الاقتِصَادُ

الاقتِصَادُThe Economy

قبلَ تأسيسِ جمهوريَّةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ، كانَتِ الصِّينُ دولةً فقيرةً ومُتخلِّفةً ذاتَ أساسٍ اقتصاديٍّ ضعيفٍ، ومعدَّلِ نموٍّ اقتصاديٍّ بطيءٍ. وبعدَ تأسيسِ الجمهوريَّةِ، عملتْ أوَّلاً على إعادةِ التَّأهيلِ الاقتصاديِّ، وذلكَ بينَ عامي1949م و1952م، ثُمَّ بدأتْ في إنشاءِ وتطويرِ اقتصادٍ اشتراكيٍّ في إطارِ خُطَّتِها الخمسيَّةِ الأولَى. ومع انتهاءِ هذِه الخُطَّةِ الخمسيَّةِ (1953م - 1957م)، كانتْ قدْ أنشأتْ بالفعلِ نظاماً صناعيًّا كاملاً ونظاماً اقتصاديًّا قوميًّا مُتكامِلاً. ومِن ثَمَّ بدأتِ البلادُ في الخُطَّةِ الخمسيَّةِ الثَّانيةِ مِن 1958م إلى 1962م. ونتيجةَ تطبيقِ سياسةٍ داخليَّةٍ غيرِ مُناسِبةٍ إضافةً إلى التَّغيُّراتِ في السياسةِ الدَّوليَّةِ، وتزايُدِ الكوارثِ الطَّبيعيَّةِ، غرقَ الاقتصادُ الصِّينيُّ في وضعٍ صعبٍ للغايةِ، فعلَّقتِ الصِّينُ على إثرِه العمل في خطَّتِها الخمسيَّةِ الثَّانيةِ في عام 1961م وبدأتْ في تجديدِ اقتصادِها عن طريقِ التَّعديلِ والدَّعمِ والتَّعزيزِ والتَّحسينِ. وبحلولِ عام 1965م، كان قدْ تمَّ الانتهاءُ مِن هذا المسارِ بنجاحٍ، وأُعيدَ الاقتصادُ الوطنيُّ إلى مسارِ التَّعافِي والتَّنميةِ مِن جديدٍ، مع ارتفاعِ معظمِ المعاييرِ الاقتصاديَّةِ الرَّئيسةِ إلى مستوياتٍ لمْ تشهدْها مِن قَبلُ في تاريخِ الجمهوريَّةِ الفتيَّةِ. بيْدَ أنَّه مع بدايةِ تطبيقِ الخطَّةِ الخمسيَّةِ الثَّالثةِ، اندلعتِ (الثَّورةُ الثَّقافيَّةُ)، ومِن ثَمَّ واجهتِ التَّنميةُ الاقتصاديَّةُ على المستوَى الوطنيِّ صعوباتٍ أكبرَ، وأصبحتِ العلاقاتُ التَّناسُبيَّةِ غيرَ مُتناسِبةٍ على الإطلاقِ. وفي عام 1978م، قرَّر الحزبُ الشُّيوعيُّ الصِّينيُّ في الدَّورةِ الكاملةِ الثَّالثةِ للَّجنةِ المركزيَّةِ الحاديةَ عشرةَ تحويلَ محورِ أعمالِه، وكذلِك عملِ الحكومةِ، مِن السِّياسةِ إلى التَّحديثِ الاشتراكيِّ، ودشَّن سياسةَ الإصلاحِ والانفتاحِ. وقدْ كان لهذِه الخطواتِ تأثيرٌ حاسمٌ في وقْفِ حالةِ تدهوُرِ الاقتصادِ الصِّينيِّ، ومثَّلتْ بدايةَ عهدٍ جديدٍ لتطويرِ اقتصادٍ اشتراكيٍّ ذي خصائصَ وطنيَّةٍ في البلادِ.

