شهدتِ الصِّينُ ارتفاعاً كبيراً في حجمِ نقلِ الرُّكَّابِ والبضائعِ وتوسيعاً مستمرًّا لدورِ الطُّرقِ السَّريعةِ في صناعةِ النَّقلِ. أمَّا النَّقلُ المائيُّ في الصِّينِ فيتمُّ أساساً عبْرَ ممرٍّ بحريٍّ رئيسيٍّ يمتدُّ مِن الجنوبِ إلى الشَّمالِ قُبالةَ ساحلِ الصِّينِ الشَّرقيِّ، وطرقِ الماءِ الذَّهبيِّ عبْرَ نهرِ «يانغِتسِي -Yangtze» و«النَّهرِ الأصفرِ -Yellow River»، ونهرِ «هِيلُونْغ جْيَانْغ -Heilongjiang»، والقناةِ الكُبرى بين «بِكِين -Beijing» و«هَانْغُتْشُو -Hangzhou» ونهرِ «هُوَايْخَه -Huaihe». وعلى الرُّغمِ من تزايدِ سرعةِ نقلِ الرُّكَّابِ والبضائعِ عبْرَ الطُّرقِ المائيَّةِ، إلا أنَّ مكانةَ النَّقلِ المائيِّ ودورَه قدْ تراجعا. وفي قطاعِ النَّقلِ الجوِّيِّ، تمَّ نقلُ 55.76 مليارَ طنٍّ مِن البضائعِ و350 مليونَ راكِبٍ في عام 2013م. وبالنسبةِ لخُطوطِ الأنابيبِ، فقد تمَّ استكمالُ شبكاتِ خطوطِ أنابيبِ النِّفطِ العابرِ للأقاليمِ في شمالِ شرقِ الصِّينِ، وشرقِ الصِّينِ، ووسطِ الصِّينِ، وجنوبِ وسطِ الصِّينِ، والشَّبكاتِ الإقليميَّةِ في شمالِ غربِ الصِّينِ، وشبكاتِ أنابيبِ الغازِ الطَّبيعيِّ بين «سِيتْشُوَان -Sichuan» وَ«تْشُونْغِتْشِينْغ -Chongqing» و«بِكِين -Beijing» و«تِيَانْجِين -Tianjin» و«خِبِي -Hebei» و«شَانْدُونْغ -Shandong» و«شَنْشِي -Shanxi». أدَّتْ هذه الإنجازاتُ دوراً بالغَ الأهميَّةِ في التَّنميةِ الاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ في البلادِ، وأثَّرتْ في الحياةِ اليوميَّةِ للشَّعبِ الصِّينيِّ. وأمَّا في قطاعِ البريدِ والاتِّصالاتِ السِّلكيَّةِ واللَّاسلكيَّةِ، فقدْ كشفتِ الإحصاءاتُ في عام 2013م أنَّ الحجمَ السنويَّ للخدمةِ البريديَّةِ بلغ 1.6679 تريليون يوان، وبلغ عددُ مستخدِمِي الهاتفِ الثَّابتِ والهاتفِ المحمولِ 1,496.1 مليار نسمةٍ، وأما عدد مُستخدمِي الإنترنت فبلغ 618 مليوناً، بنسبةٍ وصلتْ إلى 45.8 %.

التِّجَارَةُ وَالتَّبَادُلُ التِّجَارِيُّCommerce and Trade

مع بدءِ مسيرةِ الإصلاحِ والانفتاحِ عام 1978م، شرعتِ الصِّينُ في خطوةٍ أُخرى لفتحِ قطاعاتِ الخدماتِ أمام الاستثمارِ الخارجيِّ، فقامتْ بتخفيفِ شروطِ الوصولِ إلى الأسواقِ، وعملتْ بحماسة على تنويعِ مصادرِ الاستثمارِ والملكيَّاتِ مع الالتزامِ بمبدئِها الاستراتيجيِّ في تحفيزِ الطَّلبِ المحلِّيِّ وتسريعِ الإنفاقِ وتعزيزِ التَّنميةِ الاقتصاديَّةِ القائمةِ على الاستهلاكِ. وبفضلِ تشجيعِها للتَّنميةِ جنباً إلى جنبٍ مع الازدهارِ التِّجاريِّ والمشاريعِ التِّجاريَّةِ لجميعِ المُمتلَكاتِ، ظهر عددٌ كبيرٌ مِن أسواقِ السِّلعِ الأساسيَّةِ التي تهيمنُ عليها أساساً جهاتٌ فاعِلةٌ مِن القطاعِ الخاصِّ. وبعدَ الوصولِ إلى منظَّمةِ التِّجارةِ العالميَّةِ، على وجهِ الخصوصِ، تتابعتِ الكياناتُ التِّجاريَّةُ ذاتُ السُّمعةِ الدَّوليَّةِ في دخولِ السُّوقِ الصِّينيَّةِ، ومِن ثَمَّ انتشرتْ مراكزُ التَّسوُّقِ الكبيرةُ، ومحلَّاتُ السُّوبر ماركِت، ومتاجرُ التَّخفيضاتِ وأكشاكُ البقالةِ، ومختلَفُ أنواعِ المنافذِ التِّجاريَّةِ الأخرى عبْرَ البلادِ، ما أوجدَ قوَّةً جديدةً دافعةً لتحديثِ الأعمالِ والتِّجارةِ والإدارةِ وتحويلِ قطاعاتِ التِّجارةِ والتَّبادُلِ التِّجاريِّ إلى مجالاتٍ تشهدُ تغيُّراتٍ أسرعَ ومنافساتٍ أشدَّ شراسةً.

كما شهدتِ الصِّينُ توسُّعاً آخرَ في تجارتِها الخارجيَّةِ منذُ بدايةِ هَذا القرنِ، حيثُ تجري الآنَ تجارةٌ مع جميعِ البلدانِ والمناطقِ في العالمِ. عندَما بدأتْ مسيرةُ الإصلاحِ والانفتاحِ عام 1978م، كان حجمُ الاستيرادِ والتَّصديرِ 20.6 مليارَ دولارٍ أمريكيٍّ فقطْ، أي أقلَّ مِن 1 % من الإجماليِّ العالميِّ. وفي عام 2001م، ارتفعَ إلى 509 ملياراتِ دولارٍ أمريكيٍّ. وبحلولِ عام 2013م، ارتفع المعدَّلُ بشكلٍ هائلٍ ليصلَ إلى 4.16 تريليونات دولارٍ أمريكيٍّ، أيْ ثمانية أضعافِ الرَّقمِ المسجل عام 2001م. والصِّينُ الآن ثالثُ أكبرِ قوَّةٍ تجاريَّةٍ في العالمِ، إذْ تسبِقُها فقطْ الولاياتُ المتَّحدةُ وألمانيا.

وقدْ كرَّستِ الصِّينُ جهوداً مستمِرَّةً لتعزيزِ التِّجارةِ الخارجيَّةِ والتَّعاونِ الاقتصاديِّ. وبفضلِ اعتمادِ سلسلةٍ مِنَ السِّياساتِ التَّفضيليَّةِ وإدخالِ نماذجَ تعاونٍ اقتصاديٍّ وتجاريٍّ مختلِفةٍ بما في ذلِك تشجيعُ الاستثمارِ الأجنبيِّ المباشِرِ، بدأتِ الصِّينُ تتمتَّعُ بتدفُّقٍ مستمِرٍّ للاستثمارِ الأجنبيِّ المباشِرِ بكمياتٍ كبيرةٍ. وبحسبِ الإحصاءاتِ الصَّادِرةِ عن مؤتمرِ الأممِ المتَّحدةِ للتِّجارةِ والتَّنميةِ، فإنَّ الصِّينَ مِن بين الدُّولِ النَّاميةِ الكبرى في العالمِ في مجال استغلالِ الاستثمارِ الأجنبيِّ المباشِرِ وهي مِن أكثرِ الوجهاتِ المفضَّلةِ للتَّحويلاتِ الصِّناعيَّةِ الدَّوليَّةِ.

السِّيَاحَةُTourism

نظراً لتاريخِها الطَّويلِ وثقافتِها المُبهرةِ وأراضِيها الشَّاسعةِ، ووفرةِ منتجاتِها، والتَّنوُّعِ الكبيرِ في المناظرِ الطَّبيعيَّةِ والثَّقافيَّةِ، أصبحتِ الصِّينُ بلداً ذا سحرٍ فريدٍ تتنوَّعُ فيه المواردُ السِّياحيَّةُ الغنيَّةُ، التي تشملُ سورَ الصِّينِ العظيمِ والقصرَ الإمبراطوريَّ في «بِكِين -Beijing»، ومقابرَ «مِينْغ -Ming»، ومعبدَ «السَّماءِ -Heaven» والمُنتجَعَ الصَّيفيَّ الإمبراطوريَّ «تَشنْغَدْي -Chengde»، والمشاهدَ المُلحَقةَ به، والتُّراثَ «الكُونْفُوشِيُوسِي -Confucius»، وحدائقَ «سُوتْشُو -Suzho» الكلاسيكيَّةَ، ومدينةَ «بِينْغِيَاوْ -Pingyao» القديمةَ، وجبالَ «هُوَانْغشَان -Huangshan»، وجبالَ «تَايْشَان -Taishan» وجبالَ «هُوَاشَان -Huashan»، وجبالَ «لُوشَان -Lushan»، ووادِي «جُيُوتْشَايغو -Jiuzhaigou»، ومنطقةَ «هُوَانْغلُونْغ -Huanglong»، وجبلَ «تُشُومُولَانْغمَا -Qomolangma»، وجبلَ «آمَاي -Emei»، و«لِيشَان بُوذا -Leshan Buddha»، وسدَّ الممرَّاتِ الثَّلاثةِ، وشلَّالَ «هُوكُو -Hukou»، والمناظرَ الطَّبيعيَّةَ في «غُويْلِين -Guilin»، وجبالَ «وُويِي -Wuyi»، و«ضريحَ الإمبراطورِ الأصفرِ -Mausoleum of Yellow Emperor»، و«ضريحَ الإمبراطورِ الأوَّلِ لتشِين -Mausoleum of the First Qin Emperor»، و«جيشَ الطِّينِ -Terracotta Army»، وكهوفَ «مُوغَاوْ -Mogao»، وقطعَ صخرةِ «دَازُو -Dazu»، وكهوفَ «لُونْغمن -Longmen»، وبِركةَ «رِييُوِيتَان -Riyuetan». هذِه المشاهدُ بعضُها طبيعيٌّ وبعضُها ثقافيٌّ، لكنَّها كلَّهَا مناظرُ طبيعيَّةٌ خلابةٌّ تمثِّلُ أساساً قويًّا يُبشِّرُ بمستقبلٍ مزدهرٍ للسِّياحةِ الحديثةِ في الصِّينِ.