وخلالَ العقودِ الثَّلاثةِ التي تلتْ تبنِّي سياسةِ الإصلاحِ والانفتاحِ، شهدَتِ الصِّينُ ازدهاراً مُستمِرًّا في اقتصادِها بسرعةٍ قلَّما نراها في أيِّ جزءٍ آخرَ مِن العالمِ، وتسارُعاً مُستمِرًّا في وتيرةِ التَّصنيع، والتَّحديثِ، وفتحِ الأسواقِ الجديدةِ، والانتشارِ العالميِّ. ومع استمرارِ نجاحاتِ عمليةِ إعادةِ هيكلةِ الاقتصادِ، أصبحتِ الصِّينُ محورَ اهتمامِ العالمِ لإنجازاتِها في مجالِ التَّنميةِ الاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ التي تمثَّلَتْ في الزِّيادةِ الكبيرةِ في حجمِ تجارتِها الخارجيَّةِ، وفي الثَّروةِ المُتناميةِ في خزائِنها، والارتفاعِ الملحوظِ في إنتاجيتِها الاجتماعيَّةِ، وفي قوتِها الوطنيَّةِ بشكلٍ عامٍّ. إضافةً إلى التَّراجُعِ الكبيرِ للفقر في المناطقِ الرِّيفيَّةِ، والتَّحسُّنِ الملحوظِ في مستوياتِ معيشةِ الشعبِ، والتَّغيُّراتِ الكبيرةِ في مظاهرِ الحياةِ الحضريَّةِ والريفيَّةِ فيها.

1. النُّمُوُ المُسْتَمِرُّ وَالسَّريعُ للاقتِصادِ، والزِّيادَةُ المَلحُوظَةُ فِي القُوَّةِ الِاقْتِصَادِيَّةِ. ارتفعَ النَّاتجُ المَحلِّيُّ الإجماليُّ للصِّينِ مِن 364.5 مليارَ يوانٍ في عام 1978 إلى 56.8845 تريليونَ يوانٍ في عام 2013م. وفي عام 1978م، كان متوسِّطُ نصيبِ الفردِ مِن النَّاتجِ الَمحلِّيِّ الإجماليِّ 381 يواناً، إلَّا أنَّه بلغ بحلولِ عام 2013م نحوَ 41,804 يواناً، وهُو نموٌّ يُقدَّرُ بنحوِ 100 ضعفٍ أو أكثرَ. كما شهدتْ إيراداتُها الماليَّةُ زيادةً تربُو عن 100 ضعفٍ، حيثُ ارتفعتْ مِن 113.2 مليارَ يوانٍ في عام 1978م إلى 12.9143 تريليونَ يوانٍ في عام 2013م. وقدْ تضاعفتْ احتياطيَّاتُها مِن النَّقدِ الأجنبيِّ، على وجهِ الخصوصِ، أكثرَ مِن 22 ألفِ ضعفٍ، حيثُ ارتفعتْ مِن 167 مليونَ دولارٍ أمريكيٍّ في عام 1978م إلى 3.8213 تريليون دولارٍ أمريكيٍّ في عام 2013م.

2. التَّرْشِيدُ المُسْتَمِرُّ لِلْهَيِكَلِ الصِّناعيِّ. كانتِ الصِّينُ تعانِي هَشاشَةَ الأساسِ الزِّراعيِّ، والتَّوسُّعَ الصِّناعيَّ غيرَ المُتوازِنِ، وتدنِّي مستوَى تطوُّرِ الخدماتِ. وبفضلِ سنواتٍ مِن الجهودِ المبذولةِ لتحسينِ هذَا الوضعِ، أصبحَ لدَى الصِّينِ الآنَ هيكلٌ صناعيٌّ رشيدٌ نسبيًّا.

تمَّ إنشاءُ آليَّةٍ لدعمِ الفلَّاحِين الذين يزرعُون الحبوبَ، في مناطقِ زراعةِ الحبوبِ الرَّئيسة. وفي الوقتِ نفسِه، تمَّ إيلاءُ اهتمامٍ كبيرٍ لحمايةِ الأراضي الزِّراعيَّة وتعزيزِ تنميةِ العلومِ والتُّكنولوجيا الزِّراعيَّةِ. وقدْ أدَّى ذلِك إلى زيادةٍ مُطَّردَةٍ في الإنتاجِ الزِّراعيِّ، وفي إنتاجِ الحبوبِ على وجهِ الخصوصِ. وفي عام 2013، حصدَتِ الصِّينُ 601.94 مليونِ طنٍّ مِن الحبوبِ لتُسجِّلَ للسَّنةِ العاشرةِ على التَّواِلي زيادةً في إنتاجِ الحبوبِ، وتحافظَ للسَّنةِ السابعةِ على التَّوالِي على فائضٍ مِن إنتاجيَّةِ الحبوبِ يزيدُ على 500 مليونِ طنٍّ. وتحتلُّ الصِّينُ الآنَ المرتبةَ الأولَى على مستوَى العالمِ مِن حيثُ إنتاجِ الحبوبِ والقطنِ غيرِ المحلوجِ واللُّحومِ.

وَفِي المَجَالِ الصِّناعيِّ، أسفرَتِ الجهودُ القويَّةُ في التَّحوُّلِ التُّكنولوجيِّ وهيكلةِ الشَّركاتِ، والقضاءِ على المشروعاتِ التِّجاريَّةِ المُتقادِمةِ، وتعزيزِ الحفاظِ على الطَّاقةِ والحدِّ مِن الانبعاثاتِ، وتشجيعِ التَّنميةِ الإيكولوجيَّةِ وحمايةِ البيئةِ عنِ ارتفاعٍ مذهِلٍ في المستوَى العام والقوَّةِ التَّنافسيَّةِ للقطاعِ الصِّناعيِّ، وقطاعِ تصنيعِ المعدَّاتِ بوجهٍ خاصٍّ. وقدْ حافظَتِ الصِّناعاتُ الجديدةُ ذاتُ الأهميةِ الاستراتيجيَّةِ على زخمِ نموِّها السَّريعِ، وكانتْ هناكَ حاجةٌ ماسَّةٌ إلى بعضِ التِّقنياتِ المتطوِّرةِ والأساسيَّةِ مِن أجلِ التَّنميةِ الصِّناعيَّةِ، كما كانَتِ الأساسَ لتصنيعِ المُعِدَّاتِ، وتمَّ استخدامُ الكثيرِ مِن النَّتائجِ العلميَّةِ والتِّكنولوجيَّةِ في الصِّناعاتِ، ومِن ثَمَّ زادتْ وتيرةُ إعادةِ الهيكلةِ الصِّناعيَّةِ والابتكارِ المحلِّيِّ. وتعدُّ الصِّينُ، في الوقتِ الحاليِّ، أكبرَ منتِجٍ وثانيَ أكبرِ مُصنِّعٍ على مستوَى العالمِ في مجالِ الإلكترونيَّاتِ المنزليَّةِ. ويتجلَّى هذَا النُّموُّ الاقتصاديُّ في الصِّناعاتِ النَّاشئةِ في مجالاتِ الطَّاقةِ الجديدةِ والموادِ الجديدةِ والطِّبِّ الجديدِ. كما شهدَ مجالُ صناعةِ الخدماتِ نموًّا كبيراً أيضاً. وفي عام 2013م، ارتفعَتِ النِّسبةُ المئويَّةُ للقيمةِ المُضافةِ لمجالِ صناعةِ الخدماتِ مِن النَّاتجِ المحلِّيِّ الإجماليِّ للصِّينِ لتصلَ إلى 46.1 %. وقدْ حقَّقتْ صناعاتُ الخدماتِ، مثلُ صناعةِ خدماتِ المعلوماتِ، وصناعةِ اللُّوجستيَّاتِ الحديثةِ، وصناعةِ الخدماتِ التِّجاريَّةِ، وصناعةِ الخدماتِ ذاتِ التُّكنولوجيا العاليةِ، نموًّا سريعاً، وهذا يجعلُها الأكثرَ أهميةً في التَّنميةِ الاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ في الصِّينِ. كما تطورَتِ البنيةُ التَّحتيَّةُ بسرعةٍ ملحوظةٍ؛ حيثُ وصَل عددُ خطوطِ السِّككِ الحديديَّةِ الجديدةِ إلى 16 ألفَ كيلومترٍ، بما في ذلِك أكثرُ مِن 7,500 كيلومترٍ مِن خطوطِ النَّقلِ بالسِّككِ الحديديَّةِ السَّريعةِ، و639 ألفَ كيلومترٍ مِن الطُّرقِ السَّريعةِ الجديدةِ، بما في ذلِك 33 ألفَ كيلومترٍ مِن الطُّرقِ السَّريعةِ، و33 مطاراً تمَّ تشييدُها أو تجديدُها حديثاً خلالَ الخطَّةِ الخمسيَّةِ الحاديةَ عشرةَ. وقدْ سارَع قطاعُ البريدِ مِن وتيرةِ الإصلاحِ الهيكليِّ، وتمَّ تحويلُ البنوكِ المملوكةِ للدَّولةِ إلى شركاتٍ مساهمةٍ. وتتحوَّلُ الصِّينُ تحوُّلاً سريعاً مِن بلدٍ زراعيٍّ لتصبحَ قوَّةً صناعيَّةً.