مُنْتَجَعُ «تشِنْغِدِي» الإمبِرَاطُورِيُّ الصَّيْفِيُّ والأَديِرَةُ الخَارِجِيَّةُ الثَّمَانِيَةُ

تطوَّرتِ السِّياحةُ تطوُّراً سريعاً في الصِّينِ خلالِ العقودِ الثَّلاثةِ الماضيةِ. فمنذ عام 1978م حتَّى عام 2004م شهدتِ الصِّينُ ارتفاعَ عددِ القادمِين مِن السُّيَّاحِ الأجانبِ من 1.81 مليون شخصٍ إلى 109 ملايين شخصٍ، وارتفاعَ إنفاقِهم مِن 261 مليونَ دولارٍ أمريكيٍّ إلى 25.74 مليارَ دولارٍ أمريكيٍّ. وفي عام 2004م، تقدَّمتِ الصِّينُ إلى المركزِ الرَّابعِ والسَّابعِ في التَّرتيبِ العالمي مِن حيثُ عددُ السُّيَّاحِ وعائداتُ النَّقدِ الأجنبيِّ مِن السِّياحةِ، وأصبحتْ أكبرَ سوقٍ للسِّيَاحةِ المحلِّيَّةِ في العالمِ وأكبرَ مُصدِّرٍ للسُّيَّاحِ المتَّجهِين إلى الخارجِ في آسيا، ليصلَ عددُ السُّيَّاحِ المحلِّيِّين والسُّيَّاحِ المتَّجهِين إلى الخارجِ 1.12 مليارَ سائحٍ، و28.85 مليونَ سائحٍ على التَّرتيبِ. وفي عام 2013م استقبلتِ الصِّينُ 129 مليونَ سائحٍ، وبلغتْ عوائدُ السِّياحة 51.7 مليارَ دولارٍ أمريكيٍّ، وتجاوزَ عددُ السُّيَّاحِ المحلِّيِّين والسُّيَّاحِ المُتَّجِهين إلى الخارجِ 3.66 مليارات سائحٍ و98.19 مليونَ سائحٍ على التَّرتيبِ.

ومع التَّطويرِ الموسَّعِ والعميقِ للمواردِ السِّيَاحيَّةِ في مختلَفِ المحليَّاتِ، تنمو السِّياحةُ الحديثةُ لتصبحَ قوَّةً رئيسةً مدفوعةً بالطَّلبِ المحلِّيِّ، ومَصدَراً لإيراداتِ النَّقدِ الأجنبيِّ، ومُحرِّكًا قويًّا لرفدِ التَّنميةِ الاقتصاديَّةِ. وقدْ أصبحتْ بالفعلِ ركناً أصيلاً للتَّنميةِ الاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ في عددٍ كبيرٍ مِن المناطقِ. وأمَّا المدنُ الصِّينيَّةُ الَّتي تتصدَّرُ قائمةَ استقبالِ السُّيَّاحِ فهِي: «شَنْتِشِن -Shenzhen»، و«غُوَانْغِتْشُو -Guangzhou»، و«شَانْغهَاي -Shanghai»، و«بِكِين -Beijing»، و«هَانْغُتْشُو -Hangzhou»، و«شِيَامِن -Xiamen»، و«غُوِيلِين -Guilin»، و«تْشِينْغَدَاوْ -Qingdao». ووفِقاً لتوقُّعاتِ منظمةِ السِّياحة العالميَّةِ، سوفَ تنمو الصِّينُ لتصبحَ أكبرَ مقصِدٍ للسُّيَّاحِ في العالمِ وأكبرَ مصدرٍ للسُّيَّاحِ المتَّجهِين إلى الخارجِ بحلولِ عام 2020م.