3. اتِّجاهٌ جَدِيدٌ فِي التَّدَفُّقِ فِيمَا بَينَ الأَقَالِيمِ فِيمَا يَخُصُّ عَوَامِلَ الإِنْتَاجِ وَالنَّقلَ الصِّناعيَّ. ظهرتْ أنماطُ تنميةٍ إقليميَّةٍ بسماتٍ محلِّيَّةٍ في مناطقَ شرقِ الصِّينِ ووسطِها وغربِها وشمالِها الشَّرقيِّ. ومع الزِّيادةِ المُستمِرَّةِ في القدرةِ التَّنافسيَّةِ، دخلتْ هذِه المناطقُ في مرحلةٍ جديدةٍ مِن التَّطويرِ التَّفاعليِّ والمتكاملِ والمفيدِ وذي التَّنسيقِ الجيِّدِ. وفي الوقتِ الذي شهدتْ فيه منطقةُ شرقِ الصِّينِ تحسيناً متواصِلاً لهيكلِها الاقتصاديِّ وزيادةً تدريجيَّةً في قدرتِها الابتكاريَّةِ والتَّنافسيَّةِ، سرَّعتْ منطقةُ «شَنْتَشِنْ-Shenzhen» الاقتصاديَّةُ الخاصَّةُ، ومنطقةُ «شَانْغهَايْ بُودُونْغ-Shanghai Pudong» الجديدةُ، ومنطقةُ «تِيَانْجِين بِينْهَاي-Tianjin Binhai» الجديدةُ مِن وتيرةِ الإصلاحِ والانفتاحِ. وقدْ تمَّ تنفيذُ البرنامجِ الخاصِّ بتطويرِ دِلتَا نَهرِ «يانغِتسِي -Yangtze»، كما تمَّ البدءُ في برنامجٍ تجريبيٍّ لتطويرِ الاقتصادِ البحريِّ، كما يجرِي العملُ في البرنامجِ الخاصِّ بتنشيطِ منطقةِ وسطِ الصِّينِ على قدمٍ وساقٍ. والآنَ تؤدي منطقةُ «وُوهَانْ -Wuhan»، ومنطقةُ «تشَانْغ شَا تُشُوتُشُو -changshazhuzhou» «شِيَانْغتَان -Xiangtan»، ومنطقةُ وسطِ الصِّينِ، ومنطقةُ «تَايِ يوَان -Taiyuan»، ومنطقةُ بحيرة «بُويَانْغ -Poyang» الاقتصاديَّةُ الإيكولوجيَّةُ، ومنطقةُ «وَانْجِيَانْغ -Wanjiang»، دورَ مُعَزِّزِ التَّنميةِ الاقتصاديَّةِ في المناطقِ المجاوِرةِ. وبفضلِ إتمامِ الحكومةِ المركزيَّةِ لآليَّةِ السِّياسةِ الخاصَّةِ بتحويلِ منطقةِ شمالِ شرقِ الصِّينِ إلى قاعدةٍ زراعيَّةٍ حديثةٍ وتأمينِ التَّنميةِ المُستدامةِ للمدنِ هناكَ، تمَّتْ إعادةُ تنشيطِ هذِه القاعدةِ الصِّناعيَّةِ التَّقليديَّةِ في الصِّينِ بسرعةٍ، وشهدتْ تحسيناً مُتواصِلاً لهيكلِها الصِّناعيِّ. وفي الوقتِ نفسِه، تحقَّق تقدُّمٌ لافتٌ للنَّظرِ في دفعِ عمليةِ التَّنميةِ في منطقةِ غربِ الصِّينِ منذُ أعلنَتِ الحكومةُ المركزيَّةُ عن برنامجِ تنميةِ غربِ الصِّينِ في العِقدِ القادمِ، والذي بموجبِه سيتمُّ تنفيذُ 23 مشروعاً كبيراً بإجماليِّ استثماراتٍ بلغت 682.2 مليارَ يوانٍ، وأعلنت الحكومة أيضاً عن خطَّةِ تسريعِ تنميةِ منطقةِ «التِّبتِ-Tibet»، والمناطقِ التي يسكنُها مواطنُو التِّبتِ في مقاطعةِ «سِيتِشْوان -Sichuan» والمناطقِ التي تسكنُها القوميَّاتُ في منطقةِ «شِينْجيَانْغ الأُويغُورِيَّةِ -Xinjiang Uygur» ذاتيَّةِ الحُكمِ، والقرارِ المُتخَذِ بشأنِ إنشاءِ منطقةِ «لِيَانْغ جِيَانْغ -Liangjiang» الجديدةِ في بلدِيَّةِ «تشُونْغ تشِينْغ -Chongqing». وخلالَ السَّنواتِ الخمسِ مِن عام 2006م إلى عام 2013م، تسارعتْ وتيرةُ التَّنميةِ في وسطِ الصِّينِ وغربِها وشمالِها الشَّرقيِّ، حيثُ تجاوزتْ مؤشِّراتُها الرَّئيسةُ للتَّنميةِ الاقتصاديَّةِ المتوسِّطَ الوطنيَّ.

4. نَتَائِجُ مُثْمِرَةٌ جَرَّاءَ سِيَاسَةِ الانْفِتَاحِ. كَان انضمامُ الصِّينِ لمنظَّمةِ التِّجارةِ العالميَّةِ في عام 2001م بدايةَ مرحلةٍ جديدةٍ لسياسةِ الانفتاحِ. ففي عام 2013م، بلغَ حجمُ تجارةِ الصِّينِ الخارجيَّةِ 4.1600 تريليون دولارٍ أمريكيٍّ، أيْ أكثرُ بـ200 ضعفٍ منهَا في عام 1978م، إذْ بلغتْ آنذاكَ 20.64 مليارَ دولارٍ أمريكيٍّ. وقَد انعكست حالةُ الاختلالاتِ في الميزانِ التِّجاريِّ وتحسَّنتْ للأفضلِ، فضلاً عن الزِّيادةِ المستمرَّةِ في الاستثمارِ الأجنبيِّ المباشِرِ، ليصلَ إلى 1.5926 تريليون دولارٍ أمريكيٍّ مِن الأموالِ الحقيقيَّةِ بين عامي 1979م و2013م. كما حقَّقت استراتيجيَّةُ (التَّوجُّهِ للخارجِ) نتائجَ مُثمِرةً أيضاً، حيثُ بلغتْ قيمةُ التَّعاقداتِ الهندسيَّةِ الخارجيَّةِ والتَّعاونِ في مجالِ العملِ 1.371 تريليون دولارٍ أمريكيٍّ. كما بلَغ إجماليُّ استثماراتِ الصِّينِ المباشرةِ (غيرِ الماليَّةِ) في الخارجِ 90.17 مليارَ دولارٍ أمريكيٍّ في عام 2013م.

5. خَفْضُ عَدَدِ السُّكَّانِ الرِّيفِيِّين الفُقَرَاءِ. خِلَالِ المُدَّةِ مِنْ عام 1978م إلى عام 2010م، انخفضَ عددُ السُّكَّانِ الفقراءِ في المناطقِ الرِّيفيَّةِ في الصِّينِ (الذين لا يتوافرُ لهُمُ الغذاءُ والملبَسُ) مِن 250 مليونَ نَسَمَةٍ إلى 26.88 مليونَ نَسَمَةٍ، كما انخفضتْ نسبتُهم مِن إجماليِّ سُكَّانِ الرِّيفِ مِن 30.7 % إلى 2.8 %. وفي عام 2011م، وضعَتِ الحكومةُ الصِّينيّةُ معياراً جديداً للفقرِ وهُو أنْ يكونَ الدَّخلُ الصَّافي للفلَّاحِين 2,300 يوانٍ كحدٍّ أدنى، وبالتَّالي سيتمُّ تضمينُ المزيدِ مِن الفلَّاحِين ذوي الدَّخلِ المنخفضِ في برامجِ التَّخفيفِ مِن حدَّةِ الفقرِ. وقَد شهدَتِ المناطقُ المنكوبةُ بالفقرِ بشكلٍ عامٍّ تحسُّناً ملحوظاً في ظروفِ الإنتاجِ والمعيشةِ، وزيادةً كبيرةً في المشروعاتِ الاجتماعيَّةِ.

6. التَّحسُّنُ المَلْحُوظُ فِي مُستَوَيَاتِ المَعِيشَةِ. في عام 2013م، بلَغ متوسِّطُ نصيبِ الفردِ مِن الدَّخلِ المُتاحِ لسكَّانِ الحضرِ في الصِّينِ ومتوسِّطُ نصيبِ الفردِ مِن الدَّخلِ الصَّافي لسكَّانِ الرِّيفِ 26,955 يواناً و8,896 يواناً على التَّوالِي، وهو ما يبلغُ 78 و67 ضعفاً على التَّوالي، زيادةً عن قيمتَيهِما البالغةِ 343.4 يواناً و133.6 يواناً عام 1978. وفي عام 2013م أيضاً، حَصَل 382.4 مليونَ مواطِنٍ صينيٍّ على وظائفَ، وهُو ما يشكِّلُ 49.7% مِن إجماليِّ عددِ السُّكَّانِ، بينَما الْتَحَقَ 268.94 مليونَ عاملٍ ريفيٍّ بأعمالٍ في قطاعاتٍ غيرِ زراعيَّةٍ، وهذَا الرَّقمُ الأخيرُ في تزايدٍ مستمِرٍّ. كما شهِد الإنفاقُ على الإسكانِ والاتِّصالاتِ والسَّيَّاراتِ والخدماتِ زيادةً كبيرةً، وتسارعتْ وتيرةُ التَّنميةِ في جميعِ النَّواحِي الاجتماعيَّةِ، بما فيها العلومُ والتُّكنولوجيا والتَّعليمُ والثَّقافةُ والصِّحَّةُ العامةُ والرِّياضةُ. ومع زيادةِ متوسِّطِ نصيبِ الفردِ مِن النَّاتجِ المحلِّيِّ الإجماليِّ مِن 1,000 دولارٍ أمريكيٍّ في عام 2001م إلى أكثرَ مِن 6,000 دولارٍ أمريكيٍّ في عام 2013م، نجحَتِ الصِّينُ في الصُّعودِ إلى مرتبةِ البلدانِ متوسِّطةِ الدَّخلِ، حيثُ أصبَح جزءٌ مِن سكَّانِها ميسورِين. ولا تزالُ تعملُ الآنَ مِن أجلِ تحقيقِ الرَّخاءِ للشَّعبِ الصِّينيِّ بأكملِه.